رسائل ومنشورات يتناقلها الشباب عبر sms وE-mail

سماح أبودقة - 'فتاة تبلغ من العمر 16 عاما مريضة جدا عجز الأطباء عن علاجها، وفي ليلة القدر بكت الفتاة من شدة الألم، ولما نامت جاءتها السيدة عائشة رضي الله عنها أيقظتها من نومها وأعطتها شربة ماء، ولما استيقظت الفتاة وجدت نفسها شفيت تماما ووجدت قطعة من القماش مكتوبا عليها أن تنشر هذه الرسالة وتوزعها على 12 فردا على الأقل وتكتب فيها لا إله إلا الله محمد رسول الله وإن لم ترسلها ستبقى في ذمتك ليوم القيامة'.
هذه الرسالة ومثيلاتها الكثير يتبادلها الشباب عبر sms وE-mail تضمن مواضيع مختلفة منها أدعية واخبار ووصفات طبية واخرى قضايا اجتماعية وسياسية منها من ألبست بثوب الاسلام وهي في حقيقة الامر خرافات ومداعبات يختلقها بعض الشباب وأخرى يكون هدفها التسويق من أجل الربح.
د.نضال هماش (أستاذ الشريعة في مركز تدريب بجمعية المحافظة على القرآن الكريم) يقول 'إن هذه الرسائل قديمة حديثة وهي من الخرافات. والمعلوم ان الاحلام لا يسري عليها احكام واحيانا نرى من هذه الرسائل ادعاء لعلم الغيب كقولهم ان من لم يوزع الرسائل سيحصل له كذا وكذا وهذا محرم شرعا لان هذا العلم من اختصاص الله عز وجل'.
ويبين: 'هذه الرسائل بعيدة عن مفاهيم الاسلام ومقاصد الشريعة وهي عبارة عن شعوذة ودجل ولا علاقة لها بالنبي صلى الله عليه وسلم وجميعها تقوم على مزاعم تزعم رؤية النبي ولا دليل لهم على ذلك الا ما يدعونه على انفسهم فإذا كان النبي نفسه لا يعلم الغيب كما في قوله تعالى (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون). وحاشى لرسول الله أن يكون حبه بالطلب، بان يرسل بهذه الرسائل الخرافية للناس وانما حب النبي يكون باتباع سنته ومنهجه والابتعاد عن الشعوذة والدجل'.
ويؤكد 'لا يجوز لأصحاب هذه الرسائل ان يستحلفوا الناس على فعل أمر باطل ولا يجوز للناس أن يستجيبوا لهذا القسم بفعل امر لا علاقة له بالاسلام'.
في حين تؤكد الواعظة إيمان شحاتة (مركز تحفيظ القرآن فرع عمان) أن هذه الظاهرة تستهدف التلاعب بعقول الشباب ومشاعرهم، لتبقي دائرة انشغالهم بقضايا جزئية عن قضايا أهم، يرجح أن يكون مصدرها جهة معادية للإسلام او جهة مستفيدة من نشر الرسائل القصيرة وتداولها على اجهزة الموبايل لتحقيق الأرباح'.
وقالت شحاتة 'هذا الموضوع يتعارض بصورة مباشرة مع مبادئ الدين من جهات عديدة، فقد قال تعالى (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) فما مات النبي عليه الصلاة والسلام، إلا وقد بلغ الناس جميعا دين الله لا نقص فيه، ثم نفاجأ بعد ذلك ان احدهم يدعي رؤية النبي أو احد الصحابة ويخبره بجملة اشياء ليبلغها للناس وينشرها، هذا يعتبر طعنا في ابسط مبادئ المسلم'.
وتشير إلى مسألة الاستحلاف في هذه الرسائل والمنشورات بقولها: اذا استحلف احدهم آخر لفعل شيء فيرى الفقهاء ان المستحلف مندوب لان يبر بقسم اخيه ولكنه في كل الاحوال ليس ملزما بهذا الاستحلاف، اذ ليس لاحد سلطة في ان يجبر الآخرين ويحملهم على شيء لانهم تلفظوا بالايمان، ان اليمين تلزم صاحبها وهو الملزم بالابرار بقسمه ولا شأن للآخرين به.
وتؤكد شحاتة 'لهذه الرسائل معارضة اخرى واضحة وصريحة لمبادئ العقيدة الإسلامية وهي أن الضرر والنفع بيد الله وحده واصحاب هذه الرسائل والمنشورات يجزمون بوقوع الضرر والنفع للعباد بناء على فعل وليس في اصله واجبا على الناس، ولذلك فنعجب من غفلة الناس من هذه الحقيقة البديهية من حقائق الايمان بالله واسمائه وصفاته'.
سعاد خرما (طالبة جامعية- جامعة البلقاء التطبيقية) لا تؤمن بهذه المنشورات سواء كانت ورقية او عبر الوسائل التكنولوجية وخصوصا التي يدعى فيها بأنه سيحدث لك مصيبة اذا لم تنشرها وتقول: 'هذا خاطئ لان كل شيء قضاء وقدر بيد الله عز وجل والهدف من هذه المنشورات توجيه فكر الشباب إلى أمور لا صلة لها بالدين الحنيف لذلك يجب على كل إنسان أن يفكر بعقله وألا ينجرف خلف هذه الادعاءات'.
وتبين أن المسجات التي تأتي بعنوان انشر ولك الاجر قد تكون صحيحة اذا كان مضمونها يضم حديثا نبويا أو آية قرآنية المهم أن تكون النصوص مطابقة لما ورد في القرآن والسنة وهذه يمكن نشرها.
وتعتبر أن عودة غالبية الرسائل التي تحمل عنوان انشر ولك الأجر 'خرافات ولا يجوز الأخذ فيها والرسول (ص) قد ذكر لنا احاديث للهم والغم والفرح والحسد إذا حفظناها وقلناها يسر الله أمورنا'.
أما الطالب جمال القواسمة (جامعة الزيتونة) فيقول 'كثيرا ما توزع علينا اوراق مطبوعة مكتوب فيها قصص واعظة للشباب وفي النهاية يكتب انشر ولك الاجر، افضل دائما الاحتفاظ ولا اقوم بنشرها لأنني غير متأكد من صدقها'.
في حين لا تهتم فرح سلو (موظفة بنك) لمثل هذه الرسائل ولا تبالي لما يصل اليها فقد مرت بتجربة من قبل حيث قامت بتصوير عدد من الاوراق مكتوب فيها ادعية واحاديث حاولت نشرها 'فلم تلق قبولا من اي شخص'، وتقول ان ذلك يسبب احراجا للشخص خصوصا اذا استحلفوك بنشرها.
ويعتبر سمير سلمان (موظف بشركة خاصة) أن الرسائل المتناقلة بين هواتف الشباب مفيدة 'فهي تذكر الشباب بالادعية الدينية وبالاحاديث النبوية ولنا الاجر في النهاية'.