عن انور..

لست ادري لماذا لكنه يخطر ببالي بقوة في هذه اللحظات, لم اكن اتوقع اني سأكتب عنه لكني تفاجأت بذلك حين امسكت القلم وبدأت اقرع به طاولة المكتب.
انور ليس زعيماً عربياً وليس رئيس وزراء ولا حتى وزير او نائب في البرلمان ولا حتى ضابط ولا عسكري.
انور انسان بسيط يعمل سائق قلاب, وطموحاته لا تشبه طموحات السياسيين فليس يطمع في الاطاحة بالنظام وتولي زمام الحكم, ولا يسعى ان يكون وزيراً ولا يفكر في ترشيح نفسه في البرلمان. في الحقيقة هو لو اراد ان يترشح للبرلمان فانه لن يحق له ذلك فهو من اللاجئين الذين يحملون هم الوطن هو من الضيوف في البلد التي يعيش فيها. رغم انه قد ولد فيها ودرس وعاش وما زال يعيش فيها الا انه غير معترف به كانسان عليه واجبات وله حقوق لذلك لا يحق له التقدم الى اي وظيفة حكومية ولو كانت هذه الوظيفة "مراسل" مع كل الاحترام للمراسلين.
انور لا يحق له ان يحصل حتى على اجازة سياقة عمومي ليسوق سيارة تكسي والطامة الكبرى انه لا يحق له حتى ان يسجل بيت باسمه ولا حتى قطعة ارض صغيرة. انور وكثير من امثال انور لم يستطيعوا ان يكملوا دراستهم والاسباب كثية لا تبدأ من انه لا يحق له ان يدرس على حساب الحكومة ولا تنتهي بأن اوضاع الكثير من الذين هم بحال انور يعانون من وضع اقتصادي صعب.
انور لا يستطيع ان يعود الى بلاده في الوقت الراهن ولا يستطيع ان يعيش هنا الا بصعوبة.
ابناء قطاع غزة يعانون الأمرين فهم يمثلون اللاجيء بكل ما تحويه الكلمة من قساوة وظلم واضطهاد. مع ذلك فان انور لم يستسلم للاحباط ولم ينحرف متعللاً بالاسباب التي سلفت بل تجده مبتسماً يواجه الصعاب والتحديات. انور يعمل اليوم سائقاً على قلاب صغير واخبرني بطموحاته وانه يود ان يؤثث بيت سيستأجره مع بداية العام المقبل ليكمل نصف دينه. اخبرني بأنه سيدرس ابنائه ويعلمهم وسيدخر لهم المال حتى يدرسوا بافضل الجامعات.
انور مع كل الصعوبات التي يواجهها لم يكفر بالعروبة ولا بابناء جلدته وما زال يعترف بالجميل وبحسن الاستقبال. كم تمنيت ان ارى الجامعة العربية تجتمع في يوم من الايام لتبحث مشاكل انور ومن هم مثل انور في الاردن وسوريا ولبنان. كم تمنبت ان ينصف انور ورفاق انور واخوة انور من شعبنا المهجر قسراً. ليتك ايها الامين بجامعة الدول العربية اذا وصلتك رسالتي هذه ان تأخذها محمل الجد.