كريمان الكيالي - وجه الشبه بين اشخاص عالقين او محتجزين على حدود دولة ما، او داخل ميناء او مطار او منجم مثلا وآخرين في مصعد ، انهم جميعا يواجهون خطرا حقيقيا ، يتأرجحون بين الحياة والموت ، برغم اختلاف ابعاد وظروف كل حالة . الخوف من ان ''يعلق'' الاسانسير يدفع كثيرين للعزوف عن استخدامه ، بمبررات مختلفة .. تجربة سابقة تعطل فيها ،الحديث عن فوائد صعود الدرج في تنشيط الدورة الدموية والمحافظة على اللياقة، اوالقول بأن استخدام المصاعد مرهق، اذ غالبا ماتكون مزدحمة، بطيئة ، حمولتها زائدة .وكلما توقف المصعد في طابق وفتحت ابوابه ،نجد هناك من يسأل ''طالع والا نازل''..!
ربما لان البيوت ايام زمان كانت في الغالب متجاوره ، والعمارات لم يكن بها ''اسانسيرات'' ، مايزال كثيرون يشعرون ببعض الخوف من استخدامها، برغم ان المصعد أصبح من الأساسيات بعد الاتجاه لنظام العمارات السكنية ، بل ووجوده اكثر ما يشغل بال أي مستأجر او من يريد شراء شقة بخاصة اذا كانت في الادوار العليا، حيث يوفر الوقت والجهد المبذول في الصعود والنزول على الدرج.
ويفسر اخصائي الطب النفسي ''د.خليل ابو زناد ''هذا الخوف بنوع من فوبيا الاماكن المغلقة حيث يشعر الشخص بضيق وقلق وتوتر واختناق ، وتسيطرعليه الرغبة في الهرب اذا ما اغلق عليه باب غرفة اوسيارة او مصعد حتى وان لم يحدث ان توقف او تعطل به من قبل ، فهو يخافه فقط لانه مغلق . وتعالج هذه الفوبيا كما يقول ''د.ابوزناد'' من خلال جلسات استرخاء ، يتعرف من خلالها المريض على حقيقة هذه المشاعر السلبية ، واسبابها وكيفية مقاومتها ، وبشكل عام فهذه الحالات تتحسن بشكل كبير بعد العلاج ، فكثيرين يسكنون في ادوار مرتفعة وليس باستطاعتهم صعود ستة طوابق كل يوم اكثر من مرة ونزولها كذلك والمصاعد وسيلة عصرية وجدت لتريح الناس ، وليس لتزيد متاعبهم .
يحدث احيانا ان يتعطل المصعد ، او تنقطع الكهرباء فجأة ، فيعيش من بداخله لحظات عصيبه من القلق والتوتر ، ويتحول ركاب الاسانسير الى عالقين او محتجزين ريثما يتم مساعدتهم ، وقبل بضعة ايام ، يوم الجمعة الفائت بالتحديد، علق الاسانسير بصبيين لايتجاوزعمر كل منهما اربعة عشر عاما حوالي ساعة ، كانا يغادران النادي الرياضي القريب من منزليهما بماركا الشمالية ، حيث يتدربان على الكاراتيه ، غير ان المصعد هبط من الدور الرابع وبدل ان يتوقف بالارضي بقي عالقا في الطابق الثاني ولم يتحرك برغم محاولاتهما الضغط على كل الكبسات ، بما فيها تلك الخاصة بالطوارىء لطلب النجدة.
ويقول احد الصبيين ''هنيبال عبدالله الخطيب '': هذه اول مرة يحدث معي هذا ، شعرت بخوف شديد ، كرهت الاسانسيرفي تلك اللحظة، برغم انني لااخاف الصعود به اطلاقا، مازاد ارتباكنا ان رفيقي وهو ابن خالي في مثل سني ، ليس معنا من هو اكبر منا ، يمنحنا بعض الاطمئنان ، وجدنا انفسنا في مكان ضيق مغلق ومعتم ، لانعرف كيف نخرج منه، شعرنا اننا في خطر ، وقد نموت اذا سقط بنا او اذا لم يستطيعوا فتحه وانقاذنا. ويصف لحظات خروجه بانه كمن خرج من قبر مظلم مخيف .
يضيف ''هنيبال ''تعلمنا من خلال الكاراتيه الدفاع عن النفس ، وبرغم انني وابن خالي حاصلين على الحزام الاسود ، لكننا فشلنا في انقاذ انفسنا من ''علقة ''الاسانسير''، فقمنا بطرق بابه بشدة، صرخنا بصوت عال ، لكن لم يسمعنا احد ، ثم تذكرنا الموبايل ،وكنا نسيناه من شدة الارتباك ، اتصلت بأخي الذي يكبرني قليلا ، حتى يتصل بالدفاع المدني وطلبت منه ان يخفي الامر على ابي المريض خوفا من تدهور حالته الصحية،كذلك حاولت ادارة النادي اخراجنا ، كنت اسمع صوت اخي وخالي ، ومن تجمع حول الاسانسير من الناس فأطمئن قليلا لكن كنت اخاف ان نبقى عالقين فترة اطول ، بعدما حدث وجدت العذر لمن يخافون استخدام المصعد ، لكن لااحب ان اصاب بعقدة منه، وما حدث لن يجعلني اخاف منه أبدا. .
ويقول رفيقه''احمد خالد الساحوري'': انا ممن يحبون استخدام الاسانسير، بل اعتبر الطلوع والنزول به متعة، ولااخاف منه مثل البعض، فمعنا زملاء في النادي في مثل اعمارنا لايستخدمونه ابدا ، لكني هذه المرة شعرت بأنني اكاد اختنق فعلا، كثيرا ما اسمع عن حوادث لاناس يعلق بهم الاسانسير لكن الحديث شيء والتجربة شيء آخر، لم تكن سهلة اطلاقا ، لم نصدق ان الباب فتح مرةاخرى لنخرج بسرعة ..
لكن ان يتوقف المصعد في صيف لاهب لفترة تتجاوز ساعتين تجربة مختلفة اذا كان الشخص العالق مريضا بالقلب وارتفاع ضغط ا لدم و يقول ''حسني55عاما '' حدث هذا قبل خمس سنوات ، كنت اعمل في دولة خليجية ، وبعد ان دخلت الاسانسير لاصعد لمنزلي ،انقطعت الكهرباء فجأة ، كدت اختنق فعلا من شدة الحرارة والظلام، بخاصة وانني مريض بالقلب استنجدت بأسرتي من خلال الموبال ، لكن ارجاع التيار الكهربائي استغرق وقتا طويلا ، ، ماحدث جعلني اختار شقة ارضية بعد عودتي واستقراري في الوطن ، لكن اضطر لاستخدام الاسانسير في العمل بسبب ظروفي الصحية .
وتقول '' منال '' بأنها كانت تهزأ بمن يخاف من المصعد ،حتى توقف بها ذات يوم في العمارة التي تسكن بها لاكثر من نصف ساعة ، الى ان تم فتحه ، ومن يومها وهي تصعد ثلاثة ادوار يوميا ، فالتجربة لم تكن سهلة ، وهي تفكر جديا بالبحث عن بيت ارضي او دور اول لاتحتاج فيه للمصعد ..
وتحكي ''هدى'' بانها عاشت ذات التجربة التي شاهدتها في الفيلم العربي ''بين السما والارض '' حين علق بها المصعد مع مجموعة رجال ونساءواطفال من مختلف الاعمار حين كانت باتجاه عيادة احدالاطباء ، وتصف لحظة انقاذها من علقة الاسانسير بانها خرجت مثل منكوبي الزلازل ، وتقول : لن استخدم الاسانسير في حياتي حتى لو صعدت للطابق العشرين.
ويقول ''ابو نايف'' بان الاسانسير اصبح ضرورة في اي عمارة، المشكلة ليست في صعود الدرج او نزوله ، بل في حمل المشتريات ، والتي لايستطيع اي انسان مهما بلغت قوته الجسدية ان يصعد بها ادوارا عليا كما عمارات هذه الايام.
ويقول احد الفنيين المختصين بالمصاعد بان عمل صيانة دورية للمصاعد سواء كانت قديمة او حديثة امر ضروري لتجنب هذه المواقف الصعبة والخطرة احيانا التي يلقى البعض حتفهم فيها ، ويشير الى ان بعض مستخدمي الاسانسيرات احيانا يتسببون فيما يحدث بلا قصد، حين يكون عدد الركاب اكثر من الحمولة المطلوبة او ان هناك من يضغط على اكثر من كبسة ، او ان الصغار يعتبرونه لعبة مسلية.!!
منقول من جريدة الرأي
ربما لان البيوت ايام زمان كانت في الغالب متجاوره ، والعمارات لم يكن بها ''اسانسيرات'' ، مايزال كثيرون يشعرون ببعض الخوف من استخدامها، برغم ان المصعد أصبح من الأساسيات بعد الاتجاه لنظام العمارات السكنية ، بل ووجوده اكثر ما يشغل بال أي مستأجر او من يريد شراء شقة بخاصة اذا كانت في الادوار العليا، حيث يوفر الوقت والجهد المبذول في الصعود والنزول على الدرج.
ويفسر اخصائي الطب النفسي ''د.خليل ابو زناد ''هذا الخوف بنوع من فوبيا الاماكن المغلقة حيث يشعر الشخص بضيق وقلق وتوتر واختناق ، وتسيطرعليه الرغبة في الهرب اذا ما اغلق عليه باب غرفة اوسيارة او مصعد حتى وان لم يحدث ان توقف او تعطل به من قبل ، فهو يخافه فقط لانه مغلق . وتعالج هذه الفوبيا كما يقول ''د.ابوزناد'' من خلال جلسات استرخاء ، يتعرف من خلالها المريض على حقيقة هذه المشاعر السلبية ، واسبابها وكيفية مقاومتها ، وبشكل عام فهذه الحالات تتحسن بشكل كبير بعد العلاج ، فكثيرين يسكنون في ادوار مرتفعة وليس باستطاعتهم صعود ستة طوابق كل يوم اكثر من مرة ونزولها كذلك والمصاعد وسيلة عصرية وجدت لتريح الناس ، وليس لتزيد متاعبهم .
يحدث احيانا ان يتعطل المصعد ، او تنقطع الكهرباء فجأة ، فيعيش من بداخله لحظات عصيبه من القلق والتوتر ، ويتحول ركاب الاسانسير الى عالقين او محتجزين ريثما يتم مساعدتهم ، وقبل بضعة ايام ، يوم الجمعة الفائت بالتحديد، علق الاسانسير بصبيين لايتجاوزعمر كل منهما اربعة عشر عاما حوالي ساعة ، كانا يغادران النادي الرياضي القريب من منزليهما بماركا الشمالية ، حيث يتدربان على الكاراتيه ، غير ان المصعد هبط من الدور الرابع وبدل ان يتوقف بالارضي بقي عالقا في الطابق الثاني ولم يتحرك برغم محاولاتهما الضغط على كل الكبسات ، بما فيها تلك الخاصة بالطوارىء لطلب النجدة.
ويقول احد الصبيين ''هنيبال عبدالله الخطيب '': هذه اول مرة يحدث معي هذا ، شعرت بخوف شديد ، كرهت الاسانسيرفي تلك اللحظة، برغم انني لااخاف الصعود به اطلاقا، مازاد ارتباكنا ان رفيقي وهو ابن خالي في مثل سني ، ليس معنا من هو اكبر منا ، يمنحنا بعض الاطمئنان ، وجدنا انفسنا في مكان ضيق مغلق ومعتم ، لانعرف كيف نخرج منه، شعرنا اننا في خطر ، وقد نموت اذا سقط بنا او اذا لم يستطيعوا فتحه وانقاذنا. ويصف لحظات خروجه بانه كمن خرج من قبر مظلم مخيف .
يضيف ''هنيبال ''تعلمنا من خلال الكاراتيه الدفاع عن النفس ، وبرغم انني وابن خالي حاصلين على الحزام الاسود ، لكننا فشلنا في انقاذ انفسنا من ''علقة ''الاسانسير''، فقمنا بطرق بابه بشدة، صرخنا بصوت عال ، لكن لم يسمعنا احد ، ثم تذكرنا الموبايل ،وكنا نسيناه من شدة الارتباك ، اتصلت بأخي الذي يكبرني قليلا ، حتى يتصل بالدفاع المدني وطلبت منه ان يخفي الامر على ابي المريض خوفا من تدهور حالته الصحية،كذلك حاولت ادارة النادي اخراجنا ، كنت اسمع صوت اخي وخالي ، ومن تجمع حول الاسانسير من الناس فأطمئن قليلا لكن كنت اخاف ان نبقى عالقين فترة اطول ، بعدما حدث وجدت العذر لمن يخافون استخدام المصعد ، لكن لااحب ان اصاب بعقدة منه، وما حدث لن يجعلني اخاف منه أبدا. .
ويقول رفيقه''احمد خالد الساحوري'': انا ممن يحبون استخدام الاسانسير، بل اعتبر الطلوع والنزول به متعة، ولااخاف منه مثل البعض، فمعنا زملاء في النادي في مثل اعمارنا لايستخدمونه ابدا ، لكني هذه المرة شعرت بأنني اكاد اختنق فعلا، كثيرا ما اسمع عن حوادث لاناس يعلق بهم الاسانسير لكن الحديث شيء والتجربة شيء آخر، لم تكن سهلة اطلاقا ، لم نصدق ان الباب فتح مرةاخرى لنخرج بسرعة ..
لكن ان يتوقف المصعد في صيف لاهب لفترة تتجاوز ساعتين تجربة مختلفة اذا كان الشخص العالق مريضا بالقلب وارتفاع ضغط ا لدم و يقول ''حسني55عاما '' حدث هذا قبل خمس سنوات ، كنت اعمل في دولة خليجية ، وبعد ان دخلت الاسانسير لاصعد لمنزلي ،انقطعت الكهرباء فجأة ، كدت اختنق فعلا من شدة الحرارة والظلام، بخاصة وانني مريض بالقلب استنجدت بأسرتي من خلال الموبال ، لكن ارجاع التيار الكهربائي استغرق وقتا طويلا ، ، ماحدث جعلني اختار شقة ارضية بعد عودتي واستقراري في الوطن ، لكن اضطر لاستخدام الاسانسير في العمل بسبب ظروفي الصحية .
وتقول '' منال '' بأنها كانت تهزأ بمن يخاف من المصعد ،حتى توقف بها ذات يوم في العمارة التي تسكن بها لاكثر من نصف ساعة ، الى ان تم فتحه ، ومن يومها وهي تصعد ثلاثة ادوار يوميا ، فالتجربة لم تكن سهلة ، وهي تفكر جديا بالبحث عن بيت ارضي او دور اول لاتحتاج فيه للمصعد ..
وتحكي ''هدى'' بانها عاشت ذات التجربة التي شاهدتها في الفيلم العربي ''بين السما والارض '' حين علق بها المصعد مع مجموعة رجال ونساءواطفال من مختلف الاعمار حين كانت باتجاه عيادة احدالاطباء ، وتصف لحظة انقاذها من علقة الاسانسير بانها خرجت مثل منكوبي الزلازل ، وتقول : لن استخدم الاسانسير في حياتي حتى لو صعدت للطابق العشرين.
ويقول ''ابو نايف'' بان الاسانسير اصبح ضرورة في اي عمارة، المشكلة ليست في صعود الدرج او نزوله ، بل في حمل المشتريات ، والتي لايستطيع اي انسان مهما بلغت قوته الجسدية ان يصعد بها ادوارا عليا كما عمارات هذه الايام.
ويقول احد الفنيين المختصين بالمصاعد بان عمل صيانة دورية للمصاعد سواء كانت قديمة او حديثة امر ضروري لتجنب هذه المواقف الصعبة والخطرة احيانا التي يلقى البعض حتفهم فيها ، ويشير الى ان بعض مستخدمي الاسانسيرات احيانا يتسببون فيما يحدث بلا قصد، حين يكون عدد الركاب اكثر من الحمولة المطلوبة او ان هناك من يضغط على اكثر من كبسة ، او ان الصغار يعتبرونه لعبة مسلية.!!
منقول من جريدة الرأي
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي