صراع الحكم في الغابة

يحكى انه في احدى العصور الغابرة وفي احدى الغابات ماتت الأسود كلها ذلك انها كانت تتصدى لكل الهجمات الشرسة التي كانت تتعرض لها الغابة.
ولما كانت الغابة من دون اسود عمت الفوضى فيها وانتهى بها الامر الا ان قسمت الى احياء حي للضبع وحي للكلب وحي للثعلب وهكذا
وبقي الذئاب الذين كانوا يشغلون منصب الديوان في عهد الأسود مخلصين لقضايا الغابة ومنتمين لقضاياها.
فكانوا ينادون بالوحدة وكانوا ينددون بالظلم ويدافعون عن الضعفاء ويستنكرون جبروت الحيوانات التي قسمت الغابة الى احياء وعاثوا فيها ظلما.
فاجتمع الكلب والضبع والثعلب وقرروا اعلان الحرب على الذئاب ولكنهم لم يجدوا شعبية لهذا القرار لدى سكان الغابة بعد ان جسوا نبضهم.
فكان ان قالوا ان الذئاب هذه تفسد الغابة وتحاول ان تقسمها وتستحوذ عليها ان الذئاب هذه لا تدرك فقه الواقع الذي نعيشه وهي تسعى الى الافساد في الغابة وتعرض حياة ساكنيها الى الهلاك ولذلك علينا ان نتخلص منهم
تعجب سكان الغابة من هذا الكلام ولم يتجاوبوا معه ذلك انهم يعلمون ان الضبع والكلب والثعلب هم من قسموا الغابة.
شعر الضبع والكلب والثعلب بالغضب وزاد حقدهم على الذئاب ذلك ان الذئاب على قلتها تستحوذ على شعبية كبيرة لدى سكان الغابة ويوصفون بأنبل الصفات واشجعها.
وبعد طول بحث ودراسة توصلت هذه الحيوانات الى الذهاب الى البومة من اجل حياكة مكيدة توقع بهذه الذئاب. فقالت البومة سأفعل ولكن ماذا سيكون نصيبي ان فعلت ذلك؟
قالوا لها سنجعلك الناطق الرسمي في هذه الغابة. وسنخصص لك من المؤن ما يغنيكي عن الصيد.
قالت البومة عودوا الي في الغد حتى اتدبر الأمر
وفي اليوم التالي وفي الموعد والزمان المقرران كان الاجتماع
قالت البومة اعلنوا عن اجتماع لأهل الغابة وبايعوا الذئاب على قيادة الغابة
استنكرت الحيوانات المجتمعة هذا الكلام ووصفت البومة بالخرف..
قالت البومة دعوني اكمل لم انته من كلامي بعد
واستطردت البومة حديثها : ثم اطلبوا من الذئاب على الملأ ان تختار ذئباً واحداً فقط ليكون حاكم الغابة وامهلوهم ثلاثة ايام عندها ستقتل الذئاب فيما بينهم ويتنازعون ولربما يقتلون بعضهم بعضاً من اجل الفوز بمنصب قائد الغابة وسينسون موضوع الاهتمام بالغابة, عودوا اليهم بعد الثلاثة ايام واخبروهم بانكم تمددون المهلة شهراً كاملاً. سيزداد الاقتتال بين الذئاب وسيزداد اهمالهم للغابة وسيكون بينهم من الحقد ما يوقف ترابطهم. وستقل شعبيتهم عند اهل الغابة.
في هذه الفترة ستبدون في عيون اهل الغابة كمنقذين وستزداد شعبيتكم وسيطلب الذئب الذي يطمح للفوز بقيادة الغابة مساعدتكم فساعدوه وكونوا يده اليمنى واخدموه باخلاص ودعوه يعتمد عليكم حتى يوكلكم بكل امور الغابة وعندها فقط ترفعون يدكم عنه فيتهاوى. وسيأتيكم راجيا طالباً العون ولكم عندها ان تقصوه عن الحكم او تبقوه فيه مجرد قائد شكلي
صفق الجميع للبومة وقالوا هيا بنا نذهب لنعلن عن عقد اجتماع طاريء لسكان الغابة