[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ونحن ندخل مدينة الاعظمية كونها حاضرة من حواضر بغداد والرشيد.. لابد ان تستعيد الذاكرة بصمات التاريخ لهذه المدينة الام لكل العراقيين (بغداد).. اذ تشير المصادر التاريخية الى ان اسم بغداد معروفٌ قبل اتخاذها عاصمة من قبل الخليفة المنصور، حيث كان فيها سوق عظيم يجتمع عنده التجار ويسمى.سوق بغداد وهنالك في التاريخ دلائل تشير الى تسمية) بكدادو وبكدادا) على الواح طينية قديمة قبل واثناء الحكم الساساني...وقد بنى المنصور مدينته على الجانب الغربي(الكرخ)،ويقع في المقابل منه ما يعرف اليوم بجانب (الرصافة) التي ضمت قديماً قرية تسمى سوق الثلاثاء...وكان عند الشمال من القرية منطقة تدعى قطيعة المخرم ..والتي على شمالها مقبرة قديمة...والمنطقة هذه هي : الأعظمية الحالية. وكان يجاورها منطقة الشماسية التي تسكنها النصارى وتكثر فيها الأديرة.
بعد إعمار بغداد زمن العباسيين بدأ جانب الرصافة يتوسع شمالا..وقد دفن الامام ابو حنيفة (رضي الله عنه) هناك وصارت فيما بعد تسمى: محلة الامام ابي حنيفة...وكان يجاورها محلة تسمى (سوق يحيى) هي محلة السفينة حاليا...كما نشأت محلتا الخضيرية والشماسية شمالا.وقد اشتهر موقع باب الشماسية المؤدي الى طريق (سر من رأى) وهي سامراء بشهرة قصور خالد وابنه يحيى..
ويسمى الجانب الشرقي من بغداد باب الطاق (نسبة الى اسماء بنت المنصور) وجانب الرصافة ويسمى عسكر المهدي ..والآن لم يبق من المكان سوى الجامع ومقابر الخلفاء ومحلة ابي حنيفة.
اما سوق يحيى فتفيد المعلومات الى انها كانت قرب مشهد الامام ابي حنيفة ،وكانت الدكاكين عالية، وفيه دقاقون وخبازون وحلاقون ..وعلى امتداد الطريق الصاعد شمالا من سوق يحيى يقع سوق خالد وهو الآخر لايبعد عن مرقد الامام ابي حنيفة..وعلى مقربة منه سوق صغير.وهناك اسواق اخرى في الاعظمية: سوق الثلاثاء وسوق باب الطاق وسوق العطش الذي هو بين الشماسية والرصافة .
اما الباب الشمالي فيسمى باب السلطان نسبة الى السلطان طغرل بيك الذي دخل بغداد من هناك..وكان يقع هذا الباب عند باب المعظم الحالي على مسافة من جامع السلطان في المخرم (العيواضية) وعنده سوق يدعى سوق السلطان...وقد سمي باب المعظم بهذا الاسم لكونه يعتبر ابتداء الشارع المؤدي لمحلة الامام الاعظم..وبقي الباب حتى عام 1923م حين هدم...ومحل الباب تحديدا اليوم بين قاعة الشعب وجامع الأزبك.
محلات الاعظمية القديمة.. سيرة وتاريخ
* محلة الرصافة،ومحلة باب الطاق ،ومحلة الدور، ومحلة الامام ابي حنيفة ومحلة سوق يحيى (السفينة) والخضيرية..وتعتبر هذه المحلات مركز او حي الاعظمية حاليا.
* محلة الشماسيه ..وهي شارع الضباط والصليخ والكريعات والدهاليك وسبع ابكار ..وكان فيها مساكن المسيحيين.
* محلة لمخرم ، وتضم محلة نجيب باشا والكسرة والعيواضية. وقد اقيم سور يدعى سور المستعين سنة 251هـ 865م وهو سور منطقة الاعظمية الذي ضم المحلات الثلاث اعلاه..وهدم في القرن الرابع الهجري.
و بعد سقوط بغداد 656هـ 1258م خرب الجانب الشرقي ،من الشماسية الى المخرم وخرب السور...وآقترنت تلك الفترة بالاوبئة والفيضانات والطاعون وسوء الحال واضطراب الأمن.
الأعظمية.. وحكاية الايام والاقوام
جاء العثمانيون الى بغداد عام 1534م بعد طردهم الفرس منها..ولم يهتموا بالاعظمية ولا بمحلاتها، سوى عنايتهم لفترات منقطعة بمشهد الامام الاعظم ومدرسته التي بنيت عام 459هـ 1066م من قبل الملك محمد بن منصور الخوارزمي..وجدد البناء عدة مرات وشهد الجامع اصلاحات زمن السلطان سليمان القانوني 941هـ 1534م والسلطان مراد الرابع 1048هـ 1638م حيث جاء الى الاعظمية بعض من قبيلة العبيد وهم على الغالب من البو علي والبو حسن..
وعند دخول الانكليز بغداد عام 1917م كان نفوس الاعظمية /المركز حوالي الفين ونيف (في محلاتها الرئيسية وهي الشيوخ والنصة والحارة والسفينة) عدا الاطراف..وكانت الاعظمية إداريا" ناحية في المعهد الملكي..وقد بدأ التوسع في المركز عام 1930م من جهة السفينة حيث انشئت محلة هيبت خاتون ، ومن جهة النصة حيث محلة راغبة خاتون..وافتتح شارع عشرين عام 1931م وبدأ العمران يتوسع تدريجيا".وفي العهد الجمهوري اصبحت الاعظمية قضاء"..وتضاعف سكانها ليكون عام 1947م اكثر من 58الف نسمة ، وفي عام 1977م اكثر من 150 الف نسمة...واليوم فان سكانها يبلغ اكثر من 300الف نسمة.
مدينة.. وجسور..
* تقع الاعظمية على ضفاف نهر دجلة الشرقية شمال بغداد.. وكانت في الاصل محلة الامام ابي حنيفة ، ثم قرية الامام ابي حنيفة ،ثم بلدة الامام الاعظم ، ثم الاعظمية /ثم ناحية الاعظمية في العهد الملكي ، ثم قضاء الاعظمية في العهد الجمهوري؟
* امتدت مساحتها (ما عدا نواحي الراشدية والفحامة والزهور التابعة إداريا لقضاء الأعظمية) حوالي 27 كم مربع.
* وكان لموقعها الجميل وحقولها عامرة بالنخيل والبساتين سمة سياحية لا غنى لاهالي بغداد عنها منذ عقود اذ يربطها بالجانب الايمن من دجلة جسر (خشبي) ثابت معقود على قوارب من حديد (دوب) يقع في محلة السفينة ..وكان الجسر قبل ذلك سنة 1297هـ في محلة الشيوخ ..وقد نقل هذا الجسر الى قضاء النعمانية وغيره من المدن عام 1957م بعد ان استبدل به جسر حديث ثابت هو جسر الأئمة.
وكان الجسر يقطع ويفتح يوميا من 11 الى 11،30ص كي تتمكن السفن من العبور..والناس كانوا يعتادون العبور كذلك بالقوارب..وكذاك عبر العبارة التي كانت موجودة في العصر العثماني بين الاعظمية والكاظمية (على محلة الشيوخ).
ويوجد اليوم في الأعظمية (المركز) إضافة إلى جسر الأئمة، جسر 14رمضان الذي يربط الأعظمية بجانب الكرخ على شوارع:14رمضان-العطيفية وحيفا..إضافة إلى جسر الصرافية الذي يربط العيواضية بالعطيفية.
* اما محلاتها فقد قسمت إلى أربع محلات شعبية رئيسية هي:
(محلة الشيوخ) و(محلة النصة) و) محلة الحارة) و(محلة السفينة)..
وقد بدأ التوسع في الاعظمية (المركز) منذ سنة 1930م من جهة محلة السفينة ،حيث انشئت محلة هيبت خاتون ..ثم من جهة النصة حيث بنيت محلة راغبة خاتون ..ثم توسعت محلة الشيوخ حيث فتح شارع عشرين سنة 1931م وبدأ العمران يتوسع تدريجيا.
جامع الامام الاعظم.. المرقد.. ودار العلم
يعتبر الامام ابو حنيفة النعمان احد الائمة الذين ذاع صيتهم عبر التاريخ والذي كرس حياته لخدمة الدين ونصرة اهل البيت ..وكان علمه ولا يزال منبعا" مهما يرتوي منه طالبو علوم الفقه والشريعة..وهو احد ائمة المذاهب الاسلامية الرئيسية.
وتوفي الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي (رضي الله عنه) ببغداد زمن ابي جعفر المنصور عام 150هـ...ودفن في جهة شمال بغداد في مكان دعي بعد حين بـمقبرة الخيزران) وذلك نسبة الى الخيزران زوج الخليفة المهدي ووالدة الهادي وهرون الرشيد التي توفيت ودفنت هناك عام 173هـ..وبعد ذلك بني جامع قرب قبره الشريف عام 375هـ..وبنيت عنده مدرسة كبيرة ومشهد وقبة على القبر عام 459هـ -1066م ..وسميت الدور الواقعة في جوار المشهد باسم محلة الامام ابي حنيفة.. وكان التدريس في المدرسة قاصرا على العلوم الدينية فقط.
قصة ساعة الاعظمية
ترجع قصة ساعة الأعظمية الى عام 1337هـ-1919م ..
يوم أهديت ساعة الحضرة الكيلانية ذات الوجهين الى جامع الأمام الأعظم لتصليحها ونصبها فيه.غير ان الساعة كانت قديمة وقد تلف الكثير من أجزائها أثناء نقلها.وقد حاولت الأوقاف حينها تصليحها الا ان المحاولات باءت بالفشل..مما اضطرها للاعلان عنها في الصحف المحلية(العراق 17شباط1921)،تطلب من المتعهدين وذوي الاختصاص في موضوع تصليح الساعة مراجعتها.فلم يلب أحد.وفي 19آذار 1921 تقدم الحاج عبد الرزاق محسوب الأعظمي يتعهد بتصليحها ،وبعد ان فحصها وجدها غير صالحة،فاقترح على الأوقاف قيامه بصنع ساعة مثلها وتعهد إنشاء ساعة جديدة،وقد وافقت مديرية الأوقاف على الطلب وكتبت له بتاريخ 24آذار 1921 بموافقتها على القيام بصنع ساعة جديدة..
وبقيت الساعة منتظمة العمل حتى عام 2003م حينما غزا الأميركان بلدنا واحتلوا بغداد ودمروا بندول الساعة يوم 10نيسان 2003م ..
وقد قام ديوان الوقف السني وعدد من الشركات بإعادة ترميم البرج ..فيما قام ثلاثة من عائلة محسوب هم (د.صالح عبد الرزاق ,فؤاد رشيد عبد الرزاق,وحذيفة سالم عبد الهادي عبد الرزاق ) وعلى مدى اشهر عدة بإعادة ترميم وتشغيل ماكنة الساعة وتصليح اجزائها المتضررة...وتم نصبها من جديد عام 2005م...
المقبرة الملكية
تقع المقبرة الملكية في الاعظمية بين مركز الشرطة ومنطقة السفينة قرب الجامعة الاسلامية اليوم..وتعد احدى معالم مدينة الاعظمية لما تتميز به من بناء راق وقبة جميلة وحدائق تحيط بها جعلتها مكانا سياحيا يؤمه العديد من الافراد والعوائل.
ففي جهة اليمين وفي غرفة مستقلة تضم قبر الملك فيصل الثاني والتي كانت الشاهدة على تاريخ حي على حياة اخر ملوك العراق الذي ولد في 2/ ايار/1935 وقتل في 14/تموز/1958 والى جانبه يرقد والده الملك غازي الذي قتل في حادث اصطدام مدير في 4/نيسان/1939.
وحين ندخل اليها نقرأ شاهدة اسفل الحائط في مكان اخر فيها هنا يرقد جلالة الملك علي بن الحسين وفي مدخل مجاور يرقد جثمان الملكة عالية.
وفي مدخل اخر يرقد عبدالاله وطفلة اسمها مريم كان عبدالاله قد تبناها.
وقبل ان ينتهي الزائر من زيارة القبور يرى قبرين يتوسطان الحديقة ...يقال ان احدهما يعود لجعفر العسكري اول وزير دفاع بعد تشكيل الحكومة العراقية 1921 تم دفنه في المقبرة الملكية تكريما لمنصبه الوزاري. اما القبر الاخر فهو لرستم حيدر رئيس التشريفات الملكية ووزير المالية.
ويقال ان الملك فيصل وعبدالاله كانا يأتيان لزيارة الملكة عالية في المقبرة كل خميس وهما محملان بالورد .وقد بنيت المقبرة الملكية من صخر الجلمود المسمى (حجر الشاطئ) وهي مغلفة بالطابوق اما الابواب والشبابيك فقد صنعت من خشب الصاج.
الاعظمية واحتفالات المولد النبوي الشريف
امتازت الاعظمية باحتفالات المولد النبوي الشريف، وحسن تنظيمها، واعداد الطعام للزوار والمحتفلين، وقد اشارت بعض المصادر، الى تجمع اهل بغداد في الاعظمية ليلة المولد النبوي الشريف ويومه. وقد خصص كثير من المحسنين مبالغ معينة، لانفاقها في الاحتفالات.. حيث يسهر العراقيون
وترتفع راية العراق أبدا ..وتتواصل الاحتفالات ليلا على مرّ الزمان.
وكان المشرفون على الاحتفال يقومون باعداد الطعام في (كلية الامام الاعظم)، وتنقل منها اربعة قدور كبار (صفريات)، يتسلمها مختارو المحلات الاربع في الاعظمية، ويوزعونها بين بيوت المحلات، وكل مختار يتولى الاشراف على توزيع الطعام في محلته، وذلك بقصد التبرك، ولا يوزع الطعام في الكلية والمسجد، على الزوار والمحتفلين، وكان الزوار يأخذون بعضاً من الطعام الى بيوتهم في بغداد، والمدن الاخرى.
الافراح تكتمل بتوزيع العصير والحلويات في ذكرى المولد.
اما في العهد الملكي فصارت الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف تأخذ نمطاً آخر ويعود ذلك الفضل الى المرحوم العلامة الحاج نعمان الاعظمي الذي كان يشرف على تنظيم الاحتفال واعداد الطعام ويوجه الدعوات الى كبار المسؤولين في الدولة ورجال الصحافة مع اعداد منهاج خطابي وتلاوة للمناقب النبوية الشريفة... ومازالت وستبقى مناسبة المولد النبوي في الاعظمية شاهداً على وحدة العراقيين جميعاً وهم يحتفلون باعز مناسبة تجمعهم على دين رسول المحبة والاخوة والسلام..
اذ تشهد ساحة الامام الاعظم في احتفالات المولد النبوي احتفالاً متواصلاُ حتى الفجر..
ويذكر ان الاعظميين يستقبلون الوفود من المحافظات والمدن العراقية الاخرى ويقيمون مآدب فخمة في مساجد الاعظمية.. وتبقى المساجد مفتوحة الى الصباح لاستقبال الزوار والمحتفلين وتقام حلقات الاذكار والمدائح النبوية في جامع الامام الاعظم وبقية مساجد الاعظمية ..ويتم في يوم المولد النبوي الشريف عرض بضع شعرات للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم والتي لا تعرض سوى في يوم المولد وفي ليلة القدر وفي ذكرى الاسراء والمعراج... الا ان هذه المدينة العريقة احتفلت هذا العام بالليلة الشريفة وكأن نهارها لم ينته حتى الصباح.. بعد الاستقرار الامني، وكأنها تعوض ما فاتها خلال التدهور الذي رافق الاعوام الماضية.
الاعظمية.. والاحياء الجديدة..
وفي قضاء الاعظمية اليوم عدد من المحلات الجديدة ففي جهة الجنوب تقع محلات هيبت خاتون والشماسية وراغبة خاتون ومحلة نجيب باشا ومحلة الكسرة ومحلة البلاط (الزهاوي) ومحلة العيواضية ومحلة الوزيرية.
أمّا من جهة الشمال فتضم الصليخ والكريعات وسبع أبكار والفحامة والدباغية والداودية والراشدية.
وقد بنيت عدة احياء والحقت بقضاء الاعظمية اداريا مثل الصليخ الجديد وحي القاهرة والجزائر والبيضاء والشعب...ويشمل قضاء الأعظمية ايضا" نواحيٍَ عدة مثل الراشدية والفحامة والزهور.
* وفي الاعظمية اليوم عدد كبير من المحلات والاحياء والشوارع الفسيحة والحدائق والمدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية وعدد من المعاهد والكليات..وفي الاعظمية توجد نسبة كبيرة من المثقفين والمتعلمين في العراق. والذين كان لهم دور بارز في النهوض العلمي والثقافي.
* وقد تضاعف عدد سكان مدينة الاعظمية (ما يخص المركز تحديدا) من 2000 نسمة سنة 1917م الى 58697 نسمة عام 1947م وضعفها في ثمانينات القرن العشرين...وأكثر من 300 ألف في التسعينات.
شموس علم في الأعظمية
ككل مناطق ومدن العراق تزهو الاعظمية بما انجبت من علماء فقه وعلماء وقراء ومثقفين ومفكرين.. شريحة من شموس المعرفة التي اشرقت ما بين عامي 1858-1950م ياتي في مقدمتهم الشيخ عبد القادر الخطيب ثم من قرّاء القرآن الكريم المشهورون الشيخ الملا صالح محمد العبيدي اما ساحة الشعر والرياضة وقراء المقام فمن اعلامها في التربية ومختلف اوجه العلم والمعرفة الشاعر وليد الاعظمي والدكتور سليم ألنعيمي الاعظمي والاستاذ د.محمد محروس المدرس وفي ساحات الفقه والقضاء برز الشيخ امجد الزهاوي والاستاذ احمد منير القاضي والحاجة نهال امجد الزهاوي والدكتور ناجي معروف والدكتور سعدي ابراهيم والأستاذ حسين علي الاعظمي والأستاذ عبد الرحمن البزاز والاستاذ كمال ابراهيم الاعظمي والاستاذة صبيحة الشيخ داود والاستاذ سري الاعظمي والاستاذ هاشم مصطفى الدباغ والسيد نعمان الكتبي الاعظمي والسيد امين السلام الحاج ابراهيم الكتبي الاعظمي والاستاذ القاضي خيري العمري والاستاذ عبد الرزاق كاظم العبيدي وعوسي الأعظمي اسماعيل حمودي والحاج عبد الرزاق محسوب والاستاذ عبد الفتاح ابراهيم.
ما بين الاعظمية والكاظمية.
تقع مدينتا الاعظمية والكاظمية على ضفتي نهر دجلة شمال مدينة بغداد...ويربط جسر الأئمة وجسر رمضان بين الضفتين...وقد عاشت المدينتان وأهلها على مدى عقود من الزمن أخوة متحابين..ويُرى من مرقد الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان (رضي الله عنه) مرقدا الإمامين موسى بن جعفر والجواد (عليهما السلام)..ويمتاز كورنيش الأعظمية وكورنيش الكاظمية بأنهما من أحلى مناطق ضفاف نهر دجلة في بغداد...وبين أهل الأعظمية وأهل الكاظمية بالاضافة لروابط المواطنة والجيرة والدين أواصر رحم وقربى،،حيث توجد الكثير من العوائل والبيوت الواحدة قد سكنت المدينتين ..ومن هذه العوائل عشيرة العبيدي والقيسي والجلبي والعامري، وغيرها...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وللمدينتين دور عظيم في تجسيد روح الاخوة والوحدة الوطنية والذي تجسد مليا" بعد الغزو والإحتلال الأخير حينما انطلقت وبعد اسبوع من الاحتلال عام 2003م تظاهرات حاشدة ومسيرات عظيمة من الكاظمية باتجاه جسر المحبة والأخوة (جسر الأئمة) والأعظمية،،وانتهت عند ساحة عنتر ..حين ردد المتظاهرون شعارات الوحدة الوطنية والتي أصبحت فيما بعد شعارا لكل العراقيين وقالوا فيها:
((هذا الوطن مانبيعه ... اخوان سنة وشيعة))...
من ذكريات الامس القريب
ولمدينة الأعظمية وقفات مشرفة في زيارات الأئمة (ع) حين يمر الزوار بين ظهرانيها فيحتفي بهم أهل الأعظمية كواجب وتقدير...
ويقول السيد صافي الياسري عن الاعظمية والكاظمية:
"كنا نلتقي صيفا" ،شباب الكاظمية والاعظمية في جزرة دجلة التي كانت تظهر لنا بمجرد ان ننهي امتحاناتنا الموسمية..فنلهو فريقي كرة قدم أو كرة طائرة ...ولم نكن يومها نفهم كلمة طائفة ،فلم يكن ثمة من يتداولها..والاعظمية والكاظمية تفصل بينهما دجلة وتقربهما الى بعض ارواح الائمة والاولياء المدفونين في الجانبين ،ومشاعر السكان المتضامنين، ويشدهما الى بعض جسر الائمة الذي يطلق عليه البعض :جســــر المحبــة ، ويتذكر الشيوخ من المنطقتين يوم كادت الكاظمية تغرق اوائل خمسينيات القرن العشرين عندما فاض نهر دجلة ،وكيف تنادى اهل الاعظمية لنجدة اخوانهم في الكاظمية وبنوا سدتهم معا كتفا الى كتف ،ويوم تفجرت أجساد الزوار في عاشوراء 1426هـ الموافق 31/8/2005م..وكيف تنادى أهل الاعظمية فحملوا الجرحى الى مستشفى النعمان بسياراتهم وحملوا الماء والطعام للوافدين عبر الاعظمية الى جسر المحبة فالكاظمية..وعلقوا لافتات تدين تلك الاعمال على جدران مشهد الامام الاعظم..وتتردد عبارة: ليس فينا من يفرق ..بيننا من جسور المحبة ما لاينتهي."
وتأكيدا" من أهالي الاعظمية والكاظمية وكل بغداد والشعب العراقي على وحدة الصف ورفض التجزئة والطائفية أقيم يوم الثلاثاء 6أيلول 2005م احتفال تأبيني خاص لعوائل شهداء جسر الأئمة من بغداد وأبناء الاعظمية الذين هبوا لأنقاذ الضحايا من الغرقى والجرحى والتي راح فيها كوكبة منهم ، مثل الشهيد البطل الشاب عمر خليل والشهيد البطل ميثم عبد الله.والشهيد البطل الشاب عثمان علي العبيدي الذي أنقذ اكثر من سبعة أشخاص من الغرق قبل ان يستشهد.
وقد أقيم الاحتفال في جامع الامام الاعظم وشهد حضورا متميزا من قبل تيارات وطنية اسلامية عراقية .. وافتتح الحفل الشيخ مؤيد الاعظمي امام جامع ابي حنيفة النعمان بكلمة حيا فيها مواقف اهالي الاعظمية وأنّها ليست بجـــــــــــــــــــديدة عليهم وعلى نخوتهم وعراقيتهم الفـــــــــــواحة ومذكراً بحادثة انفجــــــــــــــــــــــارات الكاظمية في بداية الاحتلال حيث هب اهالي الاعظمية لنجدة اخوانـــــــــــــــــــهم بالتبرع بالدم وانقاذ الجرحى واخلائهم مما كانوا فيه. وان الشــــــــــــــــــهيد عثمان علي رحل الى الجنة وهو يعانق اخوانــــــــه الشيعة.. ويذكرنا بوحدة شعبنا وعراقيتنا الى الابد .. فلنحافظ على ذلك ما بقينا
ونحن ندخل مدينة الاعظمية كونها حاضرة من حواضر بغداد والرشيد.. لابد ان تستعيد الذاكرة بصمات التاريخ لهذه المدينة الام لكل العراقيين (بغداد).. اذ تشير المصادر التاريخية الى ان اسم بغداد معروفٌ قبل اتخاذها عاصمة من قبل الخليفة المنصور، حيث كان فيها سوق عظيم يجتمع عنده التجار ويسمى.سوق بغداد وهنالك في التاريخ دلائل تشير الى تسمية) بكدادو وبكدادا) على الواح طينية قديمة قبل واثناء الحكم الساساني...وقد بنى المنصور مدينته على الجانب الغربي(الكرخ)،ويقع في المقابل منه ما يعرف اليوم بجانب (الرصافة) التي ضمت قديماً قرية تسمى سوق الثلاثاء...وكان عند الشمال من القرية منطقة تدعى قطيعة المخرم ..والتي على شمالها مقبرة قديمة...والمنطقة هذه هي : الأعظمية الحالية. وكان يجاورها منطقة الشماسية التي تسكنها النصارى وتكثر فيها الأديرة.
بعد إعمار بغداد زمن العباسيين بدأ جانب الرصافة يتوسع شمالا..وقد دفن الامام ابو حنيفة (رضي الله عنه) هناك وصارت فيما بعد تسمى: محلة الامام ابي حنيفة...وكان يجاورها محلة تسمى (سوق يحيى) هي محلة السفينة حاليا...كما نشأت محلتا الخضيرية والشماسية شمالا.وقد اشتهر موقع باب الشماسية المؤدي الى طريق (سر من رأى) وهي سامراء بشهرة قصور خالد وابنه يحيى..
ويسمى الجانب الشرقي من بغداد باب الطاق (نسبة الى اسماء بنت المنصور) وجانب الرصافة ويسمى عسكر المهدي ..والآن لم يبق من المكان سوى الجامع ومقابر الخلفاء ومحلة ابي حنيفة.
اما سوق يحيى فتفيد المعلومات الى انها كانت قرب مشهد الامام ابي حنيفة ،وكانت الدكاكين عالية، وفيه دقاقون وخبازون وحلاقون ..وعلى امتداد الطريق الصاعد شمالا من سوق يحيى يقع سوق خالد وهو الآخر لايبعد عن مرقد الامام ابي حنيفة..وعلى مقربة منه سوق صغير.وهناك اسواق اخرى في الاعظمية: سوق الثلاثاء وسوق باب الطاق وسوق العطش الذي هو بين الشماسية والرصافة .
اما الباب الشمالي فيسمى باب السلطان نسبة الى السلطان طغرل بيك الذي دخل بغداد من هناك..وكان يقع هذا الباب عند باب المعظم الحالي على مسافة من جامع السلطان في المخرم (العيواضية) وعنده سوق يدعى سوق السلطان...وقد سمي باب المعظم بهذا الاسم لكونه يعتبر ابتداء الشارع المؤدي لمحلة الامام الاعظم..وبقي الباب حتى عام 1923م حين هدم...ومحل الباب تحديدا اليوم بين قاعة الشعب وجامع الأزبك.
محلات الاعظمية القديمة.. سيرة وتاريخ
* محلة الرصافة،ومحلة باب الطاق ،ومحلة الدور، ومحلة الامام ابي حنيفة ومحلة سوق يحيى (السفينة) والخضيرية..وتعتبر هذه المحلات مركز او حي الاعظمية حاليا.
* محلة الشماسيه ..وهي شارع الضباط والصليخ والكريعات والدهاليك وسبع ابكار ..وكان فيها مساكن المسيحيين.
* محلة لمخرم ، وتضم محلة نجيب باشا والكسرة والعيواضية. وقد اقيم سور يدعى سور المستعين سنة 251هـ 865م وهو سور منطقة الاعظمية الذي ضم المحلات الثلاث اعلاه..وهدم في القرن الرابع الهجري.
و بعد سقوط بغداد 656هـ 1258م خرب الجانب الشرقي ،من الشماسية الى المخرم وخرب السور...وآقترنت تلك الفترة بالاوبئة والفيضانات والطاعون وسوء الحال واضطراب الأمن.
الأعظمية.. وحكاية الايام والاقوام
جاء العثمانيون الى بغداد عام 1534م بعد طردهم الفرس منها..ولم يهتموا بالاعظمية ولا بمحلاتها، سوى عنايتهم لفترات منقطعة بمشهد الامام الاعظم ومدرسته التي بنيت عام 459هـ 1066م من قبل الملك محمد بن منصور الخوارزمي..وجدد البناء عدة مرات وشهد الجامع اصلاحات زمن السلطان سليمان القانوني 941هـ 1534م والسلطان مراد الرابع 1048هـ 1638م حيث جاء الى الاعظمية بعض من قبيلة العبيد وهم على الغالب من البو علي والبو حسن..
وعند دخول الانكليز بغداد عام 1917م كان نفوس الاعظمية /المركز حوالي الفين ونيف (في محلاتها الرئيسية وهي الشيوخ والنصة والحارة والسفينة) عدا الاطراف..وكانت الاعظمية إداريا" ناحية في المعهد الملكي..وقد بدأ التوسع في المركز عام 1930م من جهة السفينة حيث انشئت محلة هيبت خاتون ، ومن جهة النصة حيث محلة راغبة خاتون..وافتتح شارع عشرين عام 1931م وبدأ العمران يتوسع تدريجيا".وفي العهد الجمهوري اصبحت الاعظمية قضاء"..وتضاعف سكانها ليكون عام 1947م اكثر من 58الف نسمة ، وفي عام 1977م اكثر من 150 الف نسمة...واليوم فان سكانها يبلغ اكثر من 300الف نسمة.
مدينة.. وجسور..
* تقع الاعظمية على ضفاف نهر دجلة الشرقية شمال بغداد.. وكانت في الاصل محلة الامام ابي حنيفة ، ثم قرية الامام ابي حنيفة ،ثم بلدة الامام الاعظم ، ثم الاعظمية /ثم ناحية الاعظمية في العهد الملكي ، ثم قضاء الاعظمية في العهد الجمهوري؟
* امتدت مساحتها (ما عدا نواحي الراشدية والفحامة والزهور التابعة إداريا لقضاء الأعظمية) حوالي 27 كم مربع.
* وكان لموقعها الجميل وحقولها عامرة بالنخيل والبساتين سمة سياحية لا غنى لاهالي بغداد عنها منذ عقود اذ يربطها بالجانب الايمن من دجلة جسر (خشبي) ثابت معقود على قوارب من حديد (دوب) يقع في محلة السفينة ..وكان الجسر قبل ذلك سنة 1297هـ في محلة الشيوخ ..وقد نقل هذا الجسر الى قضاء النعمانية وغيره من المدن عام 1957م بعد ان استبدل به جسر حديث ثابت هو جسر الأئمة.
وكان الجسر يقطع ويفتح يوميا من 11 الى 11،30ص كي تتمكن السفن من العبور..والناس كانوا يعتادون العبور كذلك بالقوارب..وكذاك عبر العبارة التي كانت موجودة في العصر العثماني بين الاعظمية والكاظمية (على محلة الشيوخ).
ويوجد اليوم في الأعظمية (المركز) إضافة إلى جسر الأئمة، جسر 14رمضان الذي يربط الأعظمية بجانب الكرخ على شوارع:14رمضان-العطيفية وحيفا..إضافة إلى جسر الصرافية الذي يربط العيواضية بالعطيفية.
* اما محلاتها فقد قسمت إلى أربع محلات شعبية رئيسية هي:
(محلة الشيوخ) و(محلة النصة) و) محلة الحارة) و(محلة السفينة)..
وقد بدأ التوسع في الاعظمية (المركز) منذ سنة 1930م من جهة محلة السفينة ،حيث انشئت محلة هيبت خاتون ..ثم من جهة النصة حيث بنيت محلة راغبة خاتون ..ثم توسعت محلة الشيوخ حيث فتح شارع عشرين سنة 1931م وبدأ العمران يتوسع تدريجيا.
جامع الامام الاعظم.. المرقد.. ودار العلم
يعتبر الامام ابو حنيفة النعمان احد الائمة الذين ذاع صيتهم عبر التاريخ والذي كرس حياته لخدمة الدين ونصرة اهل البيت ..وكان علمه ولا يزال منبعا" مهما يرتوي منه طالبو علوم الفقه والشريعة..وهو احد ائمة المذاهب الاسلامية الرئيسية.
وتوفي الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي (رضي الله عنه) ببغداد زمن ابي جعفر المنصور عام 150هـ...ودفن في جهة شمال بغداد في مكان دعي بعد حين بـمقبرة الخيزران) وذلك نسبة الى الخيزران زوج الخليفة المهدي ووالدة الهادي وهرون الرشيد التي توفيت ودفنت هناك عام 173هـ..وبعد ذلك بني جامع قرب قبره الشريف عام 375هـ..وبنيت عنده مدرسة كبيرة ومشهد وقبة على القبر عام 459هـ -1066م ..وسميت الدور الواقعة في جوار المشهد باسم محلة الامام ابي حنيفة.. وكان التدريس في المدرسة قاصرا على العلوم الدينية فقط.
قصة ساعة الاعظمية
ترجع قصة ساعة الأعظمية الى عام 1337هـ-1919م ..
يوم أهديت ساعة الحضرة الكيلانية ذات الوجهين الى جامع الأمام الأعظم لتصليحها ونصبها فيه.غير ان الساعة كانت قديمة وقد تلف الكثير من أجزائها أثناء نقلها.وقد حاولت الأوقاف حينها تصليحها الا ان المحاولات باءت بالفشل..مما اضطرها للاعلان عنها في الصحف المحلية(العراق 17شباط1921)،تطلب من المتعهدين وذوي الاختصاص في موضوع تصليح الساعة مراجعتها.فلم يلب أحد.وفي 19آذار 1921 تقدم الحاج عبد الرزاق محسوب الأعظمي يتعهد بتصليحها ،وبعد ان فحصها وجدها غير صالحة،فاقترح على الأوقاف قيامه بصنع ساعة مثلها وتعهد إنشاء ساعة جديدة،وقد وافقت مديرية الأوقاف على الطلب وكتبت له بتاريخ 24آذار 1921 بموافقتها على القيام بصنع ساعة جديدة..
وبقيت الساعة منتظمة العمل حتى عام 2003م حينما غزا الأميركان بلدنا واحتلوا بغداد ودمروا بندول الساعة يوم 10نيسان 2003م ..
وقد قام ديوان الوقف السني وعدد من الشركات بإعادة ترميم البرج ..فيما قام ثلاثة من عائلة محسوب هم (د.صالح عبد الرزاق ,فؤاد رشيد عبد الرزاق,وحذيفة سالم عبد الهادي عبد الرزاق ) وعلى مدى اشهر عدة بإعادة ترميم وتشغيل ماكنة الساعة وتصليح اجزائها المتضررة...وتم نصبها من جديد عام 2005م...
المقبرة الملكية
تقع المقبرة الملكية في الاعظمية بين مركز الشرطة ومنطقة السفينة قرب الجامعة الاسلامية اليوم..وتعد احدى معالم مدينة الاعظمية لما تتميز به من بناء راق وقبة جميلة وحدائق تحيط بها جعلتها مكانا سياحيا يؤمه العديد من الافراد والعوائل.
ففي جهة اليمين وفي غرفة مستقلة تضم قبر الملك فيصل الثاني والتي كانت الشاهدة على تاريخ حي على حياة اخر ملوك العراق الذي ولد في 2/ ايار/1935 وقتل في 14/تموز/1958 والى جانبه يرقد والده الملك غازي الذي قتل في حادث اصطدام مدير في 4/نيسان/1939.
وحين ندخل اليها نقرأ شاهدة اسفل الحائط في مكان اخر فيها هنا يرقد جلالة الملك علي بن الحسين وفي مدخل مجاور يرقد جثمان الملكة عالية.
وفي مدخل اخر يرقد عبدالاله وطفلة اسمها مريم كان عبدالاله قد تبناها.
وقبل ان ينتهي الزائر من زيارة القبور يرى قبرين يتوسطان الحديقة ...يقال ان احدهما يعود لجعفر العسكري اول وزير دفاع بعد تشكيل الحكومة العراقية 1921 تم دفنه في المقبرة الملكية تكريما لمنصبه الوزاري. اما القبر الاخر فهو لرستم حيدر رئيس التشريفات الملكية ووزير المالية.
ويقال ان الملك فيصل وعبدالاله كانا يأتيان لزيارة الملكة عالية في المقبرة كل خميس وهما محملان بالورد .وقد بنيت المقبرة الملكية من صخر الجلمود المسمى (حجر الشاطئ) وهي مغلفة بالطابوق اما الابواب والشبابيك فقد صنعت من خشب الصاج.
الاعظمية واحتفالات المولد النبوي الشريف
امتازت الاعظمية باحتفالات المولد النبوي الشريف، وحسن تنظيمها، واعداد الطعام للزوار والمحتفلين، وقد اشارت بعض المصادر، الى تجمع اهل بغداد في الاعظمية ليلة المولد النبوي الشريف ويومه. وقد خصص كثير من المحسنين مبالغ معينة، لانفاقها في الاحتفالات.. حيث يسهر العراقيون
وترتفع راية العراق أبدا ..وتتواصل الاحتفالات ليلا على مرّ الزمان.
وكان المشرفون على الاحتفال يقومون باعداد الطعام في (كلية الامام الاعظم)، وتنقل منها اربعة قدور كبار (صفريات)، يتسلمها مختارو المحلات الاربع في الاعظمية، ويوزعونها بين بيوت المحلات، وكل مختار يتولى الاشراف على توزيع الطعام في محلته، وذلك بقصد التبرك، ولا يوزع الطعام في الكلية والمسجد، على الزوار والمحتفلين، وكان الزوار يأخذون بعضاً من الطعام الى بيوتهم في بغداد، والمدن الاخرى.
الافراح تكتمل بتوزيع العصير والحلويات في ذكرى المولد.
اما في العهد الملكي فصارت الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف تأخذ نمطاً آخر ويعود ذلك الفضل الى المرحوم العلامة الحاج نعمان الاعظمي الذي كان يشرف على تنظيم الاحتفال واعداد الطعام ويوجه الدعوات الى كبار المسؤولين في الدولة ورجال الصحافة مع اعداد منهاج خطابي وتلاوة للمناقب النبوية الشريفة... ومازالت وستبقى مناسبة المولد النبوي في الاعظمية شاهداً على وحدة العراقيين جميعاً وهم يحتفلون باعز مناسبة تجمعهم على دين رسول المحبة والاخوة والسلام..
اذ تشهد ساحة الامام الاعظم في احتفالات المولد النبوي احتفالاً متواصلاُ حتى الفجر..
ويذكر ان الاعظميين يستقبلون الوفود من المحافظات والمدن العراقية الاخرى ويقيمون مآدب فخمة في مساجد الاعظمية.. وتبقى المساجد مفتوحة الى الصباح لاستقبال الزوار والمحتفلين وتقام حلقات الاذكار والمدائح النبوية في جامع الامام الاعظم وبقية مساجد الاعظمية ..ويتم في يوم المولد النبوي الشريف عرض بضع شعرات للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم والتي لا تعرض سوى في يوم المولد وفي ليلة القدر وفي ذكرى الاسراء والمعراج... الا ان هذه المدينة العريقة احتفلت هذا العام بالليلة الشريفة وكأن نهارها لم ينته حتى الصباح.. بعد الاستقرار الامني، وكأنها تعوض ما فاتها خلال التدهور الذي رافق الاعوام الماضية.
الاعظمية.. والاحياء الجديدة..
وفي قضاء الاعظمية اليوم عدد من المحلات الجديدة ففي جهة الجنوب تقع محلات هيبت خاتون والشماسية وراغبة خاتون ومحلة نجيب باشا ومحلة الكسرة ومحلة البلاط (الزهاوي) ومحلة العيواضية ومحلة الوزيرية.
أمّا من جهة الشمال فتضم الصليخ والكريعات وسبع أبكار والفحامة والدباغية والداودية والراشدية.
وقد بنيت عدة احياء والحقت بقضاء الاعظمية اداريا مثل الصليخ الجديد وحي القاهرة والجزائر والبيضاء والشعب...ويشمل قضاء الأعظمية ايضا" نواحيٍَ عدة مثل الراشدية والفحامة والزهور.
* وفي الاعظمية اليوم عدد كبير من المحلات والاحياء والشوارع الفسيحة والحدائق والمدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية وعدد من المعاهد والكليات..وفي الاعظمية توجد نسبة كبيرة من المثقفين والمتعلمين في العراق. والذين كان لهم دور بارز في النهوض العلمي والثقافي.
* وقد تضاعف عدد سكان مدينة الاعظمية (ما يخص المركز تحديدا) من 2000 نسمة سنة 1917م الى 58697 نسمة عام 1947م وضعفها في ثمانينات القرن العشرين...وأكثر من 300 ألف في التسعينات.
شموس علم في الأعظمية
ككل مناطق ومدن العراق تزهو الاعظمية بما انجبت من علماء فقه وعلماء وقراء ومثقفين ومفكرين.. شريحة من شموس المعرفة التي اشرقت ما بين عامي 1858-1950م ياتي في مقدمتهم الشيخ عبد القادر الخطيب ثم من قرّاء القرآن الكريم المشهورون الشيخ الملا صالح محمد العبيدي اما ساحة الشعر والرياضة وقراء المقام فمن اعلامها في التربية ومختلف اوجه العلم والمعرفة الشاعر وليد الاعظمي والدكتور سليم ألنعيمي الاعظمي والاستاذ د.محمد محروس المدرس وفي ساحات الفقه والقضاء برز الشيخ امجد الزهاوي والاستاذ احمد منير القاضي والحاجة نهال امجد الزهاوي والدكتور ناجي معروف والدكتور سعدي ابراهيم والأستاذ حسين علي الاعظمي والأستاذ عبد الرحمن البزاز والاستاذ كمال ابراهيم الاعظمي والاستاذة صبيحة الشيخ داود والاستاذ سري الاعظمي والاستاذ هاشم مصطفى الدباغ والسيد نعمان الكتبي الاعظمي والسيد امين السلام الحاج ابراهيم الكتبي الاعظمي والاستاذ القاضي خيري العمري والاستاذ عبد الرزاق كاظم العبيدي وعوسي الأعظمي اسماعيل حمودي والحاج عبد الرزاق محسوب والاستاذ عبد الفتاح ابراهيم.
ما بين الاعظمية والكاظمية.
تقع مدينتا الاعظمية والكاظمية على ضفتي نهر دجلة شمال مدينة بغداد...ويربط جسر الأئمة وجسر رمضان بين الضفتين...وقد عاشت المدينتان وأهلها على مدى عقود من الزمن أخوة متحابين..ويُرى من مرقد الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان (رضي الله عنه) مرقدا الإمامين موسى بن جعفر والجواد (عليهما السلام)..ويمتاز كورنيش الأعظمية وكورنيش الكاظمية بأنهما من أحلى مناطق ضفاف نهر دجلة في بغداد...وبين أهل الأعظمية وأهل الكاظمية بالاضافة لروابط المواطنة والجيرة والدين أواصر رحم وقربى،،حيث توجد الكثير من العوائل والبيوت الواحدة قد سكنت المدينتين ..ومن هذه العوائل عشيرة العبيدي والقيسي والجلبي والعامري، وغيرها...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وللمدينتين دور عظيم في تجسيد روح الاخوة والوحدة الوطنية والذي تجسد مليا" بعد الغزو والإحتلال الأخير حينما انطلقت وبعد اسبوع من الاحتلال عام 2003م تظاهرات حاشدة ومسيرات عظيمة من الكاظمية باتجاه جسر المحبة والأخوة (جسر الأئمة) والأعظمية،،وانتهت عند ساحة عنتر ..حين ردد المتظاهرون شعارات الوحدة الوطنية والتي أصبحت فيما بعد شعارا لكل العراقيين وقالوا فيها:
((هذا الوطن مانبيعه ... اخوان سنة وشيعة))...
من ذكريات الامس القريب
ولمدينة الأعظمية وقفات مشرفة في زيارات الأئمة (ع) حين يمر الزوار بين ظهرانيها فيحتفي بهم أهل الأعظمية كواجب وتقدير...
ويقول السيد صافي الياسري عن الاعظمية والكاظمية:
"كنا نلتقي صيفا" ،شباب الكاظمية والاعظمية في جزرة دجلة التي كانت تظهر لنا بمجرد ان ننهي امتحاناتنا الموسمية..فنلهو فريقي كرة قدم أو كرة طائرة ...ولم نكن يومها نفهم كلمة طائفة ،فلم يكن ثمة من يتداولها..والاعظمية والكاظمية تفصل بينهما دجلة وتقربهما الى بعض ارواح الائمة والاولياء المدفونين في الجانبين ،ومشاعر السكان المتضامنين، ويشدهما الى بعض جسر الائمة الذي يطلق عليه البعض :جســــر المحبــة ، ويتذكر الشيوخ من المنطقتين يوم كادت الكاظمية تغرق اوائل خمسينيات القرن العشرين عندما فاض نهر دجلة ،وكيف تنادى اهل الاعظمية لنجدة اخوانهم في الكاظمية وبنوا سدتهم معا كتفا الى كتف ،ويوم تفجرت أجساد الزوار في عاشوراء 1426هـ الموافق 31/8/2005م..وكيف تنادى أهل الاعظمية فحملوا الجرحى الى مستشفى النعمان بسياراتهم وحملوا الماء والطعام للوافدين عبر الاعظمية الى جسر المحبة فالكاظمية..وعلقوا لافتات تدين تلك الاعمال على جدران مشهد الامام الاعظم..وتتردد عبارة: ليس فينا من يفرق ..بيننا من جسور المحبة ما لاينتهي."
وتأكيدا" من أهالي الاعظمية والكاظمية وكل بغداد والشعب العراقي على وحدة الصف ورفض التجزئة والطائفية أقيم يوم الثلاثاء 6أيلول 2005م احتفال تأبيني خاص لعوائل شهداء جسر الأئمة من بغداد وأبناء الاعظمية الذين هبوا لأنقاذ الضحايا من الغرقى والجرحى والتي راح فيها كوكبة منهم ، مثل الشهيد البطل الشاب عمر خليل والشهيد البطل ميثم عبد الله.والشهيد البطل الشاب عثمان علي العبيدي الذي أنقذ اكثر من سبعة أشخاص من الغرق قبل ان يستشهد.
وقد أقيم الاحتفال في جامع الامام الاعظم وشهد حضورا متميزا من قبل تيارات وطنية اسلامية عراقية .. وافتتح الحفل الشيخ مؤيد الاعظمي امام جامع ابي حنيفة النعمان بكلمة حيا فيها مواقف اهالي الاعظمية وأنّها ليست بجـــــــــــــــــــديدة عليهم وعلى نخوتهم وعراقيتهم الفـــــــــــواحة ومذكراً بحادثة انفجــــــــــــــــــــــارات الكاظمية في بداية الاحتلال حيث هب اهالي الاعظمية لنجدة اخوانـــــــــــــــــــهم بالتبرع بالدم وانقاذ الجرحى واخلائهم مما كانوا فيه. وان الشــــــــــــــــــهيد عثمان علي رحل الى الجنة وهو يعانق اخوانــــــــه الشيعة.. ويذكرنا بوحدة شعبنا وعراقيتنا الى الابد .. فلنحافظ على ذلك ما بقينا
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي