شمس الجزائر

ربما لم تعاني اي من الدول العربية والاسلامية في العصر الحديث من الاحتلال العسكري والثقافي كما عانت منه الجزائر. فالجزائر ظلت تحت نير الاحتلال 132 عاماً كل عام اقسى من الاخر.
الا ان الجزائريين سطروا قصص اسطورية في النضال والدفاع عن ارضهم ولغتهم ودينهم وثقافتهم. فكانوا رمزا للنضال والتحرر افقد المحتل صبره.
عرف عن الجزائر انها بلد المليون شهيد وهم في الحقيقة اكثر من هذا العدد, هم اكثر من مليون شمعة اظائت الظلام في الجزائر هم اكثر من مليون قلم سطروا تاريخ الجزائر هم الارض التي تقف عليها الجزائر اليوم بطلتها البهية لتبدو عصية على المحتل واذنابه.
الجزائر التي وان كانت بعيدة عن الاحداث العربية نوعا ما كانت الاقرب دوما لها فالبعد الجغرافي لم يمنعها من ان تكون ذات السبق في دعم النضال والصمود الفلسطيني ففتحت ذراعيها للعرب وللفلسطينيين تحديداً وما هذا بغريب عن شعب الجزائر العريق المناضل.
في الجزائر الغة العربية مقدسة وانا اعني ما اقوله بكلمة مقدسة فهي اغلى من الذهب هي من يسعى اليها الجميع رغم ان المحتل حاول جاهداً بعد رحيله ان يبقي اثاره التي تتمثل بغزوه الثقافي, فكان انتشار اللغة الفرنسية الكبير, ولكن رغم هذا اصر الجزائريين ان تبقي العربية فهي الأم وهي الحبيبة وهي المعشوقة وهي قصة الحب الأولى.
في الجزائر كثير من الشرفاء والغيارى على دينهم ووطنهم ولغتهم ومنهم من عرفت شخصياً "صفيه" تلك الفتاة التي وجدتها تاخذ مكانها في دفاعها عن دينها رغم حداثة سنها الا انها تملك فكراً ثاقباً وعزيمة جبارة, ورغبة في الدفاع عن دينها ونبيها المصطفى صلى الله عليه وسلم, صفية والتي تتقن اللغات الحديثة ما استخدمت هذه اللغات الا لنصرة دينها ونبيها فكانت بذلك قصة مجد يضاف للمجد الذي تمتلكه الجزائر, صفيه هي رقم صعب من الارقام القاسية في وجه الاحتلال حين تتعدد اشكاله. صفيه جواب لكل المستعمرين الذين يطمعون في طمس هوية الجيل الجديد ورد قاسي يقول بصريح العبارة .
لا تفنى اللغة
ولا ينقص الدين
وان زاد عهد الاحتلال

فنسائنا ما زلن يلدن
وان كانت جروحهن تئن
وان زادت على طهورنا الاحمال

فنحن امة واحدة
رغم الجراح يد واحدة
ننتفض لنمضي للمجد كالابطال