عن مخيم اليرموك

تموت الانسانية في مخيم اليرموك كل ساعة لا بل كل دقيقة. كيف يقف العالم صمتاً بلا خجل وبكل وقاحة امام مأساة الاف البشر التي تعيش تحت الحصار.
نحن نبحث في الصيف عن الماء الصحي والمفلتر والبارد اما في اليرموك فالحكاية مختلفة فالقليل من الماء العادي يتنافس عليه العشرات.
لن يسألوك
هل هو مفلتر؟
هل هذه مياه نستله؟ ام ماركة اخرى؟
لن يقولوا متسائلين "هاي الميه باردة؟"
سيسألونك بكل تأكيد هل سيأتيني الدور لنشرب؟
الماء الذي تفيض به شوارعنا من انانبيب المياه المهترئة يتمناه اهل مخيم اليرموك.
الخبز الذي نلقي به كل يوم الى القمامة كفائض يتمناه اهل اليرموك.
منذ اليوم لن اشتري خبزاً كما كنت افعل ساشتري على قدر حاجتي سأكل ما يكفيني لأعيش. سأروض معدتي قدر استطاعتي لأكون مع اخوتي في مخيم اليرموك.
لن استطيع ان اكتب عنهم وانا اشعر بالشبع. لن تكوني كلماتي صادقة الا اذا انا وغيري كتبنا وتحدثنا ونحن نشعر بالجوع والعطش.
مخيم اليرموك ليس خرافة وليس اسطورة وليس من حكايا شهرزاد لشهريار.
مخيم اليرموك وصمة عار في تاريخنا السياسي والانساني.
تاجر الجميع بالقضية الفلسطينية وها هو مخيم اليرموك يعيد حكاية اللجوء ويقول ان القضية الفلسطينية ما زالت تتعرض للمتاجرة بها والمساومة عليها واستخدامها كورقة ضغط.
عجباً كيف يدعون انهم يحبونك ويقتلونك في النفس الوقت بدم بارد كما لو كنت بشر من ورق.