جريدة الرأي
كريمان الكيالي - لم تعد تلك الوسيلة التقليدية التي يستخدمها الناس للحماية من رداءة الأحوال الجوية ، فثمة مظلة تعتبر المعادلة الاصعب حين تصبح الغطاء المشروع لأحلام ومستقبل وسياسات الامم والشعوب. بعيدا عن المطر والشمس ، ارتبطت المظلات منذ عهد بعيد بالنبلاء والاثرياء والسيدات الجميلات في المجتمعات الراقية ، فيما ادرجها المصريون القدماء ضمن معتقداتهم الدينية وكانوا يستخدمونها للوقاية من اشعة الشمس ولهذا ربما عرفت في كثيرمن البلاد العربية ب''الشمسية.''
وفيما بدت ظاهرة مألوفة في الايام ، غير ان بداياتها ترافقت واعتقادات لايخلو بعضها من طرافه ..فقد قيل بان استخدام الرجل للمظلة يحط من قيمته وهيبته ، الا اذا كان بدافع حماية من تسير معه من النساء ، لهذا امتنع الرجال عن استخدامها واستبدلوها بالقبعات ، غير ان اصرار البريطاني ''جون هانويه'' وكان يسكن مدينة لندن الشهيرة بأمطارها وثلوجها على حمل المظلة برغم ما تعرض له من مضايقات كثيرة من المارة وسائقي المركبات الذين كانوا يرشقونه بمياه الامطار ساهم في تقبل الناس لها ، اضافة الى ان تصاميمها كانت تفتقد للشكل الجميل ، و ادخال المعدن في صناعتها منذ بدايات القرن التاسع عشركان محفوفا بالمخاطر وتسبب باضرار للاطفال و تحطيم بعض محتويات المنازل ، مما ادى للاعتقاد بان فتحها في البيت '' فأل سيىء ''.
تجمع المظلة بين الغطاء الواقي والعصا ، وفي رؤية مختلفة للواقع يقول ''د.علي الوردي '' في كتابه ''الاحلام بين العلم والعقيدة '' بأنها تجسد حال العبقري والمجنون في المجتمع ، واختراعها لم يأت من فراغ ، فالمخترع كان يرقب مشهد المارة وهم يستخدمون اي غطاء حتى لاتبتل ثيابهم ثم يتبعون ذلك باستخدام عصي تساعدهم على الحماية من خطرالانزلاق في الوحول التي تخلفها الامطارالغزيرة، ولتحقيق هدفه لم يأبه بضحكات المارة او رشقه بالحجارة من قبل الاطفال ، وساربالمظلة فأصبح عبقريا من خلال عمل يفيد الناس على خلاف من يسعى للعبقرية من خلال التحديق بالقمر.
وتعد المظلة التي ترجح مصادر كثيرة بان مخترعها هو الانجليزي ''صموئيل فوكس '' من المنتجات الاستهلاكية التي يتكرر شراؤها اكثرمن مرة لتأثرها بعوامل الطقس وخطوط الموضة ، وبرغم حرص المجتمعات الغربية على استخدامها في الصيف والشتاء، غير ان قلة من يلجأ اليها في بلادنا حتى في اكثرالايام هطولا للامطار والثلوج ، ومن يحمل المظلة تلاحقه نظرات الاستهجان والتهكم من قبل البعض ، اضافة الى ان من يضطر لاستعمالها يصاب بحيرة وارتباك اذا استخدم وسيلة نقل بالاجرة ،حيث تصبح عبئا اضافياعلى حاملها او هكذا يوحي الآخرون كما يقول ''سائد '' فسائق التاكسي يمل من الانتظار لحظات ريثما يغلق مظلته او يقوم بنفض ماعليها من مياه، لذا يتجنب سيارات الاجرة اوالباصات حتى يبتعد عن مضايقة الاخرين ، فوجود ''شمسية'' يحملها راكب في يوم ماطر تثير حالة من النفور بين اوساط الركاب الاخرين.
المظلة موضة ناعمة تنتظر المرأة والمطر، تتوفر بألوان واحجام تتيح خيارات تتناسب مع الوان الملابس ، غير ان اقبال الاناث عليها لايزال ضعيفا ،كما يقول موظف في محل لبيع الاكسسوارات النسائية وبضمنها المظلات ، بل ان من يستخدمنها معظمهن من طالبات الجامعة او بعض من يتطلب عملهن الوقوف في الميدان حتى في الايام الماطرة ، فيما تنفي الطالبة ''اروى'' بان يكون الغرض من استخدام المظلة هو لفت الانظار ، فهي تضطر للسير مسافات كبيرة داخل حرم الجامعة وفي الايام الماطرة ، لكنها لاتتخيل نفسها تحمل ''شمسية'' في الصيف مهما اشتدت حرارة الشمس.
الشكل ليس المهم في المظلة بل الحماية الامثل ، وهذا ما سعى اليه لاعب التنس المعروف ''كوفمان '' في تصميمه لمظلة بيضاوية من النايلون عرفت باسم ''نامبريلا '' تحيط بالرأس وتبدو كفقاعة بلاستيكية '' حتى ان بامكان حاملها احتساء القهوة والتحدث في الموبايل ، وفي رده على تساؤلات البعض حول هذا الابتكار قال : عندما تكون خارج المنزل في جو رديء هل تعتقد بان الناس سينتبهون لمظهرك ،الجميع في هذه الظروف يفكرون في شيء واحد هو الوصول الى الجهة التي يقصدونها وبسرعة .!!!
هناك مظلات لاتنتظر المطر، اشكال والوان وانواع ارتبطت بالبيوت والحدائق والمؤسسات ومواقف النقل العام و''اخرى '' اخترقت اجندتنا ، وارتبطت بشؤون حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها ، كثيرا ما تثير التساؤل هل مايزال الغرض من المظلة هو الحماية والوقاية ام وراء الاكمة ما وراءها؟!!
كريمان الكيالي - لم تعد تلك الوسيلة التقليدية التي يستخدمها الناس للحماية من رداءة الأحوال الجوية ، فثمة مظلة تعتبر المعادلة الاصعب حين تصبح الغطاء المشروع لأحلام ومستقبل وسياسات الامم والشعوب. بعيدا عن المطر والشمس ، ارتبطت المظلات منذ عهد بعيد بالنبلاء والاثرياء والسيدات الجميلات في المجتمعات الراقية ، فيما ادرجها المصريون القدماء ضمن معتقداتهم الدينية وكانوا يستخدمونها للوقاية من اشعة الشمس ولهذا ربما عرفت في كثيرمن البلاد العربية ب''الشمسية.''
وفيما بدت ظاهرة مألوفة في الايام ، غير ان بداياتها ترافقت واعتقادات لايخلو بعضها من طرافه ..فقد قيل بان استخدام الرجل للمظلة يحط من قيمته وهيبته ، الا اذا كان بدافع حماية من تسير معه من النساء ، لهذا امتنع الرجال عن استخدامها واستبدلوها بالقبعات ، غير ان اصرار البريطاني ''جون هانويه'' وكان يسكن مدينة لندن الشهيرة بأمطارها وثلوجها على حمل المظلة برغم ما تعرض له من مضايقات كثيرة من المارة وسائقي المركبات الذين كانوا يرشقونه بمياه الامطار ساهم في تقبل الناس لها ، اضافة الى ان تصاميمها كانت تفتقد للشكل الجميل ، و ادخال المعدن في صناعتها منذ بدايات القرن التاسع عشركان محفوفا بالمخاطر وتسبب باضرار للاطفال و تحطيم بعض محتويات المنازل ، مما ادى للاعتقاد بان فتحها في البيت '' فأل سيىء ''.
تجمع المظلة بين الغطاء الواقي والعصا ، وفي رؤية مختلفة للواقع يقول ''د.علي الوردي '' في كتابه ''الاحلام بين العلم والعقيدة '' بأنها تجسد حال العبقري والمجنون في المجتمع ، واختراعها لم يأت من فراغ ، فالمخترع كان يرقب مشهد المارة وهم يستخدمون اي غطاء حتى لاتبتل ثيابهم ثم يتبعون ذلك باستخدام عصي تساعدهم على الحماية من خطرالانزلاق في الوحول التي تخلفها الامطارالغزيرة، ولتحقيق هدفه لم يأبه بضحكات المارة او رشقه بالحجارة من قبل الاطفال ، وساربالمظلة فأصبح عبقريا من خلال عمل يفيد الناس على خلاف من يسعى للعبقرية من خلال التحديق بالقمر.
وتعد المظلة التي ترجح مصادر كثيرة بان مخترعها هو الانجليزي ''صموئيل فوكس '' من المنتجات الاستهلاكية التي يتكرر شراؤها اكثرمن مرة لتأثرها بعوامل الطقس وخطوط الموضة ، وبرغم حرص المجتمعات الغربية على استخدامها في الصيف والشتاء، غير ان قلة من يلجأ اليها في بلادنا حتى في اكثرالايام هطولا للامطار والثلوج ، ومن يحمل المظلة تلاحقه نظرات الاستهجان والتهكم من قبل البعض ، اضافة الى ان من يضطر لاستعمالها يصاب بحيرة وارتباك اذا استخدم وسيلة نقل بالاجرة ،حيث تصبح عبئا اضافياعلى حاملها او هكذا يوحي الآخرون كما يقول ''سائد '' فسائق التاكسي يمل من الانتظار لحظات ريثما يغلق مظلته او يقوم بنفض ماعليها من مياه، لذا يتجنب سيارات الاجرة اوالباصات حتى يبتعد عن مضايقة الاخرين ، فوجود ''شمسية'' يحملها راكب في يوم ماطر تثير حالة من النفور بين اوساط الركاب الاخرين.
المظلة موضة ناعمة تنتظر المرأة والمطر، تتوفر بألوان واحجام تتيح خيارات تتناسب مع الوان الملابس ، غير ان اقبال الاناث عليها لايزال ضعيفا ،كما يقول موظف في محل لبيع الاكسسوارات النسائية وبضمنها المظلات ، بل ان من يستخدمنها معظمهن من طالبات الجامعة او بعض من يتطلب عملهن الوقوف في الميدان حتى في الايام الماطرة ، فيما تنفي الطالبة ''اروى'' بان يكون الغرض من استخدام المظلة هو لفت الانظار ، فهي تضطر للسير مسافات كبيرة داخل حرم الجامعة وفي الايام الماطرة ، لكنها لاتتخيل نفسها تحمل ''شمسية'' في الصيف مهما اشتدت حرارة الشمس.
الشكل ليس المهم في المظلة بل الحماية الامثل ، وهذا ما سعى اليه لاعب التنس المعروف ''كوفمان '' في تصميمه لمظلة بيضاوية من النايلون عرفت باسم ''نامبريلا '' تحيط بالرأس وتبدو كفقاعة بلاستيكية '' حتى ان بامكان حاملها احتساء القهوة والتحدث في الموبايل ، وفي رده على تساؤلات البعض حول هذا الابتكار قال : عندما تكون خارج المنزل في جو رديء هل تعتقد بان الناس سينتبهون لمظهرك ،الجميع في هذه الظروف يفكرون في شيء واحد هو الوصول الى الجهة التي يقصدونها وبسرعة .!!!
هناك مظلات لاتنتظر المطر، اشكال والوان وانواع ارتبطت بالبيوت والحدائق والمؤسسات ومواقف النقل العام و''اخرى '' اخترقت اجندتنا ، وارتبطت بشؤون حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها ، كثيرا ما تثير التساؤل هل مايزال الغرض من المظلة هو الحماية والوقاية ام وراء الاكمة ما وراءها؟!!
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي