ائتلاف سوري معارض جديد يكلف المالح بتشكيل حكومة انتقالية

أعلنت في القاهرة، اليوم، ولادة ائتلاف جديد للمعارضة السورية يحمل اسم مجلس الأمناء الثوري السوري، كلّف المعارض هيثم المالح بتشكيل حكومة سورية انتقالية. إلى ذلك، طالبت المفوضية الأوروبية بإقرار «هدنة» في سوريا لإجلاء الجرحى والمدنيين، واصفة ما يجري في هذا البلد بـ«المأساة الإنسانية».

وعقد مجلس الأمناء الثوري السوري مؤتمره التأسيسي في القاهرة، وفي ختام أعماله أعلن هيثم المالح أن هذا الائتلاف، الذي يضم معارضين غير حزبيين، طلب منه تشكيل حكومة انتقالية مقرها القاهرة.
وقال المالح «كلفني الإخوة بقيادة حكومة انتقالية وأن أبدأ بالتشاور مع المعارضة في الداخل والخارج»، معتبراً أن «المرحلة الحالية تتطلب منا التعاون مع المعارضة في الداخل والخارج لتشكيل حكومة انتقالية». وكان المالح قد استقال من المجلس الوطني السوري المعارض في 13 آذار/ مارس الماضي، منتقداً أداء هذا المجلس.
من جهتها، أكدت المفوضة المكلفة المساعدة الإنسانية وإدارة الأزمات كريستالينا جورجييفا، في بيان، «أن سوريا بصدد الوقوع في مأساة إنسانية تذكر بمآسي يوغوسلافيا السابقة»، مضيفةً إنه «يجب علينا عدم السماح بتكرار ذلك. وينبغي أن يتمكن المدنيون من مغادرة مناطق المعارك بدون خوف على حياتهم».
وتابعت جورجييفا إنه «يجب أن تتمكن المنظمات الإنسانية من الوصول إلى مناطق القتال للقيام بإجلاء الجرحى والمدنيين». وقالت أيضاً «أطلب من المجتمع الدولي وخصوصاً مجلس الأمن دعم دعواتي لاحترام فترات هدنة إنسانية».
ودعت جورجييفا أطراف النزاع إلى «احترام الرموز الإنسانية وعدم مهاجمة الطواقم الطبية وعدم استخدام المستشفيات كأماكن احتجاز»، مشددة على «ضرورة احترام الهدنة في المعارك، وهو ليس واجباً إنسانياً فحسب بل إنه واجب يفرضه القانون الدولي».
وحذرت من «أن انتهاكات هذه القوانين مثل استهداف المنشآت التي توفر العناية الطبية وطواقمها، تعتبر بمثابة جرائم حرب».
في سياق منفصل، أعلن نائب رئيس أركان الجيش الإيراني، الجنرال مسعود ، أن بلاده «لن تسمح للعدو بالتقدم في سوريا»، لكنها لا ترى ضرورة للتدخل في الوقت الحالي، بحسب ما نقلت عنه صحيفة «شرق»
وصرّح جزائري «في الوقت الحالي ليس من الضروري أن يتدخل أصدقاء سوريا، وتقييمنا هو أنهم لن يحتاجوا إلى ذلك»
وكانت صحيفة «الوطن»، القريبة من النظام السوري، قد أوردت أمس أن إيران حذرت تركيا من رد «قاس» في حال تدخلها عسكرياً في سوريا و«تغيير قواعد اللعبة»
وتابع جزائري أن «كل فصائل المقاومة ضد إسرائيل هم أصدقاء لسوريا، إضافة إلى القوى التي لها وزنها على الساحة الدولية (روسيا والصين)»، متابعاً أنه «سنقرر وفقاً للظروف كيف سنساعد أصدقاءنا والمقاومة في المنطقة. لن نسمح للعدو بالتقدم»
وكان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، قد اتصل أمس بنظيره السويدي كارل بيلد، للتأكيد أن الوضع في سوريا «يتجه نحو (العودة) إلى الهدوء»
من ناحية ثانية، وصل مساعد وزير الخارجية التركي لشؤون الشرق الأوسط، خالد تشاويك، اليوم، إلى طهران لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين تتعلق
وذكرت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء أن تشاويك سيجري محادثات مع صالحي تتعلق بما تشهده المنطقة من تطورات، لا سّيما الأوضاع في سوريا، كما سيلتقي تشاويك خلال الزيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون آسيا والمحيط الهادئ عباس
من جهة أخرى، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الوضع في أنحاء عدة من سوريا لا يزال محفوفاً بالمخاطر
وأصدرت المنظمة بياناً جاء فيه أن «الوضع ما زال محفوفاً بالخطر والغموض في عدة أماكن في سوريا، في ظل استمرار المواجهات المسلحة في حلب وأجزاء من دمشق وحمص»، مشيرةً إلى أنه «خلال الأيام القليلة الماضية، استمرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري بمساعدة النازحين وغيرهم من المتضررين من القتال في دمشق وغيرها»
وأوضحت المنظمة أنه في حلب جرى توفير المياه وأجريت إصلاحات في 10 مدارس تؤوي ألفي نازح. وفي ريف دمشق يعمل تقنيون على توفير مياه الشرب لمدارس تؤوي مئات النازحين، فضلاً عن أنه جرى تسليم ما يزيد على 2300 طرد غذائي إلى الهلال الأحمر لتسليمها إلى النازحين في
أما في دمشق، فسلّم إلى الهلال الأحمر 5 آلاف طرد غذائي، وهي كمية تكفي 25 ألف شخص طوال شهر
ميدانياً، شنّ معارضون مسلحون، ليل أمس، هجوماً بصواريخ «آر بي جي» على مقر المحكمة العسكرية، بحسب المرصد السوري لحقوق
وذكر المرصد أن «اشتباكات عنيفة تدور في حي باب النيرب بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة ومسلحين من آل بري الموالين للنظام، كما تدور اشتباكات في أطراف حي صلاح الدين حيث سمعت أصوات انفجارات»، لافتاً إلى معلومات عن «تكبّد القوات النظامية خسائر بشرية خلال الاشتباكات عند قسم الشرطة في حي الصالحين، وتعرّض عدد من الأحياء كالميسر والإذاعة والمرجة والفردوس لقصف من القوات السورية»

(أ ف ب، يو بي آي،