فشة غل

لم اكن ارغب ابدا ولا ظننت اني ساكتب عن مواضيع ضيقة او شخصية جدا هنا, لكن ما حدث تجاوز الحدود الشخصية. الكل يعلم ان عمان مدينة صغيرة وضيقة ولا يوجد في الغالب مكان مخصص لاصطفاف السيارة. فاما ان تركنها هنا او هنا على جنب الرصيف. المشكلة ليست هنا انما هي انك حين تركن سيارتك جنباً وتذهب الى العمل تتفاجأ حين تعود بوجود خدوش على سيارتك وتتنوع هذه الخدوش حسب مزاج الفاعل فمثلا خلال الشهرين الماضيين تلقت سيارتي خدشا من بدايتها الى نهايتها بخط مستقيم ونهاية هذا الخط حرف دبليو. ربما كان الفاعل فنانا ولا يملك ثمن الورق والحبر فاستعان بسيارتي, من يدري!
وكان الخدش الثاني اكثر عشوائية واقل فناً. والثالث كان عبارة عن ضربة عجزت عن تحليلها. هذا بالاضافة الى كثير من الخدوش الصغيرة المتفرقة. السيارة امتلأت خدوش حتى اني صرت افكر في ان اضع قارمة على السيارة مكتوب عليها "هذه ليست لوحة للكتابة" لكن على الفور استعذت بالله من هذه الفكرة لانها حتما ستجعل الكثير من الفضوليين يتوقفون ويقرأون وفي النهاية يجربون, وخطين احمرين تحت "يجربون"
بصراحة الموضوع اصبح مقلق جدا جربت الكثير من الوسائل ولم تجدي غيرت المكان الذي اركن به السيارة عدة مرات, حتى اني لفترة ما كنت اركنها داخل احدى المستشفيات الحكومية لكن ذلك لم يدم طويلاً لاني اكتشفت ان ساحة المستشفى ليست اكثر امانا من الشارع.
لم يتبقى الا حل واحد وهو ان اذهب للعمل بسيارة اجرة واترك السيارة امام البيت! بصراحة فكرت بهذا الموضوع جدياً ولكن لبعد البيت عن مكان العمل تراجعت عنه.
موضوع ربما يراه البعض سخيفاً لكني اراه مهماً للغاية لأنه يعكس سلوك الاطفال وعدوانيتهم وعدم تقديرهم للامور مما ينعكس سلباً عليهم في المستقبل. لا اعتقد ان طفلا محترماً من عائلة محترمة يمكن ان يقوم بهكذا عمل. تماماً كما هو لا يمكن لدولة محترمة من وسط محترم ذات تاريخ محترم ان تتحركش بالفلسطينيين اينما حلوا وارتحلوا ومهما فعلوا او لم يفعلوا كاميركا التي لا يعجبها العجب فاينما ركن الفلسطينيين انفسهم جائهم النقد. لكن الفلسطينيين ابدا لن يفكروا مثلي في ترك اوطانهم والرحيل كما فكرت في ترك سيارتي واستخدام سيارة الاجرة ليس لشيء الا ان الفلسطينيين يعلمون جيداً انه لا يوجد شيء مثل الوطن.