أطلت الفتنة برأسها من صيدا مجدداً، مستفيدة من «بيئة حاضنة» أنتجها خطاب التحريض المذهبي والسياسي الذي يتسيّد المنابر ويستبيح البلد، بشكل غير مسبوق.
وإذا كانت عاصمة الجنوب قد تجاوزت قطوعاً صعباً في السابق، بعدما انتهى الاعتصام الشهير للشيخ أحمد الأسير، من دون إراقة دماء، فإن التجربة هذه المرة أصعب وأخطر، مع سقوط قتلى وجرحى في إشكال مريب، كاد يزج المدينة في المحظور الكبير، لو لم يسارع العقلاء فيها الى محاصرة النار قبل امتدادها في اتجاهات مختلفة، لتنجو صيدا من محاولة اغتيالها.. بالفتنة.
ويمكن القول إن صيدا أثبتت مرة أخرى أنها عصية على محاولات دفعها الى الصراع المذهبي الذي يتعارض مع تنوعها وتراثها في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، كما يُسـجل للجيـش اللبناني انه ساهم بقوة في قطع الطريق على «المغامرين»، عبر تدخله الحازم والـسريع وإمساكه بالأرض.
وما حصل في صيدا أمس، أثبت من جديد الحاجة الملحة الى معاودة الحوار وإنهاء القطيعة الداخلية، للبحث أولاً في كيفية حماية «بقايا الاستقرار» وسط منطقة تغلي على نار الأزمة السورية، وهذه أولوية تتقدم في اللحظة الراهنة على ملفي الحكومة وقانون الانتخاب اللذين يشغلان بال فريقي «8 و14آذار».
لقد نجت «التعمير» أمس من خطر «التهديم»، وهذا القطوع يجب ان يكون درساً للجميع كي يرتقوا الى مستوى المسؤولية في هذه المرحلة الخطيرة، تجنباً للأعظم، ولأن الجرّة لا تسلم كل مرة.
اقتراح بتوقيف الأسير؟
وقالت مصادر أمنية لـ«السفير» إن اختيار الشيخ أحمد الأسير منطقة تعمير عين الحلوة ليقوم بـ«عرض قوة» تحت شعار إزالة شعارات وشعائر عاشورائية «مستفزة»، لم يكن اختياراً بريئاً، معتبرة أنه كان يريد من وراء ذلك افتعال مشكلة في هذا الحي، المعروف بأنه يضم غالبية من لون مذهبي معين، بغية الدفع نحو مواجهة شيعية ـ سنية او شيعية ـ فلسطينية.
ورأت المصادر ان الوضع في صيدا بات يتطلب إعلان حالة طوارئ في المدينة، أو إعلانها منطقة عسكرية، مشيرة الى ان هذا الامر سيُبحث خلال جلسة مجلس الوزراء، الاربعاء المقبل، مشددة على ان الموقف في عاصمة الجنوب لم يعد يحتمل الاسترخاء في التعاطي معه، وصيدا باتت مفتاح الاستقرار او الفتنة في البلد، الأمر الذي يستلزم قرارات حاسمة وحازمة في التعاطي مع وضعها الأمني.
وأبلغت مصادر عسكرية «السفير» أن الجيش اللبناني سيتعامل بحزم وشدة مع أي مظاهر مخلة بالأمن، موضحة انه ينتشر في مختلف أرجاء صيدا وأن بحوزته أوامر واضحة بإنذار أي مسلح يتواجد في الشارع بوجوب تسليم سلاحه، تحت طائلة إطلاق النار عليه في حال عدم الامتثال. وقد تمت الاستعانة بسريتين من مغاوير الجيش، سُحبتا من بيروت لمؤازرة القوى العسكرية الموجودة في صيدا.
وعلمت «السفير» ان بعض الحاضرين في اجتماع مجلس الأمن المركزي، الذي ترأسه وزير الداخلية مروان شربل في صيدا، اقترح إلقاء القبض على الأسير بعد الحصول على الغطاء السياسي اللازم لهذه العملية، فرد شربل متسائلا: وماذا عن تداعيات مثل هذه الخطوة؟ هل يستطيع أحد أن يضمن ما بعدها؟
وكان شربل قد أكد من صيدا، وجود قرارين سيبدأ تنفيذهما لتطويق ما جرى في منطقة تعمير عين الحلوة اليوم، «الاول هو التحقيق الجدي حول إطلاق النار، وهذا ما طلبته من النيابة العامة، والمطلوب إلقاء القبض على من أطلق النار وتوقيفه، أما القرار الثاني فيتعلق بالإجراءات الأمنية التي ستبدأ اليوم وستمتد الى مسافات أبعد».
أضاف: لقد طلبت من الأجهزة الأمنية دراسة موضوع المنطقة العسكرية، لأن ما يهمني في صيدا، ذات التنوع الطائفي والسياسي ومع وجود المخيمات الفلسطينية، هو عدم خلق فتنة بين هذه المجموعات، والجميع يعي خطورة الوضع الذي يداهمنا، بحيث لا تنطلق شرارة الفتنة مجدداً من صيدا مثلما بدأت في العام 1975».
وعُلم ان مخابرات الجيش في صيدا أجرت اتصالات مكثفة مع الفعاليات الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، لحثها على عدم الانزلاق الى أي اصطدام مع المحيط، وقد تجاوبت القيادات الفلسطينية مع هذا المطلب، وأكدت أنها لن تسمح لأي مسلح بالتدخل في الإشكال.
الوقائع الميدانية
وفي المعلومات، أن أجواء التوتر تسود صيدا منذ يومين، على خلفية مطالبة الشيخ الأسير بإزالة الشعارات والأعلام المتصلة بمناسبة عاشوراء من بعض الشوارع. وقد أجرت مخابرات الجيش اتصالات مع قياديين في «حركة أمل» و«حزب الله» لاحتواء الموقف، فأبدى الطرفان تجاوبهما مع مساعي التهدئة وتمت إزالة المظاهر العاشورائية، موضع الشكوى.
وقالت مصادر أمنية لـ«السفير» إن الأسير رفع لاحقاً منسوب مطالبه، وأصرّ على نزع صورة للشهيد عماد مغنية في حي التعمير، فيما قال شهود عيان إن موكباً من أنصاره، تردد ان الأسير كان ضمنه، توجه مباشرة نحو صورة مرفوعة منذ سنوات للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله وعملوا فيها تمزيقاً، وتطور الأمر الى إشكال أمني بين مجموعة من أنصار الأسير وعدد من أبناء حي التعمير، تخلله إطلاق نار، ما أدى الى إصابة مسؤول «حزب الله» في المنطقة الشيخ زيد ضاهر.
في المقابل، أكد أنصار الأسير أنهم تعرضوا لإطلاق النار خلال توجههم إلى تعمير عين الحلوة «سلمياً» لإزالة لافتات تم تعليقها لـ«حزب الله» في المنطقة، حيث سقط من بينهم قتيل هو لبنان العزي (مرافق الأسير) وثلاثة جرحى، توفي أحدهم متأثراً بجروحه ويدعى محمد سمهون، والجريحان الآخران هما عدنان البابا ومحمد مشعل.
كما قتل في الاشتباك المواطن المصري علي الشربيني ( 18 عاماً) أثناء مروره في المنطقة، وجرح المواطن يوسف حنينة.
وكان إشكال قد وقع ظهر أمس بين انصار الأسير، بينهم نجله، وبين عناصر من قوى الأمن الداخلي كانوا يقيمون حاجزاً على الكورنيش البحري في صيدا، وذلك على خلفية قيادة نجل الاسير سيارة من دون إجازة قيادة وذات زجاج عازل للرؤية.
الأسير.. وسعد
الى ذلك، أكد الاسير في حديث أمام أنصاره في مسجد بلال بن رباح، انه «لن ترفع رايات حزب إيران في صيدا إلا على جثتي»، مضيفاً: نحن لا نتحرك ضد الطائفة الشيعية وإنما هدفنا إسقاط حزب الاغتيال»، مطلقاً معركة «الكرامة اللبنانية ضد سلاح الفتنة».
وأكد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، في بيان، أن «أنصار الاسير قاموا بالاعتداء على سكان منطقة التعمير الذين لجأوا إلى الدفاع عن أنفسهم»، محملا «تيار المستقبل» والاسير مسؤولية الدم الذي أريق في صيدا. ونبه الى انه «إذا لم تبادر السلطة إلى اتخاذ إجراءات مشددة وعاجلة ستفلت الأمور.
السفير
وإذا كانت عاصمة الجنوب قد تجاوزت قطوعاً صعباً في السابق، بعدما انتهى الاعتصام الشهير للشيخ أحمد الأسير، من دون إراقة دماء، فإن التجربة هذه المرة أصعب وأخطر، مع سقوط قتلى وجرحى في إشكال مريب، كاد يزج المدينة في المحظور الكبير، لو لم يسارع العقلاء فيها الى محاصرة النار قبل امتدادها في اتجاهات مختلفة، لتنجو صيدا من محاولة اغتيالها.. بالفتنة.
ويمكن القول إن صيدا أثبتت مرة أخرى أنها عصية على محاولات دفعها الى الصراع المذهبي الذي يتعارض مع تنوعها وتراثها في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، كما يُسـجل للجيـش اللبناني انه ساهم بقوة في قطع الطريق على «المغامرين»، عبر تدخله الحازم والـسريع وإمساكه بالأرض.
وما حصل في صيدا أمس، أثبت من جديد الحاجة الملحة الى معاودة الحوار وإنهاء القطيعة الداخلية، للبحث أولاً في كيفية حماية «بقايا الاستقرار» وسط منطقة تغلي على نار الأزمة السورية، وهذه أولوية تتقدم في اللحظة الراهنة على ملفي الحكومة وقانون الانتخاب اللذين يشغلان بال فريقي «8 و14آذار».
لقد نجت «التعمير» أمس من خطر «التهديم»، وهذا القطوع يجب ان يكون درساً للجميع كي يرتقوا الى مستوى المسؤولية في هذه المرحلة الخطيرة، تجنباً للأعظم، ولأن الجرّة لا تسلم كل مرة.
اقتراح بتوقيف الأسير؟
وقالت مصادر أمنية لـ«السفير» إن اختيار الشيخ أحمد الأسير منطقة تعمير عين الحلوة ليقوم بـ«عرض قوة» تحت شعار إزالة شعارات وشعائر عاشورائية «مستفزة»، لم يكن اختياراً بريئاً، معتبرة أنه كان يريد من وراء ذلك افتعال مشكلة في هذا الحي، المعروف بأنه يضم غالبية من لون مذهبي معين، بغية الدفع نحو مواجهة شيعية ـ سنية او شيعية ـ فلسطينية.
ورأت المصادر ان الوضع في صيدا بات يتطلب إعلان حالة طوارئ في المدينة، أو إعلانها منطقة عسكرية، مشيرة الى ان هذا الامر سيُبحث خلال جلسة مجلس الوزراء، الاربعاء المقبل، مشددة على ان الموقف في عاصمة الجنوب لم يعد يحتمل الاسترخاء في التعاطي معه، وصيدا باتت مفتاح الاستقرار او الفتنة في البلد، الأمر الذي يستلزم قرارات حاسمة وحازمة في التعاطي مع وضعها الأمني.
وأبلغت مصادر عسكرية «السفير» أن الجيش اللبناني سيتعامل بحزم وشدة مع أي مظاهر مخلة بالأمن، موضحة انه ينتشر في مختلف أرجاء صيدا وأن بحوزته أوامر واضحة بإنذار أي مسلح يتواجد في الشارع بوجوب تسليم سلاحه، تحت طائلة إطلاق النار عليه في حال عدم الامتثال. وقد تمت الاستعانة بسريتين من مغاوير الجيش، سُحبتا من بيروت لمؤازرة القوى العسكرية الموجودة في صيدا.
وعلمت «السفير» ان بعض الحاضرين في اجتماع مجلس الأمن المركزي، الذي ترأسه وزير الداخلية مروان شربل في صيدا، اقترح إلقاء القبض على الأسير بعد الحصول على الغطاء السياسي اللازم لهذه العملية، فرد شربل متسائلا: وماذا عن تداعيات مثل هذه الخطوة؟ هل يستطيع أحد أن يضمن ما بعدها؟
وكان شربل قد أكد من صيدا، وجود قرارين سيبدأ تنفيذهما لتطويق ما جرى في منطقة تعمير عين الحلوة اليوم، «الاول هو التحقيق الجدي حول إطلاق النار، وهذا ما طلبته من النيابة العامة، والمطلوب إلقاء القبض على من أطلق النار وتوقيفه، أما القرار الثاني فيتعلق بالإجراءات الأمنية التي ستبدأ اليوم وستمتد الى مسافات أبعد».
أضاف: لقد طلبت من الأجهزة الأمنية دراسة موضوع المنطقة العسكرية، لأن ما يهمني في صيدا، ذات التنوع الطائفي والسياسي ومع وجود المخيمات الفلسطينية، هو عدم خلق فتنة بين هذه المجموعات، والجميع يعي خطورة الوضع الذي يداهمنا، بحيث لا تنطلق شرارة الفتنة مجدداً من صيدا مثلما بدأت في العام 1975».
وعُلم ان مخابرات الجيش في صيدا أجرت اتصالات مكثفة مع الفعاليات الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، لحثها على عدم الانزلاق الى أي اصطدام مع المحيط، وقد تجاوبت القيادات الفلسطينية مع هذا المطلب، وأكدت أنها لن تسمح لأي مسلح بالتدخل في الإشكال.
الوقائع الميدانية
وفي المعلومات، أن أجواء التوتر تسود صيدا منذ يومين، على خلفية مطالبة الشيخ الأسير بإزالة الشعارات والأعلام المتصلة بمناسبة عاشوراء من بعض الشوارع. وقد أجرت مخابرات الجيش اتصالات مع قياديين في «حركة أمل» و«حزب الله» لاحتواء الموقف، فأبدى الطرفان تجاوبهما مع مساعي التهدئة وتمت إزالة المظاهر العاشورائية، موضع الشكوى.
وقالت مصادر أمنية لـ«السفير» إن الأسير رفع لاحقاً منسوب مطالبه، وأصرّ على نزع صورة للشهيد عماد مغنية في حي التعمير، فيما قال شهود عيان إن موكباً من أنصاره، تردد ان الأسير كان ضمنه، توجه مباشرة نحو صورة مرفوعة منذ سنوات للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله وعملوا فيها تمزيقاً، وتطور الأمر الى إشكال أمني بين مجموعة من أنصار الأسير وعدد من أبناء حي التعمير، تخلله إطلاق نار، ما أدى الى إصابة مسؤول «حزب الله» في المنطقة الشيخ زيد ضاهر.
في المقابل، أكد أنصار الأسير أنهم تعرضوا لإطلاق النار خلال توجههم إلى تعمير عين الحلوة «سلمياً» لإزالة لافتات تم تعليقها لـ«حزب الله» في المنطقة، حيث سقط من بينهم قتيل هو لبنان العزي (مرافق الأسير) وثلاثة جرحى، توفي أحدهم متأثراً بجروحه ويدعى محمد سمهون، والجريحان الآخران هما عدنان البابا ومحمد مشعل.
كما قتل في الاشتباك المواطن المصري علي الشربيني ( 18 عاماً) أثناء مروره في المنطقة، وجرح المواطن يوسف حنينة.
وكان إشكال قد وقع ظهر أمس بين انصار الأسير، بينهم نجله، وبين عناصر من قوى الأمن الداخلي كانوا يقيمون حاجزاً على الكورنيش البحري في صيدا، وذلك على خلفية قيادة نجل الاسير سيارة من دون إجازة قيادة وذات زجاج عازل للرؤية.
الأسير.. وسعد
الى ذلك، أكد الاسير في حديث أمام أنصاره في مسجد بلال بن رباح، انه «لن ترفع رايات حزب إيران في صيدا إلا على جثتي»، مضيفاً: نحن لا نتحرك ضد الطائفة الشيعية وإنما هدفنا إسقاط حزب الاغتيال»، مطلقاً معركة «الكرامة اللبنانية ضد سلاح الفتنة».
وأكد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، في بيان، أن «أنصار الاسير قاموا بالاعتداء على سكان منطقة التعمير الذين لجأوا إلى الدفاع عن أنفسهم»، محملا «تيار المستقبل» والاسير مسؤولية الدم الذي أريق في صيدا. ونبه الى انه «إذا لم تبادر السلطة إلى اتخاذ إجراءات مشددة وعاجلة ستفلت الأمور.
السفير
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي