الشرق الاوسط
جريدة العرب الدولية
احتلال العراق و حقيقة الفضيحة
فضائح القوات الأمريكية والبريطانية في العراق، يجب أن نقرأها من زاوية أخرى. فلا يكفي أن نسلط الضوء على هذه الفضائح ونركز على تكرار صورها ومشاهدها، كما فعل الإعلام العربي، مع أننا نؤكد على أهمية هذا النشر، لأنه أولا السبيل الوحيد لكشف الوجه الحقيقي للذين جيشوا جيوشهم المحتلة لفرض احتلالهم علينا، بطريقة ترفضها الشعوب كما يرفض الجسم السليم زرع عضو غريب فيه، وثانيا لأن نشر هذه الفضائح إحدى وسائل التخويف والترهيب والردع من تكرارها، ولكن هذا النشر لهذه الفضائح والاحتفاء به يجب ألا ينسينا أن نسلط الضوء أيضا على الإعلام الغربي الذي كشف هذه الفضائح، واعتبره رغم تأثيرها السلبي على صورة بلاده من صميم الوطنية ومن لوازم الانتماء القومي.
منهجية الإعلام الغربي في كشف فضائح حكوماته أسلوب حضاري ومتمدن ما زال يفتقده العرب في تقويم اعوجاج حكوماتهم وإصلاح فسادها، فما زالت الصورة النمطية للإعلام الوطني هو ذلك الإعلام الذي يسكت على مظاهر الفساد، بحجة أن الإنتماء الوطني يفرض على الصحافة الأخذ بمبدأ «ولا تشمت بنا الأعداء»، أو أن الأسلوب الأعقل هو الهمس، ولو أن السكوت والتستر وتبرير الفساد تعلق بحفنة من البشر لها شبكات معقدة من المصالح مع المتسلطين والناهبين وممارسي الفضائح، لكان تفسير الظاهرة سهلا، لكن انجرف في عملية التستر هذه وتبريرها رموز وطنية حقيقية ونزيهة فأصبحت النتيجة الحتمية الطبيعية لعملية التستر التي تتدثر بلحاف الوطنية، المزيد من الفساد، وصار حال الساكتين في عالمنا العربي عن الفساد والمفسدين كمن يسكت على من يخرق في قاع السفينة بحجة أن الشوشرة ستوقظ ركاب السفينة وتنكد عليهم نومهم، وما علم هؤلاء أن السكوت سينتهي بالجميع إلى قاع البحر. وفعلا فها نحن الآن نرى في سفينة عالمنا العربي من يخرق في قاعها.
العالم الغربي لديه انتخابات رئاسية حقيقية وبرلمانات منتخبة فاعلة وإعلام حر وقضاء مستقل، ومع ذلك لم يكتفوا بذلك بل جعلوا الإعلام سلطة أخرى تكشف وتعري وتفضح وتحاسب ومن منطلق وطني بحت، ومن ذلك الصور الأخيرة للجنود البريطانيين وهم يعذبون اطفالا عراقيين بطريقة وحشية، والتي نشرتها صحيفة (نيوز أوف ذا وورلد) البريطانية، مع أن هذه الصحيفة محسوبة على حزب العمال، ومؤيدة للاحتلال البريطاني الأمريكي للعراق، وكان بمقدور الصحيفة أن تزود الحكومة بهذه الصور لمحاسبة الجنود البريطانيين المجرمين حتى لا تعرض صورة البلاد للتشويه أمام الرأي العام العالمي، أو على أضعف الإيمان تسريبها للبرلمان البريطاني ليحاسب الحكومة على ممارسة جنودها في حق أطفال العراق، لكن الحس الوطني الحقيقي يفرض فضح المعتدي حتى يحسب رؤساؤه وزملاؤه بل وحكومته للإعلام ومحاسبته ألف حساب. وقل الشيء نفسه عن مقالة لضابط بريطاني كبير كان مساعدا لبرنامج تدريب الجيش العراقي وهو البريغادير (نايجل فوستر) نشرتها مؤخرا صحيفة (ميلتاري ريفيو) التي تصدر عن الجيش الأمريكي، قال فيها إن الضباط الأمريكيين العاملين في العراق أظهروا انعدام حساسية وصل إلى مستوى العنصرية المنظمة!! وقد احدثت هذه المقالة من قائد عسكري في دولة حليفة مثل بريطانيا ردود فعل عنيفة بين القادة العسكريين الأمريكان، ومع ذلك فقد تمسك رئيس تحرير المجلة بموقفه من نشر المقالة بحجة أنه يريد أن يحقق النصر في الحرب..!
لاحظوا كيف يريد رئيس تحرير هذه الصحيفة العسكرية الأمريكية تحقيق النصر، من خلال النقد المكشوف للقيادات العسكرية التي لا تزال تخوض حربا شرسة مع المقاومة العراقية!!؟ ونحن نريد من الدول العربية أن تحقق النصر على الفساد والتسلط والاستبداد من خلال السماح للإعلام العربي بقدر معقول من الحرية لمحاسبة المفسدين وفضح المتسلطين، وثقوا ان النتيجة أن نسعد بحكومات عربية مرغوبة مستقرة وشعوب متحضرة مزدهرة، ومن زعم أن الوطنية غير ذلك فهو يغش نفسه قبل أن يغش أمته ووطنه، أرأيتم أن فضح الإعلام الغربي لأخطاء حكوماته فضح لكل عربي يتستر على الجرائم في حق الشعوب العربية باسم الوطنية والانتماء الصادق للبلاد.
جريدة العرب الدولية
احتلال العراق و حقيقة الفضيحة
فضائح القوات الأمريكية والبريطانية في العراق، يجب أن نقرأها من زاوية أخرى. فلا يكفي أن نسلط الضوء على هذه الفضائح ونركز على تكرار صورها ومشاهدها، كما فعل الإعلام العربي، مع أننا نؤكد على أهمية هذا النشر، لأنه أولا السبيل الوحيد لكشف الوجه الحقيقي للذين جيشوا جيوشهم المحتلة لفرض احتلالهم علينا، بطريقة ترفضها الشعوب كما يرفض الجسم السليم زرع عضو غريب فيه، وثانيا لأن نشر هذه الفضائح إحدى وسائل التخويف والترهيب والردع من تكرارها، ولكن هذا النشر لهذه الفضائح والاحتفاء به يجب ألا ينسينا أن نسلط الضوء أيضا على الإعلام الغربي الذي كشف هذه الفضائح، واعتبره رغم تأثيرها السلبي على صورة بلاده من صميم الوطنية ومن لوازم الانتماء القومي.
منهجية الإعلام الغربي في كشف فضائح حكوماته أسلوب حضاري ومتمدن ما زال يفتقده العرب في تقويم اعوجاج حكوماتهم وإصلاح فسادها، فما زالت الصورة النمطية للإعلام الوطني هو ذلك الإعلام الذي يسكت على مظاهر الفساد، بحجة أن الإنتماء الوطني يفرض على الصحافة الأخذ بمبدأ «ولا تشمت بنا الأعداء»، أو أن الأسلوب الأعقل هو الهمس، ولو أن السكوت والتستر وتبرير الفساد تعلق بحفنة من البشر لها شبكات معقدة من المصالح مع المتسلطين والناهبين وممارسي الفضائح، لكان تفسير الظاهرة سهلا، لكن انجرف في عملية التستر هذه وتبريرها رموز وطنية حقيقية ونزيهة فأصبحت النتيجة الحتمية الطبيعية لعملية التستر التي تتدثر بلحاف الوطنية، المزيد من الفساد، وصار حال الساكتين في عالمنا العربي عن الفساد والمفسدين كمن يسكت على من يخرق في قاع السفينة بحجة أن الشوشرة ستوقظ ركاب السفينة وتنكد عليهم نومهم، وما علم هؤلاء أن السكوت سينتهي بالجميع إلى قاع البحر. وفعلا فها نحن الآن نرى في سفينة عالمنا العربي من يخرق في قاعها.
العالم الغربي لديه انتخابات رئاسية حقيقية وبرلمانات منتخبة فاعلة وإعلام حر وقضاء مستقل، ومع ذلك لم يكتفوا بذلك بل جعلوا الإعلام سلطة أخرى تكشف وتعري وتفضح وتحاسب ومن منطلق وطني بحت، ومن ذلك الصور الأخيرة للجنود البريطانيين وهم يعذبون اطفالا عراقيين بطريقة وحشية، والتي نشرتها صحيفة (نيوز أوف ذا وورلد) البريطانية، مع أن هذه الصحيفة محسوبة على حزب العمال، ومؤيدة للاحتلال البريطاني الأمريكي للعراق، وكان بمقدور الصحيفة أن تزود الحكومة بهذه الصور لمحاسبة الجنود البريطانيين المجرمين حتى لا تعرض صورة البلاد للتشويه أمام الرأي العام العالمي، أو على أضعف الإيمان تسريبها للبرلمان البريطاني ليحاسب الحكومة على ممارسة جنودها في حق أطفال العراق، لكن الحس الوطني الحقيقي يفرض فضح المعتدي حتى يحسب رؤساؤه وزملاؤه بل وحكومته للإعلام ومحاسبته ألف حساب. وقل الشيء نفسه عن مقالة لضابط بريطاني كبير كان مساعدا لبرنامج تدريب الجيش العراقي وهو البريغادير (نايجل فوستر) نشرتها مؤخرا صحيفة (ميلتاري ريفيو) التي تصدر عن الجيش الأمريكي، قال فيها إن الضباط الأمريكيين العاملين في العراق أظهروا انعدام حساسية وصل إلى مستوى العنصرية المنظمة!! وقد احدثت هذه المقالة من قائد عسكري في دولة حليفة مثل بريطانيا ردود فعل عنيفة بين القادة العسكريين الأمريكان، ومع ذلك فقد تمسك رئيس تحرير المجلة بموقفه من نشر المقالة بحجة أنه يريد أن يحقق النصر في الحرب..!
لاحظوا كيف يريد رئيس تحرير هذه الصحيفة العسكرية الأمريكية تحقيق النصر، من خلال النقد المكشوف للقيادات العسكرية التي لا تزال تخوض حربا شرسة مع المقاومة العراقية!!؟ ونحن نريد من الدول العربية أن تحقق النصر على الفساد والتسلط والاستبداد من خلال السماح للإعلام العربي بقدر معقول من الحرية لمحاسبة المفسدين وفضح المتسلطين، وثقوا ان النتيجة أن نسعد بحكومات عربية مرغوبة مستقرة وشعوب متحضرة مزدهرة، ومن زعم أن الوطنية غير ذلك فهو يغش نفسه قبل أن يغش أمته ووطنه، أرأيتم أن فضح الإعلام الغربي لأخطاء حكوماته فضح لكل عربي يتستر على الجرائم في حق الشعوب العربية باسم الوطنية والانتماء الصادق للبلاد.
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي