السمات المميزة لشخصية طفل ما قبل المدرسة
د. محمود طافش الشقيرات - يتأثر الطفل بما يسمع ويرى منذ ولادته، وفي السنوات الثلاث الأولى من عمره يزداد تأثره بما يجري حوله، لذلك فإن من الحكمة وضع الطفل في أجواء وبيئات ثقافية صحية تجعله مؤهلا للاستفادة من العوامل التربوية التي يتعرض لها، فما العمر العقلي الذي يصبح فيه الطفل قادرا على الاستفادة من هذه المؤثرات التربوية؟ وما السمات المميزة لشخصيته في هذا العمر؟ وكيف يمكن للأم الاستفادة من هذه السمات في بناء شخصية وليدها؟.
أشارت العديد من الدراسات إلى أن السنة الثالثة من عمر الطفل العقلي هي التي يكون فيها قادرا على الاستفادة من الاستراتيجيات التعليمية التي تؤهله للتميز حيث إن شخصية الطفل في هذا العمر تتميز بـ :
*الثقة بالنفس والنزوع نحو الاستقلالية، فتراه متحمسا للقيام بجميع أعماله بنفسه.
* الانفعالات الحادة والغضب لأي سبب، فإذا لم يحظ بما يريد فإنه يثور ويحتج، وقد يترتب على ذلك أحلام مزعجة له أثناء النوم.
* القدرة على التواصل مع المحيطين به،ومع سائر الأشياء الموجودة حوله.
وعندما يتعلم المشي فإن بعض المهارات الحركية كالجري والقفز تنمو لديه وتجعل منه كائنا اجتماعيا يتميز بكثرة الحركة والنشاط والعناد والسلبية، إضافة إلى أنه يحرص على تأكيد ذاته، فيتولد لديه إصرار على أن يقوم بعمل جميع الأشياء التي تريد الأم أو المعلمة أن تؤديها له، وهذه النزعة غاية في الأهمية ؛ لأن كل نجاح يحرزه الطفل يثلج صدره، ويعزز ميله نحو الاستقلالية.
كما تساعده مهاراته اللغوية على أن يعبر عن أفكاره بألفاظ محببة تجعله قريبا ممن يسمعه.
وفي هذه المرحلة العمرية كذلك:
- تكثر أسئلة الطفل فهو يريد أن يتعرف على كل شيء يقع عليه بصره، ومن المفيد عدم تجاهلها والإجابة عنها بوعي وانتباه،و بألفاظ وأفكار يقدر على استيعابها، لأن من شأن الإجابة المدروسة أن تنمي عقله، وتوسع مداركه، وتطلق العنان للسانه فيغدو كثير الكلام، وقد يختلق قصصا خيالية مستفيدا من مشاهداته.
- تكثر الأحلام المزعجة التي تصيب الطفل بالخوف، وحيث إنه غير قادر على التعبير عن مخاوفه، فإنه بحاجة لمن يحتضنه، ويشعره بالأمن، ويبث في نفسه الطمأنينة.
- يكون الطفل شديد التقليد، فهو يقلد الممارسات التي يراها تصدر عن المحيطين به، لذلك ينبغي أن تكون جميع هذه الممارسات سليمة ومدروسة ومهذبة، لأنه يتخذها نماذج سلوكية يقتدي بها.
- يمل الأشياء بسرعة، لذلك تعمل الأم أو معلمة الروضة على تبديل العابه التربوية باستمرار، فتصطحبه إلى أماكن فسيحة يلهو بها، كما تنوع له القصص والنغمات الموسيقية.
ونظرا لأهمية هذه السمات فإن الأم أو معلمة الروضة تأخذها بعين الاعتبار أثناء تواصلها مع الطفل، و من الأهمية بمكان أن تكون التعليمات والأوامر التي توجه له هادئة تتحدى رغباته، ولا تسبب له الغضب، كأن لا تنزع أمه من بين يديه لعبة يلهو بها، بحجة أن وقت النوم أو الطعام قد حان.
واذا غضب فإنها تتعامل مع غضبه بهدوء، دون أن تحمله أو تعيد له الشيء الذي سبب غضبه، لأنها بذلك تعزز سلوكه الرافض، وبالتالي يصعب عليها السيطرة على انفعالاته الآتية، وقد يكفي الأم أن تنظر إلى طفلها الغاضب نظرة تنم عن عدم الرضا فلعله يعتاد على قبول ذلك منها.
ومن الاجراءات المهمة واللازمة لتربية الطفل إرساله إلى الروضة حيث يعتاد الابتعاد عن أمه وعن منزله، ويألف الحياة الاجتماعية التي تؤهله للانتقال الآمن إلى المدرسة.
فاذا استطاعت الأم أو معلمة الروضة التعامل مع هذه السمات المميزة لشخصية الطفل والتعامل معها بوعي، فإنها بالتأكيد ستنجح في بناء شخصيته بناء سويا متزنا.
مشرف تربوي بمجموعة مدارس الحكمة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
د. محمود طافش الشقيرات - يتأثر الطفل بما يسمع ويرى منذ ولادته، وفي السنوات الثلاث الأولى من عمره يزداد تأثره بما يجري حوله، لذلك فإن من الحكمة وضع الطفل في أجواء وبيئات ثقافية صحية تجعله مؤهلا للاستفادة من العوامل التربوية التي يتعرض لها، فما العمر العقلي الذي يصبح فيه الطفل قادرا على الاستفادة من هذه المؤثرات التربوية؟ وما السمات المميزة لشخصيته في هذا العمر؟ وكيف يمكن للأم الاستفادة من هذه السمات في بناء شخصية وليدها؟.
أشارت العديد من الدراسات إلى أن السنة الثالثة من عمر الطفل العقلي هي التي يكون فيها قادرا على الاستفادة من الاستراتيجيات التعليمية التي تؤهله للتميز حيث إن شخصية الطفل في هذا العمر تتميز بـ :
*الثقة بالنفس والنزوع نحو الاستقلالية، فتراه متحمسا للقيام بجميع أعماله بنفسه.
* الانفعالات الحادة والغضب لأي سبب، فإذا لم يحظ بما يريد فإنه يثور ويحتج، وقد يترتب على ذلك أحلام مزعجة له أثناء النوم.
* القدرة على التواصل مع المحيطين به،ومع سائر الأشياء الموجودة حوله.
وعندما يتعلم المشي فإن بعض المهارات الحركية كالجري والقفز تنمو لديه وتجعل منه كائنا اجتماعيا يتميز بكثرة الحركة والنشاط والعناد والسلبية، إضافة إلى أنه يحرص على تأكيد ذاته، فيتولد لديه إصرار على أن يقوم بعمل جميع الأشياء التي تريد الأم أو المعلمة أن تؤديها له، وهذه النزعة غاية في الأهمية ؛ لأن كل نجاح يحرزه الطفل يثلج صدره، ويعزز ميله نحو الاستقلالية.
كما تساعده مهاراته اللغوية على أن يعبر عن أفكاره بألفاظ محببة تجعله قريبا ممن يسمعه.
وفي هذه المرحلة العمرية كذلك:
- تكثر أسئلة الطفل فهو يريد أن يتعرف على كل شيء يقع عليه بصره، ومن المفيد عدم تجاهلها والإجابة عنها بوعي وانتباه،و بألفاظ وأفكار يقدر على استيعابها، لأن من شأن الإجابة المدروسة أن تنمي عقله، وتوسع مداركه، وتطلق العنان للسانه فيغدو كثير الكلام، وقد يختلق قصصا خيالية مستفيدا من مشاهداته.
- تكثر الأحلام المزعجة التي تصيب الطفل بالخوف، وحيث إنه غير قادر على التعبير عن مخاوفه، فإنه بحاجة لمن يحتضنه، ويشعره بالأمن، ويبث في نفسه الطمأنينة.
- يكون الطفل شديد التقليد، فهو يقلد الممارسات التي يراها تصدر عن المحيطين به، لذلك ينبغي أن تكون جميع هذه الممارسات سليمة ومدروسة ومهذبة، لأنه يتخذها نماذج سلوكية يقتدي بها.
- يمل الأشياء بسرعة، لذلك تعمل الأم أو معلمة الروضة على تبديل العابه التربوية باستمرار، فتصطحبه إلى أماكن فسيحة يلهو بها، كما تنوع له القصص والنغمات الموسيقية.
ونظرا لأهمية هذه السمات فإن الأم أو معلمة الروضة تأخذها بعين الاعتبار أثناء تواصلها مع الطفل، و من الأهمية بمكان أن تكون التعليمات والأوامر التي توجه له هادئة تتحدى رغباته، ولا تسبب له الغضب، كأن لا تنزع أمه من بين يديه لعبة يلهو بها، بحجة أن وقت النوم أو الطعام قد حان.
واذا غضب فإنها تتعامل مع غضبه بهدوء، دون أن تحمله أو تعيد له الشيء الذي سبب غضبه، لأنها بذلك تعزز سلوكه الرافض، وبالتالي يصعب عليها السيطرة على انفعالاته الآتية، وقد يكفي الأم أن تنظر إلى طفلها الغاضب نظرة تنم عن عدم الرضا فلعله يعتاد على قبول ذلك منها.
ومن الاجراءات المهمة واللازمة لتربية الطفل إرساله إلى الروضة حيث يعتاد الابتعاد عن أمه وعن منزله، ويألف الحياة الاجتماعية التي تؤهله للانتقال الآمن إلى المدرسة.
فاذا استطاعت الأم أو معلمة الروضة التعامل مع هذه السمات المميزة لشخصية الطفل والتعامل معها بوعي، فإنها بالتأكيد ستنجح في بناء شخصيته بناء سويا متزنا.
مشرف تربوي بمجموعة مدارس الحكمة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي