السبيل - مُمسكاً "بصينية الشاي" ومتجولا بين صفوف الناخبين الطويلة الممتدة على طول الشارع، يمر محمد جلال بخفة وحرفية شديدة ليوزع أكواب الشاي الساخن والمياه على الواقفين في الطابور لساعات طويلة.
وجد الفتى محمد جلال (12 عاما) في يوم الاستفتاء على مسودة الدستور الذي امتد لأكثر من 12 ساعة فرصة مناسبة لكسب رزقه بين مئات الوافدين على اللجنة الانتخابية بمدرسة المطيريد بمنطقة العامرية بمدينة الإسكندرية، حيث يعمل محمد في مقهى متنقل لعمل الشاي والمشروبات الساخنة للمارة.
فرصه لا تتكرر
يقول محمد "هذا اليوم يعتبر من المواسم التي لا تتكرر إلا كل فترة طويلة، حيث أقوم ببيع كوب الشاي بنصف جنيه، وهو سعر مناسب لعمل عشرات الأكواب والخروج بمبلغ مناسب خلال يوم الاستفتاء".
وحين ينادي أحد الواقفين على محمد يجري عليه ليأخذ منه كوب الشاي الفارغ ويكمل كلامه قائلا "تمثل التجمعات والمظاهرات فرصة فريدة للتواجد خاصة بالنسبة للباعة الجائلين، حيث يبيعون بضاعتهم ويفرشونها في الشارع وسط المتظاهرين والوافدين، وكل مظاهرة لها البضاعة المناسبة لها".
أما على الطرف الآخر من الشارع فقام عم حسنين (45 عاما)، وهو بائع خردوات بفرش بضاعته خارج المحل حتى تكون ظاهرة للمارين من الشارع للذهاب للانتخاب.
يبيع حسنين زجاجات المياه وحلويات ولعبا للأطفال والشماسي الواقية من المطر، وغيرها من البضاعة الأساسية، ويقول "حتى الآن اشترى مني عشرات المارة من البضاعة خاصة المأكولات والمشروبات وبعض الأدوات التي تحميهم من سوء الأحوال الجوية".
المحال المجاورة للجان الانتخابية شهت رواجا بسبب إقبال الناخبين (الجزيرة نت)
يرى حسنين أن المصادفة هي التي جعلت إحدى المدارس القريبة من دكانه مقرا انتخابيا بحيث يمر مئات من النساء وأطفالهن على المحل، ويتم الشراء بكميات كبيرة، معتبرا أنه من بعد الثورة أصبحت مدرسة عاطف صدقي مقرا انتخابيا يُدِر عليه دخلا مناسبا لا يحققه إلا على مدار مرور عدة أشهر في أيام السنة العادية.
سائقو وسائط النقل العامة كانوا من المستفيدين بشكل كبير في يوم الاستفتاء، ففي الوقت الذي خلت فيه الشوارع الرئيسية من المارة تكدست المناطق القريبة من المقار الانتخابية بالسيارات العامة لنقل الركاب الذين أتوا من أماكن بعيدة للإدلاء بأصواتهم حسب كشوفهم الانتخابية.
عبد الكريم أحمد (سائق) لم يذهب للتصويت في الاستفتاء، واعتبر أن هذا الاستفتاء لا يخصه، فهو لا يفهم في القانون -كما يقول- وترك الأمر للمختصين في الدستور للتحديد والاختيار.
في المقابل قام عبد الكريم بجهد كبير في إيصال المئات من المواطنين لمقارهم ولجانهم الانتخابية، معتبرا أن الإجازة الرسمية التي أقرتها الدولة للنزول ليوم الاستفتاء ساهمت بشكل كبير في تزايد الإقبال على الاستفتاء بهذا الشكل غير المتوقع.
دعاية للاستفتاء
وعلى مدار الأسبوعين السابقين للاستفتاء قام حسام السيد (43 عاما) -وهو صاحب إحدى المطابع- ببيع كميات كبيرة من ورق الدعاية للاستفتاء على الدستور ما بين مؤيد ومعارض له.
يقول حسام "أنا لا يهمني تأييد الدستور أو لا، فقد قامت جهات وأحزاب سياسية بالتعاقد معي لطباعة كميات كبيرة من الأوراق لتوزيعها وعمل دعاية للاستفتاء وحث المواطنين على المشاركة".
أما عمر محمد فهو أحد الفتية الذين كانوا يقفون في الميادين الكبرى وخارج المساجد خلال أوقات الصلاة، لتوزيع إعلانات تحث على التصويت بنعم، يقول "كنت آخذ خمسين جنيها بتوزيعي للمطبوعات، وكنت أختار المواقيت التي يفترض أن يكون فيها تكدس وزحام من المواطنين".
وأكد أن الانتخابات ومواعيد الاستفتاء تمثل موسما مناسبا للعاملين بالمطابع لطباعة وتوزيع ورق الدعايا للمؤيدين أو للمعارضين بمشاركة عدد من الفتية الصغار، لأنها مهنة سهلة -بحسبه- ولا تتطلب مجهودا كبيرا.
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي