مصر العربية

في الامس وبعد انقضاء صلاة الجمعة مكثت امام شاشة التلفاز اتابع الاخبار. كان الخطيب قد دعا في الصلاة ان يحفظ الله امتنا من الفتن وان يحفظ مصر وبلاد الشام تحديداً. في الحقيقة كنت قد تصورت للحظة ان هذا الخطيب يقف الى صف النظام الرسمي وانه ضد ان يقوم الشعب بالمسيرات المطالبه بحقوقه, ولكني اكتشفت انه كان ذا بصيرة وانه استطاع ان يتسشرف الأمور وان الفتنه والمخربين سيجدون فرصتهم في هكذا اجواء فكانت دعوته في مكانها. امس امضيته امام شاشة التلفاز, اتابع كنت متحمساً في البداية ثم قلقاً عندما صارت هناك مناوشات بين المتظاهرين والشرطة ثم داعياً الى الله ان يحفظ مصر واهل مصر عندما غاب الأمن عنها ورجال الأمن وتأخر الجيش في النزول الى الميدان. في تلك اللحظة دعوت الله من كل قلبي ان يحفظ الشعب المصري العربي المسلم المناضل من الفتن, رأيت مشاهداً ابكت قلبي, مشاهداً ادمته, رأيت كيف استغل الرعاع الاوضاع فبينما هناك من يناضل من اجل قضية عادلة, هناك من لا يأبه بالوطن وهموم الوطن والشعب بل يأبه كيف يسرق وكم يسرق وينهب. اعلم ان هذه الرعاع لا تمثل شعب مصر, واعلم ان شعب مصر قادر على ان يعتمد على نفسه في حال خرجت الامور عن السيطرة, ولكني اخشى ما أخشاه ان يبث العملاء والخونة سمومهم اخشى على مصر ما قد حدث بالعراق وكيف استغل المرتزقة اذنابهم وعملائهم ليرسموا صورة ضبابية مخيفة على شاشات التلفاز لتهد العزيمة وتقضي على الأمل. اعلم ان مصر لا تعيش حالة حرب مع عدو خارجي ولكني اعلم ان العدو يتربص بمصر, ولا يتمنى لها خيراً. كلي ثقة بالله بأنه لن يترك شعب مصراً وحيداً يواجه مصيره, بل انه سيرشده لما فيه الخير ويجنبه المحن والفتن. ادعو معي وقولوا فليحفظ الله مصر وشعب مصر.