الى ربيع القلب شيماء

كان لقاءاً غير عادياً, وكانت فرحة لقائكِ غير عادية ابداً, لأنها تجاوزت حدود السعادة. من قال ان للسعادة حدود؟ لقد شعرت حين التقيتك من بعد كل هذا الغياب بما لم اشعر به من قبل. انها الفرحة العارمة, الفرحة التي اخذتني من محيطي وكل شيءٍ حولي لأعيش معكِ فقط. كان لقاءاً رائعاً, أم هل اقول انه لقاء تاريخي ؟ وجدت نفسي اكتب الشِعر لأعبر عن كمية الفرح التي اعيشها, ووجدتك تبكين, تبكين فرحاً, ورغم انها دموع الفرح الا اني ما شئت ان تنهمر الدموع من عينيكِ. الوم نفسي مذ عرفت انكِ يا شيماء ما عدتي تهتمين بنفسك خلال فترة غيابي, الوم نفسي واشعر بالذنب لأن غيابي قد سبب نحولك, وفي نفس الوقت اشعر بالطمأنينة لأننا التقينا من جديد, ولأن قلبي هنا عاد ينبض بالحياة, ولأني حين سألتك كيف انتِ الان, كان جوابك "الأن فقط انا بخير", اتعلمين يا شيماء, الربيع هنا يملأ المكان, المروج خضراء وبيضاء وصفرا وحمراء الزهور تغطي الجبال كلوحة عبقرية, مع ذلك لم استمتع بكل هذا الجمال الطبيعي الا بعد ان حدثتك, لقد اكتسب الربيع معنى اخر, اصبح جميلاً, وأصبحت عيناي قادرة ان تدخل الى قلبي روعة هذا الموسم, واصبحت اذناي قادرة ان تستمع بتغريد الطيور, وزقزقة العصافير. نعم زقزقة العصافير التي كنت اهرب منها في غيابك اصبحت استمتع بها الان. الان كل شيء جميل, ليس لأنه جميل بحد ذاته فقط, بل لأنك تضفين عليه الجمال. فرسمك يرافقني في كل مكان ارتحل اليه. سأوصيك من جديد وسأسألك من جديد ان تهتمي بنفسك ان تعتني بصحتك, وليس هذا من باب المجاملة انما لأنه يهمني ان تكوني بخير ويهمني جداً.
هل اخبرتك اني لم انم في تلك الليلة؟ ابداً لم انم الا حين بزغ الفجر, وحين نمت, نمت كما لم انم من قبل, كانت السعادة تغمرني بعد حديثنا. كان يوماً مميزاً ورائعاً كروعتكِ. ها انا اليوم اكتب اليكِ من جديد, ففي القلب الكثير الكثير لأكتبه, فهذا القلب يحمل لكِ ارقى المشاعر التي لن تنضب يوماً, ها انا اكتب اليكِ يا شيماء, لأقول لكِ ان اني ما نسيتكِ ابدً ما نسيتكِ وكيف انسى شيماء؟ لا لستِ من العابرين على هذا القلب والذي خبا نورهم, انتِ هنا في هذا القلب تعتلين عرشه, شيماء لا تصدقي اني نسيتك يوماً ولا تصدقي اني سأنساكِ.