مجزرة إسرائيلية وغضب عالمي على استهداف «أسطول الحرية»

أثارت المجزرة التي نفذتها "إسرائيل" بعد هجومها على اسطول الحرية الذي كان يحاول الدخول الى قطاع غزة موجة غضب عمت العالم، وتراوحت ردود الفعل بين الاستهجان ودعوة العديد من الهيئات الدولية لعقد اجتماعات طارئة لملاحقة هذه المسألة. ورغم تضارب الأنباء عن عدد الذين استشهدوا، إلا أن المعلومات ترجح أن يكونوا أكثر من عشرة جلهم أجانب، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أكثر من عشرة أشخاص وإصابة ما بين سبعة وعشرة جنود بجروح، جروح اثنين منهم خطرة، في الوقت الذي ذكرت فيه إحدى محطات التلفزيون الإسرائيلي في وقت سابق أن 19 راكبا قتلوا وأصيب 36 آخرون بجروح.
وأكد ناشطون مؤيدون للفلسطينيين كانوا شهودا على الهجوم الإسرائيلي أن ما حدث كان "تحت جنح الظلام عندما نزلت فرق الكومندوس الإسرائيلية من مروحية إلى سفينة الشحن التركية "مافي مرمرة"، وبدأت تطلق النار منذ أن وطأت أقدامها السفينة".
وعبر الأردن عن إدانته الشديدة للجريمة النكراء التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور نبيل الشريف إن ما قامت به القوات البحرية الإسرائيلية من استهداف للمدنيين في عرض البحر هو جريمة بشعة ومرفوضة ومدانة، وإن هذه الجريمة خرقت كافة المبادئ الإنسانية والشرائع والقوانين والأعراف الدولية، مؤكدا أنه ليس هناك شيء مطلقا يبرر استخدام القوة ضد المدنيين في هذه المهمة الإنسانية.
وشدد الدكتور الشريف أن الأردن تابع بقلق بالغ تطورات الأحداث بشأن القافلة منذ فجر أمس، وهو يحمل "إسرائيل" كامل المسؤولية عن سلامة المواطنين الأردنيين المتواجدين على متن القافلة وعودتهم سالمين.
وخرج آلاف المواطنين في مسيرة غاضبة نظمتها النقابات المهنية والأحزاب انطلقت من أمام مجمع النقابات المهنية، وصولا إلى الدوار الرابع مقابل رئاسة الوزراء للتعبير عن الغضب لما جرى لأعضاء أسطول الحرية.
وطالب المتظاهرون الحكومة بإغلاق السفارة الإسرائيلية وإلغاء اتفاقية وادي عربة، واتخاذ موقف حاسم مما جرى من اعتداءات صهيونية على أعضاء أسطول الحرية، الذي أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى كلهم من المدنيــــين العـــــزل.
في أوروبا تميزت الادانات بلهجتها القاسية فكانت "غير مقبولة على الاطلاق" بالنسبة الى السويد، و"غير متناسبة وخطيرة ومقلقة" بالنسبة لاسبانيا، و"ردا غير مقبول على الاطلاق" على مهمة انسانية لايرلندا.
واعتبرت المانيا وبلجيكا وفرنسا والبرتغال ان الهجوم "لم يكن متناسبا" واعربت روما عن "الاسف لسقوط ضحايا مدنيين".
من جهتها اوقفت اليونان تدريبا جويا مع «إسرائيل» في جزيرة كريت.
في بروكسل توافق سفراء دول الاتحاد الاوروبي الاثنين على بيان "يدين" استخدام العنف خلال الهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول الحرية، ودعوا الى اجراء تحقيق "حيادي".
واستدعت دول مثل الأردن السفراء الإسرائيليين المعتمدين في بلادهم وسلمتهم مذكرات احتجاج وتساؤلات عن ما حدث، بينما سحبت تركيا سفيرها من "إسرائيل".
وأعلن المتحدث باسم الحلف الأطلسي جيمس اباثوراي أمس الاثنين أن سفراء دول الحلف سيعقدون اليوم الثلاثاء اجتماعا طارئا بناء على طلب تركيا لبحث الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان متوجها إلى قطاع غزة.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الاثنين أن الحكومة الإسرائيلية طالبت سكان المدن و"الكيبوتسات" في غلاف غزة إلى الاستعداد جيداً، وفتح الملاجئ تحسبا لهجوم صاروخي قد تشنه حركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية رداً على مقتل نشطاء سلام ومتضامنين على أسطول الحرية الذي كان متوجها إلى قطاع غزة.
وعقد مجلس الامن الدولي مساء امس الاثنين اجتماعا طارئا لبحث الاعتداء الاسرائيلي، فيما اعلنت مجموعة الدول العربية انها تنتظر من المجلس ادانة شديدة لهذا الهجوم.
وعقدت الجلسة بدعوة من تركيا ولبنان وهما عضوان غير دائمين في المجلس.
وكان سفراء المجموعة العربية في الأمم المتحدة عقدوا اجتماعا لبحث طبيعة التحرك وما إذا كانوا سيطلبون صدور بيان صحفي أو رئاسي والتحقيق في قتل المتضامنين بالتنسيق مع تركيا.