لغز اللغة العربية المسطور

ا.د. سرى سبع العيش
هل سمعتم عن لغة يمقتها قومها لأنها موسيقية اللفظ, جميلة الحروف, سامقة البناء, رحبة التصريف, سهلة الإدراك, سماوية التشريف..؟
هل سمعتم عن أمة تنبذ لسانها الرائع المبين لأنه رشيق الكلمات واسع المفردات غني الجذور, عريق الأصول, محفوظ في الكتاب, آبد إلى يوم الدين..؟
هل علمتم أن هنالك قوما بدلوا لسانهم وهجروه وعاقبوه لأنه حمل حضارتهم ودون مجدهم وأغنى علومهم وأوفى معاني مؤلفاتهم وحفظ تاريخهم ونقلهم إلى ذروة المجد والسؤدد ونشر الثقافة والعلم في أرجاء الكرة الأرضية, وكان لسان الدين فحمل لواء العلم والثقافة والفلسفة والطب والفلك والهندسة والفلاحة والملاحة ثمانية قرون..؟
هل سمعتم عن أمة أصبحت في الدرجات السفلى في السلم الحضاري العصري مع أن جماعة قليلة منها تحتل الدوائر العليا من حيث الغنى وامتلاك الثروة والوفر ومخازن النفط..يرتع فيها الغريب وتمتنع على العربي القريب.. تلوك ألسنتها بالعجمى وترطن بلغات الأرض وتلوث ألسنة أبنائها بمزيج من العامية والأجنبية وتهجر فصيح البيان في الأعلام والمدارس والجامعات والمؤسسات.. ويتباهى مثقفوها وعلماؤها بما تعلموه واكتسبوه من اللغات الأجنبية وينسون أن شرف العربية هو الأعلى والأغنى وأن لفظها هو الأجمل وأن إتقانها فرض عين كما هي قراءة القرآن الكريم..وأن توظيفها في المدارس والمؤسسات وجعلها لغة التدريس العلمي والطبي في الكليات والجامعات هو واجب قومي لا يجوز الحيد عنه أو التلكؤ فيه.
إنها أحجية القرن..إنها اللغة العربية.. وإنه اللسان العربي المبين.. وإنها الأمة العربية المسلمة التي اشترت الرطانة بفصيح الكلام, فخسرت هويتها وربحت تبعيتها ورطانتها وولاءها للعدو المدمِّر الخاتل والمحتل الغريب.