محمد هشام عبيه
كما كان متوقعا، رفضت «جبهة الإنقاذ الوطني»، التي تضم أبرز أحزاب المعارضة، دعوة الحوار التي وجهها الرئيس محمد مرسي في خطابه، ليل أمس الأول، بعد إعلانه فرض حالة الطوارئ على مدن القناة الثلاث بورسعيد والسويس والإسماعيلية.
«جبهة الإنقاذ» أعلنت عن أسباب رفضها في مؤتمر صحافي موسع عقدته يوم أمس، بعد اجتماع مطوّل لقادتها في مقر «حزب الوفد»، ولخصتها في أن الدعوة لم تتضمن أي التزامات على مرسي لتنفيذ نتائج الحوار، مؤكدة أن تجاربها السابقة في الاجتماعات مع مؤسسة الرئاسة تؤكد أنها لا تنفذ شيئا مما يتم الاتفاق عليه، وواضعة شرطاً أساسياً للدخول في حوار وطني، يتمثل ببساطة في أن يكون الحوار جدياً.
وفي كلمته خلال المؤتمر الصحافي، قال رئيس «حزب الدستور» محمد البرادعي إن خطاب مرسي لم يتعامل مع الأسباب التي أدت إلى العنف، كغياب الإدارة الرشيدة والخلاف على مواد الدستور، وعدم وجود عدالة اجتماعية، وانهيار الحالة الاقتصادية، مشيراً إلى أنه ركز فقط على الجانب الأمني للأزمة.
وشدد البرادعي على أن «الحل ليس حلا أمنيا بل سياسي ويجب أن يشترك فيه الجميع من أجل إنقاذ مصر»، مؤكدا أن الحوار بهذه الطريقة سيظل «شكلياً وغير جدي» ويستهدف التقاط صور للمعارضة مع الرئيس، ما دامت الرئاسة تجاهلت ما سبق وأعلنته جبهة الإنقاذ من خطوات يمكن الاستناد إليها في بدء الحوار وعلاج جزء من الأزمة الحالة، ويتمثل في تشكيل حكومة إنقاذ وطني ولجنة لتعديل الدستور وإزالة آثار الإعلان الدستوري عبر إقالة النائب العام الذي تم تعيينه بقرار من مرسي بالمخالفة للقواعد القضائية المتبعة في هذا الشأن.
واستدرك البرادعي قائلا إن «جبهة الإنقاذ» لا تزال توافق على الحوار إذا التزمت الرئاسة بهذه الشروط، مؤكدا تضامن الجبهة مع مطالب الميدان والمتظاهرين فيه لتحقيق أهداف الثورة، ومشدداً على أن الدعوة إلى الحوار لاحقا يجب أن يتم توجيهها إلى «جبهة الإنقاذ» ككيان واحد، وليس فردياً للأحزاب التي تتكون منها، في إشارة إلى تمسك المعارضة بأن تكون الجبهة هي الممثل الوحيد للمعارضة، وفي مؤشر أيضاً على أن أعضاء الجبهة استطاعوا ترميم التصدعات التي ضربت بعض أركانها الأسابيع الماضية، وكاد «حزب الوفد» ينسحب منها.
وكعادته، بدا رئيس «التيار الشعبي» حمدين صباحي أكثر انفعالا وحدّة في انتقاد مؤسسة الرئاسة، إذ قال في كلمته إن المعارضة سبق أن ذهبت إلى لقاء مرسي في مكتبه، وكانت النتيجة إصدار الإعلان الدستوري «الاستبدادي»، مؤكدا أن الجبهة رفضت دعوة الحوار انطلاقا من إحساسها بالمسؤولية وخطورة الحدث في ظل عدم توافر أي ضمانات للالتزام بنتائج الحوار.
واشترط صباحي لبدء الحوار أن يعترف الرئيس مرسي بمسؤوليته السياسية عن دماء المصريين الذي أريق في مدن القناة، وأن يعترف أيضا بحاجة مصر إلى حكومة وحدة وطنية، والاتفاق على لجنة لتعديل الدستور، وإخضاع جماعة «الإخوان المسلمين» للقانون، خاصة أن الجماعة تعمل من دون أي كيان قانوني واضح منذ قرار حلها في العام 1954.
صباحي ذهب للقول ان المعارضة لن تقبل بأي حوار، مشيراً إلى ان «الدم يسيل وحالة الطوارئ معلنة وشعبنا في مدن القناة معزول».
وأعرب عن تضامن «جبهة الإنقاذ» مع أهالي مدن القناة، والتأكيد في الوقت ذاته رفض العنف والعدوان على الممتلكات العامة والخاصة، مطالبا بمحاكمة وزير الداخلية. وهو ما ذهب إليه رئيس «حزب المؤتمر» عمرو موسى الذي اعتبر أن حوار مرسي «جلسة دردشة»، مطالبا بتشكيل حكومة إنقاذ وطني قبل الدخول في أي تفصيلات لاحقة.
ويمثل رفض «جبهة الإنقاذ» المشاركة في الحوار تفريغا لأي مناقشات ستجري مع الرئاسة من أهدافها، إذ أن الرئاسة وجهت الدعوة لـ11 حزباً سياسياً، وأربع من الشخصيات العامة، وبمقاطعة «جبهة الإنقاذ» للحوار ستقاطع خمسة أحزاب مدنية هي «الدستور» و«المصري الديموقراطي» و«المصريين الأحرار» و«الوفد» و«التحالف الشعبي»، بالإضافة إلى اثنتين من الشخصيات العامة المدعوة (عمرو موسى وحمدين صباحي)، لتبقى ستة من الأحزاب الإسلامية فقط وحدها المشاركة في الحوار الذي عقد بقصر الرئاسة مساء أمس، بالإضافة إلى محمد سليم العوا (المقرب من الإخوان)، وأيمن نور (الليبرالي المعارض السابق) الذي تطابقت مواقفه مع الجماعة ومرسي في الأشهر السابقة.
ولكن يبدو أن مقاطعة «جبهة الإنقاذ» للحوار لم تثر قلق مؤسسة الرئاسة أو «الإخوان»، ولم تغير في الوقت ذاته من استمرار الغليان في الشارع.
واعتبرت جماعة «الإخوان المسلمين» أن وضع شروط للحوار قبل بدئه «أمر غير مقبول»، ويعكس رغبة في عدم الحوار بالأساس، حسبما قال جهاد الحداد أحد المتحدثين باسم «الإخوان».
في هذا الوقت، مررت الغالبية «الإخوانية» في مجلس الشورى أمس الموافقة على قرار مرسي فرض حالة الطوارئ في مدن القناة لمدة ثلاثين يوماً، بالإضافة إلى منح ضباط الجيش سلطة «الضبطية القضائية» التي تمكنهم من إلقاء القبض على المشتبه فيهم من دون العودة إلى الجهات القضائية المختصة، وهو إجراء انتقدته المعارضة كثيرا، باعتبار أن «الإخوان» أنفسهم كانوا من أشد المعترضين عليه خلال فترة تولي المجلس العسكري الحكم (شباط 2011- حزيران 2012)، بالإضافة إلى أن «الإخوان» أيضا صنعوا صخبا شديدا في البرلمان في العام 2005 عندما طلب الرئيس السابق حسني مبارك تمديد العمل بقانون الطوارئ، بل ان النواب الإسلاميين وافقوا على تضمين نص يتضمن «بقاء الجيش في الشارع ومشاركته في حفظ الأمن كلما طلب مجلس الأمن القومي ذلك»، وهو ما يفتح الباب أمام استمرار حالة الطوارئ لأمد أكثر من 30 يوما كما أعلن مرسي، بل إمكانية زيادة النطاق الجغرافي الذي تشمله حالة الطوارئ لمحافظات أكثر من محافظات قناة السويس الثلاث.
هذا الأمر برره القيادي «الإخواني» وعضو مجلس الشورى المعين صبحي صالح بوجود «مؤامرة على البلاد ومنشآتها الحيوية ومؤسساتها بعيداً عن أي سلوك للتظاهر السلمي».
يأتي ذلك، في وقت اجتمع فيه أمس نائب المرشد العام لـ«الإخوان» خيرت الشاطر بقيادات «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح»، التي تضم قيادات سلفية كبرى، لمناقشة سبل تحرك التيارات الإسلامية في الفترة المقبلة، بما في ذلك إمكانية بدء نزول الإسلاميين إلى تظاهرات مضادة داعمة لمرسي إذا تطلب الأمر.
وخلال الجلسة، قرر رئيس مجلس الشورى أحمد فهمي تقديم بلاغ للنائب العام ضد فضائية «التحرير» التي يملكها رجل الأعمال سليمان عامر المقرب من النظام السابق، والذي يحاول التقرب للنظام الحالي، بعدما استضافت أحد أعضاء جماعة «بلاك بلوك» في أحد برامجها، وذلك عقب تقديم أحد النواب المنتمين لـ«حزب الوسط» الإسلامي أسطوانة مدمجة تحتوي على تسجيل للمقابلة.
وتشن «الإخوان المسلمين» هجوما شديدا على أعضاء «بلاك بلوك» الذين ظهروا للمرة الأولى في التظاهرات الحاشدة التي خرجت في الذكرى الثانية للثورة يوم الجمعة الماضي.
وتتهم «الإخوان» أعضاء «بلاك بلوك» بالوقوف وراء كل أعمال العنف والهجوم على أقسام الشرطة ومقار ديوانيات المحافظات، في الوقت الذي يؤكد فيه أعضاء «بلاك بلوك» سلمية تحركاتهم.
ميدانيا، استمرت المواجهات بين قوات الشرطة والمتظاهرين لليوم الرابع على التوالي في القاهرة وعدد آخر من المحافظات، بما في ذلك بورسعيد، برغم فرض حال التجول في مدن القناة. واشتدت الاحتجاجات اشتدادا ملحوظا في الإسكندرية والشرقية، مسقط رأس مرسي.
وبرغم سقوط الأمطار في القاهرة، فقد استمرت المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، ما أدى إلى مقتل المواطن سمير مرقس (18 عاماً) بالخرطوش، وذلك خلال الاشتباكات في محيط كوبري قصر النيل، وعلى الجسر ذاته.
وتعرضت واجهة فندق «سميراميس» للتحطيم في العنف المتبادل، كما تحطمت بعض السيارات، وتحولت منطقة الكورنيش المقابلة إلى ساحة حرب حقيقية، وسط إطلاق مكثف لقنابل الغاز المسيل للدموع.
ونجح المتظاهرون في حرق إحدى مدرعات الشرطة، والاستيلاء على واحدة أخرى، والتحفظ على أحد الضباط قبل تسليمه إلى المستشفى. وأعلنت وزارة الداخلية المصرية عن إصابة 120 من الضباط والجنود في الاشتباكات ذاتها.
كما قام متظاهرون بقطع كوبري 6 أكتوبر الحيوي لفترة لليوم الثالث على التوالي عن طريق إحراق إطارات السيارات، وتوقفت حركة مترو الأنفاق لدقائق بعد اقتحام محطة «ثكنات المعادي» من قبل متظاهرين.
ووقعت احتكاكات بين متظاهرين تحركوا من منطقة السيدة زينب باتجاه مجلس الشورى، وبين مواطنين آخرين تعرضوا لهم بالضرب، بعدما ردد المتظاهرون هتافات ضد «الإخوان» ومرسي.
وفي الإسكندرية، قطع آلاف المتظاهرين طريق أبوقير أمام ميدان سيدي جابر، وطريق الكورنيش، وطريق ترام الرمل، بعدما التقت ثلاث مسيرات حاشدة خرجت أمس في ذكرى «جمعة الغضب»، وهتف المتظاهرون مطالبين بإسقاط النظام.
وفي مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، قطع متظاهرون الجسر الرئيسي في المدينة، وتظاهر العشرات أمام منزل أسرة مرسي مطالبين برحيله.
أما بورسعيد التي تعيش أجواء حالة الطوارئ وحظر التجوال فقد خرجت لتشيع جنازة ستة من أبنائها سقطوا في اشتــباكات أمس الأول خلال تشييع جنازة نحو 32 سقطوا قتلى على خلفية الاشتباكات أمام سجن المدينة.
وتجنبت جنازة أمس المرور أمام نادي الشرطة درءاً لأي اشتباكات محتملة، في الوقت الذي مددت فيه المحافظة العطلة داخل مؤسسات الدولة في المدينة لليوم الثاني على التوالي.
وكان يسمع بين الحين والآخر صوت دوي إطلاق رصاص، بين قوات الشرطة وأفراد يريدون اقتحام قسم شرطة العرب.
ولف الحزن بورسعيد التي تعاني من شح في المواد التموينية والبترولية، بعدما أصبحت شبه محاصرة.
وتسبب الحصار بارتفاع كبير في أسعار السلع، وهو ما دفع ببعض أهالي القاهرة من السياسيين والإعلاميين مثل أحمد حرارة، أحد أبرز رموز الثورة، والطبيبة النفسية منال عمر والإعلامية بثينة كامل والبرلماني السابق باسم كامل إلى التحرك في قافلة لتقديم الأدوية والمساعدات إلى المدينة وكسر الحصار المفروض عليها.
Assafir
كما كان متوقعا، رفضت «جبهة الإنقاذ الوطني»، التي تضم أبرز أحزاب المعارضة، دعوة الحوار التي وجهها الرئيس محمد مرسي في خطابه، ليل أمس الأول، بعد إعلانه فرض حالة الطوارئ على مدن القناة الثلاث بورسعيد والسويس والإسماعيلية.
«جبهة الإنقاذ» أعلنت عن أسباب رفضها في مؤتمر صحافي موسع عقدته يوم أمس، بعد اجتماع مطوّل لقادتها في مقر «حزب الوفد»، ولخصتها في أن الدعوة لم تتضمن أي التزامات على مرسي لتنفيذ نتائج الحوار، مؤكدة أن تجاربها السابقة في الاجتماعات مع مؤسسة الرئاسة تؤكد أنها لا تنفذ شيئا مما يتم الاتفاق عليه، وواضعة شرطاً أساسياً للدخول في حوار وطني، يتمثل ببساطة في أن يكون الحوار جدياً.
وفي كلمته خلال المؤتمر الصحافي، قال رئيس «حزب الدستور» محمد البرادعي إن خطاب مرسي لم يتعامل مع الأسباب التي أدت إلى العنف، كغياب الإدارة الرشيدة والخلاف على مواد الدستور، وعدم وجود عدالة اجتماعية، وانهيار الحالة الاقتصادية، مشيراً إلى أنه ركز فقط على الجانب الأمني للأزمة.
وشدد البرادعي على أن «الحل ليس حلا أمنيا بل سياسي ويجب أن يشترك فيه الجميع من أجل إنقاذ مصر»، مؤكدا أن الحوار بهذه الطريقة سيظل «شكلياً وغير جدي» ويستهدف التقاط صور للمعارضة مع الرئيس، ما دامت الرئاسة تجاهلت ما سبق وأعلنته جبهة الإنقاذ من خطوات يمكن الاستناد إليها في بدء الحوار وعلاج جزء من الأزمة الحالة، ويتمثل في تشكيل حكومة إنقاذ وطني ولجنة لتعديل الدستور وإزالة آثار الإعلان الدستوري عبر إقالة النائب العام الذي تم تعيينه بقرار من مرسي بالمخالفة للقواعد القضائية المتبعة في هذا الشأن.
