لم يكسر تقدم الجيش السوري في حي صلاح الدين الحلبي أمس الاول، التوقعات بـ«معركة طويلة» في عاصمة البلاد الاقتصادية. فالحي الاستراتيجي عند المدخل الجنوبي الغربي للمدينة، شهد أمس، هجوماً مضاداً من مقاتلي «الجيش الحر» الذين تصلهم باستمرار تعزيزات بشرية من خارج حلب وأيضا من خارج سوريا.
ويسيطر الطرفان على اجزاء مختلفة من الحي، فيما تشهد أجزاء أخرى عمليات كر وفر مستمرة. لكن هذا لم يثن «الجيش الحر» عن شن هجمات في مواقع أخرى من المدينة مثل المطار الدولي، حيث «صدته» القوات النظامية.
وتواصلت المعارك بشكل عنيف في شوارع مدينة حلب. ووصف قائد كتيبة «درع الشهباء» في «الجيش السوري الحر» النقيب حسام ابو محمد ما يدور في هذا الحي في مدينة حلب بانه «حرب شوارع حقيقية»، مشيرا الى ان الحي «يشهد معارك حقيقية وعن مسافات قريبة». وقال «ان نصف اجزاء حي صلاح الدين تقريبا وتحديدا شارع الشرعية يشهد عمليات كر وفر بيننا (الجيش الحر) والجيش النظامي».
واشار ابو محمد الى ان «الجيش الحر ينتشر ويعزز قواته على طول محور جديد حول صلاح الدين يمتد من دوار الكرة الارضية ـ المشهد ـ العامرية ـ الراموسة بطول بين 3 الى 3,5 كيلومتر». واوضح النقيب المنشق ان الجيش النظامي «يسيطر وينتشر في 25 في المئة من الحي لجهة الملعب البلدي شمال حلب وفي الغرب لجهة استاد الحمدانية وهو ينشر قناصة» بينما «يسيطر الجيش الحر وينتشر على 25 في المئة من صلاح الدين من جهة جامع بلال وحتى دوار صلاح الدين».
وقال ان «الجيش الحر» استعاد دوار صلاح الدين بعد وقت الافطار امس الأول حيث «دمرنا ثلاث دبابات». واضاف ان «لا محاولات تقدم» اليوم (أمس) من قبل الجيش النظامي «لكن هناك قصفا بالطيران والمدفعية وطائرة استطلاع تجوب سماء المنطقة».
من جهتها، صدت القوات النظامية السورية هجوما للمقاتلين المعارضين على مطار حلب الدولي جنوب شرق المدينة، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). وذكرت الوكالة ان «وحدة من جيشنا الباسل تصدت لمجموعة من الارهابيين المرتزقة حاولوا الهجوم على مطار حلب الدولي»، مشيرة الى ان القوات النظامية «قتلت معظم» المهاجمين.
واكد قائد ميداني في الجيش السوري الحر في حلب لوكالة وقوع الهجوم، مشيرا الى ان «هناك مجموعات من الجيش الحر شنت هجوما على مطار حلب (الدولي)» لافتا الى ان «لا معلومات لدي عما اسفر عنه الهجوم».
الى ذلك، ادى قصف على مخبز في طريق الباب شرق حلب الى سقوط نحو عشرة قتلى، كما ذكر صحافيون واوضحوا ان القنبلة سقطت عندما كان مئات من السكان يقومون بمشترياتهم مع تشكل صف طويل امام هذا المخبز الواقع في حي يسيطر عليه الجيش السوري الحر.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «ما لا يقل عن سبعة مواطنين قتلوا إثر القصف الذي استهدف تجمعا للمواطنين امام فرن للخبز في حي طريق الباب بمدينة حلب».
وعلى الرغم من تواصل عمليات القصف والاشتباكات، احيا سكان حلب «جمعة سلحونا بمضادات الطائرات» حيث خرجت تظاهرات في السبيل والفرقان والسكري، بالاضافة الى حلب الجديدة الخاضعة للنظام والتي شهدت قتل شاب جامعي في 19 من عمره وجرح ثلاثة برصاص الامن خلال تفريق التظاهرة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.
إلى ذلك، أبدى مقاتلون قلقهم ازاء مستقبل العلاقات مع مقاتلين إسلاميين من خارج البلاد، يشارك بعضهم في المعارك. وقال القيادي في إحدى الكتائب المقاتلة ويدعى أبو بكر: «دعني أكون واضحا. أنا إسلامي ومقاتلي إسلاميون. لكن هناك اكثر من نوع من الإسلاميين», وأضاف «هؤلاء الرجال الذين يأتون قاتلوا في حركات تمرد مثل العراق. إنهم شديدو التطرف ويريدون تفجير اي رمز للدولة حتى المدارس».
وقال ابو بكر «هدفنا هو أن نصنع مستقبلا جديدا لا أن ندمر كل شيء». وأضاف «على الرغم من دمويتها فإن هذه المرحلة بسيطة. جميعنا لدينا نفس القضية وهي إسقاط النظام. حين يسقط بشار قد نجد جبهة قتال جديدة ضد حلفائنا السابقين». ويقول ابو بكر ورفاقه إن رؤيتهم هي أن تصبح سوريا نسخة محافظة من الحكم الإسلامي المعتدل في تركيا وليست دولة دينية شمولية.
ولا تعمل كل الجماعات المعارضة مع اجانب ولا يعمل جميع مقاتلي المعارضة السورية مع بعضهم البعـض. في حلب على سـبيل المثـال اكبر مجموعة هي لواء التوحيد البالغ قوامه 2000 فرد. ويقول إنه يقبل مقاتلين اجانب شريطة أن يمتثلوا لقواعده. وقال مقاتل من لواء التوحيـد «هناك بعض الكتائب المتطرفة التي لا تتعاون جيدا معنا. تظل بمفردها». وأضاف «نحاول دمج الجهاديين داخل جماعتنا حتى يتراجعوا عن أساليبهم الاكثر حدة. هذا لا يعني أننا لسنا قلقين. مازال من الممكن أن ينقلبوا ويتمردوا علينا».
وبدأ التقدم الذي احرزه «لواء التوحيد» في توحيد معركة السيطرة على حلب الممتدة منذ ثلاثة اسابيع يتداعى حين اشتكت مجموعات اصغر من أنها لا تحصل على حصة ملائمة من الأسلحة التي تسرق من مراكز الشرطة. بل انسحبت بعض وحدات الى الريف بسبب خلافات. وتوترت الأعصاب وفقد الجميع اخوة واقارب واصدقاء. ومعظم المقاتلين من صغار السن وتتراوح اعمارهم بين 15 و28 عاما ويواجهون واحدا من اكثر الصراعات دموية في المنطقة.
وقال عمرو وهو مقاتل معارض عمره 20 عاما «نحن نقاتل النظام بالفعل والآن نكافح الجريمة. ليس لدينا وقت للتعامل مع هؤلاء المتطرفين... لكن لا تقلقوا سيأتي يومهم».
(أ ف ب، رويترز)
assafir
ويسيطر الطرفان على اجزاء مختلفة من الحي، فيما تشهد أجزاء أخرى عمليات كر وفر مستمرة. لكن هذا لم يثن «الجيش الحر» عن شن هجمات في مواقع أخرى من المدينة مثل المطار الدولي، حيث «صدته» القوات النظامية.
وتواصلت المعارك بشكل عنيف في شوارع مدينة حلب. ووصف قائد كتيبة «درع الشهباء» في «الجيش السوري الحر» النقيب حسام ابو محمد ما يدور في هذا الحي في مدينة حلب بانه «حرب شوارع حقيقية»، مشيرا الى ان الحي «يشهد معارك حقيقية وعن مسافات قريبة». وقال «ان نصف اجزاء حي صلاح الدين تقريبا وتحديدا شارع الشرعية يشهد عمليات كر وفر بيننا (الجيش الحر) والجيش النظامي».
واشار ابو محمد الى ان «الجيش الحر ينتشر ويعزز قواته على طول محور جديد حول صلاح الدين يمتد من دوار الكرة الارضية ـ المشهد ـ العامرية ـ الراموسة بطول بين 3 الى 3,5 كيلومتر». واوضح النقيب المنشق ان الجيش النظامي «يسيطر وينتشر في 25 في المئة من الحي لجهة الملعب البلدي شمال حلب وفي الغرب لجهة استاد الحمدانية وهو ينشر قناصة» بينما «يسيطر الجيش الحر وينتشر على 25 في المئة من صلاح الدين من جهة جامع بلال وحتى دوار صلاح الدين».
وقال ان «الجيش الحر» استعاد دوار صلاح الدين بعد وقت الافطار امس الأول حيث «دمرنا ثلاث دبابات». واضاف ان «لا محاولات تقدم» اليوم (أمس) من قبل الجيش النظامي «لكن هناك قصفا بالطيران والمدفعية وطائرة استطلاع تجوب سماء المنطقة».
من جهتها، صدت القوات النظامية السورية هجوما للمقاتلين المعارضين على مطار حلب الدولي جنوب شرق المدينة، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). وذكرت الوكالة ان «وحدة من جيشنا الباسل تصدت لمجموعة من الارهابيين المرتزقة حاولوا الهجوم على مطار حلب الدولي»، مشيرة الى ان القوات النظامية «قتلت معظم» المهاجمين.
واكد قائد ميداني في الجيش السوري الحر في حلب لوكالة وقوع الهجوم، مشيرا الى ان «هناك مجموعات من الجيش الحر شنت هجوما على مطار حلب (الدولي)» لافتا الى ان «لا معلومات لدي عما اسفر عنه الهجوم».
الى ذلك، ادى قصف على مخبز في طريق الباب شرق حلب الى سقوط نحو عشرة قتلى، كما ذكر صحافيون واوضحوا ان القنبلة سقطت عندما كان مئات من السكان يقومون بمشترياتهم مع تشكل صف طويل امام هذا المخبز الواقع في حي يسيطر عليه الجيش السوري الحر.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «ما لا يقل عن سبعة مواطنين قتلوا إثر القصف الذي استهدف تجمعا للمواطنين امام فرن للخبز في حي طريق الباب بمدينة حلب».
وعلى الرغم من تواصل عمليات القصف والاشتباكات، احيا سكان حلب «جمعة سلحونا بمضادات الطائرات» حيث خرجت تظاهرات في السبيل والفرقان والسكري، بالاضافة الى حلب الجديدة الخاضعة للنظام والتي شهدت قتل شاب جامعي في 19 من عمره وجرح ثلاثة برصاص الامن خلال تفريق التظاهرة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.
إلى ذلك، أبدى مقاتلون قلقهم ازاء مستقبل العلاقات مع مقاتلين إسلاميين من خارج البلاد، يشارك بعضهم في المعارك. وقال القيادي في إحدى الكتائب المقاتلة ويدعى أبو بكر: «دعني أكون واضحا. أنا إسلامي ومقاتلي إسلاميون. لكن هناك اكثر من نوع من الإسلاميين», وأضاف «هؤلاء الرجال الذين يأتون قاتلوا في حركات تمرد مثل العراق. إنهم شديدو التطرف ويريدون تفجير اي رمز للدولة حتى المدارس».
وقال ابو بكر «هدفنا هو أن نصنع مستقبلا جديدا لا أن ندمر كل شيء». وأضاف «على الرغم من دمويتها فإن هذه المرحلة بسيطة. جميعنا لدينا نفس القضية وهي إسقاط النظام. حين يسقط بشار قد نجد جبهة قتال جديدة ضد حلفائنا السابقين». ويقول ابو بكر ورفاقه إن رؤيتهم هي أن تصبح سوريا نسخة محافظة من الحكم الإسلامي المعتدل في تركيا وليست دولة دينية شمولية.
ولا تعمل كل الجماعات المعارضة مع اجانب ولا يعمل جميع مقاتلي المعارضة السورية مع بعضهم البعـض. في حلب على سـبيل المثـال اكبر مجموعة هي لواء التوحيد البالغ قوامه 2000 فرد. ويقول إنه يقبل مقاتلين اجانب شريطة أن يمتثلوا لقواعده. وقال مقاتل من لواء التوحيـد «هناك بعض الكتائب المتطرفة التي لا تتعاون جيدا معنا. تظل بمفردها». وأضاف «نحاول دمج الجهاديين داخل جماعتنا حتى يتراجعوا عن أساليبهم الاكثر حدة. هذا لا يعني أننا لسنا قلقين. مازال من الممكن أن ينقلبوا ويتمردوا علينا».
وبدأ التقدم الذي احرزه «لواء التوحيد» في توحيد معركة السيطرة على حلب الممتدة منذ ثلاثة اسابيع يتداعى حين اشتكت مجموعات اصغر من أنها لا تحصل على حصة ملائمة من الأسلحة التي تسرق من مراكز الشرطة. بل انسحبت بعض وحدات الى الريف بسبب خلافات. وتوترت الأعصاب وفقد الجميع اخوة واقارب واصدقاء. ومعظم المقاتلين من صغار السن وتتراوح اعمارهم بين 15 و28 عاما ويواجهون واحدا من اكثر الصراعات دموية في المنطقة.
وقال عمرو وهو مقاتل معارض عمره 20 عاما «نحن نقاتل النظام بالفعل والآن نكافح الجريمة. ليس لدينا وقت للتعامل مع هؤلاء المتطرفين... لكن لا تقلقوا سيأتي يومهم».
(أ ف ب، رويترز)
assafir
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي