ويكي العربي !!!

ويكي العربي !!!

تناقلت وسائل الإعلام المختلفة أخبار التسريبات التي قام بها موقع ويكيليكس لوثائق دبلوماسية أميركية سريّة تعدّ بمئات الآلآف ، و آثار و تداعيات هذه التسريبات على الولايات المتحدة و علاقاتها مع حلفائها عبر العالم ، هذا الموقع الذي بزغ نجمه عندما نشرَ فيديو لعملية قنص قام بها جنود أمريكيون داخل طائراتهم الأباتشي لمواطنيين عراقيين و كشفَ الاستهتار بحياة الإنسان العراقي و كيف قام الجنود بقتلهم بكلّ برودة أعصاب و بلا أي اعتبار للإنسانية التي تدّعيها الولايات المتحدة و تشنّ حروبها على الشعوب متسترة بإسمها و بمسميات زائفة أخرى كالحرّية و الديمقراطية و حقوق الإنسان و التي تصبّ جميعها في بوتقة حامي العالم الحرّ و ناشر مبادئ العدل و المساواة و غيرها من الشعارات الكاذبة الواهية .

الغريب في الأمر أنّ الغرب ضرب مثالاً لحرية التعبير التي يمنحها لمواطنيه ، إذ أنّ جوليان أسانغ مؤسس الموقع لا يزال حيّاً يرزق ، و لم يتم إرسال إثنان زعران ليعترضوا أسانغ بعد خروجه من محل الخضرة ليضربوه و يهشّموا وجهه ثم يقترب أحدهم من أذنه ليقول له :

عشان تتربى يا أسانغ ، فاهم وله !!!

كما أنّه لم يتم إرسال قوّة أمنية لمنزل أسانغ لشحطه إلى جهة مجهولة هو و أبوه و أخوته و أبناء عمومته و أبناء أخواله و خالاته بالإضافة لأبناء جيرانه و صاحب الدكانة الموجودة في رأس الشارع التي يشتري منها أسانغ اللبن و الفاين !!! و هذا كله – و الكثير غيره – ما كان سيحدث لو أنّ مواطناً عربياً ضُرب على رأسه و دبّت به الحميّة و قرر إنشاء موقع كموقع ويكيليكس لنشر الوثائق الدبلوماسية العربية و غيرها من الملفات السرية التي تفضح تخبيصاتنا و سقطاتنا التي لا تعدّ و لا تحصى .

على العموم لو أنّ مواطناً عربياً قرّر أنْ يفعل ذلك ، فإنني أبشّر الحكومات العربية بأنْ لا داعي لإتخاذ أي إجراء ضدّ هذا المواطن المسكين ، لأنّه لا يوجد موقع في العالم سيحتمل رفع الملفات العربية عليه و تخزينها به حيث سيرفضها السيرفر و يرفشها و هو يقول في قرارة دومينه :

يخرب بيتكو شو هاد !!!

و ويكيليكسنا غير ويكيليكسكو ،

احكيها عشر مرات بتربح زنزانة !!!


بقلم : محمد غيث



المصدر: منتديات اربد نت - من قسم: ساحة مقالات ساخرة