عليها وجهك...مقال ساخر

انه الكاتب حسن الزعبي مرة اخرى لكن بموضوع اخر فهنا يتعهد للحكومة بأن يقوم بحملة تقشف شديدة يضغط فيها على نفسه ويراقب الاخرين من الموظفين من اجل الحفاظ على المال العام لكن ضمن شروط يحددها هو , اترككم مع المقال المعون "بِعليها وجهك"

عليها وجهك..

''ستي الحكومة'' : منذ اليوم سآخذ أحزمتي وأحزمة الأولاد..ونعيد تثقيبها في وسط البلد،انت على حق فالوضع الاقتصادي لا يستدعي عشرة ثقوب، سأزيدها خمسة اخرى..وسنختصر قطر ''سدر الطعام'' من نصف متر الى 20سنتمترا..كما سنستبدل الصحون بفناجين قهوة، والأرغفة بأرغفة اصغر بكثير بحجم ''القطايف العصافيري''، والدجاجة الأسبوعية بــ''ماجي'' شهري، والفلافل بأقراص''كالريفانين''،وسأخيط ''6 بنسات'' من فمي - 3 على اليمين و 3على الشمال - خوفا من الشراهة المفاجئة..كما اعدك ان تصبح معدتي بغضون ايام بالحجم الولادي، ورئتي كذلك..فانا حريص مثلكم على عدم استنشاق الهواء الحكومي أكثر من اللازم..

قلم الحبر الخاص بالشغل للشغل..والورق المصروف من الحكومة للحكومة،كما سأعيد خلع ''الكبسات'' الورقية من على المعاملات وأعيد استخدامها في ذات المكبس وأعيد ''لحس الطابع'' ثانية وإلصاقه بمعاملة الحكومة، ''التواليت'' الحكومي لن ادخله حتى لو ضحيت بكل ما ''البس''..سأنجز معاملاتي على العتمة، وأطفىء التدفئة بنفسي، وأحدث عطلا مقصودا في المراوح، واحضر ''كهربجي'' على نفقتي الخاصة ليعطل معظم المصابيح الزائدة..سأبلغ عن أي سائق يتحرك بآلية لأغراض خاصة،أو موظف يجري مكالمة من هاتفكم مع صديق او قريب، كما سأوثق بالصوت والصورة عدد هزات المدير على كرسيه..فمن غير المعقول ان يجعلوا المال العام وسيلة لينعموا فيها ''أردافهم''..لن اتثاءب ولن اعطس ولن اغفى ولن أتأفف من الثامنة صباحا وحتى الثالثة ظهرا، لن اطالب بــ''الأوفر تايم'' حتى لو تأخرت،ولن آخذ اجازتي السنوية حتى لو تعبت، وطيلة العام..سأكون أول من يفتح المكتب وآخر من يغلقه بعد ان أتأكد ان الانفاق الحكومي ''معصور عصرا''.

ستي الحكومة : عليها وجهك...سأكون كما طلبت وأكثر...لكن لي شرط صغير جدا جدا:''الا يضيق حزامي وتتسع أحزمتهم'


أحمد حسن الزعبي