مهند عمار الزبن أول طفل أنابيب لأسير فلسطيني

كسر الأسرى حاجز الخجل، وقضبان الزنزانة، وفرضوا أنفسهم مجدداً عنواناً للجرأة على الساحة الفلسطينية، وذلك بعد خطوة جريئة للأسير عمار الزبن، نتج عنها الطفل مهند، أول طفل أنابيب فلسطيني مولود من حيوان منويّ تم تهريبه من أبيه الأسير في إسرائيل وتلقيحه ببويضة والدته في مدينة نابلس.
القصة بدأت منذ أكثر من ست سنوات حين بدأت مبادرة الأسرى لمثل هذه المسألة: «إنجاب من خلال تهريب الحيوانات المنوية من الأسر». لكن الأمر ظل معلقاً بين الخجل وأحكام الدين، والخوف من أخطاء تقود إلى كوارث.
وهرّب أسرى عينات عدة من حيوانات منوية من السجن إلى مشافٍ في الأراضي الفلسطينية لتلقيح زوجاتهم لا سيما وأنهم محكومون بأكثر من مؤبـــد، وليس هناك أمل لهم بالحرية قريباً، لكن كلها كانت محاولات فاشلة.
عمار الزبن (37 عاماً) محكوم بالسجن المؤبد داخل سجون اسرائيل متزوح وله ابنتان، أراد أن ينجب طفلاً يحمل اسمه إن كتبت له الحياة بعد انتهاء حكمه. وبعد محاولات فاشلة عدة، نجحت أخيراً عملية التلقيح، وكانت نتيجتها أول طفل أنابيب لفلسطيني أسير لدى إسرائيل، وربما تكون هذه الحالة الأولى في العالم.
وكان الاسير الزبن هرّب الحيوانات المنوية منذ العام 2006 حيث قام الطبيب بتجميدها وظل يزرع منها مرات عديدة حتى نجحت.
هرّب الزبن بطريقة ما حيواناته المنوية من السجن هذه المرة إلى زوجته التي أوصلتها إلى الدكتور سالم أبو خيزران، وهو أحد أبرز المختصين بالتخصيب في فلسطين، والذي عمل بدوره على تجميد الحيوانات المنوية قبل أن يقوم بعملية التخصيب.
وجرت عملية التخصيب بعد قدوم أربعة شهود من اهل الاسير وزوجته وبعد الحصول على فتوى دينية من مفتي الديار الفلسطينية تبيح التلقيح عن بُعد للأسرى الفلسطينيين.
وقالت دلال زوجة الأسير الزبن في تصريحات لها إن إنجابها مهند يشكل انتصاراً للإرادة الصلبة لزوجها الأسير الذي «ذاق الويلات» طيلة فترة أسره.
واستشهدت والدة الأسير الزبن خلال إضرابها عن الطعام تضامناً معه قبل ثمانية أعوام، وكان شقيقه قد استشهد أيضاً في العام 1995 فيما أنجــبت زوجته طفلته الثانية بعد أسره بثلاثة أشهر.
وتقول زوجته التي كانت تحتضن ابنها بعد لحظات من ولادته وخروجهما بسلام «عمار الزبن أراد أن يكسر أنف السجان، ويحقق معجزة، وينجب طفلاً يحمل اسمه ويكرس صموده وشموخه».
assafir