لــك الرحـمــة
أخي سمير أبو هلالة.
انا لا ادعي الحزن واكرهه، وأكره أيضا كتابة المراثي، ولكنه صباح مؤلم وحزين ولن يعبر هكذا دون ان أكتب عنك.
توقعت لك ان تنهض من جديد، ونراك (بالدشداشة والشماغ)، وان تعود الى معان حتى لو كانت الخطى مثقلة بالتعب ولكنك لم تفعل قررت الموت ومغادرة العمر.. فقط برصيد ضئيل من السنوات لا يتجاوز الـ(46) عاما.
آخر لقاء كان بيننا منذ شهر تقريبا.. تحدثت لي عن العراق، و(شفطنا) علبة سجائر.. ورفضت ان نجلس في أي مكان كان طلبك الوحيد.. ان تجوب بنا السيارة شوارع عمان.. لا انسى اننا احضرنا قهوة من كشك عتيق على شارع الجامعة، وكنت انا خارج من عملية قسطرة قلبية واظن ان عاتبتك بغضب كونك لم تزرني، وعلى سفح الكلام والعتب حللت ربطة عنقك ولم ندر الى أي مكان سنذهب.
كان شاربك قد امتلأ بالشيب واتذكر بلهجتنا الجنوبية المتعبة اني قلت لك: ''حوشلك عيل'' واذكر انك اخبرتني بانك جاد في مشروع الزواج وسيتم قريبا.. ولكنه الموت الذي اخذك عنوة منا ولا ادري هل هو الذي اختطفك ام انك مللت العمر ودرب الجنوب وقررت الموت.
حزين عليك انا وابكي.. ابكي من قلب مثقل بالسجائر والضغط والجراح.. وابكي لان الذين احبهم يتساقطون حولي واحدا تلو الاخر.. والاخبار لا تحمل لي في الصباح سوى المواجع.. حزين عليك، واريد ان اسأل من كانوا حولك.. هل دخنت سجائر (قليلة النيكوتين).. كنت تحمل دائما علبتين في جيبك وليس علبة واحدة، اريد ان اسألهم هل اكل سمير وجبة (مندي) من المطعم اليمني المقابل للبوابة الشمالية من الجامعة الاردنية.. واريد ان اسألهم.. هل تحدثت لهم عن اسرار الحياة، وعن السبب الحقيقي لسقوط بغداد.. لقد سقط القلب يا سمير.. والحزن يجتاحني من الوريد الى الوريد وعيوني ذابت مثل شمع المطاعم، وكأنني هائم في دنيا.. لا تعرف الا ان تسرق مني الاصدقاء.
ما تخيلتك ابدا جسدا مسجى على نقالة الموت.. ولكنها الحقيقة التي تذبح.. والعمر الذي ينفد منا بسرعة ويخفت مثل اضواء المدن القاسية علينا.
عليك الرحمة، وسأقرأ لروحك الطاهرة هذا الصباح: ''وبشر الصابرين''.. وانت سيد في الصبر وكربلائي في الموت سأقرأ على روحك ايضا.. ''قل اعوذ برب الفلق''.. واسمح لي ايضا ان اقرأ لك من كتاب الشعر قصيدة: ''اوجعتني واوجعتك'' لعبد الرزاق عبد الواحد: (ما قلت يوما، سوف افتح منفذا لدمي على هذي القصيدة لارى بها وجعي يراق الا وجدت منافذي سدت بأوجاع العراق).
معان.. والعراق والجنوب.. لم يورثنا سوى الترف.. يا رفيق سمير لك الرحمة ولاهلك واصدقائك جميل الصبر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
عبدالهادي راجي المجالي
أخي سمير أبو هلالة.
انا لا ادعي الحزن واكرهه، وأكره أيضا كتابة المراثي، ولكنه صباح مؤلم وحزين ولن يعبر هكذا دون ان أكتب عنك.
توقعت لك ان تنهض من جديد، ونراك (بالدشداشة والشماغ)، وان تعود الى معان حتى لو كانت الخطى مثقلة بالتعب ولكنك لم تفعل قررت الموت ومغادرة العمر.. فقط برصيد ضئيل من السنوات لا يتجاوز الـ(46) عاما.
آخر لقاء كان بيننا منذ شهر تقريبا.. تحدثت لي عن العراق، و(شفطنا) علبة سجائر.. ورفضت ان نجلس في أي مكان كان طلبك الوحيد.. ان تجوب بنا السيارة شوارع عمان.. لا انسى اننا احضرنا قهوة من كشك عتيق على شارع الجامعة، وكنت انا خارج من عملية قسطرة قلبية واظن ان عاتبتك بغضب كونك لم تزرني، وعلى سفح الكلام والعتب حللت ربطة عنقك ولم ندر الى أي مكان سنذهب.
كان شاربك قد امتلأ بالشيب واتذكر بلهجتنا الجنوبية المتعبة اني قلت لك: ''حوشلك عيل'' واذكر انك اخبرتني بانك جاد في مشروع الزواج وسيتم قريبا.. ولكنه الموت الذي اخذك عنوة منا ولا ادري هل هو الذي اختطفك ام انك مللت العمر ودرب الجنوب وقررت الموت.
حزين عليك انا وابكي.. ابكي من قلب مثقل بالسجائر والضغط والجراح.. وابكي لان الذين احبهم يتساقطون حولي واحدا تلو الاخر.. والاخبار لا تحمل لي في الصباح سوى المواجع.. حزين عليك، واريد ان اسأل من كانوا حولك.. هل دخنت سجائر (قليلة النيكوتين).. كنت تحمل دائما علبتين في جيبك وليس علبة واحدة، اريد ان اسألهم هل اكل سمير وجبة (مندي) من المطعم اليمني المقابل للبوابة الشمالية من الجامعة الاردنية.. واريد ان اسألهم.. هل تحدثت لهم عن اسرار الحياة، وعن السبب الحقيقي لسقوط بغداد.. لقد سقط القلب يا سمير.. والحزن يجتاحني من الوريد الى الوريد وعيوني ذابت مثل شمع المطاعم، وكأنني هائم في دنيا.. لا تعرف الا ان تسرق مني الاصدقاء.
ما تخيلتك ابدا جسدا مسجى على نقالة الموت.. ولكنها الحقيقة التي تذبح.. والعمر الذي ينفد منا بسرعة ويخفت مثل اضواء المدن القاسية علينا.
عليك الرحمة، وسأقرأ لروحك الطاهرة هذا الصباح: ''وبشر الصابرين''.. وانت سيد في الصبر وكربلائي في الموت سأقرأ على روحك ايضا.. ''قل اعوذ برب الفلق''.. واسمح لي ايضا ان اقرأ لك من كتاب الشعر قصيدة: ''اوجعتني واوجعتك'' لعبد الرزاق عبد الواحد: (ما قلت يوما، سوف افتح منفذا لدمي على هذي القصيدة لارى بها وجعي يراق الا وجدت منافذي سدت بأوجاع العراق).
معان.. والعراق والجنوب.. لم يورثنا سوى الترف.. يا رفيق سمير لك الرحمة ولاهلك واصدقائك جميل الصبر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
عبدالهادي راجي المجالي
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي