(رورو) ... مقال ساخر للكاتب عبد الهادي راجي المجالي

(رورو) ...


كنت عند طبيب الأسنان أمس وجاء «رامي» مع ماما وبابا....

رامي في السابعة من العمر ويبدو أن أسنان الحليب بدأت بالتساقط لديه... وقد أكدت الأم لطبيب الأسنان أن أحد أنياب رامي ... تتعرض (للخلخلة) وأنه خائف ولا بُدّ من خلعها بهدوء تام ... الطبيب بدوره أكد لأمّ رامي أن هذا الأمر طبيعي ولا حاجة لاحضاره إلى هنا.

أتذكر أسنان الحليب لدي أنا لم أكن مثل رامي أبداً... أتذكر أن الصف الأول في الفك الأعلى راح كله دفعة واحدة حين ارتطم رأسي ذات يوم في (باب البكم)... وكانت النصيحة الطبية الوحيدة التي تلقيتها هي كلمة (اتمضمض) من جدتي.

بعد ذلك جرت مداولات بين الأم والطبيب حول شكل الفك وهل يحتاج رامي لتقويم ... وأبدى الأب خوفه على رامي حيث قال للطبيب: إنه لا يريد لابنه أن يشعر بالألم...

بالنسبة لطواحين الحليب فقد فقدتها هي الأخرى أثناء تناولي (القرشلة)... أحياناً من الممكن أن تجد بعض الحصى في شوربة العدس.... وفي (القرشلة) وأتذكر اني ذات يوم حطمت صفاً كاملاً من (طواحين) الحليب حين قضمت قطعة (قرشلة) تبين انها تحتوي على (برغي) 2سم... كيف وصل البرغي إلى القرشلة لا أعرف؟.

أمضيت ساعة كاملة وأنا اسمع حوار أم رامي والطبيب ... وكيف كانت تصر على أن الفتى ما عاد يقوى على استعمال الفرشاة... والأهم أن رامي كان كلما وضعوه على كرسي الطبيب يبدأ بالصراخ.. «ماما ما بدي» والأم تغرق في الحنان وتحضن الفتى.

في نفس عمر رامي... كنت قد تعرضت لعملية طهور بعدها بثلاث ساعات شاركت والدي مباشرة في تركيب (اصطبكوك) وفي اليوم الثاني خضت مباراة كرة قدم (بالدشداشة) واحرزت (3) أهداف..

هذا الصباح لحظة كتابتي المقال افقت ورامي في بالي يا ترى ما هي اخباره هل انخلع (الناب)؟ ام أنه ما زال يعاني ... وفي بالي أيضاً مشهد (ماما) وهي تحضن (رورو).... ولم يغب عن ذهني مشهد (البرغي) الموجود في القرشلة نسيت أن أقول لكم إني بلعته وحين اخبرتهم قالوا لي: عادي... وأكدت جدتي أن أحد أحفادها ابتلع ذات يوم حين كان في السادسة من العمر (4) جلد غاز ولم يحدث له شيء... وأن حفيد آخر بلع بالخطأ أيضاً «قداحة».

على كل حال (نيالك) يا رامي أظن أنه سيبلع أشياء حين يكبر أثمن من التي بلعناها في الطفولة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

عبدالهادي راجي المجالي

منقول من جريدة الرأي