سامي ابو خرمة
عمّان - برحيل عمر سليمان حارس أسرار نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، يبدو وكأن صفحة غزيرة من المعلومات طويت مع الرجل الذي لم يحمل مسمى نائب الرئيس سوى أيام معدودات، في خضم ثورة يناير التي اطاحت بأركان النظام، خصوصا من ارتبط منهم بالفساد او "محاربة الارهاب".
على أن صورة اللواء سليمان الذي عرف بتقاسيمه الصارمة، بصفته رجل استخبارات، ستبقى مرتبطة الى زمن بعيد بإعلانه الشهير عن تنحي رئيسه المريض الذي يقبع في سجن طرة هو وابناه ووزير داخليته ذائع الصيت حبيب العدلي.
بأزمة قلبية مفاجئة رحل اللواء دون ضجيج، ليبدو شكل غيابه الأبدي استرسالا لسيرته الشخصية التي لم يأبه صاحبها باللهث وراء الأضواء والضجيج الإعلامي، وكأنما الراحل في موته يقول إنه خير من مثّل "الدولة العميقة"، المصطلح الذي يختزل بشدة هيمنة القوة السياسية للطبقة التي تمسك بزمام الامور من وراء حجاب.
تسلم سليمان قيادة الاستخبارات العسكرية، فالمخابرات العامة العام 1992، وكلف بأكثر الملفات حساسية، وخصوصا ما يتصل بالملف الفلسطيني، فأداره بمقاربة "إدارة الأزمة" وليس حلها او اجتراح حلول لها، فهذه مرتبطة بسياسات أدرك سليمان منذ زمن ان مصر غادرت ساحة الفعل فيها، فكان لا بد من تزجية الوقت بما يخدم القطب الكوني في واشنطن وربيبته اسرائيل .
في ايلول (سبتمر) 2010 ظهرت على سطح الحدث المصري حملة قوية طالبت به رئيسا لمصر بعد مبارك في مواجهة دعاة التوريث، في مسعى كان واضحا أن مآله الى الفشل بفعل هيمنة عائلة مبارك وتحالفاتها العنكبوتية داخل السلطة وفضاءاتها المالية والاقتصادية والسياسية.
وبعد اشتداد الضغط الشعبي على نظام مبارك مع انطلاقة الربيع العربي ، وفي خامس يوم من بدء الثورة المصرية قام الرئيس بتعيينه نائبا له، ليعلب دورا مهما آخر بعد تكليفه، في الحوار مع القوى والهيئات السياسية والثورية المتواجدة في الميدان لثنيها عن المطالبة برحيل نظام مبارك.
ورغم فشل رجل المخابرات القوي في اختراق صفوف الثوار، وبعد ان اشتد الطوق حول رقبة مبارك، الذي فوضه سلطاته الرئاسية، واصل سليمان الحوار من جهة وفي الجهة الأخرى واصلت اجهزته الامنية عملياتها من قمع وقتل واعتقال للثوار في ميدان التحرير.
الجنرال سليمان الذي واجه كثيرا من النقد ورفضه الثوار، واصل تمسكه بالسلطة، وما أن أعلن عن الانتخابات الرئاسية حتى خرج على مؤيديه في ميدان العباسية، معلنا لهم عن نيته خوض الانتخابات.
الا أن لجنة انتخابات الرئاسة استبعدته بعد أن عجز عن تقديم التفويضات اللازمة. سليمان تعرض لمحاولة اغتيال بعد تعيينه بفترة وجيزة نائبا لمبارك وذهب ضحيتها حارسان من حراسه، حسب ما سربته واشنطن على لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون، واكد الخبر بعدها وزير الخارجية المصري الاسبق احمد ابو الغيط.
الاشارات وقتها ذهبت الى ان سليمان الخازن الأمين لأسرار الدولة، قد يشكل في مرحلة من المراحل خطرا على مبارك وأتباعه، خصوصا انه لعب دورا مهما في المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، وإشرافه على العديد من الاتفاقات بينهم.
بالاضافة الى أنه حسب آخرين لعب دورا اساسيا في الوساطة بين حماس وإسرائيل، في ملف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي خطفته حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، وبعد فشله في الإفراج عنه وجهت اليه تهم بالانحياز الى الاسرائيليين وخصوصا في تشديد الحصار على غزة. المهام الدبلوماسية الخارجية التي تسلمها سليمان دفعت بالرئيس مبارك آنذاك لتسليمه ملف أزمة السودان، بمحاوره المختلفة (دارفور وخلافات الخرطوم مع جوبا).
سليمان الذي ولد في العام 1935 وسط عائلة ميسورة في قنا بصعيد مصر، انضم بعد تخرجه من الكلية الحربية في القاهرة في العام 1954 للقوات المسلحة المصرية، وتلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا في أكاديمية فرونزي بالاتحاد السوفيتي.
ترقى في عمله بالقوات المسلحة بالوظائف حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم تولى منصب مدير المخابرات العسكرية وفي 22 يناير(كانون الثاني) 1993 عين رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية.
عمّان - برحيل عمر سليمان حارس أسرار نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، يبدو وكأن صفحة غزيرة من المعلومات طويت مع الرجل الذي لم يحمل مسمى نائب الرئيس سوى أيام معدودات، في خضم ثورة يناير التي اطاحت بأركان النظام، خصوصا من ارتبط منهم بالفساد او "محاربة الارهاب".
على أن صورة اللواء سليمان الذي عرف بتقاسيمه الصارمة، بصفته رجل استخبارات، ستبقى مرتبطة الى زمن بعيد بإعلانه الشهير عن تنحي رئيسه المريض الذي يقبع في سجن طرة هو وابناه ووزير داخليته ذائع الصيت حبيب العدلي.
بأزمة قلبية مفاجئة رحل اللواء دون ضجيج، ليبدو شكل غيابه الأبدي استرسالا لسيرته الشخصية التي لم يأبه صاحبها باللهث وراء الأضواء والضجيج الإعلامي، وكأنما الراحل في موته يقول إنه خير من مثّل "الدولة العميقة"، المصطلح الذي يختزل بشدة هيمنة القوة السياسية للطبقة التي تمسك بزمام الامور من وراء حجاب.
تسلم سليمان قيادة الاستخبارات العسكرية، فالمخابرات العامة العام 1992، وكلف بأكثر الملفات حساسية، وخصوصا ما يتصل بالملف الفلسطيني، فأداره بمقاربة "إدارة الأزمة" وليس حلها او اجتراح حلول لها، فهذه مرتبطة بسياسات أدرك سليمان منذ زمن ان مصر غادرت ساحة الفعل فيها، فكان لا بد من تزجية الوقت بما يخدم القطب الكوني في واشنطن وربيبته اسرائيل .
في ايلول (سبتمر) 2010 ظهرت على سطح الحدث المصري حملة قوية طالبت به رئيسا لمصر بعد مبارك في مواجهة دعاة التوريث، في مسعى كان واضحا أن مآله الى الفشل بفعل هيمنة عائلة مبارك وتحالفاتها العنكبوتية داخل السلطة وفضاءاتها المالية والاقتصادية والسياسية.
وبعد اشتداد الضغط الشعبي على نظام مبارك مع انطلاقة الربيع العربي ، وفي خامس يوم من بدء الثورة المصرية قام الرئيس بتعيينه نائبا له، ليعلب دورا مهما آخر بعد تكليفه، في الحوار مع القوى والهيئات السياسية والثورية المتواجدة في الميدان لثنيها عن المطالبة برحيل نظام مبارك.
ورغم فشل رجل المخابرات القوي في اختراق صفوف الثوار، وبعد ان اشتد الطوق حول رقبة مبارك، الذي فوضه سلطاته الرئاسية، واصل سليمان الحوار من جهة وفي الجهة الأخرى واصلت اجهزته الامنية عملياتها من قمع وقتل واعتقال للثوار في ميدان التحرير.
الجنرال سليمان الذي واجه كثيرا من النقد ورفضه الثوار، واصل تمسكه بالسلطة، وما أن أعلن عن الانتخابات الرئاسية حتى خرج على مؤيديه في ميدان العباسية، معلنا لهم عن نيته خوض الانتخابات.
الا أن لجنة انتخابات الرئاسة استبعدته بعد أن عجز عن تقديم التفويضات اللازمة. سليمان تعرض لمحاولة اغتيال بعد تعيينه بفترة وجيزة نائبا لمبارك وذهب ضحيتها حارسان من حراسه، حسب ما سربته واشنطن على لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون، واكد الخبر بعدها وزير الخارجية المصري الاسبق احمد ابو الغيط.
الاشارات وقتها ذهبت الى ان سليمان الخازن الأمين لأسرار الدولة، قد يشكل في مرحلة من المراحل خطرا على مبارك وأتباعه، خصوصا انه لعب دورا مهما في المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، وإشرافه على العديد من الاتفاقات بينهم.
بالاضافة الى أنه حسب آخرين لعب دورا اساسيا في الوساطة بين حماس وإسرائيل، في ملف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي خطفته حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، وبعد فشله في الإفراج عنه وجهت اليه تهم بالانحياز الى الاسرائيليين وخصوصا في تشديد الحصار على غزة. المهام الدبلوماسية الخارجية التي تسلمها سليمان دفعت بالرئيس مبارك آنذاك لتسليمه ملف أزمة السودان، بمحاوره المختلفة (دارفور وخلافات الخرطوم مع جوبا).
سليمان الذي ولد في العام 1935 وسط عائلة ميسورة في قنا بصعيد مصر، انضم بعد تخرجه من الكلية الحربية في القاهرة في العام 1954 للقوات المسلحة المصرية، وتلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا في أكاديمية فرونزي بالاتحاد السوفيتي.
ترقى في عمله بالقوات المسلحة بالوظائف حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم تولى منصب مدير المخابرات العسكرية وفي 22 يناير(كانون الثاني) 1993 عين رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية.
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي