القدس تكاد تختفي من عيوننا

تتسابق الصحف والفضائيات والمواقع الاخبارية الالكترونية لتنقل لنا الاخبار التي لا تسر عن تدنيس الصهاينة لساحة المسجد الأقصى, وتواصل الحفريات تحت المسجد الأقصى واعتداء المستوطنين على المقدسات الاسلامية هناك وحتى المسيحية بكتابة شعارات مسيئة واعتداء المستوطنين تحت حماية الجنود الصهاينة على الفلسطينيين في القدس والمدن الأخرى. والمؤلم ان تفاعلنا مع هذا الأخبار اصبح شبه معدوماً فتجد الناس تجلس تتحجث في شؤون الحياة والمذيع على التلفاز يتحدث عن هذه الاعتداءات ولكن هذا الخبر لا يستقف احد من الجالسين, بينما لو كان الخبر انخفاض اسعار البترول محلياً او انخفاض اسعار المواد التموينية لالتفت الجميع ليطالعوا التفاصيل. حقاً لستُ ادري ما الذي يجري لنا, اذ يفترض اننا بعد ما جرى من ثورات ان نكون اكثر انتماءاً اذ ما يحول بيننا وبين حريتنا قد ذهب ولكن يبدو ان هذه شائعة وان الحرية ما زالت حلماً لم يصل الى ارض الواقع بعد, اتمنى ان اكون مخطئاً وان لا اكون مصيباً. اتمنى ان ارى الثورة تكون في داخلنا في اعادة ترتيب اولوياتنا من متابعة مباراة كرة قدم او مسلسل تركي او فيلم امريكي حديث الى الاهتمام بديننا واخلاقنا وتربية النشيء والتعليم والتركيز على وحدتنا التي بات البعض منا اليوم يضحك حين يسمعني اتحدث عن الوحدة. ولما الضحك وهل كانت هذه الثورات الا ثورة ضد الاستعباد ذلك الاستعباد الذي كان يمنعنا من ان نكون عصبة واحدة يد واحدة وقبل ان نكون يد واحد ان نكون قلب واحد.
احيانا اشعر اني لا استطيع ان اميز بينما ما يدور على الساحة اهو خير لنا ام شر؟
واحياناً ارى ان الأمور تسير للاسوأ ولكن هذا الحال لا يدوم اذ لا البث حتى استعيد ثقتي بأمتي وشبابها ورجالاتها ومفكريها وتاريخها الضارب في القدم الممتد الجذور المتشعب.
لربما اسمي ما كتبته اليوم بوح لما يدور بخلدي وتخوفي من ان نستيقظ في يوم على خبر مفاده ان الأقصى قد هدم, تخوفي هذا قد هدئه ولو قليلا رؤيتي للمسلمين متوحدين في صدهم وردهم على الضلالات التي اطلت علينا والتي تحاول ان تشوه الصورة المشرقة لنبي الرجمة والانسانية نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم.
ورغم اني امر بحالات تصعد فيها المعنويات واخرى تهبط فيها الا ان الحالة الاكثر استقرار هي ايماني بأن الله معنا ولكي يكون الله معنا على الدوام علينا ان نكون معه فهل لي ان اسأل الان هل نحن مع الله اليوم؟