امجد سمحان
فلسطين المحتلة ـ أمجد سمحان
في اليوم العالمي للقدس، تخسر المدينة المحتلة يومياً من فلسطينيتها وعروبتها على حساب التزايد الهائل في أعداد المستوطنين والمستوطنات. مقدساتها مستهدفة. أهلها مستهدفون. وهي مدينة نسي الكثير من الفلسطينيين أشكالها وصاروا يعرفونها فقط عبر شاشات التلفزيون لأن إسرائيل لا تريد لهم وصولها.
في جمعة رمضان اليتيمة أمس، والتي تعتبر اليوم العالمي للقدس من كل رمضان، كان المشهد على حاجز قلنديا العسكري يعكس تماما صعوبة وصول الفلسطينيين إلى المدينة، وهي عاصمة دولتهم المفترضة، والتي لا يبدو أنها ستصبح كذلك يوماً، بحسب ما ما يقول المواطن حسين أبو راجح، الذي بدا غاضباً، وهو يتحدث إلى «السفير»، لأن الاحتلال أعاده من حاجز قلنديا العسكري، ومنعه من وصول المدينة. وقال أبو راجح «لا أعرف أنا هنا منذ الرابعة صباحا أحاول الوصول إلى المدينة، لكنهم كما ترى لا يسمحون لنا، ونحن لا نعلم إن كان بقي لنا مع هذه المدينة أية صلة، لقد حظروها علينا».
ومنعت إسرائيل، أمس، الفلسطينيين ممن هم دون سن الأربعين من دخول القدس. ونشرت آلاف الجنود داخل المدينة وعلى مداخلها وأقامت مئات الحواجز لمنع وصول العديد من الفلسطينيين المسجد الأقصى لأداء الصلاة.
لكن المسجد الأقصى هو الآخر مستهدف. وتزداد الحملات ضده يوما بعد يوم وأخطر ما يهدده هو المساعي الإسرائيلية لتقسيم أوقات الدخول إليه كي يشابه نموذج الحرم الإبراهيمي في الخليل.
وحذّرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان لها من خطورة هذه الدعوات التي بدأت تتصاعد فعليا بين أوساط القيادات الإسرائيلية. وأشارت المؤسسة إلى أن «الاحتلال الإسرائيلي قد يحاول إخراج هذا السيناريو للتنفيذ الفعلي قريباً وسط شهر أيلول المقبل بالتزامن مع عيد رأس السنة العبرية».
وكان العديد من أعضاء الكنيست والوزراء والمسؤولين في حكومة نتنياهو طالبوا في تصريحات متباينة بـ«فرض تفرد وجود يهودي في المسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية، ومنع المسلمين من دخوله في أيام الأعياد اليهودية».
وأشارت «مؤسسة الأقصى» إلى أن هذا المقترح «له تبعات وآثار كارثية على مصير المسجد الأقصى، خاصة أن الاحتلال الإسرائيلي آخذ بتصعيد اعتداءاته واستهدافه المباشر للمسجد».
ووفق المؤسسة فإن المسجد تعرض لأكثر من ألفي عملية اقتحام خلال العام الحالي قام بها جنود ومستوطنون ومتدينون حاولوا أداء طقوسهم داخل باحاته. وأشارت إلى أن هذه الاقتحامات تتزايد باستمرار ضمن سعي إسرائيل « لجعل المسجد بصبغة يهودية».
وأعلنت اسرائيل مؤخرا باحات المسجد الأقصى «حدائق عامة» ما يعني أنها مفتوحة للزيارة من قبل أي يهودي او سائح من دون مراعاة لحرمة المسجد.
ليس بعيدا عن كل هذا تواصل اسرائيل اسيتطانها في القدس، وتظهر آخر الاحصاءات ازديادا ملحوظا في عدد المستوطنين فيها، حيث وصل عددهم إلى حوالي 300 ألف في مقابل تراجع عدد الفلسطينيين الذين يعيشون فعلا داخل حدود الجدار إلى حوالي 200 ألف.
وقال د. جمال عمر، الخبير والباحث في شؤون القدس، في حديث إلى «السفير»، إن اليوم العالمي للقدس يشهد المأساة الأكبر في تاريخ المدينة التي فقدت فعلا هويتها العربية، مضيفاً «لقد أكلوا القدس وحولوها إلى مستوطنة كبيرة».
وشرح عمر كيف تم تحويل المدينة إلى مستوطنة، حيث الاستيطان فيها يأتي ضمن ثلاثة محاور، موضحاً أن «المحور الأول هو طوق المستوطنات الذي لف المدينة من كل الجهات، حيث تم بناء ثلاثة أحزمة استيطانية من الجنوب والشرق والغرب ربطت نفسها ضمن سور وهمي يحول دون وصل القدس ببقية الضفة، ويقلل نسبة وحجم الأراضي العربية فيها».
وبالنسبة للمحور الثاني بحسب رأي عمر فهو الأحياء الاستيطانية التي تم «غرسها» بين الأحياء العربية في القدس. ويضيف «هناك استيطان بين الأحياء العربية كما هو الحال في راس العمود، وجبل المكبر، بالإضافة إلى المخططات المستقبلية ومنها مخططات هدم حي سلوان».
ووفق عمر فإن المحور الثالث وهو الأخطر، يطل على المسجد الأقصى «هذا هو الاستيطان الأخطر والذي يرمي إلى إخفاء أهم معالم المدينة وهو الأقصى، حيث تبنى مستوطنات تطل مباشرة على الحرم، كما هو الحال في مدينة داوود، وعند باب المغاربة، وقد شمل أيضا بناء 60 كنيسا يهوديا في المدينة لالغاء طابعها الاسلامي المسيحي».
«القدس في يومها العالمي منكوبة»، يقول عمر لأنها أيضا «تخسر أهلها باستمرار، بفعل عمليات هدم منازلهم، والضرائب الباهظة التي تفرض عليهم، وانعدام فرص العمل، وانتشار المخدرات».
وختم عمر كلامه قائلا «قبل أيام انتهت قمة مكة التي أوصت بدعم مدينة القدس. لكن كل الوعود العربية والإسلامية تبقى حبرا على ورق. ولا يتم تنفيذ المخططات والمشاريع التي تطرح لدعم واسناد المدينة وأهلها».
السفير
فلسطين المحتلة ـ أمجد سمحان
في اليوم العالمي للقدس، تخسر المدينة المحتلة يومياً من فلسطينيتها وعروبتها على حساب التزايد الهائل في أعداد المستوطنين والمستوطنات. مقدساتها مستهدفة. أهلها مستهدفون. وهي مدينة نسي الكثير من الفلسطينيين أشكالها وصاروا يعرفونها فقط عبر شاشات التلفزيون لأن إسرائيل لا تريد لهم وصولها.
في جمعة رمضان اليتيمة أمس، والتي تعتبر اليوم العالمي للقدس من كل رمضان، كان المشهد على حاجز قلنديا العسكري يعكس تماما صعوبة وصول الفلسطينيين إلى المدينة، وهي عاصمة دولتهم المفترضة، والتي لا يبدو أنها ستصبح كذلك يوماً، بحسب ما ما يقول المواطن حسين أبو راجح، الذي بدا غاضباً، وهو يتحدث إلى «السفير»، لأن الاحتلال أعاده من حاجز قلنديا العسكري، ومنعه من وصول المدينة. وقال أبو راجح «لا أعرف أنا هنا منذ الرابعة صباحا أحاول الوصول إلى المدينة، لكنهم كما ترى لا يسمحون لنا، ونحن لا نعلم إن كان بقي لنا مع هذه المدينة أية صلة، لقد حظروها علينا».
ومنعت إسرائيل، أمس، الفلسطينيين ممن هم دون سن الأربعين من دخول القدس. ونشرت آلاف الجنود داخل المدينة وعلى مداخلها وأقامت مئات الحواجز لمنع وصول العديد من الفلسطينيين المسجد الأقصى لأداء الصلاة.
لكن المسجد الأقصى هو الآخر مستهدف. وتزداد الحملات ضده يوما بعد يوم وأخطر ما يهدده هو المساعي الإسرائيلية لتقسيم أوقات الدخول إليه كي يشابه نموذج الحرم الإبراهيمي في الخليل.
وحذّرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان لها من خطورة هذه الدعوات التي بدأت تتصاعد فعليا بين أوساط القيادات الإسرائيلية. وأشارت المؤسسة إلى أن «الاحتلال الإسرائيلي قد يحاول إخراج هذا السيناريو للتنفيذ الفعلي قريباً وسط شهر أيلول المقبل بالتزامن مع عيد رأس السنة العبرية».
وكان العديد من أعضاء الكنيست والوزراء والمسؤولين في حكومة نتنياهو طالبوا في تصريحات متباينة بـ«فرض تفرد وجود يهودي في المسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية، ومنع المسلمين من دخوله في أيام الأعياد اليهودية».
وأشارت «مؤسسة الأقصى» إلى أن هذا المقترح «له تبعات وآثار كارثية على مصير المسجد الأقصى، خاصة أن الاحتلال الإسرائيلي آخذ بتصعيد اعتداءاته واستهدافه المباشر للمسجد».
ووفق المؤسسة فإن المسجد تعرض لأكثر من ألفي عملية اقتحام خلال العام الحالي قام بها جنود ومستوطنون ومتدينون حاولوا أداء طقوسهم داخل باحاته. وأشارت إلى أن هذه الاقتحامات تتزايد باستمرار ضمن سعي إسرائيل « لجعل المسجد بصبغة يهودية».
وأعلنت اسرائيل مؤخرا باحات المسجد الأقصى «حدائق عامة» ما يعني أنها مفتوحة للزيارة من قبل أي يهودي او سائح من دون مراعاة لحرمة المسجد.
ليس بعيدا عن كل هذا تواصل اسرائيل اسيتطانها في القدس، وتظهر آخر الاحصاءات ازديادا ملحوظا في عدد المستوطنين فيها، حيث وصل عددهم إلى حوالي 300 ألف في مقابل تراجع عدد الفلسطينيين الذين يعيشون فعلا داخل حدود الجدار إلى حوالي 200 ألف.
وقال د. جمال عمر، الخبير والباحث في شؤون القدس، في حديث إلى «السفير»، إن اليوم العالمي للقدس يشهد المأساة الأكبر في تاريخ المدينة التي فقدت فعلا هويتها العربية، مضيفاً «لقد أكلوا القدس وحولوها إلى مستوطنة كبيرة».
وشرح عمر كيف تم تحويل المدينة إلى مستوطنة، حيث الاستيطان فيها يأتي ضمن ثلاثة محاور، موضحاً أن «المحور الأول هو طوق المستوطنات الذي لف المدينة من كل الجهات، حيث تم بناء ثلاثة أحزمة استيطانية من الجنوب والشرق والغرب ربطت نفسها ضمن سور وهمي يحول دون وصل القدس ببقية الضفة، ويقلل نسبة وحجم الأراضي العربية فيها».
وبالنسبة للمحور الثاني بحسب رأي عمر فهو الأحياء الاستيطانية التي تم «غرسها» بين الأحياء العربية في القدس. ويضيف «هناك استيطان بين الأحياء العربية كما هو الحال في راس العمود، وجبل المكبر، بالإضافة إلى المخططات المستقبلية ومنها مخططات هدم حي سلوان».
ووفق عمر فإن المحور الثالث وهو الأخطر، يطل على المسجد الأقصى «هذا هو الاستيطان الأخطر والذي يرمي إلى إخفاء أهم معالم المدينة وهو الأقصى، حيث تبنى مستوطنات تطل مباشرة على الحرم، كما هو الحال في مدينة داوود، وعند باب المغاربة، وقد شمل أيضا بناء 60 كنيسا يهوديا في المدينة لالغاء طابعها الاسلامي المسيحي».
«القدس في يومها العالمي منكوبة»، يقول عمر لأنها أيضا «تخسر أهلها باستمرار، بفعل عمليات هدم منازلهم، والضرائب الباهظة التي تفرض عليهم، وانعدام فرص العمل، وانتشار المخدرات».
وختم عمر كلامه قائلا «قبل أيام انتهت قمة مكة التي أوصت بدعم مدينة القدس. لكن كل الوعود العربية والإسلامية تبقى حبرا على ورق. ولا يتم تنفيذ المخططات والمشاريع التي تطرح لدعم واسناد المدينة وأهلها».
السفير
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي