سهير بشناق - يفرحون, فلا ينامون,ينتظرون اشراقة الصباح لينشروا عبير طفولتهم وبراءتهم في الساحات والأراجيح وعلى الاخرين ليشعرونا بان للفرح متسع ولو تجسد بلعبة او ملابس جديدة أو مبالغ تسمى بالعيدية.
الاطفال الذين يصرون على الاحتفاظ بالفرح تتزين عيون اسرهم ببهجتهم ويشعرون ان الحياة برغم متاعبها الا انها امام ابتسامتهم لاقتناء ما هو جديد خاصة في العيد تصبح اجمل .
ليلة العيد يضعون ملابسهم الجديدة تحت اسرتهم ويحلمون بالهدايا التي تنتظرهم وما ان ياتي يوم العيد حتى يكونون في اوج استعدادهم لاستقبال « العيديات « التي يتسابقون على تجمعيها والمباهاة بها .
ولا تزال هذه العادات من شراء هدايا العيد وتقديم العيديات من اولويات الاسر اتجاه ابنائها لانهم يدركون مدى تاثيرها عليهم وانتظارها من قبلهم .
تقول ام رامي – موظفة في القطاع الخاص - : لقد تعودت في ليلة العيد ان اشتري لاطفالي الهدايا واضعها في غرفهم ليستيقظوا في يوم العيد يجدونها فيفرحون بها .
واضافت : بالرغم من ان الاعباء المالية كثيرة خاصة مع مناسبات عديدة في وقت واحد من شهر رمضان والعيد والمدارس الا اننا لا يمكن تجاهل حق اطفالنا علينا خاصة في العيد فشراء الهدايا والملابس الجديدة اساسيات لا تستطيع معظم الاسر تجاهلها لانها مصدر فرح الاطفال خاصة فيما يتعلق بالهدايا فهم ينتظرونها طيلة شهر رمضان واطفالي يسالوني دائما عن يوم العيد .
وتشترك ام عمران – ربة منزل – مع ام رامي بذات الرأي فتقول : اطفالي ينتظرون قدوم العيد ليحصلوا على الهدايا والعيديات فهذه عادة درجنا على القيام بها في كل عام ويصعب علينا التخلي عنها .
مشيرة الى ان الاطفال لا يدركون اوضاع اسرهم المالية خاصة اذا كانوا في اعمار صغيرة ولا يتنازلون عن حقهم بكل ما هو جديد بالعيد .
وفي الوقت الذي يغفو اطفال كثيرون ليلة العيد وهم ينتظرون هدايا العيد وحنان امهاتهم وابائهم واشعارهم بالفرح الحقيقي الذي يبدأ بمعايدتهم والاشراف على ارتدائهم ملابس العيد وتوزيع الهدايا عليهم فان هناك اطفالا ينامون ليلة العيد ودموعهم تملأ عيونهم ولا ينتظرون سوى رؤية وجوه امهاتهم وابائهم الغائبين عن حياتهم زارعين في نفوسهم حزنا لا تعوضه هدية جديدة او ملابس في يوم العيد .
انهم اطفال المؤسسات الاجتماعية الذين بسبب التفكك الاسري وظروف اجتماعية عديدة لم يتمكنوا من البقاء في اسرهم وبين امهاتهم وابائهم فيعيشون اليوم خلف ابواب دور الرعاية التي يحاول القائمون عليها من تعويضهم عن ما فقدوه لكن وجود الوالدين وخاصة الامهات في حياة هؤلاء الاطفال لا يمكن ان يعوض ببديل اخر مهما كان في عيون الاخرين مصدر للفرح .
تقول احدى مشرفات دار للرعاية الاجتماعية -فضلت عدم الاشارة لاسمها- ان اوضاع هؤلاء الاطفال من الناحية النفسية محزنة وخاصة اولئك الذين اعتادوا على العيش في اسرهم ووجدوا انفسهم فجاة في دار للرعاية .
وتضيف : ان هؤلاء الاطفال يحتاجون لوقت طويل للتعود على الاجواء الجديدة بالمؤسسات لكنهم لا ينسون وجوه امهاتهم ويسالون عنهن باستمرار خاصة في العيد لتاتي الاجابة دائما محملة بانتظار ان يشرق وجه الام من جديد بحياة طفلها في المؤسسة لتعيد له فرح العمر .
ويبقى العيد مصدر الفرح لاطفال كثيرين ينعمون بوجود أمهاتهم وابائهم معهم يشترون لهم الملابس الجديدة والهدايا ويقتربون منهم في يوم العيد قائلين لهم « كل عام وانتم بخير « فالخير ياتي من وجوهم ومن ابتسامتهم ومن وقوفهم امام امهاتهم وابائهم يرتدون ملابسهم الجديدة ولا يدركون هم كم هي جميلة صورهم وكم هم مصدر الحياة والفرح الحقيقي البريء في حياة ابائهم وامهاتهم .
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي