درس من الحياة

الانسان اجتماعي بطبيعته. وفي علاقته مع الاخرين من بني جنسه يتعرض لكثير من الصدمات ومع ذلك فان هذا لا يصده عن الاستمرار في تكوين العلاقات الاجتماعية مع محيطه.
لا احد يستطيع ان يعيش حياة طبيعية من دون اهل واصدقاء, ليس لانه يحتاج لمن يتحدث معهم ويشاركهم حياتهم انما ايضاً لانه يشعر في قرارة نفسه انه سوف يحتاجهم في يوم ما.
الدول تصنع الجيوش تدرب الجنود وتعدهم نفسياً ومعنوياً وماديا كي يكونوا الحصن المنيع في وجه اي غزو قد يطال الدولة.
وكذلك الانسان يختزن الاصدقاء ويكرمهم وضحي لاجلهم ويدافع عنهم لاجل اشياء كثيرة اهمها هو قناعته انهم سيقفون معه حين يتعثر في احدى مراحل الحياة.
الا ان الانسان يفاجأ في مرحلة او اكثر بأن سلاحه صدأ وغير صالح للقتال. تماماً كالمفاجئة التي تصيب من خبىء اكياساً سوداء مليئة بالطعام في ثلاجة المنزل لوقت الحاجة, وحين شعر بالجوع ذهب ليخرجها ليتفاجىء ان كل ما بها اصبح عفناً خمجاً بحيث ان سواد الاكياس ارحم مما بداخلها.
لذلك اذا اراد الانسان ان يخبي شيء ما لفترة طويلة عليه ان يتفقده بين الحين والاخر قبل ان يصيبه الخمج وكذلك الانسان لا يبقى كما هو على طول الزمن فاحيانا يتغير وللاسوىء تماماً مثل الخضار والفواكه واحيانا اسرع منها.