لم تكد قدما المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي تطأ ارض دمشق أمس، حتى تلقت دعوته إلى هدنة في عيد الأضحى جرعة دعم إضافية، حيث شددت القاهرة والجامعة العربية والأمم المتحدة وأنقرة وطهران وواشنطن على ضرورة تطبيق الهدنة، فيما بقيت باريس تغرد خارج السرب، مشككة في إمكانية تطبيق هذا الأمر.
وبالرغم من الدعوات إلى وقف إطلاق النار، إلا أن الاشتباكات الضارية تواصلت في حلب، فيما اشتدت الغارات وعمليات القصف على معرة النعمان والقرى المحيطة بها. ويريد الجيش السوري استعادة السيطرة على الطريق السريع لإمداد وحداته المنخرطة بالقتال في حلب، ومساعدة 250 جندياً محاصرين في قاعدة وادي الضيف قرب معرة النعمان. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «أعمال العنف أسفرت عن مقتل 78 شخصاً، هم 39 مدنياً و20 مقاتلاً معارضاً و19 جندياً نظامياً».
وفي موازاة ذلك، ذكرت قنوات تلفزة تركية إن الجيش التركي أطلق قذائف على سوريا بعد سقوط قذيفتين أطلقتا من الأراضي السورية على الأراضي التركية. وقال شاهد من «رويترز» إن اشتباكات وقعت بين القوات السورية ومسلحين في بلدة حارم قرب الحدود التركية.
وقال الإبراهيمي، لدى وصوله مطار دمشق، إن المحادثات حول الأوضاع في سوريا ستشمل «الحكومة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني». وأضاف «سنتحدث عن ضرورة تخفيف العنف الموجود إن أمكن لمناسبة عيد الأضحى المبارك، وأن يتوقف القتال تماماً»، كما ستتناول المحادثات «الشأن السوري بشكل عام».
وكان في استقبال الإبراهيمي، في المطار، نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. ومن المقرر أن يلتقي الإبراهيمي وزير الخارجية وليد المعلم اليوم.
مرسي
ووجه الرئيس المصري محمد مرسي «نداءً» لوقف العنف في سوريا. وقال إن «الشعب المصري الذي تربطه بشعب سوريا أوثق العلاقات على مدى التاريخ، ومصر التي تبذل كل الجهود وعلى كل المستويات الإقليمية والدولية لحقن الدماء في سوريا، تواصل مساعيها الحثيثة لإيجاد مخرج سلمي للأزمة يحقق للشعب السوري الشقيق تطلعاته نحو الحرية والكرامة والانتقال إلى مجتمع ديموقراطي تعددي، ويحفظ لسوريا وحدتها وسلامتها الإقليمية ويجنبها مخاطر الانزلاق لحالة الفوضى والحرب الأهلية».
وتابع مرسي «إيماناً من مصر بمسؤوليتها السياسية والإنسانية، بل والتاريخية، تواصل مصر تفاعلها الوثيق مع المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، وتعكف على تفعيل مبادرتها الرباعية بغية حقن الدماء ووقف العنف ورأب الصدع السوري الذي ينهش في الجسد العربي، وتعيد مصر التأكيد أن هذه المبادرة ليست مغلقة وإنما منفتحة على
الجميع، وتهدف إلى توحيد المعارضة وتنظيم عملية انتقال للسلطة واستعادة السلم والأمن والأمان إلى سوريا الشقيقة، بحلول لا تنطوي على أي تدخل عسكري خارجي، الذي لن يجدي بل يزيد الوضع تعقيداً وتفاقماً».
وتابع مرسي «لمناسبة عيد الأضحى المبارك فإنني أتوجه للنظام في سوريا الشقيقة بوقف الاقتتال على كافة الجبهات، خاصة مع دخول العيد، كبداية لوقف نهائي لنزف الدم السوري الغالي. إنني إذ أدعو إلى الالتزام بوقف الاقتتال من دون مراوغة أو مناورة لأدعو الله العلي القدير أن يحفظ سوريا وشعبها، وأن تكون هذه المناسبة فاتحة لتحكيم العقل وتقدير المصلحة الوطنية لسوريا واستجابة لتطلعات شعبها الكريم».
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي دعوة مشتركة لوقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى. وطالبا، في بيان مشترك، «كل الأطراف المتحاربين في سوريا إلى أن يأخذوا في الاعتبار دعوة (الإبراهيمي) إلى وقف لإطلاق النار ووقف أعمال العنف بكل أشكالها خلال فترة عيد الأضحى». كما طالبا «كل اللاعبين الإقليميين والدوليين بدعم هذا النداء».
واعتبرا أن وقف إطلاق النار هذا يمكن أن يفتح الطريق أمام «عملية سياسية سلمية تحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري نحو الديموقراطية والمساواة والعدالة». ودعيا «بشكل خاص الحكومة السورية إلى التحلي بالحكمة، عبر وضع حد للقتل والتدمير لكي يتم التعامل مع المشاكل مهما كانت معقدة بالوسائل السلمية».
ودعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، في أنقرة، كل أطراف الصراع في سوريا للالتزام بوقف إطلاق النار في عيد الأضحى «على الأقل». وقال «باسم الجمهورية التركية أدعو رسمياً كل الأطراف المقاتلة في سوريا إلى وقف موقت لإطلاق النار خلال عيد الأضحى وإذا كان ممكناً لفترة أطول».
وأضاف «من المهم خصوصاً أن يوقف النظام السوري فوراً، ومن دون شروط، هجماته على السكان بالطائرات والطوافات». وأعرب عن أمله أن «تصغي دمشق لهذه الدعوة من الأسرة الدولية»، وأنه يتوقع من المعارضة السورية أن «تحترم وقف إطلاق النار بالطريقة نفسها».
وكررت طهران تأييدها الدعوة إلى وقف إطلاق النار. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان «نرى أن فرض وقف فوري للنار خطوة مهمة لمساعدة الشعب السوري». وأضاف «سوريا اتخذت خطوات مهمة ضد الإرهاب والتدخل الأجنبي، وتواصل العمل على الإصلاح السياسي وأمن البلاد».
وشدد عبد اللهيان علي «إرادة وعزيمة إيران بدعم سوريا في إطار دعمها للمقاومة». وقال إن «القضية الأساسية في سوريا تتمثل بالتدخلات الخارجية، ودعم الجماعات المسلحة ومحاولات المحور الأميركي - الإسرائيلي قمع الحكومة والشعب السوري بهدف إضعاف محور المقاومة والقضاء عليه».
وأعربت واشنطن عن دعمها لدعوة العربي وبان كي مون لوقف جميع أعمال العنف خلال عيد الأضحى. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، «ننضم إليهما في دعم دعوة الإبراهيمي لوقف إطلاق النار حتى يتسنى للشعب السوري الاحتفال بالأعياد الدينية في أمن وسلام». وأضافت «إننا نحث الحكومة السورية على وقف جميع العمليات العسكرية، وندعو قوى المعارضة إلى أن تحذو حذوها، وينبغي أن تسمح الحكومة السورية أيضاً بالوصول الكامل والفوري للمساعدات الإنسانية إلى المناطق التي كانت تحت الحصار، وتسمح بوصول الإمدادات الحيوية إلى السكان المحتاجين».
واعتبرت باريس أن شروط وقف إطلاق النار في سوريا «لم تتوافر بعد». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو إن «الدعوة إلى وقف إطلاق نار اليوم في ما شهدنا لتونا هذا القصف وهذه الحصيلة الرهيبة تظهران جيداً أن شروط وقف إطلاق النار وتطبيقه واحترامه غير متوافرة». وأضاف «نأمل في إمكانية تغير هذا الوضع».
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
وبالرغم من الدعوات إلى وقف إطلاق النار، إلا أن الاشتباكات الضارية تواصلت في حلب، فيما اشتدت الغارات وعمليات القصف على معرة النعمان والقرى المحيطة بها. ويريد الجيش السوري استعادة السيطرة على الطريق السريع لإمداد وحداته المنخرطة بالقتال في حلب، ومساعدة 250 جندياً محاصرين في قاعدة وادي الضيف قرب معرة النعمان. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «أعمال العنف أسفرت عن مقتل 78 شخصاً، هم 39 مدنياً و20 مقاتلاً معارضاً و19 جندياً نظامياً».
وفي موازاة ذلك، ذكرت قنوات تلفزة تركية إن الجيش التركي أطلق قذائف على سوريا بعد سقوط قذيفتين أطلقتا من الأراضي السورية على الأراضي التركية. وقال شاهد من «رويترز» إن اشتباكات وقعت بين القوات السورية ومسلحين في بلدة حارم قرب الحدود التركية.
وقال الإبراهيمي، لدى وصوله مطار دمشق، إن المحادثات حول الأوضاع في سوريا ستشمل «الحكومة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني». وأضاف «سنتحدث عن ضرورة تخفيف العنف الموجود إن أمكن لمناسبة عيد الأضحى المبارك، وأن يتوقف القتال تماماً»، كما ستتناول المحادثات «الشأن السوري بشكل عام».
وكان في استقبال الإبراهيمي، في المطار، نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. ومن المقرر أن يلتقي الإبراهيمي وزير الخارجية وليد المعلم اليوم.
مرسي
ووجه الرئيس المصري محمد مرسي «نداءً» لوقف العنف في سوريا. وقال إن «الشعب المصري الذي تربطه بشعب سوريا أوثق العلاقات على مدى التاريخ، ومصر التي تبذل كل الجهود وعلى كل المستويات الإقليمية والدولية لحقن الدماء في سوريا، تواصل مساعيها الحثيثة لإيجاد مخرج سلمي للأزمة يحقق للشعب السوري الشقيق تطلعاته نحو الحرية والكرامة والانتقال إلى مجتمع ديموقراطي تعددي، ويحفظ لسوريا وحدتها وسلامتها الإقليمية ويجنبها مخاطر الانزلاق لحالة الفوضى والحرب الأهلية».
وتابع مرسي «إيماناً من مصر بمسؤوليتها السياسية والإنسانية، بل والتاريخية، تواصل مصر تفاعلها الوثيق مع المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، وتعكف على تفعيل مبادرتها الرباعية بغية حقن الدماء ووقف العنف ورأب الصدع السوري الذي ينهش في الجسد العربي، وتعيد مصر التأكيد أن هذه المبادرة ليست مغلقة وإنما منفتحة على
الجميع، وتهدف إلى توحيد المعارضة وتنظيم عملية انتقال للسلطة واستعادة السلم والأمن والأمان إلى سوريا الشقيقة، بحلول لا تنطوي على أي تدخل عسكري خارجي، الذي لن يجدي بل يزيد الوضع تعقيداً وتفاقماً».
وتابع مرسي «لمناسبة عيد الأضحى المبارك فإنني أتوجه للنظام في سوريا الشقيقة بوقف الاقتتال على كافة الجبهات، خاصة مع دخول العيد، كبداية لوقف نهائي لنزف الدم السوري الغالي. إنني إذ أدعو إلى الالتزام بوقف الاقتتال من دون مراوغة أو مناورة لأدعو الله العلي القدير أن يحفظ سوريا وشعبها، وأن تكون هذه المناسبة فاتحة لتحكيم العقل وتقدير المصلحة الوطنية لسوريا واستجابة لتطلعات شعبها الكريم».
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي دعوة مشتركة لوقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى. وطالبا، في بيان مشترك، «كل الأطراف المتحاربين في سوريا إلى أن يأخذوا في الاعتبار دعوة (الإبراهيمي) إلى وقف لإطلاق النار ووقف أعمال العنف بكل أشكالها خلال فترة عيد الأضحى». كما طالبا «كل اللاعبين الإقليميين والدوليين بدعم هذا النداء».
واعتبرا أن وقف إطلاق النار هذا يمكن أن يفتح الطريق أمام «عملية سياسية سلمية تحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري نحو الديموقراطية والمساواة والعدالة». ودعيا «بشكل خاص الحكومة السورية إلى التحلي بالحكمة، عبر وضع حد للقتل والتدمير لكي يتم التعامل مع المشاكل مهما كانت معقدة بالوسائل السلمية».
ودعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، في أنقرة، كل أطراف الصراع في سوريا للالتزام بوقف إطلاق النار في عيد الأضحى «على الأقل». وقال «باسم الجمهورية التركية أدعو رسمياً كل الأطراف المقاتلة في سوريا إلى وقف موقت لإطلاق النار خلال عيد الأضحى وإذا كان ممكناً لفترة أطول».
وأضاف «من المهم خصوصاً أن يوقف النظام السوري فوراً، ومن دون شروط، هجماته على السكان بالطائرات والطوافات». وأعرب عن أمله أن «تصغي دمشق لهذه الدعوة من الأسرة الدولية»، وأنه يتوقع من المعارضة السورية أن «تحترم وقف إطلاق النار بالطريقة نفسها».
وكررت طهران تأييدها الدعوة إلى وقف إطلاق النار. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان «نرى أن فرض وقف فوري للنار خطوة مهمة لمساعدة الشعب السوري». وأضاف «سوريا اتخذت خطوات مهمة ضد الإرهاب والتدخل الأجنبي، وتواصل العمل على الإصلاح السياسي وأمن البلاد».
وشدد عبد اللهيان علي «إرادة وعزيمة إيران بدعم سوريا في إطار دعمها للمقاومة». وقال إن «القضية الأساسية في سوريا تتمثل بالتدخلات الخارجية، ودعم الجماعات المسلحة ومحاولات المحور الأميركي - الإسرائيلي قمع الحكومة والشعب السوري بهدف إضعاف محور المقاومة والقضاء عليه».
وأعربت واشنطن عن دعمها لدعوة العربي وبان كي مون لوقف جميع أعمال العنف خلال عيد الأضحى. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، «ننضم إليهما في دعم دعوة الإبراهيمي لوقف إطلاق النار حتى يتسنى للشعب السوري الاحتفال بالأعياد الدينية في أمن وسلام». وأضافت «إننا نحث الحكومة السورية على وقف جميع العمليات العسكرية، وندعو قوى المعارضة إلى أن تحذو حذوها، وينبغي أن تسمح الحكومة السورية أيضاً بالوصول الكامل والفوري للمساعدات الإنسانية إلى المناطق التي كانت تحت الحصار، وتسمح بوصول الإمدادات الحيوية إلى السكان المحتاجين».
واعتبرت باريس أن شروط وقف إطلاق النار في سوريا «لم تتوافر بعد». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو إن «الدعوة إلى وقف إطلاق نار اليوم في ما شهدنا لتونا هذا القصف وهذه الحصيلة الرهيبة تظهران جيداً أن شروط وقف إطلاق النار وتطبيقه واحترامه غير متوافرة». وأضاف «نأمل في إمكانية تغير هذا الوضع».
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي