تحية لأسرانا في سجون الاحتلال

لربما افضل وقت للحديث عن الأسرى وعن اضراب الاسرى عن الطعام هو شهر رمضان الكريم. اذ نشعر فيه بمدى الالم حين نصبر عن الطعام من الفجر حتى غروب الشمس. فلنتخيل اذا حال من اضرب عن الطعام منذ ثلاثة اسابيع وشهر واكثر!
ماهو حالهم؟! في يوم ما قررت ان اعيش معاناتهم لكي اكون قريب منهم اشعر معهم فوجدت ان الانسان العادي يعد الزمن بالساعات والايام اما الاسير فيعد الزمن بالدقائق لا بل بالثواني. فكل لحظة تمر تشعر فيها بالاختناق كل لحظة تمر وانت مضرب عن الطعام تعتصر الامعاء تلك الامعاء التي تود لو كان بيدها ان تقف معك لكنها لا تملك حيلة الا ان تعمل كما ارادها الله ان تعمل. فانت ان استطعت ان تقوي من شكيمتك وترفع ارادتك تعود الامعاء في كل ثانية لتذكرك بانها بحاجة الى الطعام وبأنك مضرب عنه.
تحية الى كل اسرانا في سجون الاحتلال تحية الى كل سجين سجن ظلماً تحية الى كل اسير ما زال يرفع راية الصمود.
ربما يعتقد البعض ان الناس تبالغ بردة فعلها تجاه الاسرى الى هؤلاء اقول : لا والله ما نحن بمبالغين في حق الاسرى فان يوم قضيته في الزنزانة خنقني وما زال يخنقني للان فما بالكم بالاسرى القابعون خلف القضبان من سنين.
ليس من السهل والله ان تحافظ على قضيتك وعزيمتك وارادتك وانت خلف القضبان والسجان والجلاد يسعى بكل ما اوتي من قوة ومن اجهزة ومن نفوذ الى اذلالك والى قهرك والى تطويعك.
لكن هيهات فهؤلاء اسرانا في سجون الاحتلال اسود, نعم انهم اسود ورجال اشاوس ما خنعوا ولا رضوا بالذل.
وها هم الاسرى يضربون لنا الامثلة في كل يوم وفي كل زمن مذ بدء الاحتلال. من بدايات المقاومة فمن منا نسي الرجال الثلاثة الاشاوس محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي؟ رحمهم الله جميعاً
عبدالله البرغوثي الأسد المهيب الذي يخافه اعدائه حتى وهو اسير لديهم, عبدالله البرغوثي حين يخرجونه من زنزانته يخرج مكبل اليدين ومكبل القدمين البرغوثي البطل الذي اعترف انا شخصياً اني لن استطيع ان اصمد عشر ما قد صمد.
يستحق منا البرغوثي ان نقف معه يستحق منا البرغوثي ان نشعر بوالدته وهي ترى ابنها يقوم بما هو مطلوب منه اضعاف مضاعفة مع ذلك فان الحكومات العربية لا تقوم بربع ما هو مطلوب منها تجاه اسرانا.

امراض كثيرة اصابته من هبوط في القلب ورعشة وضمور بالكبد. خرج احد الاطباء ليقول ان البرغوثي هو شهيد على قيد الحياة.
وانا اقول البرغوثي صفعة في وجه كل زعيم عربي يدعي كذباً انه حر ومقاوم وشريف