واستدرك البرادعي قائلا إن «جبهة الإنقاذ» لا تزال توافق على الحوار إذا التزمت الرئاسة بهذه الشروط، مؤكدا تضامن الجبهة مع مطالب الميدان والمتظاهرين فيه لتحقيق أهداف الثورة، ومشدداً على أن الدعوة إلى الحوار لاحقا يجب أن يتم توجيهها إلى «جبهة الإنقاذ» ككيان واحد، وليس فردياً للأحزاب التي تتكون منها، في إشارة إلى تمسك المعارضة بأن تكون الجبهة هي الممثل الوحيد للمعارضة، وفي مؤشر أيضاً على أن أعضاء الجبهة استطاعوا ترميم التصدعات التي ضربت بعض أركانها الأسابيع الماضية، وكاد «حزب الوفد» ينسحب منها.
وكعادته، بدا رئيس «التيار الشعبي» حمدين صباحي أكثر انفعالا وحدّة في انتقاد مؤسسة الرئاسة، إذ قال في كلمته إن المعارضة سبق أن ذهبت إلى لقاء مرسي في مكتبه، وكانت النتيجة إصدار الإعلان الدستوري «الاستبدادي»، مؤكدا أن الجبهة رفضت دعوة الحوار انطلاقا من إحساسها بالمسؤولية وخطورة الحدث في ظل عدم توافر أي ضمانات للالتزام بنتائج الحوار.
واشترط صباحي لبدء الحوار أن يعترف الرئيس مرسي بمسؤوليته السياسية عن دماء المصريين الذي أريق في مدن القناة، وأن يعترف أيضا بحاجة مصر إلى حكومة وحدة وطنية، والاتفاق على لجنة لتعديل الدستور، وإخضاع جماعة «الإخوان المسلمين» للقانون، خاصة أن الجماعة تعمل من دون أي كيان قانوني واضح منذ قرار حلها في العام 1954.
صباحي ذهب للقول ان المعارضة لن تقبل بأي حوار، مشيراً إلى ان «الدم يسيل وحالة الطوارئ معلنة وشعبنا في مدن القناة معزول».
وأعرب عن تضامن «جبهة الإنقاذ» مع أهالي مدن القناة، والتأكيد في الوقت ذاته رفض العنف والعدوان على الممتلكات العامة والخاصة، مطالبا بمحاكمة وزير الداخلية. وهو ما ذهب إليه رئيس «حزب المؤتمر» عمرو موسى الذي اعتبر أن حوار مرسي «جلسة دردشة»، مطالبا بتشكيل حكومة إنقاذ وطني قبل الدخول في أي تفصيلات لاحقة.
ويمثل رفض «جبهة الإنقاذ» المشاركة في الحوار تفريغا لأي مناقشات ستجري مع الرئاسة من أهدافها، إذ أن الرئاسة وجهت الدعوة لـ11 حزباً سياسياً، وأربع من الشخصيات العامة، وبمقاطعة «جبهة الإنقاذ» للحوار ستقاطع خمسة أحزاب مدنية هي «الدستور» و«المصري الديموقراطي» و«المصريين الأحرار» و«الوفد» و«التحالف الشعبي»، بالإضافة إلى اثنتين من الشخصيات العامة المدعوة (عمرو موسى وحمدين صباحي)، لتبقى ستة من الأحزاب الإسلامية فقط وحدها المشاركة في الحوار الذي عقد بقصر الرئاسة مساء أمس، بالإضافة إلى محمد سليم العوا (المقرب من الإخوان)، وأيمن نور (الليبرالي المعارض السابق) الذي تطابقت مواقفه مع الجماعة ومرسي في الأشهر السابقة.
ولكن يبدو أن مقاطعة «جبهة الإنقاذ» للحوار لم تثر قلق مؤسسة الرئاسة أو «الإخوان»، ولم تغير في الوقت ذاته من استمرار الغليان في الشارع.
واعتبرت جماعة «الإخوان المسلمين» أن وضع شروط للحوار قبل بدئه «أمر غير مقبول»، ويعكس رغبة في عدم الحوار بالأساس، حسبما قال جهاد الحداد أحد المتحدثين باسم «الإخوان».
في هذا الوقت، مررت الغالبية «الإخوانية» في مجلس الشورى أمس الموافقة على قرار مرسي فرض حالة الطوارئ في مدن القناة لمدة ثلاثين يوماً، بالإضافة إلى منح ضباط الجيش سلطة «الضبطية القضائية» التي تمكنهم من إلقاء القبض على المشتبه فيهم من دون العودة إلى الجهات القضائية المختصة، وهو إجراء انتقدته المعارضة كثيرا، باعتبار أن «الإخوان» أنفسهم كانوا من أشد المعترضين عليه خلال فترة تولي المجلس العسكري الحكم (شباط 2011- حزيران 2012)، بالإضافة إلى أن «الإخوان» أيضا صنعوا صخبا شديدا في البرلمان في العام 2005 عندما طلب الرئيس السابق حسني مبارك تمديد العمل بقانون الطوارئ، بل ان النواب الإسلاميين وافقوا على تضمين نص يتضمن «بقاء الجيش في الشارع ومشاركته في حفظ الأمن كلما طلب مجلس الأمن القومي ذلك»، وهو ما يفتح الباب أمام استمرار حالة الطوارئ لأمد أكثر من 30 يوما كما أعلن مرسي، بل إمكانية زيادة النطاق الجغرافي الذي تشمله حالة الطوارئ لمحافظات أكثر من محافظات قناة السويس الثلاث.
هذا الأمر برره القيادي «الإخواني» وعضو مجلس الشورى المعين صبحي صالح بوجود «مؤامرة على البلاد ومنشآتها الحيوية ومؤسساتها بعيداً عن أي سلوك للتظاهر السلمي».
يأتي ذلك، في وقت اجتمع فيه أمس نائب المرشد العام لـ«الإخوان» خيرت الشاطر بقيادات «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح»، التي تضم قيادات سلفية كبرى، لمناقشة سبل تحرك التيارات الإسلامية في الفترة المقبلة، بما في ذلك إمكانية بدء نزول الإسلاميين إلى تظاهرات مضادة داعمة لمرسي إذا تطلب الأمر.
وخلال الجلسة، قرر رئيس مجلس الشورى أحمد فهمي تقديم بلاغ للنائب العام ضد فضائية «التحرير» التي يملكها رجل الأعمال سليمان عامر المقرب من النظام السابق، والذي يحاول التقرب للنظام الحالي، بعدما استضافت أحد أعضاء جماعة «بلاك بلوك» في أحد برامجها، وذلك عقب تقديم أحد النواب المنتمين لـ«حزب الوسط» الإسلامي أسطوانة مدمجة تحتوي على تسجيل للمقابلة.
وتشن «الإخوان المسلمين» هجوما شديدا على أعضاء «بلاك بلوك» الذين ظهروا للمرة الأولى في التظاهرات الحاشدة التي خرجت في الذكرى الثانية للثورة يوم الجمعة الماضي.
وتتهم «الإخوان» أعضاء «بلاك بلوك» بالوقوف وراء كل أعمال العنف والهجوم على أقسام الشرطة ومقار ديوانيات المحافظات، في الوقت الذي يؤكد فيه أعضاء «بلاك بلوك» سلمية تحركاتهم.
ميدانيا، استمرت المواجهات بين قوات الشرطة والمتظاهرين لليوم الرابع على التوالي في القاهرة وعدد آخر من المحافظات، بما في ذلك بورسعيد، برغم فرض حال التجول في مدن القناة. واشتدت الاحتجاجات اشتدادا ملحوظا في الإسكندرية والشرقية، مسقط رأس مرسي.
وبرغم سقوط الأمطار في القاهرة، فقد استمرت المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، ما أدى إلى مقتل المواطن سمير مرقس (18 عاماً) بالخرطوش، وذلك خلال الاشتباكات في محيط كوبري قصر النيل، وعلى الجسر ذاته.
وتعرضت واجهة فندق «سميراميس» للتحطيم في العنف المتبادل، كما تحطمت بعض السيارات، وتحولت منطقة الكورنيش المقابلة إلى ساحة حرب حقيقية، وسط إطلاق مكثف لقنابل الغاز المسيل للدموع.
ونجح المتظاهرون في حرق إحدى مدرعات الشرطة، والاستيلاء على واحدة أخرى، والتحفظ على أحد الضباط قبل تسليمه إلى المستشفى. وأعلنت وزارة الداخلية المصرية عن إصابة 120 من الضباط والجنود في الاشتباكات ذاتها.
كما قام متظاهرون بقطع كوبري 6 أكتوبر الحيوي لفترة لليوم الثالث على التوالي عن طريق إحراق إطارات السيارات، وتوقفت حركة مترو الأنفاق لدقائق بعد اقتحام محطة «ثكنات المعادي» من قبل متظاهرين.
ووقعت احتكاكات بين متظاهرين تحركوا من منطقة السيدة زينب باتجاه مجلس الشورى، وبين مواطنين آخرين تعرضوا لهم بالضرب، بعدما ردد المتظاهرون هتافات ضد «الإخوان» ومرسي.
وفي الإسكندرية، قطع آلاف المتظاهرين طريق أبوقير أمام ميدان سيدي جابر، وطريق الكورنيش، وطريق ترام الرمل، بعدما التقت ثلاث مسيرات حاشدة خرجت أمس في ذكرى «جمعة الغضب»، وهتف المتظاهرون مطالبين بإسقاط النظام.
وفي مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، قطع متظاهرون الجسر الرئيسي في المدينة، وتظاهر العشرات أمام منزل أسرة مرسي مطالبين برحيله.
أما بورسعيد التي تعيش أجواء حالة الطوارئ وحظر التجوال فقد خرجت لتشيع جنازة ستة من أبنائها سقطوا في اشتــباكات أمس الأول خلال تشييع جنازة نحو 32 سقطوا قتلى على خلفية الاشتباكات أمام سجن المدينة.
وتجنبت جنازة أمس المرور أمام نادي الشرطة درءاً لأي اشتباكات محتملة، في الوقت الذي مددت فيه المحافظة العطلة داخل مؤسسات الدولة في المدينة لليوم الثاني على التوالي.
وكان يسمع بين الحين والآخر صوت دوي إطلاق رصاص، بين قوات الشرطة وأفراد يريدون اقتحام قسم شرطة العرب.
ولف الحزن بورسعيد التي تعاني من شح في المواد التموينية والبترولية، بعدما أصبحت شبه محاصرة.
وتسبب الحصار بارتفاع كبير في أسعار السلع، وهو ما دفع ببعض أهالي القاهرة من السياسيين والإعلاميين مثل أحمد حرارة، أحد أبرز رموز الثورة، والطبيبة النفسية منال عمر والإعلامية بثينة كامل والبرلماني السابق باسم كامل إلى التحرك في قافلة لتقديم الأدوية والمساعدات إلى المدينة وكسر الحصار المفروض عليها.
Assafir
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي
» جوهرة انتِ
الجمعة مارس 17, 2017 5:41 am من طرف عربي
» نخوة العرب
الأحد مايو 15, 2016 8:11 pm من طرف عربي
» اداب الحديث
الأحد مايو 15, 2016 8:10 pm من طرف عربي