بات واضحاً أن زمام الوضع في طرابلس، وبالتحديد بين باب التبانة وجبل محسن، لم يعد في أيدي القوى السياسية، بل أصبح لدى من يُعرفون بالقادة الميدانيين، الذين يتحكمون ببوصلة امن السفينة الطرابلسية، بعدما فشلت القوى السياسية في احتواء الازمة، ولم يفلح الاجتماع الموسع الذي عقد مساء امس الاول، في دارة الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس، في تأمين الاستقرار الامني، بل إن جل ما توصل اليه، هو هدنة هشة، سرعان ما سقطت بنيران القناصين، من هذا الجانب او ذاك، فيما «حضرت» الدولة عبر إصدار استنابات قضائية بحق المسلحين، الذين ثبت بالصوت والصورة ارتكابهم أفعالاً من شأنها بث الفتنة في عاصمة الشمال.
على ان فلتان السلاح والمسلحين من كل رقيب او حسيب، بالإضافة الى فشل القوى السياسية في منع انزلاق المدينة نحو مزيد من النزف، واستمرار عزف بعض المجموعات على الوتر الطائفي والمذهبي، عبر استهداف لمحال وبيوت من لون مذهبي معين، كل ذلك يلقي على الجيش اللبناني مسؤولية مضاعفة في التعاطي مع الواقع الطرابلسي كما هو، ولا سيما لجهة التشدد في تنفيذ الخطة الأمنية التي بدأتها وحداته، وتحرير المدينة من العابثين بأمنها.
في هذا السياق أكدت مصادر عسكرية لـ«السفير» على الحزم في وجه المسلحين، خاصة ان الجيش يتعرض للاعتداء على وحداته من كل الجهات، والقناصون يتخذون من المدنيين دروعاً بشرية، ويوجهون رصاصهم إلى العسكريين والمدنيين الأبرياء، وهذا لن يمنع الجيش من تنفيذ مهمته، لا بل يزيده تصميماً على إكمالها واستعادة الامن وسحب المسلحين. فيما تلقى الجيش دعماً سياسياً متجدداً، عبر تأكيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ضرورة تشدد الجيش في ضبط الوضع «والرد على مصادر إطلاق النار التي تهدد أمن المدينة، وبالدرجة الأولى السكان الآمنين في منازلهم»، لافتًا الى أن كل القيادات الطرابلسية تجمع على أولوية دعم الجيش في مهمته لإنهاء الأحداث الدموية المؤسفة.
وقد تجددت الاشتباكات بعدما استهدف قناص أحد القادة الميدانيين في التبانة، ويدعى خالد البرادعي (سلفي)، في محلة البقار ما ادى الى مقتله، فدارت اشتباكات على محور البقار ـ جبل محسن، وتمددت باتجاه «الريفا» ومنطقة الشعراني وصولاً إلى «المنكوبين». تلتها حالة من الفوضى شهدتها طرابلس رافقها انتشار مكثف للمسلحين في شوارعها، في حين قامت مجموعات غاضبة ملثمة بإحراق عدد من المحالّ، ينتمي اصحابها لمذهب معين، وقد تدخل الجيش اللبناني، وعمل على لجم هذا الفلتان.
واستمرت الاشتباكات، بشكل متقطع، طيلة يوم امس، مترافقة مع اعمال قنص أدت الى مقتل وإصابة عشرات المواطنين، المدنيين والعسكريين.
الى ذلك، لوحظ تزايد القلق الدولي حيال الأحداث في طرابلس، حيث اتهمت بريطانيا، على لسان سفيرها في بيروت توم فليتشر، النظام السوري بمحاولة تصدير أزمته الى دول الجوار، فيما دعت السفارة الأميركية في بيروت، في تعليق عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الى محاسبة المسؤولين في النظام السوري لما اعتبرته «تورطهم في محاولات زعزعة الاستقرار في لبنان».
في المقابل، رفضت موسكو أي تدخل في شؤون لبنان، وعبرت عن قلقها من تفاقم الوضع في طرابلس، مشيرة إلى أن أي تدخل أجنبي في الشؤون اللبنانية أمر غير مقبول.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان امس، إن موسكو قلقة حيال ارتفاع مستوى العنف والمواجهات في طرابلس، وتدعـو جميع الأطراف إلى الكف عن العمليات العسكرية واحترام وقف إطلاق النار الذي تم تحقيقه بمشاركة مباشرة من رئيس الوزراء اللبناني». وجددت «دعم روسيا الثابت لسيادة لبنان ووحدة أراضيه واستقلاله ورفضها لأي تدخل أجنبي في شؤونه».
الاتراك مطمئنون لمصير المخطوفين
من جهة ثانية، حضر ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا مجدداً على طاولة اللجنة الوزارية التي انعقدت في وزارة الداخلية امس، وعرضت المراحل التي بلغتها هذه القضية والخطوات التي ستتبع في المرحلة المقبلة، على أن تعود الى الاجتماع الاثنين المقبل لاستكمال البحث.
ولم تشأ مصادر اللجنة الحديث عن إيجابيات ملموسة على صعيد حركة الاتصالات الجارية مع الجانب التركي، إلا أنها لفتت الانتباه الى ان ذلك لا يعني ان المسألة عالقة في دائرة السلبية، وعلى ما يقول وزير الداخلية مروان شربل «تفاءلوا بالخير، خاصة أن الدولة تفاوض لاسترجاع جميع المخطوفين وليس الاحد عشر مخطـوفاً فقـط»، فيما لفت وزير العمل سليم جريصاتي الى ان «سياسة الصمت المعتمدة من قبل اللجنة أثمرت تزخيماً في التواصل بشـكل يومـي، وقد بلغـت المفاوضـات مرحلة متقدمة».
وفي سياق متصل، اكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، امام وفد مجلس نقابة المحررين «أنّ الاتصالات مع الجانب التركي حول قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا ما زالت قائمة، نافياً وجود أية شـروط تركية تتقدم على أية مساهمة منهم للإفراج عن المخطوفين اللبنانيين، بمن فيهم المخطوفان التركيان». ولفت الى انه «منذ اليوم الأول لعملية الخطف تعرّفت إلى مكان وجودهم، ومنذ تلك اللحظة أنا على اتصال مباشر مع مدير المخابرات التركية، فهو صديق قديم، وبالأمس أجريت اتصالاً به فلم يكن قلقاً على مصيرهم».
وإذ كرر تأكيد أن الأمن العام كان على حق في موضوع شادي المولوي، نفى وجود مراكز تدريب في لبنان للجيش السوري الحر، معتبراً أن ما يحصل في طرابلس ناجم عن التطرف، مؤكداً العمل بجهد من أجل عدم انتـقال كرة النار الطرابلسية الى أية منطقة اخرى.
ورداً على سؤال عبّر إبراهيم عن قناعته بأن كل ما يجري على الساحة اللبنانية لن يؤدّي إلى حرب أهلية، معتبراً أن «الظـروف المؤديـة إليـها غـير متـوفرة واللبنانيون لن ينجروا إليها. كما انه ليست هناك إرادة سياسية أو شعبية لقيادة البلاد في هذا الاتجاه».
assafir
على ان فلتان السلاح والمسلحين من كل رقيب او حسيب، بالإضافة الى فشل القوى السياسية في منع انزلاق المدينة نحو مزيد من النزف، واستمرار عزف بعض المجموعات على الوتر الطائفي والمذهبي، عبر استهداف لمحال وبيوت من لون مذهبي معين، كل ذلك يلقي على الجيش اللبناني مسؤولية مضاعفة في التعاطي مع الواقع الطرابلسي كما هو، ولا سيما لجهة التشدد في تنفيذ الخطة الأمنية التي بدأتها وحداته، وتحرير المدينة من العابثين بأمنها.
في هذا السياق أكدت مصادر عسكرية لـ«السفير» على الحزم في وجه المسلحين، خاصة ان الجيش يتعرض للاعتداء على وحداته من كل الجهات، والقناصون يتخذون من المدنيين دروعاً بشرية، ويوجهون رصاصهم إلى العسكريين والمدنيين الأبرياء، وهذا لن يمنع الجيش من تنفيذ مهمته، لا بل يزيده تصميماً على إكمالها واستعادة الامن وسحب المسلحين. فيما تلقى الجيش دعماً سياسياً متجدداً، عبر تأكيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ضرورة تشدد الجيش في ضبط الوضع «والرد على مصادر إطلاق النار التي تهدد أمن المدينة، وبالدرجة الأولى السكان الآمنين في منازلهم»، لافتًا الى أن كل القيادات الطرابلسية تجمع على أولوية دعم الجيش في مهمته لإنهاء الأحداث الدموية المؤسفة.
وقد تجددت الاشتباكات بعدما استهدف قناص أحد القادة الميدانيين في التبانة، ويدعى خالد البرادعي (سلفي)، في محلة البقار ما ادى الى مقتله، فدارت اشتباكات على محور البقار ـ جبل محسن، وتمددت باتجاه «الريفا» ومنطقة الشعراني وصولاً إلى «المنكوبين». تلتها حالة من الفوضى شهدتها طرابلس رافقها انتشار مكثف للمسلحين في شوارعها، في حين قامت مجموعات غاضبة ملثمة بإحراق عدد من المحالّ، ينتمي اصحابها لمذهب معين، وقد تدخل الجيش اللبناني، وعمل على لجم هذا الفلتان.
واستمرت الاشتباكات، بشكل متقطع، طيلة يوم امس، مترافقة مع اعمال قنص أدت الى مقتل وإصابة عشرات المواطنين، المدنيين والعسكريين.
الى ذلك، لوحظ تزايد القلق الدولي حيال الأحداث في طرابلس، حيث اتهمت بريطانيا، على لسان سفيرها في بيروت توم فليتشر، النظام السوري بمحاولة تصدير أزمته الى دول الجوار، فيما دعت السفارة الأميركية في بيروت، في تعليق عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الى محاسبة المسؤولين في النظام السوري لما اعتبرته «تورطهم في محاولات زعزعة الاستقرار في لبنان».
في المقابل، رفضت موسكو أي تدخل في شؤون لبنان، وعبرت عن قلقها من تفاقم الوضع في طرابلس، مشيرة إلى أن أي تدخل أجنبي في الشؤون اللبنانية أمر غير مقبول.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان امس، إن موسكو قلقة حيال ارتفاع مستوى العنف والمواجهات في طرابلس، وتدعـو جميع الأطراف إلى الكف عن العمليات العسكرية واحترام وقف إطلاق النار الذي تم تحقيقه بمشاركة مباشرة من رئيس الوزراء اللبناني». وجددت «دعم روسيا الثابت لسيادة لبنان ووحدة أراضيه واستقلاله ورفضها لأي تدخل أجنبي في شؤونه».
الاتراك مطمئنون لمصير المخطوفين
من جهة ثانية، حضر ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا مجدداً على طاولة اللجنة الوزارية التي انعقدت في وزارة الداخلية امس، وعرضت المراحل التي بلغتها هذه القضية والخطوات التي ستتبع في المرحلة المقبلة، على أن تعود الى الاجتماع الاثنين المقبل لاستكمال البحث.
ولم تشأ مصادر اللجنة الحديث عن إيجابيات ملموسة على صعيد حركة الاتصالات الجارية مع الجانب التركي، إلا أنها لفتت الانتباه الى ان ذلك لا يعني ان المسألة عالقة في دائرة السلبية، وعلى ما يقول وزير الداخلية مروان شربل «تفاءلوا بالخير، خاصة أن الدولة تفاوض لاسترجاع جميع المخطوفين وليس الاحد عشر مخطـوفاً فقـط»، فيما لفت وزير العمل سليم جريصاتي الى ان «سياسة الصمت المعتمدة من قبل اللجنة أثمرت تزخيماً في التواصل بشـكل يومـي، وقد بلغـت المفاوضـات مرحلة متقدمة».
وفي سياق متصل، اكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، امام وفد مجلس نقابة المحررين «أنّ الاتصالات مع الجانب التركي حول قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا ما زالت قائمة، نافياً وجود أية شـروط تركية تتقدم على أية مساهمة منهم للإفراج عن المخطوفين اللبنانيين، بمن فيهم المخطوفان التركيان». ولفت الى انه «منذ اليوم الأول لعملية الخطف تعرّفت إلى مكان وجودهم، ومنذ تلك اللحظة أنا على اتصال مباشر مع مدير المخابرات التركية، فهو صديق قديم، وبالأمس أجريت اتصالاً به فلم يكن قلقاً على مصيرهم».
وإذ كرر تأكيد أن الأمن العام كان على حق في موضوع شادي المولوي، نفى وجود مراكز تدريب في لبنان للجيش السوري الحر، معتبراً أن ما يحصل في طرابلس ناجم عن التطرف، مؤكداً العمل بجهد من أجل عدم انتـقال كرة النار الطرابلسية الى أية منطقة اخرى.
ورداً على سؤال عبّر إبراهيم عن قناعته بأن كل ما يجري على الساحة اللبنانية لن يؤدّي إلى حرب أهلية، معتبراً أن «الظـروف المؤديـة إليـها غـير متـوفرة واللبنانيون لن ينجروا إليها. كما انه ليست هناك إرادة سياسية أو شعبية لقيادة البلاد في هذا الاتجاه».
assafir
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي