شباب ضد الاحتلال

هذا المنتدى موجه الى الشباب الذي يعي دوره في خدمة هذه الأمة. الى الشباب الذي لا يقف شيء في وجه طموحه للنهوض بأمته. واما المتخاذلون فلا مكان لهم هنا على الاطلاق.
فمرحبا بكم يا شباب هذه الأمة الابطال.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شباب ضد الاحتلال

هذا المنتدى موجه الى الشباب الذي يعي دوره في خدمة هذه الأمة. الى الشباب الذي لا يقف شيء في وجه طموحه للنهوض بأمته. واما المتخاذلون فلا مكان لهم هنا على الاطلاق.
فمرحبا بكم يا شباب هذه الأمة الابطال.

شباب ضد الاحتلال

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب ضد الاحتلال

منتدى عربي عام مناهض للحرب الواقعة على العراق والاحتلال الصهيوني لفلسطين


ونجزم اذا ما اردنا... وهبنا الله القدرة على الجزم ******* وذوي عزائم نحن ... فقيل فينا على قدر اهل العزم ******* واذا نفذ الصبر منا ...عصفنا بالمعتدي.. عاصفة الحزم
شباب ضد الاحتلال. هم نفسهم الشباب الذين يبنون الحضارة ويساهمون في بناء الوطن. لقد اخذنا على عاتقنا هذه المهمة وهي ليست كرما منا بل هي واجب علينا, من هذا المنطلق عمدنا الى تثقيف انفسنا والتزود بالعلم والمعرفة والايمان لبناء الوطن من جهة و لمجابهة عدونا الجبان ورص الصفوف من جهة اخرى حتى لا يبقى لهذا العدو مكان بيننا في الوطن ولكي يولى الادبار مهزوما مذحورا يجر اذيال الخيبة

شعار المرحلة

اذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادهل الاجسام

المواضيع الأخيرة

» قصيدة بعنوان خصام
بين بوكا وهالدن I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة

» رابط المدونة على الفيسبوك
بين بوكا وهالدن I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة

» مدونة عربي على الفيسبوك
بين بوكا وهالدن I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة

» تأملات
بين بوكا وهالدن I_icon_minitimeالإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي

» اخر نص ساعة
بين بوكا وهالدن I_icon_minitimeالإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي

» اختلاف
بين بوكا وهالدن I_icon_minitimeالإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي

» الاحتلال
بين بوكا وهالدن I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي

» رجال كبار
بين بوكا وهالدن I_icon_minitimeالسبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي

» صراع الحكم في الغابة
بين بوكا وهالدن I_icon_minitimeالسبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي

» طخ حكي
بين بوكا وهالدن I_icon_minitimeالسبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي

نشيد الهمة

بير السبع رح ترجع - حيفا ويافا رح ترجع- ما بينفع معهم سلام ما ينفع غير المدفع- خلي الايمان سلاحك وارفعلي راسلك ارفع- احنا شعبك يا فلسطين لغير الله ما نركع- ................. ليس مجرد نشيد او شعار انما هو منهج نؤمن به ونؤمن بحتميته لأن الله وعدنا بأن النصر لنا ما دمنا متمسكين بحبله

رحيل القائد

ان اغتيال الشهيد القائد صدام حسين ليس مجرد اغتيال قائد انما هو محاولة لكسر عنفوان الأمة العربية والاسلامية باغتيال احد رموزها الذي كان يسعى بها للمجد في رسالة الى بقية القادة ان لا تسعوا للمجد واسعوا للثراء والسلطة فقط. نحن ندرك دورنا الحضاري في هذا الكون ولن ننساه وسنعمل جاهدين لنعود الى الصف الاول باخلاقنا وعلمنا ووحدتنا وتمسكنا بديننا ولغتنا وثقافتنا وتصدينا لكل من يقف بوجهنا في طريقنا الى الحرية والاستقلال

    بين بوكا وهالدن

    عربي
    عربي
    رواد العرب
    رواد العرب


    عدد المساهمات : 1544
    تاريخ التسجيل : 21/04/2009

    بين بوكا وهالدن Empty بين بوكا وهالدن

    مُساهمة من طرف عربي الأحد سبتمبر 26, 2010 5:09 pm

    رسالة وصلتني على بريد المنتدى

    بين بوكا وهالدن

    صلاح سليم علي

    لم تتبلور فكرة عقوبة السجن بصفتها حجز المخالفين والمدانين لمدة معينة نتيجة المخالفات أو الجنح أو الجرائم التي ارتكبوها ثم يصار الى الإفراج عنهم بعد إنقضاء مدة الحكم إلا في القرن الثامن عشر..أما قبل ذلك فأن المجتمعات والحكومات نادرا ما استخدمت الحبس عقوبة حيث كانت السجون عبارة عن معتقلات قد تكون بيتا أو حصنا أو جزيرة نائية أو قلعة أو قبو أو منطقة مسورة وظيفتها حجز المخالفين والمجرمين والأشخاص غير المرغوبين لحين أيقاع الأحكام المتخذه أو المنوية ضدهم وغالبا ماتكون هذه الأحكام احكاما قاسية كالموت أو العقوبة الجسدية أوالنفي وما الى ذلك.
    وقد استخدمت السجون على نحو واسع في العالم القديم. فقد عرف الأكديون والبابليون والآشوريون السجون. وكذلك مصر على عهد المملكة الوسطى 2000 ق.م. فقد كان الأكديون والبابليون يحكمون بالسجن على المطلوبين لديون او المخالفين مخالفات بسيطة لحين دفع الدين او ارضاء الشخص الذي ارتكبت المخالفة ضده أما عقوبة الجرائم فتتمثل بالنفي او قطع اليد او سمل العين أو لصم الأذن أزاء طبيعة الجريمة وعلى اساس العين بالعين والسن بالسن وقد تصل الموت في حال القتل. وفي مصر كان السجن مكانا لحجز المجرمين ومن يغضب عليه الفرعون لأغراض الأشغال الشاقة ولم يكن السجن بحج ذاته عقوبة لأن زمنا لايحدد وتبقى حرية السجين مرهونة بأرادة الحاكم ..كما نعرف من قصة يوسف. وتخبرنا الكتب المقدسة عن حجز اشخاص لمدد غير محدودة في انتظار العقاب وكان اباطرة الرومان يحجزون المسيحيين في اقبية تحت الكولوسيوم ثم يطلقونهم في الساحة لتلتهمهم الأسود الجائعة بسبب أعتناقهم الدين الجديد. كم وضعت أثينا قبل ذلك منظومة من السجون المؤقتة لأن المجرم او المتهم غالبا ماكان يرجم او يصلب او يلقى به من مكان مرتفع ونعرف حكاية سقراط الذي حكم عليه بالموت بسبب تعاليمه التي لم ترق للحكام فتجرع السم طواعية مفضلا اياه على النفي ومغادرة موطنه. وفي الإسلام نعرف أن فكرة الحجز كانت موجودة منذ الجاهلية ولكن مؤسسة أو مبنى السجن كما تخبرنا المصادر تعود الى الأمام علي (رض) حيث كان اول من بنى سجنا في الأسلام في مدينة الكوفة.
    وبينما كانت الأقبية والقلاع والسراديب الملحقة بالقصر امكنة لحبس المجرمين والمخالفين والمغضوب عليهم من قبل الحاكم او السلطان، اتخذت عمارة السجون ومنذ القرن الثامن عشر مظهرا اكثر تطورا وذلك للحيلولة دون هروب السجناء فبات اختيار الدول يقع على الجزر النائية كجزيرة الشيطان في غويانا الفرنسية والتي تحيطها مستنقعات تزدحم بالتماسيح وكانت مشهدا لأحداث فلم الفراشة وجزيرة الكتراز في مياه سان فرانسيسكو والتي سجن فيها المجرم الأميركي العريق آلكابوني وجزيرة شاتو دو ايف التي حدثنا عنها الكسندر دوماس في الكونت دي مونت كرستو وجزيرة روبن الذي سجن فيها نلسن مانديلا وغيرها أو اعتمدت أبراجا كقلعة المينا في غانا أوكبرج لندن الذي يتطرق الى سجنائه شكسبير في أكثر من مسرحية. وقد تكون معتقلات سرية في قلب غابة لايعرف مكانها احد كسجون اميركا اللاتينية او مناطق نائية لاسبيل الى الهروب منها كسيبيريا ..فضلا عن سجون اسيا الشرقية كهلتون هانوي في فتنام وسجون الصين وكوريا والفلبين..وقد فتحت السجون عالما خاصا من الرويات والآداب والفنون المتصلة بها فهناك ادب خاص هو ادب السجون شمل الحركات الأدبية كلها منذ ريتشارد لوفلاس وحتى ولفرد اوين فآرثر كوستلر واورويل، وفي حضارتنا منذ ابي فراس الحمداني وحتى محمود سامي البارودي وعبد الرحمن منيف.
    وتنتشر في الوطن العربي اليوم سجون كثيرة معروفة هي غير السجون السرية أو سجون المخابرات..والمعلومات عن هذه السجون غالبا ماتبقى طي الكتمان لكي لاتخدش مشاعر الجلاد أو بالأحرى الحكومة وبطانتها من الطبقات المتخمة الفاسدة التي لاحظ لها في مبدأ اخلاقي او غيرة وطنية . فبالأضافة الى النزلاء بسبب المخالفات والجرائم او العجز عن تسديد الديون، تكثر في عالمنا ظاهرة السجون السياسية ..وهي سجون تختلف عن تلك التي يقيمها المحتل الغاصب في الأراضي المحتلة كسجون العراق المحتل وفلسطين المحتلة أو السجون الخاصة كسجن كوانتينامو وغيرها. فالسجون العربية من المحيط الى الخليج تزدحم بالأبرياء جنبا الى جنب مع المخالفين وتتميز بانتشار شتى صنوف الأمراض الناجمة عن الأكتظاظ وسوء المعاملة والتعذيب وبينما تبلغ نسبة السجون الى الجامعات في العالم المتمدن 5% تبلغ نسبتها الى الجامعات في عالمنا 65 % ..والسجون المعروفة هي غير السجون السرية التي يماط عنها اللثام بين الآونة والأخرى..ويقينا فأن كثرة السجون والسجناء في عالمنا تعكس حالات الخلل السائدة في الأدارة والسياسة والنظام الأجتماعي والأقتصادي ..فالمخالفة تعبير عن الرفض او الحاجة او هي رد فعل على ظلم او اغتصاب او تبديد في الحقوق او تضييع للذمم أو ثأر لظلم او نتيجة أختلالات فسلجية ونفسية احيانا.. وعندما تكثر المخالفات السياسية ويكون السجن بتهمة سياسية فذلك دليل على سيادة حالة القمع والأستبداد من قبل السلطة..فالسياسي لايمكن ان يكون سجينا في مناخ تسوده حرية التعبيرعن الرأي اللهم الا اذا كان هذا الرأي سيعرض مصالح طبقة أو شريحة او شخص للخطر.. مما يدعونا الى التساؤل: متى يكون الرأي والتعبير عنه سببا لتعريض جهة اخرى للخطر في حال سيادة القانون واستتباب العدل بين الناس؟
    ونعرف من التجربة التاريخية عبر القرون الدامية أن وجود سجناء سياسيين في بلد محتل مسألة طبيعية لأن البلد كله سيفقد حريته ولأن أي أحتلال يولد بالضرورة نقيضه النوعي المتمثل بالمقاومة التي قد تتخذ طابعا سلميا كما حدث في الهند على عهد غاندي أو مسلحة كما يحدث في كل مكان في العالم يتعرض للأحتلال، ولكن وجودهم - أي السجناء السياسيين- في بلد تحكمه إدارة وطنية حقيقية أو إدارة من اهل البلد، ليس سوى مؤشر على طبيعة نظام الحكم السائد بل إدانة لهذا النظام! فلا غرو أن تكثر السجون وتتضاعف اعداد المعتقلين لأتفه الأسباب او للأشتباه أو حتى من غير سبب.
    وفي الحديث عن سجن بوكا، تنتفي الحاجة لمقارنته بالسجون العراقية الأخرى التي، والحديث عن رويتر والجزيرة وغيرهما من المصادر والوكالات ، بات عددها أكبر من أن يحصى إذ تعد بالمئات فبالأضافة الى سجون الجهات الأمنية الرسمية تتحدث الصحف والوكالات والمواقع الألكترونية عن سجون خاصة بالأحزاب واخرى بمستشارية الأمن القومي وبوزارة الأمن الوطني. ومن التقارير مايتحدث عن سجون خاصة بالوزارات و التشكيلات العسكرية وما الى ذلك. ومنها مايضع العدد الأجمالي لها ب 600 معتقل وسجن في عموم العراق وبضمنه المناطق التي يتواجد فيها الأكراد..ويمكننا لتقريب صورة سجن بوكا، الذي يعد من افضل المعتقلات او بالأحرى أقلها سوءا بعد فضيحة أبو غريب سيئة الصيت، أن نقارنه بالحياة التي يعيشها العراقيون خارج السجن. ولعل في مسلسل (داردور) الذي عرض على قناة الشرقية سابقا ويعاد عرضه حاليا على القناة نفسها صورة تفصيلية عن الحياة كما تعيشها اسرة عادية في العاصمة. فأن كانت حياة الناس خارج السجن بائسة الى هذا الحد، فكيف سيكون الحال في السجون الكثيرة والمتنوعة في العراق تحت وطأة الأحتلال، وهي ولا يختلف أثنان في العراق أو خارجه على أنها أسوء من المسلسل الذي يحمل بصمات الحقيقة البائسة والمرة والكارثية التي تعيشها أغلبية العراقيين اليوم. ولتقريب الصورة نقارن سجنا من سجون الأحتلال في العراق هو سجن بوكا بسجن في النرويج ونترك التعقيب للقاريْ:
    يقع سجن بوكا بالقرب من مدينة ام قصر على بعد 60 كم الى الجنوب الغربي من مدينة البصرة على ارض رملية. وقد اطلق عليه هذا الأسم تكريما اميركيا لمارشال اسباني الأصل قتل في حادثة المركز التجاري اسمه رونالد بوكا (بالباء العربية). وكان المعسكر في بداية الأحتلال يتألف من خيام إلا ان قوات الأحتلال استبدلوا الخيام بوحدات من البلوك مسقوفة بالخشب على شكل كرفانات محاطة بأسلاك شائكة وموزعة على كمبات يتألف كل واحد منها من 9 الى 14 كرافان ويفصل بين الكمب والآخر بالأضافة الى الأسلاك الشائكة حاجز مما يرفع عدد الحواجز بين الكمب والآخر الى ثلاثة حواجز مع الأسلاك الشائكة ويتراوح عدد السجناء المعتقلين في كل كمب بين 700 الى 1000 سجين معظمهم من المدنيين الذين جرى اعتقالهم عشوائيا من مختلف مدن العراق وايداعهم سجونا مختلفة اخرى كسجن كروبر وابي غريب والمثنى قبل ايداعهم في بوكا. ويتراوح اجمالي سجناء بوكا بين 12 الف سجين و26 الف سجين وهو حصة هذا السجن مما يربو على 100.000 سجين عراقي في عموم العراق منهم من أمضى اربع سنوات أو أكثر بدون محاكمة او تهمة بل تم اعتقالهم لمجرد الشك بارتباطهم بجماعات مسلحة أو لأسباب اخرى تتصل بمخاوف السلطة وليس بجنح او جنايات حقيقية..ويتميز بوكا بأرض رملية تأوي اليها العقارب والأفاعي القاتلة وبخاصة في موسم الصيف حيث تتصاعد الرطوبة في الهواء وبخاصة خلال السنة الأولى من الأحتلال حيث يحتجز السجناء في اقفاص حديدية تحت رحمة البرد الشديد والمطر خوفا من هروبهم في الضباب..ويعمد العلوج احيانا الى معاقبة السجناء بالحبس الأنفرادي او نقل السجناء الى ردهات تحتوي متشددين لايتفقون معهم بالتفكير ..حيث سجلت اكثر من محاولة لخنق أو ضرب السجناء بسبب معتقداتهم وقد قتل احد السجناء بسبب ذلك بدون تدخل الحرس العراقي او العلوج لأنقاذه..كما جرت في المعسكر محاولة هرب جماعية بطريق حفر نفقين إلا انها لم تتكلل للأسف بالنجاح..ويستخدم العلوج الأطلاقات البلاستيكية التي تحدث جروحا واصابات خطيرة ضد السجناء عندما يتظاهرون تعبيرا عن المطالبة بأحالتهم الى المحاكم بل يستخدم الرصاص الحي الذي راح ضحيته أكثر من 28 شهيد عراقي في سجون العراق خلال ثلاث سنوات حسب البيانات التي اصدرتها سلطة الإحتلال نفسها. هذا بالأضافة الى التعذيب النفسي كاجراء التعداد في منتصف الليل او ركل القرآن الذي تسبب بقيام احد العلوج بقتل احد الأبرار الذين لم يقبل السكوت على مضض وهب لتأديب العلج الذي قام بتلك الجريمة..ولعل أكبر اشكال التعذيب النفسي قيام العلوج بجلب فريق من راقصات الطين الى معسكر بوكا وتعريتهن في تحد سافر لمعتقدات السجناء وحرمة شهر رمضان والموروث القيمي الأخلاقي للسجناء العراقيين على مختلف مذاهبهم وانتماءاتهم فضلا عن حرمة ارض العراق الرسالي العظيم..ففي العراق ليس ثمة مدانين بل سجناء فقط ..وهنا مكمن الطامة الكبرى حيث يصار الى نقل السجناء من سجن بائس الى سجن آخر اكثر بؤسا لمجرد الإشتباه ..بل بلغ البؤس حد المهانة والكفر الفواح بقيم الأرض والسماء عندما قامت السلطات بنقل سجناء من الموصل الى سجن سري في بغداد والأعتداء عليهم على نحو يتنافر مع ابسط حقوق الأنسان ..وهذا ماتم توثيقه اعلاميا وقانونيا في مختلف انحاء العالم..
    أزاء هذه الصورة الكالحة نطالع صورة سجن آخراسمه هالدن يقع في منطقة غابية على الحدود الجنوبية الشرقية للنرويج مع السويد..وبينما لم أتشرف بأن أكون نزيلا (سجينا) في بوكا لوجودي في المهجر، قمت بزيارة سجن هالدن (هلدن في النرويجية) اعدادا لمقالي هذا ولبناء كلامي على حقائق مرئية وملموسة ومؤكدة: يقع سجن او بالأحرى منتجع هالدن على مسافة 117 كم جنوبي مدينة اوسلو عاصمة النرويج وتستغرق الرحلة اليه بالقطار ساعتين الا ربع..وهو في قلب غابة تبعد قرابة 5 كم عن مركز المدينة وفندق ثون حيث أقمت للأستراحة والأتصال بمدير السجن لطلب الترخيص لي بزيارته..وعندما استفسر عن هدفي من الزيارة عرفته بنفسي وان هدفي الأطلاع على السجن والأستماع منه ان امكن حول تفاصيل ادارته واحوال النزلاء فيه بهدف كتابة دراسة مقارنة فضلا عن حب الأستطلاع..فرحب بي على ان أزوره في اليوم التالي وحدد موعدا لزيارتي فطلبت من احد الموظفين في الفندق ان يهيء لي سيارة اجرة للذهاب الى سجن هالدن. وجاء اليوم التالي وكانت السيارة في انتظاري عند باب الفندق الواقع على احدى اجمل الفيوردات في النرويج حيث تقع ساندفيورد في الطرف المقابل ويوتوبوري السويدية حيث يقيم الفنان المبدع طلال عبد الرحمن الى الجنوب بضعف المسافة الى اوسلو. كان الطريق الى هالدن يحف بالغابات وكانت العقاعق والنوارس تمرق في الأفق وعند نهايات الأشجار حيث تسهر اغصان الأكاسيا و الصنوبر خضراء هانئة تودع الصيف الذي يشبه ربيع الحدباء ثم مرورا بنفق فجسر يعد واحدا من أروع منجزات الهندسة المدنية.. وسرعان ما وصلنا مجمعا من المباني الحديثة تشبه الى حد بعيد مدينة سياحية في قلب غابة أو مجمعا من الفنادق الحديثة ..وعندما سألت السائق عن بوابة السجن أجاب نحن في قلب السجن وليس له اية بوابة ..وفي البناية الرئيسية استقبلني المسؤول الأعلامي ورحب بي قائلا ان وفدا من رجال القانون الأنكليز سيزور اقسام السجن بعد دقائق وان بمقدوري مصاحبتهم ..فعرفت من كلمة مسؤولة المكتبة في السجن أن بناء السجن استغرق عشر سنوات وبكلفة بليون ونصف كرونة اي مايعادل252 مليون دولار..وخلال الجولة اوضح المسؤول ان فكرة بناء هذا السجن ترتكز على مفهوم الأدارة السياسية في النرويج والقائلة ان السجين اذا تمت معاملته بطريقة انسانية تكون فرص عودته الى الحياة الأجتماعية وانسجامه مع المجتمع افضل وان سجينا واحدا من كل خمسة سجناء يعود الى السجن مقارنة بثلاثة سجناء من كل خمسة في بريطانيا واربعة من كل خمسة في الولايات المتدة..ولايوجد بين السجناء الذين لايتجاوز عددهم حاليا 250 سجينا اي بكلفة تشييد السجن بنسبة مليون دولار لكل سجين. سجناء سياسيين .ويضم السجناء القتلة وتجار المخدرات والمدانين بجريمة الأغتصاب.. ألا ان السياسيين في النرويج وعلى راسهم الملك وولي العهد والوزراء يقولون: (نحن نريد ان نبني الثقة فيهم بطريق الثقافة والتعامل الأنساني أن نوقظ فيهم انسانية الأنسان وان يغادروا السجن وهم اناس افضل)..ثم دخلنا الى غرف السجناء التي تشبه غرف الفندق الذي بت فيه في هلدن من حيث الأثاث الحديث والسرير الوفيروالتلفاز ذات الشاشة المسطحة التي تماثل شاشات التلفاز الحديثة في بيوت الأسرالنرويجية، وثلاجة صغيرة وحمام أنيق خاص في كل غرفة فضلا عن وجود مطبخ مشترك وصالة جلوس مشتركة ولايوجد قضبان على نوافذ الغرف المطلة على الغابة.. وتزين الجدران الداخلية للسجن وممراته والصالات المشتركة الجداريات البهيجة..هذا فضلا عن ستوديو صوت ومكتبة حديثة وبيوت خاصة ملحقة لزيارة اعضاء الأسرة ولبقاء زوجات السجناء او صديقاتهم ليلة او ليلتين بين الآونة والأخرى. ولخلق جو عائلي لايحمل الموظفين في السجن والحرس اسلحة لأنها تؤذي مشاعر السجناء بل يمارسون الرياضة مع السجناء ويتناولون الغذاء معهم وينادوهم بكلمة تلاميذ ويوفر السجن كافة انواع التدريب الرياضي فضلا عن كنيسة صغيرة ومدرسة وساحة للعب كرة القدم وورشة ومكائن لشراء المشروبات وتقدم للسجناء الرعاية الطبية مع افضل وجبات الطعام يوميا. ويستلم كل سجين 150 كرونة يوميا أي مايعادل 25 دولار يوميا او قرابة 700 دولار شهريا..عدت من هالدن الى الفندق والحسرة تقبض قلبي وتعقد لساني..
    وعادت بي الذاكرة الى رحلة ابن فضلان العراقي الذي كتب اول مخطوطة عن شعب النرويج واسماهم (الروسية) وكان التقى بهم في مستوطنة تجارية على نهر الفولغا.. وهي مخطوطة اعاد كتابتها تخيليا روائي امريكي بعنوان (أكلة الموتى) ومثلت فلما عنوانه (المقاتل الثالث عشر)..أيمكن لشعب هذا وصفه ولايتجاوز عمره الحضاري القرن التاسع الميلادي ان يسبق انسانيا وحضاريا اريدو وبابل ونينوى وبغداد؟! عدت أدراجي مذهولا الى اوسلو وفي غفوة القطار رأيتني في كراج علاوي الحلة راجعا من معسكر تدريب الفرقة الأولى في الديوانية يضرب وجهي مثل رؤوس الأبر رذاذ مطر في ليل يوم بارد.. رأيت الباعة المتجولين على ضوء اللوكس ينادون غير مبالين بالجنود النائمين في الساحة المقابلة لجامع ابن بنية ينتظرون الصباح للذهاب الى جبهات القتال ..واختلطت الأصوات: باجلة بالدهن ..نفر نهضة..الرشيد..بصوت فيروز الشجي ..ثم بالأذان ..واستيقظت منذعرا اين انا وفي اي زمن؟ ارى أمة تحتضر وامما تنهض من سباتها ..ازمنة تتلاشى وازمنة تبدا.. وتتحايث حولي الطرقات بعيدا عن الوطن قريبا من الوطن ..وتساءلت متى ستتوقف الديناصورات عن التهام بلادي...

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 6:28 pm