في هذه الدراسة البسيطة أو المقالة السريعة ننقل بعض الملاحظات التي سمعناها من بعض المعارف والأصدقاء ومنها أيضا ما قرأناه عبر المجلات الثقافية لبعض المثقفين.. ذلك بعد ان زاروا بعض الدول الغربية مثل أمريكا وهولندا.. والشرقية مثل اليابان وتعاملوا ولاحظوا عن قرب وعن بعد حياة الناس أفرادا ومجتمعات هناك.
والهدف من ذلك هو تسليط الاضواء على بعض أساليب الحياة وفن التعامل الحضاري والبساطة والتواضع والاحترام الشديد لبعضهم البعض وكيف يتفاعلون معا في أي مكان وفي أي ظرف أيضا.. لنلاحظ هذه السلوكيات الايجابية ونقارنها مع سلوكياتنا نحن العرب .. علنا نستفيد من بعض هذا الوعي والقيم الايجابية شبه الغائبة عن مجتمعاتنا العربية أو ان ممارساتنا لها والتعامل معها ليس فعالا بدرجة واضحة وشاملة!!.
في هولندا
الناس في هولندا بسطاء جدا بكل فئاتهم رغم دخلهم المادي المرتفع كثيرا.. فهم لا يحبون البذخ والاسراف والمباهاة.. فحجم بيوتهم صغير ومساحات الغرف والمطابخ صغيرة.. وأثاث بيوتهم بسيط.. ومقتنياتهم بسيطة فالهدف منها لديهم هو الجمال والاستعمال وليس بهدف الاستعراض والمظاهر.
يحبون المشي على الاقدام لمسافات طويلة.. وركوب الباصات والقطارات والدراجات الهوائية رغم توفر السيارات الخصوصية لديهم.
ويتابع المثقف والمفكر ابراهيم كشت حديثه عن حياة الناس في هولندا والتي زارها قبل سنوات موضحا أيضا: - مسألة اعتماد الخدم في العمل داخل المنازل هناك نادرة جدا بل تكاد تكون معدومة.. فهم يشتغلون في بساتينهم المنزلية بأيديهم دون الاستعانة بعامل وافد.
- وهم مشغوفون بالآثار والمتاحف والفنون اكثر من اهتمامهم بأن يظهروا للجيران وللمارة في الطريق انهم ميسورون او انهم ينتمون لفئة راقية في المجتمع.
وجبة غذائهم الرئيسية في المساء وليس ظهرا.. لان دوامهم في الوظائف يمتد حتى الساعة السادسة مساء أو اكثر.
- الصبر يتعاملون به بكثرة عند باب المتجر او المتحف.. فعندما يتوقف احدهم يتوقف من خلفه دون ان يزجره بالمسير.. وعند الاشارة الضوئية اذا ما تأخرت بتحريك سيارتك قليلا فلا احد يطلق زواميره ولا كلامه ولا أي تعليق فض!! حتى لا تكاد تسمع زوامير سيارات في الشوارع.
- بسطاء ينفتحون على بعضهم البعض اذا ما تواجد مجموعة منهم في مصعد او محل ويتبادلون الحديث فورا كأنهم يعرفون بعضهم البعض منذ زمن.. ويهتمون لاحاديث بعضهم ويستفسرون من بعضهم البعض.. دون ان يظهر أحد منهم أي استعلاء.. ولا يتكلف احد منهم ان يصطنع عدم الاكتراث ليحيط نفسه بهالة من الهيبة والاهمية الزائفة.
في أمريكا
وتحدث الصديق سليم اكرم والذي عاد من امريكا قبل فترة وجيزة لابواب الرأي بهذه الملاحظات: - ان عبارتي (لو سمحت) و(شكرا) مستعملة هناك بكثرة بين الكبار والصغار.. حيث ان طلب أي شخص من شخص صغير في السن شيئا أو استفسارا فانه يبدأ كلامه بـ (إبليز) أي لو سمحت أو تكرمت.. ثم كلمة شكرا لا بد منها مهما قدم لك الآخرون من رد أو خدمة ولو بسيطة جدا.
- وهناك تقديس كبير لشخصية الطفل.. فلا تعنيف ولا ضرب.. بل الاستماع له بشكل كبير لمعرفة ميوله وحاجاته ونفسيته.. وكذلك المرأة.
- المشي هناك لا يكون الا على الرصيف فقط.
- وضع حزام الامان واستعماله اثناء قيادة السيارات شيء هام جدا ويطبقه الجميع بدافع شخصي وليس خوفا من شرطة السير.
- من المستحيل ان يجتاز السائق أو المشاة الاشارة الضوئية الحمراء في الشارع.
- هناك نسبة كبيرة من الطلاب الجامعيين شبابا وشابات يعملون بالمقاهي والمطاعم لتأمين مصاريفهم الدراسية.. دون أي مضايقات ولا عيب ولا تحرش بأية شابة أو فتاة.. فالعمل هناك محترم.
في اليابان
اليابانيون شعب مهذب جدا.. يتضح ذلك في كل شيء وفي كل نواحي الحياة ليس فقط في الفندق مع الانحناءات التي لا تنتهي كلما مررت امام أحد اليابانيين أو وقعت عين أحدهم عليك.. ولكن في الطريق العام أيضا.. مثل غض البصر، والذوق الشديد في التعامل والنظافة التي تلحظها في كل مكان، والنظام والحياء المحبب، والصبر والهدوء، حتى في الاماكن المزدحمة.. اضافة الى الامانة الشديدة في التعامل.
هذا ويؤكد الكاتب والصحفي طه عبدالرحمن في زيارة قام بها الى اليابان على انه رغم التطور المدهش في العلوم والصناعات التي وصلت اليه اليابان لم يمنعها من أن تقدم نموذجا آخر متطورا من السلوك الانساني والحضاري المدهش في تعامل الناس هناك مع بعضهم البعض.. فقد سجل بعض الملاحظات الراقية في فن التعامل البشري هناك ونذكر بعضا منها مثلا: - لا يسمح باستخدام التلفون الخلوي (المحمول) في القطارات او السيارات او المترو.. لانها قد تؤثر في اجهزة يستخدمها بعض الركاب مثل الاجهزة المساعدة للسمع او القلب أي المرضى.
- التدخين ممنوع في اليابان حتى في الشوارع... الا في اماكن محدودة يمكنك التدخين شريطة ان تصطحب معك طفاية شخصية وهي عبارة عن حافظة بلاستيكية صغيرة توضع في الجيب مقاومة للحرارة.
- طوكيو التي يسكنها 17 مليون نسمة لا تكاد تشعر فيها بزحام.. على الرغم من كثرة المارة .. والنظام ودقته لا يشعرانك بفوضى او ارتباك.. فالناس منظمون يسيرون بشكل آلي في الشوارع.
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي