من القرية اليكِ يا شيماء "صباح الخير"

نمط حياة جديد مختلف كلياً عن الذي اعتدت عليه, ففي العاصمة لا يكاد ينقطع صوت الحياة, صراخ اطفال هنا ولعب اطفال هناك, صوت سيارات الأسعاف القادم من الشارع الرئيسي المتسلل عبر جدران المنزل من حدته, وصوت السيارات خصوصاً باصات المدرسة التي تأتي لتلتقط الطلاب في الصباح والزامور المزعج الذي تطلقه هذه الباصات عندما تأخذ الطلبة صباحاً وتعود بهم وقت الظهر, صوت السيارات التي تبيع اسطوانات الغاز, وباعة الخضار المتجولين بسياراتهم, اضافة الى صوت السيارات التي تبيع المنظفات واخيراً وليس اخراً صوت الاذان العذب الذي يأتي من المسجد القريب فيهديء النفس ويطمئنها. كل هذا افتقده هنا في القرية, الحياة هنا تبدأ مع ساعات الفجر مع صياح الديك وتنتهي تقريباً مع اذان العشاء فتنقطع الحركة من الشارع الا ما ندر ويدخل الاطفال رغم قلتهم الى بيوتهم مع اذان المغرب. لا يوجد انترت ولا مقاهي انترنت, كل ما هناك بقالة ابو زيد. هي الوحيدة في الحي الذي اقطن فيه. لست ادري للان اهي الحياة التي احتاج ام اها الحياة التي تقيدني وتبعدني عن الابداع. لن احكم عليها بسرعة سأنتظر المزيد من الوقت.
اأود ان اضيف ان هنا لا مجال للسهر فكل شيء يدعوك للنوم قبل العاشرة. انا الذي من سنين ما نمت الا متأخراً وكثيراً ما نمت بعد صلاة الفجر, اليوم اعترف اني انام مع العاشرة.
لا اخفي ان هناك الكثير من الاشياء التي افتقدها من بينها غرفتي التي اعتدت عليها واعتادت علي, افتقد اناس كنت على تواصل معهم, افتقد الى شيماء احن الى شيماء واشتاق الى شيماء رغم اني حاولت ان لا اذكرك هنا الا اني ما وجدت نفسي الا وانا اكتب اسمك. اترين؟ ها انا الان ابتسم لان الحديث عنكِ الان فمجرد ذكرك يجعلنتي ابتسم ومن كل قلبي لأني اعرف من هي شيماء ومن تكون شيماء وكم هي رائعة شيماء. كنت اخاف من ان يكون قلمي قد جف, وافكاري قد تقلصت, اني اصبحت عاجزاً عن الكتابة. لكني احمدالله الان لانها الكلمات ها هنا تنساب مني رغماً عني, كنت اود ان اكتبِ اليكِ, واليك انت فقط وان لا اتحدث عن اي شيء الا عنكِ ان لا اقلق حول اي شيء الا انتي ان لا اسأل عن اي احد الا انتي. لربما كانت هذه المقدمة رغماً عني لاني لم ادر كيف ابدأ اذا وجهت حديثي اليكِ من البداية. اظنك تعرفيني بما يكفي لتجدي تفسيراً او لربما لم تتعبي نفسك في ايجاد التفاسير لان هناك ما هو اهم , ليس هناك الان عندي ما هو اهم من اسمع منكِ واتحدث معك.
صباح الخير يا شيماء! هل تسمعيني ؟ اقل لكِ صباح الخير لاني اعلم انك تستيقظين قبل صلاة الفجر بقليل كعادتك دوماً اي صباح هذا الصباحًًًً!!
يا لروعته الان اشعر بنبض الحياة يعود واشعر بأني ما زلت هناك في غرفتي في العاصمة, انا اجزم جزماً قاطعاً بأني الان لم اعد في القرية, انتي السبب, نعم انتي السبب انتي من اخذني الى هناك, الى حيث كل شيء يذكرني بكِ يا شيماء الى العاصمة الى الحارة, البيت, الغرفة, والمطبخ الذي يشهد على اكاب القهوة التي اعددت. كاسات الشاي التي صنعت والوجبات التي طهيتها.
اتعلمين ماذا؟ غداً ستزورنا "ام محمد" اتذكرين ام محمد؟ جارتنا العراقية, التي لطالما ارسلت مع ابنها وجبات الطعام لي. شيماء!! ها انا اكتب اليكِ من جديد ها انا استعيد نفسي من جديد ها هي البسمة ترتسم على شفتي, الان سيطيب لي ان ارى شرق الشمس استمع لتغاريد البلابل الان سأرتب الاوراق من جديد اتابع السير في تنفيذ مخططاتي.
صباح الخير يا شيماء يوم جديد يوم جديد جداً لم يأتي مثله من قبل فعيشيه كما لم تعيشي الايام من قبل.

عدل سابقا من قبل عربي في السبت يوليو 24, 2010 9:15 pm عدل 1 مرات