جريدة الرأي
وائل إسماعيل حمادة -
هل يقضي أطفالكم زهرة طفولتهم مسمرين أمام الشاشة الصغيرة؟
أن تقنع طفلا يبلغ من العمر عشر سنوات بالشروع في كتابة صفحة واحدة فقط عن فصل الخريف هي عبارة عن وظيفة التعبير التي كلف بها من قبل أستاذ اللغة العربية في المدرسة ستواجه صدودا هائلا. "لا أستطيع" يجيبك "هذا فوق طاقتي وإمكاناتي". هذا ما واجهني به ابني مؤخرا. ماذا سأكتب؟ هذا موضوع لا يهمني ولا أعرف حتى من أين أبدأ ظل يردد غاضبا. وتدريجيا تتحول الثورة والغضب إلى شكوى وأنين مشفوع باستعطاف رقيق واستدراج مبطن بروح تفاوضية خفية تتستر وراء ستار مصطنع من السذاجة. الهدف في النهاية أن أقوم بمساعدته عن طريق كتابة الواجب عنه أو كتابة بعضه على الأقل! لماذا تستدعي كتابة صفحة واحدة كل هذه الجلبة وتستفز كل هذه الروغان؟ ولماذا يشعر الطفل أن كتابة صفحة واحدة أثقل على نفسه من الجبال الرواسي؟ وهل رد الفعل هذا فطري طبيعي أم مكتسب من البيئة الثقافية والاجتماعية؟ وهل يمكن عمل شيء حيال ذلك؟ لعل كتابا ممتعا فرغت من قراءته مؤخرا يحوي إجابة عن بعض هذه التساؤلات.
الكتاب لمؤلفته ماري وين Marie Winn يحمل عنوان The Plug-in Drug: Television, Computers and Family Life أو عقار المقابس: التلفزيون، الكومبيوتر والحياة الأسرية، وهو ليس حديث الإصدار. فقد نشرت طبعته الأولى عام 1977 وكان يتمحور أساسا حول أثر التلفزيون على الحياة الأسرية لا سيما الأطفال، ثم صدرت منه طبعة ثانية عام 1985 أضافت الكومبيوتر إلى موضوع البحث، وفي عام 2002 صدرت طبعته الفضية (بمناسبة مرور 25 عاما على صدوره) منقحة تنقيحا شاملا لتشمل، فضلا عن التلفزيون، التكنولوجيا الالكترونية بما في ذلك الكومبيوتر المنزلي، الفيديو والألعاب الإلكترونية ...الخ.
يتمحور الكتاب حول فكرتين رئيستين، الأولى تتناول طبيعة أثر التلفزيون (ولفظة التلفزيون من هنا فصاعدا تشمل معظم أشكال التكنولوجيا الإلكترونية) على الأطفال والأسرة بينما تتناول الثانية المنهج والسياق العام للتعامل مع ظاهرة هيمنة التلفزيون على الحياة الأسرية.
الأبحاث المتعلقة بالآثار السلبية للتلفزيون على الأطفال ليست نادرة ولكن أكثريتها الكاثرة تركز على محتوى ومواضيع البرامج التلفزيونية لا سيما ما يتعلق منها بالعنف المفرط واللغة النابية ومواضيع البالغين وتنسب إلى هذا المحتوى فرط العدوانية وعدم التركيز لدى الأطفال. لكن الكاتبة تجادل في طرح تجديدي يخالف السائد أن المشكلة ليست في المحتوى فقط بل في آلية المشاهدة ذاتها وقابلية الإدمان عليها وتعتبر السمة الأخيرة هذه أبلغ أثرا وأشد خطرا في رأيها. فلطالما اعتبر النقاد والباحثون أن التلفزيون ليس سوى أداة أو وسيلة يمكن توظيفها للبناء كما يمكن توظيفها للهدم بحسب المحتوى. أما الكاتبة فتذهب إلى أن التلفزيون ليس أداة حيادية بل ضرره هو عنصر كامن في طبيعته، وأن الآثار السلبية الناجمة عن كثرة مشاهدته على الأطفال حاصلة واقعة حتى مع برامج بريئة المظهر كمستر روجرز، بل حتى تعليمية الطابع كإفتح يا سمسم وبارني وأمثالهما.
المشكلة تكمن في أن الطفل في مقتبل العمر يمر في مرحلة بالغة الأثر في تكوينه الجسدي والنفسي والاجتماعي وتشكيل شخصيته التي سيخوض متسلحا بها غمار حياته العملية بعد ذلك. وهو في هذه المرحلة الحساسة بحاجة لاكتساب مهارات هامة جدا تطلق عليها الكاتبة بحق اسم مهارات البقاء survival skills كالقراءة والكتابة والحوار والتحليل المنطقي والقدرة على التفاعل الاجتماعي الإيجابي، ومشاهدة التلفزيون تشكل عائقا هائلا أمام اكتساب تلك المهارات. كيف؟ التلفزيون ينمي النزعة الأصيلة لدى الطفل نحو الخمول والاتكالية بدلا من النشاط والاستقلالية، ويعزز الاستعداد للاستقبال التلقيني للمعلومة دون بذل أي جهد أو مشاركة، ومع الساعات الطوال التي يقضيها الطفل أمام التلفزيون في حالة من الذهول العقلي والافتتان بملايين المشاهد التي تغرق ذهنه، فإن هذه النزعة تتحول إلى عادة مستحكمة شديدة السلطان يصعب عليه التخلص منها أو التغلب عليها مستقبلا. أي أن المشاهدة تنقلب مع الزمن إلى إدمان. إدمان على الخمول الذهني والبدني، وإدمان استمراء الحصول على المعلومة دون المبادرة لبذل أي جهد أو نشاط، وإدمان على تلقي التلقين بالقبول دون تمحيص أو مناقشة أو تحليل، وإدمان على الوحدة والاستغناء عن البشر (أقرانه من الأطفال أو حتى أفراد أسرته) الأمر الذي قد يؤدي إلى ضمور المهارات الاجتماعية وتفضيل العزلة والانطواء على النفس. وفي الإجمال، فإن إدمان مشاهدة التلفزيون يؤصل ويثبت عادات الاستهلاك ويثبط ويعيق كمون الإنتاج بل تذهب الكاتبة إلى حد اعتباره عاملا معيقا لممارسة الطفل مستقبلا لمهام المواطنة الأساسية كعضو صالح في مجتمعه.
وليت الأمر يقف عند هذا الحد، فالأثر الإدماني للتلفزيون يعمل في وقت الطفل عمل الإزاحة Displacement في الفيزياء. فمهما كانت مواضيع البرامج المشاهدة جيدة فإن إدمان مشاهدة التلفزيون يؤدي إلى طغيانه على وقت الطفل تماما ما يزيح أي نشاط آخر ضروري لتحقيق التوازن في نشاطات الطفل خارج قائمة اهتمامات وفعله. فلا وقت ابدا لأي نشاط يحتاج إلى قدر ولو كان يسيرا من الجهد كالقراءة والكتابة والخروج في نزهة إلى الحديقة وممارسة الرياضة فعليا بدل الإستعاضة عن ذلك بمشاهدة البرامج المخصصة لها في التلفزيون أو اللعب بنسخة افتراضية منها على الكومبيوتر، ولا وقت لنشاط يتطلب التمرين المطرد الذي يكسب المهارة كممارسة الهوايات المفيدة مثل الرسم، الأشغال والفنون اليدوية، أو العزف على آلة موسيقية، ولا وقت لنشاط يسد الحاجات العاطفية ويثري وسائل التواصل ويحفز المهارات الاجتماعية كتجاذب أطراف الحديث مع بقية أفراد العائلة والحرص على تناول وجبات الطعام الرئيسة معهم على الأقل. مع إدمان مشاهدة التلفزيون ذي الكلفة الذهنية والبدنية المتناهية الصغر، يصبح كل ما تقدم من نشاطات ذا أولوية منخفضة جدا عند الطفل، ولهذا، تجادل الكاتبة، آثار مدمرة على تمكن الطفل في مرحلة نموه الحساسة من اكتساب مهارات اللغة والكتابة التي لا تشحذها إلا القراءة المكثفة، واكتساب مهارات المبادرة والابتكار والتواصل الاجتماعي التي لا يصقلها إلا اللعب الفردي بالألعاب والدمى، والجماعي مع الأقران. فكيف يمكن للطفل أن يتعلم معنى الفوز والخسارة، ومعنى النهوض بعد الكبوة، ومعنى المشاركة والمشاطرة، وأهمية التعاون والتآزر والاعتماد المتبادل مع الآخرين، وأهمية التنافس والإيثار إذا لم ينخرط في اللعب مع أقرانه؟ وكيف له أن يترك لخياله المجال وأن يطلق لإبداعه العنان إذا لم يلعب بألعابه ودماه بدلا من أن تحشى رأسه الصغيرة بسيول من الخيالات والمشاهد الجاهزة مسبقة الصنع في استوديوهات المشرق أوالمغرب؟
وإذا علمنا أن التواصل للأفكار هو كالهواء للصوت، فكيف يمكن لأولياء الأمور أن يورثوا أبناءهم القيم والمبادئ والمثل العليا إذا لم يوجد الوسط الناقل لهذه القيم ألا وهو التواصل الأسري والترابط العائلي وقنوات الحوار المستمر المفتوحة، وكل ذلك يحتاج إلى زيادة مساحة الرقعة الزمنية للتفاعل بين أفراد الأسرة لا إنقاصها؟ ولايوهمن أحد نفسه أن القيم، في وسط هذا السيل الجارف من المؤثرات المجتمعية والتخمة المعلوماتية، تستقر في الأذهان بمجرد محاضرة يلقيها الأب على ابنه هنا أو وعظ توجهه الأم لابنتها هناك بمناسبة أو بغير مناسبة في أزمنة متباعدة، فالمنظومة القيمية التي تتبلور في أذهان الأطفال في نهاية المطاف هي حصيلة عدد لا يحصى من التجارب والمواقف اليومية المتناهية الصغر التي تتراكم عبر مدة طويلة من الزمن وتترسخ شيئا فشيئا طوال فترة النمو العقلي للطفل. ومن ثم، فأثر أولياء الأمور في الصورة النهائية التي تتخذها هذه المنظومة هي بقدر انخراطهم في التواصل مع أبنائهم وتوسيع تلك الرقعة الزمنية التي تجمع بينهم. وفي المقابل فإن هذه العلاقة الطردية صحيحة أيضا مع كل طرف أو جهة أخرى تستأثر بالحيز الأكبر من وقت الطفل ونشاطه ومن ثم، فبالنسبة للطفل المدمن على المشاهدة لأكثر من ثلاثين ساعة في الأسبوع مثلا، يصبح التلفزيون أحد، بل لعله أهم، أولياء أمره الفعليين!
حيال هذه التحديات الجمة التي تفرضها هيمنة التلفزيون على واقع الحياة، تتبنى الكاتبة مقاربة عقلانية لتناول الظاهرة بالدراسة والتحليل من أجل فهم حقيقتها وطبيعة آثارها ثم طرح المقترحات والحلول العملية القابلة للتطبيق والتي لا تجنح للمثالية المجنحة المحلقة بعيدا عن الواقع. ومن ثم فهي لا تدعو إلى إلغاء التلفزيون بالكلية بل إلى استيعاب ووعي الكمون الهائل لآثاره المدمرة المحتملة الأمر الذي يستدعي بالضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة القبض على زمامه ووضعه تحت السيطرة. بعبارة أخرى، هي تتساءل عن المنزلة التي يجب أن يحظى بها التلفزيون في المنزل، أهي منزلة أحد أفراد الأسرة، بل أهمهم شأنا وأكثرهم استحقاقا للتفاعل والصحبة، أم منزلة النزيل المسلي ولكن الغريب الذي ينبغي أن يضبط التعامل معه بضوابط بروتوكولية محددة؟
ابتداء، ترجع الكاتبة أهم أسباب شيوع إدمان الأطفال للتلفزيون إلى أولياء أمورهم. فغالبا ما تكون المبادرة من الأبوين في زرع أولادهما أمام التلفزيون طلبا للتخفف من أعباء العناية بهم والإلتفات لحاجاتهم (الأبوين) الشخصية. فما إن يصل الطفل إلى ذلك السن الذي يستطيع معه الجلوس دون مساعدة ويبدأ في ملاحظة الأشياء مدفوعا بالفضول والرغبة في الاستكشاف حتى يكتشف الأبوان بمحض التجربة العملية أن للتلفزيون فوائد عديدة، فهو يشغل الطفل ويهدئ من حركته ويخفف من جلبته وضوضائه ويستحوذ على تركيزه بما يسمح للوالدين المنهكين بسبب العمل أو القيام بأعباء المنزل أخذ قسط من الراحة البدنية والذهنية. ولعل الوالد يجد في فترة الهدوء الفرصة لقراءة الجريدة التي كان يتوق للاطلاع عليها من دون مقاطعة بسيل من الاسئلة المتلاحقة، فيما تسرع الوالدة لتحضير وجبة الطعام دون أن تشغل تفكيرها بأن تجد أدوات مطبخها طريقها إلى صندوق الألعاب أو تتحول أوانيها إلى مكتشفات محل تمحيص ودراسة واختبار للصلابة. بعبارة أخرى، يسند إلى التلفزيون تلقائيا ودون تخطيط مسبق دور المربية (الداده) التي يمكن أن تساعد الأبوين في تكريس بعض أوقاتهم لإنجاز أهدافهم الشخصية التي قد يطغى عليها عبء رعاية الأبناء وشغل أوقاتهم على مدار الساعة.
المشكلة في هذا السلوك مزدوجة أولا، وبعكس التوقعات السائدة، فإن ذلك يتناقض مع توصيات الأكاديمية الأميركية لأطباء الأطفال فيما يتعلق بالأطفال الرضع على الأقل حتى بالنسبة للبرامج المعدة خصيصا لتلك الفئة العمرية (حتى سنتين) مثل تيلي تابيز مثلا. ثانيا، فإن لجاذبية التلفزيون الهائلة التي تنجح في ترويض أكثر الأطفال شقاوة آثار إدمانية تواترت حولها الأدلة القائمة على الملاحظة والمراقبة وإن لم تصل بعد إلى درجة القطعية العلمية. ومن ثم فإن الأبناء يضرسون لاحقا من جراء الحصرم الذي أكله آباؤهم وإن حسنت النيات. وهنا تطرح الكاتبة بدائل عملية متعددة يمكن للآباء اتخاذها من شأنها أن تخفف من غلواء هذه الظاهرة وهيمنتها على حياة الأطفال بما يحجب عنهم آفاقا واسعة من المعارف والمهارات لا سيما في فترة تكون فيها شخصياتهم قيد النمو والتشكل على الصعيد البدني والذهني والعاطفي والاجتماعي. وتترواح تلك البدائل بين آليات الضبط الطبيعية كاختيار موقع التلفزيون وعدد الأجهزة الموجودة في المنزل ومدى حداثتها، والإجرائية كتنظيم وتحديد وقت المشاهدة ضمن برنامج نشاطات أكثر توازنا بالنسبة للطفل، وخيارات التخلي عن التلفزيون مؤقتا أو نهائيا، ساردة في السياق التجارب العملية لعائلات طبقت هذه البدائل، شارحة التحديات والصعوبات على الآباء والأبناء، والنتائج التي أفضى إليها كل خيار.
الكتاب يقع في حولي 300 صفحة، ويشمل مقدمة الطبعة الجديدة وسبعة أبواب متعددة الفصول تتناول التجربة التلفزيونية، التلفزيون والطفولة المبكرة، التلفزيون وسنوات المدرسة، كيف يستعمل الآباء التلفزيون، التكنولوجيا الجديدة، ضبط التلفزيون، إلغاء التلفزيون وخاتمة بعنوان الجيل التلفزيوني. ويقوم الكتاب على عدد كبير جدا من الاستبيانات واللقاءات التي قامت بها الكاتبة ومعاونوها مع الآباء فضلا عن الدراسات والبحوث العلمية ذات العلاقة. وقد يفاجأ القارئ بأن ما يسرده الكتاب من طبيعة المشكلات التي يولدها التلفزيون وردود أفعال الآباء عليها ليست خاصة ببلد البحث (أميركا) بل هو ظاهرة عامة عولمية تتشابه في كثير من ملامحها مع الشائع في مجتمعاتنا. ولعل الفارق الوحيد أنها هناك أكثر توثيقا وعرضة للبحث والدراسة والتمحيص. كما أن تناول الكاتبة لبعض المواضيع بالتفصيل كأهمية اللعب في حياة الطفل وأهمية تعلم الطفل كيف يستثمر وقت الفراغ بدون ملهيات تكنولوجية ودور ذلك في حفز مهارات الابتكار والإبداع يثري الكتاب الممتع أصلا ويضفي عليه مزيدا من المصداقية والجدية. بقي أن أنقل تقريظ لوس أنجليس تايمز للكتاب التي اعتبرته مهم للغاية .... ينبغي أن يقرأ من قبل كل والد.
وأختم بقولين مأثورين من تراثنا يتقاطعا في رأيي مع موضوع هذه المراجعة، الأول عن قيمة الوقت. روي عن الحسن البصري رحمه الله إذ قال: يا ابن آدم، إنما أنت أيام، فإذا ذهب يومك ذهب بعضك. ولعل هذا القول المأثور يسلط الضوء على عواقب إدمان مشاهدة التلفزيون للكبار فضلا عن الاطفال إذ أن خاصية الإزاحة المذكورة آنفا تعمل عملها مع الشريحتين. والثاني عن سفيان الثوري رحمه الله حيث قال: لاعب ابنك سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا ثم اترك حبله على غاربه. ولعله من الملاحظ أنه حينما يتعلق الأمر بالتلفزيون، فإن ثقافة العصر التربوية السائدة تعمل بعكس اتجاه هذه النصيحة الثمينة تماما، فكثيرا ما لا يستفيق الأهل إلا بعد أن يكون المراهق قد شب عن الطوق واشتد عوده وتصلب عوجه حتى إذا حاولت إقامته لربما كسرته.
وفي تماه مع موقف الكاتبة، فإني لا أتوخى أو أتوقع انقلابا جذريا في طريقة التعامل مع التلفزيون لمن يهتم بموضوع الكتاب أو يتخذ الخطوة الأهم بقراءته، ولكن أقل الواجب على أولياء الأمور هو الكف عن التعامل بلا اكتراث مع ظاهرة إدمان الأطفال للتلفزيون بناء على أنها ظاهرة حميدة لا ضرر منها بل قد تكون مفيدة، وأنها سمة العصر وصفته القاهرة التي لا مهرب منها، ولكن ينبغي عليهم إدراك الآثار السلبية على مستقبل الأطفال التي تنطوي عليه هذه العادة السيئة ثم محاولة التعامل مع هذا الأمر بحكمة وروية وصبر وعلى المدى الطويل. أي شيء أقل من ذلك هو استقالة من المهمة التربوية في رأيي وتخل عن الواجب الإنساني وتنصل من المسؤولية التي شرفنا بها المصطفى صلى الله عليه وسلم .... فكلكم راع.
وائل إسماعيل حمادة -
هل يقضي أطفالكم زهرة طفولتهم مسمرين أمام الشاشة الصغيرة؟
أن تقنع طفلا يبلغ من العمر عشر سنوات بالشروع في كتابة صفحة واحدة فقط عن فصل الخريف هي عبارة عن وظيفة التعبير التي كلف بها من قبل أستاذ اللغة العربية في المدرسة ستواجه صدودا هائلا. "لا أستطيع" يجيبك "هذا فوق طاقتي وإمكاناتي". هذا ما واجهني به ابني مؤخرا. ماذا سأكتب؟ هذا موضوع لا يهمني ولا أعرف حتى من أين أبدأ ظل يردد غاضبا. وتدريجيا تتحول الثورة والغضب إلى شكوى وأنين مشفوع باستعطاف رقيق واستدراج مبطن بروح تفاوضية خفية تتستر وراء ستار مصطنع من السذاجة. الهدف في النهاية أن أقوم بمساعدته عن طريق كتابة الواجب عنه أو كتابة بعضه على الأقل! لماذا تستدعي كتابة صفحة واحدة كل هذه الجلبة وتستفز كل هذه الروغان؟ ولماذا يشعر الطفل أن كتابة صفحة واحدة أثقل على نفسه من الجبال الرواسي؟ وهل رد الفعل هذا فطري طبيعي أم مكتسب من البيئة الثقافية والاجتماعية؟ وهل يمكن عمل شيء حيال ذلك؟ لعل كتابا ممتعا فرغت من قراءته مؤخرا يحوي إجابة عن بعض هذه التساؤلات.
الكتاب لمؤلفته ماري وين Marie Winn يحمل عنوان The Plug-in Drug: Television, Computers and Family Life أو عقار المقابس: التلفزيون، الكومبيوتر والحياة الأسرية، وهو ليس حديث الإصدار. فقد نشرت طبعته الأولى عام 1977 وكان يتمحور أساسا حول أثر التلفزيون على الحياة الأسرية لا سيما الأطفال، ثم صدرت منه طبعة ثانية عام 1985 أضافت الكومبيوتر إلى موضوع البحث، وفي عام 2002 صدرت طبعته الفضية (بمناسبة مرور 25 عاما على صدوره) منقحة تنقيحا شاملا لتشمل، فضلا عن التلفزيون، التكنولوجيا الالكترونية بما في ذلك الكومبيوتر المنزلي، الفيديو والألعاب الإلكترونية ...الخ.
يتمحور الكتاب حول فكرتين رئيستين، الأولى تتناول طبيعة أثر التلفزيون (ولفظة التلفزيون من هنا فصاعدا تشمل معظم أشكال التكنولوجيا الإلكترونية) على الأطفال والأسرة بينما تتناول الثانية المنهج والسياق العام للتعامل مع ظاهرة هيمنة التلفزيون على الحياة الأسرية.
الأبحاث المتعلقة بالآثار السلبية للتلفزيون على الأطفال ليست نادرة ولكن أكثريتها الكاثرة تركز على محتوى ومواضيع البرامج التلفزيونية لا سيما ما يتعلق منها بالعنف المفرط واللغة النابية ومواضيع البالغين وتنسب إلى هذا المحتوى فرط العدوانية وعدم التركيز لدى الأطفال. لكن الكاتبة تجادل في طرح تجديدي يخالف السائد أن المشكلة ليست في المحتوى فقط بل في آلية المشاهدة ذاتها وقابلية الإدمان عليها وتعتبر السمة الأخيرة هذه أبلغ أثرا وأشد خطرا في رأيها. فلطالما اعتبر النقاد والباحثون أن التلفزيون ليس سوى أداة أو وسيلة يمكن توظيفها للبناء كما يمكن توظيفها للهدم بحسب المحتوى. أما الكاتبة فتذهب إلى أن التلفزيون ليس أداة حيادية بل ضرره هو عنصر كامن في طبيعته، وأن الآثار السلبية الناجمة عن كثرة مشاهدته على الأطفال حاصلة واقعة حتى مع برامج بريئة المظهر كمستر روجرز، بل حتى تعليمية الطابع كإفتح يا سمسم وبارني وأمثالهما.
المشكلة تكمن في أن الطفل في مقتبل العمر يمر في مرحلة بالغة الأثر في تكوينه الجسدي والنفسي والاجتماعي وتشكيل شخصيته التي سيخوض متسلحا بها غمار حياته العملية بعد ذلك. وهو في هذه المرحلة الحساسة بحاجة لاكتساب مهارات هامة جدا تطلق عليها الكاتبة بحق اسم مهارات البقاء survival skills كالقراءة والكتابة والحوار والتحليل المنطقي والقدرة على التفاعل الاجتماعي الإيجابي، ومشاهدة التلفزيون تشكل عائقا هائلا أمام اكتساب تلك المهارات. كيف؟ التلفزيون ينمي النزعة الأصيلة لدى الطفل نحو الخمول والاتكالية بدلا من النشاط والاستقلالية، ويعزز الاستعداد للاستقبال التلقيني للمعلومة دون بذل أي جهد أو مشاركة، ومع الساعات الطوال التي يقضيها الطفل أمام التلفزيون في حالة من الذهول العقلي والافتتان بملايين المشاهد التي تغرق ذهنه، فإن هذه النزعة تتحول إلى عادة مستحكمة شديدة السلطان يصعب عليه التخلص منها أو التغلب عليها مستقبلا. أي أن المشاهدة تنقلب مع الزمن إلى إدمان. إدمان على الخمول الذهني والبدني، وإدمان استمراء الحصول على المعلومة دون المبادرة لبذل أي جهد أو نشاط، وإدمان على تلقي التلقين بالقبول دون تمحيص أو مناقشة أو تحليل، وإدمان على الوحدة والاستغناء عن البشر (أقرانه من الأطفال أو حتى أفراد أسرته) الأمر الذي قد يؤدي إلى ضمور المهارات الاجتماعية وتفضيل العزلة والانطواء على النفس. وفي الإجمال، فإن إدمان مشاهدة التلفزيون يؤصل ويثبت عادات الاستهلاك ويثبط ويعيق كمون الإنتاج بل تذهب الكاتبة إلى حد اعتباره عاملا معيقا لممارسة الطفل مستقبلا لمهام المواطنة الأساسية كعضو صالح في مجتمعه.
وليت الأمر يقف عند هذا الحد، فالأثر الإدماني للتلفزيون يعمل في وقت الطفل عمل الإزاحة Displacement في الفيزياء. فمهما كانت مواضيع البرامج المشاهدة جيدة فإن إدمان مشاهدة التلفزيون يؤدي إلى طغيانه على وقت الطفل تماما ما يزيح أي نشاط آخر ضروري لتحقيق التوازن في نشاطات الطفل خارج قائمة اهتمامات وفعله. فلا وقت ابدا لأي نشاط يحتاج إلى قدر ولو كان يسيرا من الجهد كالقراءة والكتابة والخروج في نزهة إلى الحديقة وممارسة الرياضة فعليا بدل الإستعاضة عن ذلك بمشاهدة البرامج المخصصة لها في التلفزيون أو اللعب بنسخة افتراضية منها على الكومبيوتر، ولا وقت لنشاط يتطلب التمرين المطرد الذي يكسب المهارة كممارسة الهوايات المفيدة مثل الرسم، الأشغال والفنون اليدوية، أو العزف على آلة موسيقية، ولا وقت لنشاط يسد الحاجات العاطفية ويثري وسائل التواصل ويحفز المهارات الاجتماعية كتجاذب أطراف الحديث مع بقية أفراد العائلة والحرص على تناول وجبات الطعام الرئيسة معهم على الأقل. مع إدمان مشاهدة التلفزيون ذي الكلفة الذهنية والبدنية المتناهية الصغر، يصبح كل ما تقدم من نشاطات ذا أولوية منخفضة جدا عند الطفل، ولهذا، تجادل الكاتبة، آثار مدمرة على تمكن الطفل في مرحلة نموه الحساسة من اكتساب مهارات اللغة والكتابة التي لا تشحذها إلا القراءة المكثفة، واكتساب مهارات المبادرة والابتكار والتواصل الاجتماعي التي لا يصقلها إلا اللعب الفردي بالألعاب والدمى، والجماعي مع الأقران. فكيف يمكن للطفل أن يتعلم معنى الفوز والخسارة، ومعنى النهوض بعد الكبوة، ومعنى المشاركة والمشاطرة، وأهمية التعاون والتآزر والاعتماد المتبادل مع الآخرين، وأهمية التنافس والإيثار إذا لم ينخرط في اللعب مع أقرانه؟ وكيف له أن يترك لخياله المجال وأن يطلق لإبداعه العنان إذا لم يلعب بألعابه ودماه بدلا من أن تحشى رأسه الصغيرة بسيول من الخيالات والمشاهد الجاهزة مسبقة الصنع في استوديوهات المشرق أوالمغرب؟
وإذا علمنا أن التواصل للأفكار هو كالهواء للصوت، فكيف يمكن لأولياء الأمور أن يورثوا أبناءهم القيم والمبادئ والمثل العليا إذا لم يوجد الوسط الناقل لهذه القيم ألا وهو التواصل الأسري والترابط العائلي وقنوات الحوار المستمر المفتوحة، وكل ذلك يحتاج إلى زيادة مساحة الرقعة الزمنية للتفاعل بين أفراد الأسرة لا إنقاصها؟ ولايوهمن أحد نفسه أن القيم، في وسط هذا السيل الجارف من المؤثرات المجتمعية والتخمة المعلوماتية، تستقر في الأذهان بمجرد محاضرة يلقيها الأب على ابنه هنا أو وعظ توجهه الأم لابنتها هناك بمناسبة أو بغير مناسبة في أزمنة متباعدة، فالمنظومة القيمية التي تتبلور في أذهان الأطفال في نهاية المطاف هي حصيلة عدد لا يحصى من التجارب والمواقف اليومية المتناهية الصغر التي تتراكم عبر مدة طويلة من الزمن وتترسخ شيئا فشيئا طوال فترة النمو العقلي للطفل. ومن ثم، فأثر أولياء الأمور في الصورة النهائية التي تتخذها هذه المنظومة هي بقدر انخراطهم في التواصل مع أبنائهم وتوسيع تلك الرقعة الزمنية التي تجمع بينهم. وفي المقابل فإن هذه العلاقة الطردية صحيحة أيضا مع كل طرف أو جهة أخرى تستأثر بالحيز الأكبر من وقت الطفل ونشاطه ومن ثم، فبالنسبة للطفل المدمن على المشاهدة لأكثر من ثلاثين ساعة في الأسبوع مثلا، يصبح التلفزيون أحد، بل لعله أهم، أولياء أمره الفعليين!
حيال هذه التحديات الجمة التي تفرضها هيمنة التلفزيون على واقع الحياة، تتبنى الكاتبة مقاربة عقلانية لتناول الظاهرة بالدراسة والتحليل من أجل فهم حقيقتها وطبيعة آثارها ثم طرح المقترحات والحلول العملية القابلة للتطبيق والتي لا تجنح للمثالية المجنحة المحلقة بعيدا عن الواقع. ومن ثم فهي لا تدعو إلى إلغاء التلفزيون بالكلية بل إلى استيعاب ووعي الكمون الهائل لآثاره المدمرة المحتملة الأمر الذي يستدعي بالضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة القبض على زمامه ووضعه تحت السيطرة. بعبارة أخرى، هي تتساءل عن المنزلة التي يجب أن يحظى بها التلفزيون في المنزل، أهي منزلة أحد أفراد الأسرة، بل أهمهم شأنا وأكثرهم استحقاقا للتفاعل والصحبة، أم منزلة النزيل المسلي ولكن الغريب الذي ينبغي أن يضبط التعامل معه بضوابط بروتوكولية محددة؟
ابتداء، ترجع الكاتبة أهم أسباب شيوع إدمان الأطفال للتلفزيون إلى أولياء أمورهم. فغالبا ما تكون المبادرة من الأبوين في زرع أولادهما أمام التلفزيون طلبا للتخفف من أعباء العناية بهم والإلتفات لحاجاتهم (الأبوين) الشخصية. فما إن يصل الطفل إلى ذلك السن الذي يستطيع معه الجلوس دون مساعدة ويبدأ في ملاحظة الأشياء مدفوعا بالفضول والرغبة في الاستكشاف حتى يكتشف الأبوان بمحض التجربة العملية أن للتلفزيون فوائد عديدة، فهو يشغل الطفل ويهدئ من حركته ويخفف من جلبته وضوضائه ويستحوذ على تركيزه بما يسمح للوالدين المنهكين بسبب العمل أو القيام بأعباء المنزل أخذ قسط من الراحة البدنية والذهنية. ولعل الوالد يجد في فترة الهدوء الفرصة لقراءة الجريدة التي كان يتوق للاطلاع عليها من دون مقاطعة بسيل من الاسئلة المتلاحقة، فيما تسرع الوالدة لتحضير وجبة الطعام دون أن تشغل تفكيرها بأن تجد أدوات مطبخها طريقها إلى صندوق الألعاب أو تتحول أوانيها إلى مكتشفات محل تمحيص ودراسة واختبار للصلابة. بعبارة أخرى، يسند إلى التلفزيون تلقائيا ودون تخطيط مسبق دور المربية (الداده) التي يمكن أن تساعد الأبوين في تكريس بعض أوقاتهم لإنجاز أهدافهم الشخصية التي قد يطغى عليها عبء رعاية الأبناء وشغل أوقاتهم على مدار الساعة.
المشكلة في هذا السلوك مزدوجة أولا، وبعكس التوقعات السائدة، فإن ذلك يتناقض مع توصيات الأكاديمية الأميركية لأطباء الأطفال فيما يتعلق بالأطفال الرضع على الأقل حتى بالنسبة للبرامج المعدة خصيصا لتلك الفئة العمرية (حتى سنتين) مثل تيلي تابيز مثلا. ثانيا، فإن لجاذبية التلفزيون الهائلة التي تنجح في ترويض أكثر الأطفال شقاوة آثار إدمانية تواترت حولها الأدلة القائمة على الملاحظة والمراقبة وإن لم تصل بعد إلى درجة القطعية العلمية. ومن ثم فإن الأبناء يضرسون لاحقا من جراء الحصرم الذي أكله آباؤهم وإن حسنت النيات. وهنا تطرح الكاتبة بدائل عملية متعددة يمكن للآباء اتخاذها من شأنها أن تخفف من غلواء هذه الظاهرة وهيمنتها على حياة الأطفال بما يحجب عنهم آفاقا واسعة من المعارف والمهارات لا سيما في فترة تكون فيها شخصياتهم قيد النمو والتشكل على الصعيد البدني والذهني والعاطفي والاجتماعي. وتترواح تلك البدائل بين آليات الضبط الطبيعية كاختيار موقع التلفزيون وعدد الأجهزة الموجودة في المنزل ومدى حداثتها، والإجرائية كتنظيم وتحديد وقت المشاهدة ضمن برنامج نشاطات أكثر توازنا بالنسبة للطفل، وخيارات التخلي عن التلفزيون مؤقتا أو نهائيا، ساردة في السياق التجارب العملية لعائلات طبقت هذه البدائل، شارحة التحديات والصعوبات على الآباء والأبناء، والنتائج التي أفضى إليها كل خيار.
الكتاب يقع في حولي 300 صفحة، ويشمل مقدمة الطبعة الجديدة وسبعة أبواب متعددة الفصول تتناول التجربة التلفزيونية، التلفزيون والطفولة المبكرة، التلفزيون وسنوات المدرسة، كيف يستعمل الآباء التلفزيون، التكنولوجيا الجديدة، ضبط التلفزيون، إلغاء التلفزيون وخاتمة بعنوان الجيل التلفزيوني. ويقوم الكتاب على عدد كبير جدا من الاستبيانات واللقاءات التي قامت بها الكاتبة ومعاونوها مع الآباء فضلا عن الدراسات والبحوث العلمية ذات العلاقة. وقد يفاجأ القارئ بأن ما يسرده الكتاب من طبيعة المشكلات التي يولدها التلفزيون وردود أفعال الآباء عليها ليست خاصة ببلد البحث (أميركا) بل هو ظاهرة عامة عولمية تتشابه في كثير من ملامحها مع الشائع في مجتمعاتنا. ولعل الفارق الوحيد أنها هناك أكثر توثيقا وعرضة للبحث والدراسة والتمحيص. كما أن تناول الكاتبة لبعض المواضيع بالتفصيل كأهمية اللعب في حياة الطفل وأهمية تعلم الطفل كيف يستثمر وقت الفراغ بدون ملهيات تكنولوجية ودور ذلك في حفز مهارات الابتكار والإبداع يثري الكتاب الممتع أصلا ويضفي عليه مزيدا من المصداقية والجدية. بقي أن أنقل تقريظ لوس أنجليس تايمز للكتاب التي اعتبرته مهم للغاية .... ينبغي أن يقرأ من قبل كل والد.
وأختم بقولين مأثورين من تراثنا يتقاطعا في رأيي مع موضوع هذه المراجعة، الأول عن قيمة الوقت. روي عن الحسن البصري رحمه الله إذ قال: يا ابن آدم، إنما أنت أيام، فإذا ذهب يومك ذهب بعضك. ولعل هذا القول المأثور يسلط الضوء على عواقب إدمان مشاهدة التلفزيون للكبار فضلا عن الاطفال إذ أن خاصية الإزاحة المذكورة آنفا تعمل عملها مع الشريحتين. والثاني عن سفيان الثوري رحمه الله حيث قال: لاعب ابنك سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا ثم اترك حبله على غاربه. ولعله من الملاحظ أنه حينما يتعلق الأمر بالتلفزيون، فإن ثقافة العصر التربوية السائدة تعمل بعكس اتجاه هذه النصيحة الثمينة تماما، فكثيرا ما لا يستفيق الأهل إلا بعد أن يكون المراهق قد شب عن الطوق واشتد عوده وتصلب عوجه حتى إذا حاولت إقامته لربما كسرته.
وفي تماه مع موقف الكاتبة، فإني لا أتوخى أو أتوقع انقلابا جذريا في طريقة التعامل مع التلفزيون لمن يهتم بموضوع الكتاب أو يتخذ الخطوة الأهم بقراءته، ولكن أقل الواجب على أولياء الأمور هو الكف عن التعامل بلا اكتراث مع ظاهرة إدمان الأطفال للتلفزيون بناء على أنها ظاهرة حميدة لا ضرر منها بل قد تكون مفيدة، وأنها سمة العصر وصفته القاهرة التي لا مهرب منها، ولكن ينبغي عليهم إدراك الآثار السلبية على مستقبل الأطفال التي تنطوي عليه هذه العادة السيئة ثم محاولة التعامل مع هذا الأمر بحكمة وروية وصبر وعلى المدى الطويل. أي شيء أقل من ذلك هو استقالة من المهمة التربوية في رأيي وتخل عن الواجب الإنساني وتنصل من المسؤولية التي شرفنا بها المصطفى صلى الله عليه وسلم .... فكلكم راع.
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي