واقع وطموح

اعيش هذه الايام خلوة فانا الان وحدي في البيت ورغم ان لا احد معي الا اني للان لم اتحدث مع نفسي بصراحة وكلما حاولت ان افعل أجلت الامر قائلا لنفسي "انتظر فما زال هناك كثير من الاحداث لم تستقر" وارد في نفسي قائلا" اي احداث ستسقر فالعراق منذ اكثر من خمس سنوات لم تستقر وقبلها فلسطين وها هي الان انهت العقد السادس والامور لم تستقر,وانا لا اضمن اني سأعيش للعقد السادس من عمري في الحقيقة انا لا اضمن ان اعيش دقيقة".ليس من الصعب ان تجلس مع الناس وتدخل معهم في حوارات ويواجهونك باسئلة من العيار الثقيل,انما الصعب ان تجلس مع نفسك وتجد ان طرق المفاوضات مغلقة,قطيعة اشبه بالقطيعة التي حلت لحماس منذ ان فازت بالانتخابات.كانت الامور افضل مما هي عليه الان كان لدي طموحات كبيرة وبدأت تهوي شيئا فشيئا رغم انها لم تختفي لكنها هوت والضربات كانت متتالية وقاسية,اشعر الان وكأني احدى الدول النامية وقد تم رفع الدعم عنها فاصبحت تصارع الموت,كحكومة فقدت الثقة في مجلس النواب وصارت عرضة لان تصبح من التاريخ في اي لحظة,غريب كيف تتغير الاحداث بسرعة وبشكل غير متوقع بربكم اليست هذه سنة الحياة؟ ام انها امور عرضية وما تكاد حتى تستقيم؟ انا الان في هذه اللحظة اميل الا الاعتقاد انها سنة الحياة ان تهوي بنا في لحظات فاذا ما وقفنا ووجدنا الدعم من من هم حولنا استمرينا لكن اتصدقون انا عندما هفوت وجدت الضربات تتوالي ممن هم حولي ,اتعلمون لست الومهم وكيف الومهم وقد تربوا ان يكونوا ذئابا بل اني اشفق عليهم فهم حقا يستحقون الشفقة,يمر الوقت مسرعا عفوا كان يمر الوقت مسرعا اما في هذه الايام فاني عندما انظر للساعة اتحسر ارى الوقت يمر ورغم انه يمر ببطء كما هو الوقت بالنسبة لطالب في الفصل الاخير في الجامعة,الا اني اتحسر نعم فانا كنت قد خططت لهذه الساعات التي تمر الان هباءا منثورا اقسم بالله اني خططت لها لتكون الساعة منها بما ينجزه مئة شاب في يوم ,خططت لتغير اشياء من حولي وانظروا كيف هي السخرية الان فانا عاجز ان اغير ما يحدث معي,اتذكر في هذه اللحظات وقع الكارثة واتعجب كيف تسنا لصدام حسين ان يتحمل ما جرا معه كيف لم ينهار ولا اجد نفسي اخرج الا بجواب واحد انه رجل عظيم بغض النظر عن كل شيء انه رجل عظيم استطاع ان يقف عندما اقسم الجميع انه سينهار لكنه لم يهتز اعجبني هذا القائد اعجبتني القوة التي بداخله وعزته وانفته انه ليستحق ان يدخل التاريخ من اوسع ابوابه حتى لو تناسينا كل انجازاته السابقة فاخر ايامه تكفي لان يدخل التاريخ كقائد عظيم علمنا درسنا ورسخ حقيقة انه رجل ولد ليكون قائد.
يرن جرس الهاتف ولا اجيبه ولا حتى انظر من هو ذا الذي يهاتفني ومهما كان فاني الان لا رغبة لي في سماع احدهم,نعم لا اريد ان اتحدث مع احد باستثناء شخص واحد وفي الحقيقة هو ليس شخص واحد هو دولة.