«إن العمى ليس بشيء وإن الصمم ليس بشيء، فكلنا في حقيقة الأمر عمي وصم عن الجلائل الخالدة في هذا الكون العظيم».قالتها هيلين كيلر,قبل أن تمضي في ارتحالها الأبدي وتبقى كلماتها مدوية .
وأصبحت اقتباساتها «أيقونات» تؤكد على انتصار الأنسان وعلو همته كما في» كن منشرح الصدر دائماً ولا تفكر في إخفاقات اليوم ولكن اهتم بالنجاحات التي ربما تأتي في الغد القريب» وكذلك «الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء».
«ولا يجب أن نزحف عندما نشعر بشيء يدفعنا للطيران «
هجمت عليها الأمراض, فتركتها فاقدة للبصر والسمع والنطق، وهو الأمر الذي قد يشكل عند البعض حالة موت، ولكنه عند هيلين شكل حالة مختلفة تماماً من التحدي أدخلها إلى مرحلة أخرى من الإبداع فقامت بتأليف عدد من الكتب ووصلت على مرحلة من الشهرة العالمية لم يتمكن من هم في كامل حواسهم أن يحصلوا عليها.
والفضل للمعلم وليس عبثا ما قاله شوقي في استحقاقه للتبجيل, وهكذا هي «سليفان» معلمة وملهمة هيلين , فلها الفضل كبير في توجيهها وتعليمها وكانت البداية عندما كانت هيلين تبدي ابتهاجا عندما تلمس يديها الماء وهو الأمر الذي أثار اهتمام معلمتها ووجدت منه المدخل الذي سوف تتمكن به من العبور إلى عقل هيلين وذلك عن طريق استغلال حاسة اللمس وتعليمها الكثير عن البيئة المحيطة بها من خلالها، وأصبحت حاستي اللمس والشم هما وسيلتا التعارف بين كل من هيلين والعالم.
وابتكرت «سليفان «طريقة ابداعية من خلالها تستطيع التعامل مع هيلين وتعليمها خاصة وأن تلميذتها هيلين «لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم» فجاءت طريقة المعلمة العبقرية بتعليم هيلين الحروف الهجائية بلمس داخل كف اليد، وقد وجدت المعلمة في طريقة برايل فرصة لتتعلم هيلين القراءة، وبعد عامين من المثابرة تمكنت هيلين من إجادة القراءة بطريقة برايل، كما أجادت الطباعة أيضاً على الآلة الكاتبة المصممة بنفس حروف برايل وبذلك تمكنت هيلين من الإطلاع على العديد من الكتب وكتابة عدد من الكتب والمقالات الخاصة بها.
وأسرت «هيلين» وجدان العالم كله بقوة إرادة لم يشهد لها مثيل فى عصرنا هذا فقد خاضت معركه شرسة مع المرض الذى انتزع منها حواسها الثلاث وهى فى أعوامها الأولى فبدت وكأنها جسد بلا روح , عين لاترى , اذن لا تسمع , شفاه لا تنطق , وقدر أغتصب منها حقها فى التمتع فى الحياة بحواسها كما هو حال الآخرين..
انتصرت لانها لم تستسلم لرحيل النور من مقلتيها فى حين أشرقت شمس الحياة فى داخل وجدانها , لم تسمع أصوات العالم وسمعت ترنيمات الأمل وأغنيات الحب , حرمت من نطق الكلمات على شفاها وقدر لها أن تكون من أشهرنساء العالم بل تميزت عنهم بموهبة أدبية خرقت كل العادات . ولو تأملنابعين الإنصاف قليلا نجد أن صانعة المعجزة الحقيقية هى المبدعة فى الظل ( آن سوليفان ) مدرستها التى رأت فى هذه الطفلة ذكاء مفرط جعلها تشتعل حماسا فى تعليمها وأن تحيطها بكل رعاية وحنان وعطف وأيضا إصرار وعزم على أن تجعل منها رمزا للتحدى وقد بدأت آن سوليفان رحلتها الشاقة وقطعت شوطا كبيرا فى تعليمها وقفزت بها العلم والتعلم لم تبخل فى تعليمها كل شىء حتى التطريز والحياكة إلى جانب هذا المجهود الكبير فى تعليمها الحروف. وكانت هيلين مبدعة فحصلت على الدكتوراه فى العلوم وفى الفلسفة وكتبت كتبا ومقالات عديدة وحصلت على العديد من الأوسمة و قامت برحلات عديدة الى جميع أنحاء العالم من أجل المعاقين لتجمع لهم المعونات .
سُئلت هيلين كيلر : ماذا لوأبصرت ثلاثة أيام ؟
أجابت : فى اليوم الأول أحب أن أرى من هم وقفوا بجانبى وجعلوا من حياتى شىء يستحق الذكر بعطفهم لى وسوف أمعن النظر طويلا طويلا فى محيا أستاذتى سوليفان التى فتحت لى هذا العالم الجديد بالنسبة لى وسوف لا تكون رؤية عابرة ولا من أجل الإحتفاظ بذكراها ولكنى سوف أدرس ذلك الوجه جيدا لأقرأ فيه علامات الود والعطف والقوة الذى جعلها تقف أمام المصاعب بعيون مليئة بالرحمة والشفقة ,,
أما اليوم الثانى سوف أستيقظ مع خيوط الشمس لأرى معجزة إنسلاخ الليل عن النهار وتحول تلك الطبيعة من عالم مظلم إلى عالم مشرق , سأقف أمام هذا المنظر البديع بإجلال وخشوع .
أما اليوم الأخير سوف يكون فى الحدائق وبين الناس لأرى جمال الطبيعة ونعمة الخالق وأزور الناس فى بيوتهم البسيطه وأعيش معهم لحظات السعادة والرضى والدفىء والحب .
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي