ميرا

ليس هناك من شهر يستطيع ان يغير في مجتمعاتنا الاسلامية بقدر شهر رمضان الفضيل. كثيرة هي المقالات التي كتبت عن شهر رمضان ومنها ما يتحدث عن جانب معين ومنها من ينظر اليه من عدة جوانب مجتمعة او فرادى. اما انا فهذه السنة عرفت فيه ميرا الفتاة التي دخلت الى الاسلام طوعاً غير مكرهة ميرا تصوم شهر رمضان وهذه سنتها الاولى, ميرا اخبرتني انه عندما تصعد والداتها الى غرفتها حاملة بيدها كاس العصير, فانها تضعه بيدها الى ان تغادر والدتها الغرفة من ثم تقوم بالتخلص منه حتى تعتقد والدتها انها قد شربته حقاً. هل احدثكم اكثر عن ميرا؟ هل ترغبون ان تعرفوا كيف تعيش فتاة مثل ميرا حياتها؟ كيف تصلي سراً حيث تغلق باب غرفتها على نفسها حين تريد الصلاة, ميرا التي لا توفق مثلنا بسحور من ما لذ وطاب, لان اي حركة ستكون محسوبة عليها. انا لم اكن ادرك مقدار النعمة التي انا فيها حقاً الا ان عرفت هذه التفاصيل. فما فكرت يوماً ان اتوضأ بعيداً عن اهلي حتى لا يروني او ان اخرج من البيت لاصلي في المسجد حتى لا يعلموا اني اصلي.
لا املك هنا الا ان ارفع يدي الاثنتين واسأل الله عز وجل ان يثبت ميرا على دينه دين الاسلام. اني اسأل الله ان يصبرها على ما تلاقيه وان يحميها ويحرسها ويجزيها عن ذلك كله جنات الخلد في يوم الاخرة.
هل تشعرون معي بمدى الألم الذي سينتابكم لو انكم استيقظتم يوم العيد عيد الفطر بعد صيامكم ثلاثين يوماً ولا تجدون من يقول لكم "تقبل الله طاعتكم" ولا تجدون من يحثكم على النهوض لاداء صلاة العيد جماعة. لا اظن ان اجر المسلم العادي يتساوى مع اجر من هم بحالة ميرا, فانا مؤمن بعدالة الخالق واعلم ان ميرا تستحق ان تنال ما هو افضل لانها قدمت اكثر وصبرت اكثر وبكت طويلاً وشعرت بمعنى الطمأنينة الحقيقة التي يخلقها كون المرء مسلم.