..قـلـق فـي الموصـل مـن الحمـى النزفيـة

تضارب الأنباء حول عدد الإصابات..قـلـق فـي الموصـل مـن الحمـى النزفيـة

(صوت العراق) - 07-05-2010




(صوت العراق) - الموصل/ نوزت شمدين
تضاربت الأنباء في نينوى، حول عدد الوفيات جراء مرض الحمى النزفية الذي أعلنت مديرية صحة نينوى عن ظهوره في الموصل، حيث نفى مصدر طبي حصول ثمان وفيات جراء المرض، لكنه لم ينف حدوث إصابات، مع الإقرار بموجود حالات في مستشفيات الموصل، بعضها تماثل للشفاء، وان المرض مسيطر عليه تماما.

من جهتها اصدرت قائممقامية قضاء الموصل قراراً، يقضي بغلق جميع محلات القصابة التي لاتملك إجازات صحية من مديرية صحة نينوى او البيطرة في عموم مدينة الموصل، ومنع ذبح المواشي خارج المجزرة الرسمية، ومنع رعي الاغنام داخل المدينة، مع مصادرة المواشي المصابة التي تجدها الجهات المختصة بحوزة المواطنين او القصابين.
وذكر زهير الاعرجي قائممقام قضاء الموصل، بان عقوبات صارمة تنتظر من يخالف هذه التعليمات، حيث سيتم غلق محال المخالفين ومصادرة المواشي التي بحوزتهم، اضافة الى ان الرعاة سيتم منحهم مدة خمسة عشر يوما من أجل اخراج مواشيهم الى خارج المدينة، وستتم مصادرة القطعان التي تتجول بعد انتهاء المهلة، وقال بان لجان الذبح الخارجي في الجانبين الايسر والايمن ستتابع محلات القصابة وتراقب عملها. واوضح قائم المقام، أن السبب في هذه القرارات هو للحد من انتشار مرض الحمى النزفية، او الوقاية منه لأن المواشي تنقل المرض، ولو ان عشرة قصابين فقط في المدينة ملتزمون فتحوا أبوابهم، خير من مئة مخالفين، لانهم بالنهاية يتسببون في اذية المواطن. واعتبر الاعرجي ممارسات القصابين في ذبح المواشي المريضة، بأنها نوع من انواع الإرهاب الذي يمارس ضد المواطن، وطمأن المواطنين بعدم وجود تهديد كبير للمرض، مشيراً إلى وجود بعض ضعاف الانفس يشترون مواشي مصابة بالامراض ويقومون بذبحها خارج المجازر ويبيعونها باسعار زهيدة الى المواطنين.ودعا الاعرجي المواطنين الى عدم شراء اللحوم من محال القصابة في الاحياء والازقة الذين يعملون بلا إجازات صحية، ولا يذبحون المواشي في المجزرة.
من جهة اخرى، طالبت مديرية بيئة نينوى بلدية الموصل بتشكيل لجان مشتركة لمنع أصحاب المواشي من التجوال بقطعان مواشيهم في المدينة، وقال مصدر بيئي للمدى بأن وضع المواشي وتنقلاتها بمئات القطعان يوميا في الشوارع والازقة الداخلية اصبح غير محتمل، لأنها تفتات على المزابل وتتسبب بتلوث بيئي خطير وأمراض آخرها الحمى النزفية، وقال بأن على مفارز التجاوزات في بلدية الموصل ان تقوم بواجباتها فوراً، لان ذلك لايدخل ضمن اختصاصنا، وفي ذات السياق عقدت قائممقامية الموصل ودائرة صحة نينوى والمستشفى البيطري وبلدية الموصل اجتماعاً استثنائياً للبحث في تطورات الحمى النزفية في الموصل، وذكر الدكتور دريد طوبيا من المستشفى البيطري: ان الاجتماع تمخض عنه اقرار جملة من الاجراءات الكفيلة بمراقبة محال القصابة وغلق المخالف منها، واتخاذ الاجراءات الرادعة بحق اصحابها. الحمى النزفية رقم جديد اضيف الى قائمة القلق اليومي للمواطن الموصلي، والكثير من المواطنين هم حائرون تماماً جراء تضارب الانباء حول العدد الحقيقي لضحايا المرض، ففي حين اعلن مدير مستشفى الحميات في الموصل وفاة اربعة أشخاص مع تماثل حالة اخرى للشفاء، نفت مصادر في مديرية صحة نينوى الخبر، مقرة بوجود حالات مرضية فقط وهي تحت السيطرة، ومنتصف الاسبوع الماضي اعلن مصدر في لجنة شكلت لرصد المرض، وفاة اثنين بعد اصابتهم بالمرض في حي القدس شرقي الموصل، وان صاحب محل القصابة مصدر المرض فر الى جهة مجهولة، لتعود مصادر صحية اخرى وتنفي الخبر.
(المدى) التقت مواطنين عبروا عن استيائهم من ردة فعل مديرية صحة نينوى الضعيف ازاء المرض، وقال محمود هاني(45 عاما) من سكان حي الكرامة: حتى لو لم يكن عدد الوفيات ثماني أو أربع، المهم أن هناك إقرارا بوجود المرض، الذي يجمع الأطباء على انه خطير ووبائي تنقله الحشرات والحيوانات على حد سواء، أي ان ملايين الاشخاص الان في خطر محدق، وبدلا من ان تقوم الصحة بنفي الاخبار واتهام وسائل الاعلام بالجهل في الحساب والرياضيات لانها اعطت احصائية لم تعجبها، بدلا من ذلك فان عليها ان تفهمنا كيف نواجه المرض، وماذا نفعل بالضبط لكي لايقتلنا شيء اخر اضافة الى السيارات المفخخة، والرصاصات الطائشة، وصبرنا امام نقاط التفتيش!!؟.
المواطنة غيداء محي الدين، وهي معلمة تسكن في حي الكرامة، تساءلت عن السبب في ترك الاف الاغنام والابقار والكلاب السائبة تسرح وتمرح في الشوارع والطرقات كل هذه السنين، وما فائدة ان يقوموا بهذه الاجراءات والمرض وصل الى بيوتنا!!، وشككت غيداء في جدية الاجراءات التي اعلنت عنها قائممقامية الموصل، معتبرةً كلما تفعله انما هي امور وقتية وسرعان ما تعود حليمة الى عادتها القديمة.