جريدة الرأي
محمود طافش الشقيرات- منذ أقدم العصور والأهداف التربوية تخضع للتطوير وللتعديل ؛ فبعد أن كانت تقتصر على إعداد الطفل للحياة أو الدفاع عن الدولة أو إعداد الخطيب المفوه أو الفيلسوف الحكيم أصبحت تهدف في العصر الحديث إلى تعليم الطالب التفكير ليكون قادرا على تحقيق ذلك كله، وليصبح صاحب فكر وعقيدة يحيا في مجتمعه على بصيرة، يعمل ويحلل ويقارن ويبدع، ويحل مشكلاته، وينهض من عثراته، وليشارك في صنع الوعي المستنير، والحضارة المتطورة. فما المقصود بالتفكير؟ وكيف يمكن للمعلم أن يدرب المتعلم على مهاراته؟.
يعرف التفكير بأنه : عملية عقلية، يتم خلالها استخدام المعارف والخبرات السابقة في حل مشكلات الحياة. وبقدر ما تكون هذه المعارف منوعة وناضجة تكون الحلول التي تترتب عليها أقرب إلى الصواب. والتفكير مهارة تتطلب التنمية والتطوير ؛ لتواجه التحديات التي يفرضها التفجر المعرفي الهائل الذي يشهده هذا العصر، والمتمثل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مما جعل النجاح في مواجهة التحديات والمشكلات يعتمد على المعلومات وعلى مقدار اهتمام المتعلم بكيفية تطبيق هذه المعلومات وتوظيفها ؛ والثمار الحقيقية للتعلم كما قال الفريد وايتهد هي العمليات الفكرية، وليست المعلومات المتراكمة نتيجة كثرة الدراسة .
ومن هنا فقد برزت فكرة تصميم المناهج الدراسية لتكون قادرة على تزويد المتعلم بمعلومات تجعله قادرا على أن يفكر تفكيرا سليما، ولتمكنه من التغلب على الصعوبات التي تواجهه بمنهجية، فيصبح إنسانا منتجا. روي عن أحد المفكرين اليابانيين أنه قال: إن معظم دول العالم تعيش على ثروات تحت أقدامها، وتنضب بمرور الزمن، أما نحن فنعيش على ثروة فوق أرجلنا تزداد وتعطي بقدر ما نأخذ منها، وبناء على هذا التوجه فقد وجد في اليابان أجيال من المفكرين المبدعين.
لذلك كله فقد اهتم واضعو المناهج الدراسية ليس فقط بتزويد المتعلم بالمعلومات، وإنما أيضا بتبصيره بكيفية استخدامها والاستفادة منها، ومن هنا فقد جاء اهتمام المدرسة الحديثة بالتخطيط لأنشطة على هيئة مواقف حياتية تتطلب إعمال الفكر لتزويد المتعلم بإستراتيجيات تفكير تمكنه من تفعيل دور العقل وتنشيطه. وهذه الإستراتيجيات تهدف إلى إعداد المتعلمين للحياة من خلال : -إثارة قابلية الطالب للتعلم ؛ لتحسين تحصيله العلمي، ولجعله يقوم بما يعهد إليه من أعمال بنشاط.
-رفع مستوى الكفاءة التفكيرية للطالب ؛ ليصبح قادرا على ممارسة التفكير الابتكاري والإبداعي.
-تنمية كفايات الطالب العلمية والعملية والشخصية.
-تدريبه على عمليات الاستقصاء وجمع المعلومات والتعلم الذاتي.
-العمل التعاوني بروح الفريق الواحد.
-تنمية ثقته بنفسه وبقدراته على تحقيق إنجازات ذات قيمة.
-احترامه لنفسه وللآخرين.
- تزويده بالأدوات اللازمة للتعامل مع المتغيرات التي تحصل في المستقبل،وحل المشكلات التي تواجهه في حياته.
-القدرة على اتخاذ القرارات السليمة من خلال تمحيص الخيارات المطروحة واختيار المناسب منها.
وإضافة إلى ذلك كله فإن صاحب الفكر السليم يظل واثقا بنفسه وبقدراته، يؤثر فيمن حوله ويتأثر بهم، فيطور تفكيره وأداءه، دون أن يخشى الزلل، فإن هو أخطأ أو تعثر فإنه لا يلبث أن ينهض بثبات ؛ ليعيد تقويم أدائه، وتطوير مفاهيمه، مستفيدا من تجربته.
وهو لا يخشى الأفكار الوافدة، وإنما يقارعها الحجة بالحجة مهما بدت له قوية ومؤثرة، ولا الانفتاح على الآخرين والتواصل معهم، ولا يمكن أن يكون حبيس العادات والتقاليد مهما بدت له ساطعة ؛ لأنه يدرك أن البقاء دائما يكون للأفضل.
ولتحقيق هذه الأغراض السامية فإنه لا مناص من تكاتف جميع الأطراف في الإدارة التعليمية والمدرسة والبيت، وتنسيق الجهود بينهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مهارات التفكير والمنطق يجب أن يخطط لها منذ الطفولة المبكرة، كما ينبغي تدريب الأطفال على التعبير عن أفكارهم مشافهة وتجريبها عمليا ؛ لأنهم بحاجة إلى اكتشاف أنفسهم والأشياء من حولهم قبل كل شيء.
وغني عن القول أنه لا يمكن النهوض بهذه الأعباء والمهام الكبيرة إلا إذا كان المعلمون أنفسهم مؤهلين للعمل التعاوني، ولتوظيف إستراتيجيات التدريس والتقويم الحديثة في أعمالهم بكفاءة. كما لا بد من تهيئة المناهج الدراسية المناسبة، والظروف الملائمة، ومصادر التعلم، والتقنيات الحديثة، والمختبرات اللازمة للتنفيذ.
ويلعب المعلم دورا مهما في إنجاح برامج تعليم التفكير، ففي دراسة قام بها فريمان قال : عندما سألت مئتي طفل عن نوع التعليم الذي يحلمون به، خلصت إلى أنهم لا يطمحون إلى تغيير في المادة التعليمية بقدر ما يطمحون إلى تغيير أسلوب التدريس . وفيما يلي مجموعة من النصائح التي وضعها الخبراء التربويون، والتي من شأنها أن تساعد المعلم في عملية تعليم طلبته التفكير :
-الاستماع إلى الطلبة وتقبل أفكارهم مهما كانت ساذجة.
-مراعاة الفروق الفردية بينهم حين توجيه الأسئلة وحين تكليفهم بمهام.
-تشجيع الحوار والمناقشة والمشاركة والتعبير عن وجهات النظر بحرية.
- ممارسة التعلم النشط القائم على الملاحظة والمقارنة والتصنيف والتفسير واختبار الفرضيات وتوليد الأفكار وحل المشكلات.
-إعطاء المتعلمين وقتا كافيا للتفكير في النشاطات التعليمية التي سيقومون بها.
-تنمية ثقة المتعلمين بأنفسهم وتعزيز نجاحاتهم مهما كانت محدودة.
-تثمين الأفكار التي يطرحونها والإشادة بها.
-تشجيع الأسئلة غير العادية وتعزيز أصحابها.
-تشجيع الطلبة على التعلم الذاتي.
-عدم استخدام ألفاظ التوبيخ والاستهزاء بالإجابات غير الصحيحة.
- استخدام ألفاظ لزيادة مستوى الدافعية للتعلم مثل : محاولة جيدة..هل لديك إضافة أخرى؟. واجتناب الألفاظ مثل : ممتاز..أحسنت.إذا كانت الأسئلة من النوع المفتوح الذي يتطلب إضافات.
ونظرا لأهمية عملية تعليم التفكير فقد نشط الخبراء التربويون لإعداد برامج خاصة لتعليم الأطفال التفكير. فإن توفرت هذه المتطلبات فإن المدرسة ستنجح في تحقيق هدفها الكبير المتمثل في تعليم الطلبة التفكير. وإن استطاعت أن تربي الفرد الواعي المفكر فإن المجتمع سينهض، وسيسمو إلى حيث الأمن والعزة والكرامة.
مشرف تربوي بمجموعة مدارس الحكمة
محمود طافش الشقيرات- منذ أقدم العصور والأهداف التربوية تخضع للتطوير وللتعديل ؛ فبعد أن كانت تقتصر على إعداد الطفل للحياة أو الدفاع عن الدولة أو إعداد الخطيب المفوه أو الفيلسوف الحكيم أصبحت تهدف في العصر الحديث إلى تعليم الطالب التفكير ليكون قادرا على تحقيق ذلك كله، وليصبح صاحب فكر وعقيدة يحيا في مجتمعه على بصيرة، يعمل ويحلل ويقارن ويبدع، ويحل مشكلاته، وينهض من عثراته، وليشارك في صنع الوعي المستنير، والحضارة المتطورة. فما المقصود بالتفكير؟ وكيف يمكن للمعلم أن يدرب المتعلم على مهاراته؟.
يعرف التفكير بأنه : عملية عقلية، يتم خلالها استخدام المعارف والخبرات السابقة في حل مشكلات الحياة. وبقدر ما تكون هذه المعارف منوعة وناضجة تكون الحلول التي تترتب عليها أقرب إلى الصواب. والتفكير مهارة تتطلب التنمية والتطوير ؛ لتواجه التحديات التي يفرضها التفجر المعرفي الهائل الذي يشهده هذا العصر، والمتمثل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مما جعل النجاح في مواجهة التحديات والمشكلات يعتمد على المعلومات وعلى مقدار اهتمام المتعلم بكيفية تطبيق هذه المعلومات وتوظيفها ؛ والثمار الحقيقية للتعلم كما قال الفريد وايتهد هي العمليات الفكرية، وليست المعلومات المتراكمة نتيجة كثرة الدراسة .
ومن هنا فقد برزت فكرة تصميم المناهج الدراسية لتكون قادرة على تزويد المتعلم بمعلومات تجعله قادرا على أن يفكر تفكيرا سليما، ولتمكنه من التغلب على الصعوبات التي تواجهه بمنهجية، فيصبح إنسانا منتجا. روي عن أحد المفكرين اليابانيين أنه قال: إن معظم دول العالم تعيش على ثروات تحت أقدامها، وتنضب بمرور الزمن، أما نحن فنعيش على ثروة فوق أرجلنا تزداد وتعطي بقدر ما نأخذ منها، وبناء على هذا التوجه فقد وجد في اليابان أجيال من المفكرين المبدعين.
لذلك كله فقد اهتم واضعو المناهج الدراسية ليس فقط بتزويد المتعلم بالمعلومات، وإنما أيضا بتبصيره بكيفية استخدامها والاستفادة منها، ومن هنا فقد جاء اهتمام المدرسة الحديثة بالتخطيط لأنشطة على هيئة مواقف حياتية تتطلب إعمال الفكر لتزويد المتعلم بإستراتيجيات تفكير تمكنه من تفعيل دور العقل وتنشيطه. وهذه الإستراتيجيات تهدف إلى إعداد المتعلمين للحياة من خلال : -إثارة قابلية الطالب للتعلم ؛ لتحسين تحصيله العلمي، ولجعله يقوم بما يعهد إليه من أعمال بنشاط.
-رفع مستوى الكفاءة التفكيرية للطالب ؛ ليصبح قادرا على ممارسة التفكير الابتكاري والإبداعي.
-تنمية كفايات الطالب العلمية والعملية والشخصية.
-تدريبه على عمليات الاستقصاء وجمع المعلومات والتعلم الذاتي.
-العمل التعاوني بروح الفريق الواحد.
-تنمية ثقته بنفسه وبقدراته على تحقيق إنجازات ذات قيمة.
-احترامه لنفسه وللآخرين.
- تزويده بالأدوات اللازمة للتعامل مع المتغيرات التي تحصل في المستقبل،وحل المشكلات التي تواجهه في حياته.
-القدرة على اتخاذ القرارات السليمة من خلال تمحيص الخيارات المطروحة واختيار المناسب منها.
وإضافة إلى ذلك كله فإن صاحب الفكر السليم يظل واثقا بنفسه وبقدراته، يؤثر فيمن حوله ويتأثر بهم، فيطور تفكيره وأداءه، دون أن يخشى الزلل، فإن هو أخطأ أو تعثر فإنه لا يلبث أن ينهض بثبات ؛ ليعيد تقويم أدائه، وتطوير مفاهيمه، مستفيدا من تجربته.
وهو لا يخشى الأفكار الوافدة، وإنما يقارعها الحجة بالحجة مهما بدت له قوية ومؤثرة، ولا الانفتاح على الآخرين والتواصل معهم، ولا يمكن أن يكون حبيس العادات والتقاليد مهما بدت له ساطعة ؛ لأنه يدرك أن البقاء دائما يكون للأفضل.
ولتحقيق هذه الأغراض السامية فإنه لا مناص من تكاتف جميع الأطراف في الإدارة التعليمية والمدرسة والبيت، وتنسيق الجهود بينهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مهارات التفكير والمنطق يجب أن يخطط لها منذ الطفولة المبكرة، كما ينبغي تدريب الأطفال على التعبير عن أفكارهم مشافهة وتجريبها عمليا ؛ لأنهم بحاجة إلى اكتشاف أنفسهم والأشياء من حولهم قبل كل شيء.
وغني عن القول أنه لا يمكن النهوض بهذه الأعباء والمهام الكبيرة إلا إذا كان المعلمون أنفسهم مؤهلين للعمل التعاوني، ولتوظيف إستراتيجيات التدريس والتقويم الحديثة في أعمالهم بكفاءة. كما لا بد من تهيئة المناهج الدراسية المناسبة، والظروف الملائمة، ومصادر التعلم، والتقنيات الحديثة، والمختبرات اللازمة للتنفيذ.
ويلعب المعلم دورا مهما في إنجاح برامج تعليم التفكير، ففي دراسة قام بها فريمان قال : عندما سألت مئتي طفل عن نوع التعليم الذي يحلمون به، خلصت إلى أنهم لا يطمحون إلى تغيير في المادة التعليمية بقدر ما يطمحون إلى تغيير أسلوب التدريس . وفيما يلي مجموعة من النصائح التي وضعها الخبراء التربويون، والتي من شأنها أن تساعد المعلم في عملية تعليم طلبته التفكير :
-الاستماع إلى الطلبة وتقبل أفكارهم مهما كانت ساذجة.
-مراعاة الفروق الفردية بينهم حين توجيه الأسئلة وحين تكليفهم بمهام.
-تشجيع الحوار والمناقشة والمشاركة والتعبير عن وجهات النظر بحرية.
- ممارسة التعلم النشط القائم على الملاحظة والمقارنة والتصنيف والتفسير واختبار الفرضيات وتوليد الأفكار وحل المشكلات.
-إعطاء المتعلمين وقتا كافيا للتفكير في النشاطات التعليمية التي سيقومون بها.
-تنمية ثقة المتعلمين بأنفسهم وتعزيز نجاحاتهم مهما كانت محدودة.
-تثمين الأفكار التي يطرحونها والإشادة بها.
-تشجيع الأسئلة غير العادية وتعزيز أصحابها.
-تشجيع الطلبة على التعلم الذاتي.
-عدم استخدام ألفاظ التوبيخ والاستهزاء بالإجابات غير الصحيحة.
- استخدام ألفاظ لزيادة مستوى الدافعية للتعلم مثل : محاولة جيدة..هل لديك إضافة أخرى؟. واجتناب الألفاظ مثل : ممتاز..أحسنت.إذا كانت الأسئلة من النوع المفتوح الذي يتطلب إضافات.
ونظرا لأهمية عملية تعليم التفكير فقد نشط الخبراء التربويون لإعداد برامج خاصة لتعليم الأطفال التفكير. فإن توفرت هذه المتطلبات فإن المدرسة ستنجح في تحقيق هدفها الكبير المتمثل في تعليم الطلبة التفكير. وإن استطاعت أن تربي الفرد الواعي المفكر فإن المجتمع سينهض، وسيسمو إلى حيث الأمن والعزة والكرامة.
مشرف تربوي بمجموعة مدارس الحكمة
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي