الى نور العوضات

هل يحق لي اكتب؟ هل سيستطيع القلب ان يغرف من هذا القلب المثقل بالألم ما يليق بمن اكتب عنها؟ هل لي ان اتحدث عنك يا نور؟ عن هذه القامة التي اعادت تشكيل مجتمع كامل فتوحد كله خلفها كما لم يتوحد من قبل.
لله درك يا نور!
والله انها لاحدى المعجزات ان يعتصر الألم قلوب الجميع الماً عليكٍ من عرفك ومن لم يعرفك في زمن كثرت فيه الجرائم حتى اوشكنا ان نقول اننا فقدنا انسانيتنا وفقدنا احساسنا بالموت وبالكوارث التي بدنا نعيشها حقيقة يومية. حتى اطليتِ علينا بطهرك فكانت دماءك الزكية الطاهرة التي روت تراب الارض, فكأنما عمدتينا بهذه الدماء لنعود بشر واصحاب قضية واصحاب ضمائر حية.
هل استرسلت في حديثي حتى تشعب؟ هل ابدو وكأنني غير منظم في طرحي؟ اذا فلتعذروني فوالله رغم ان الكتابة ليست بالامر الجديد علي وبرغم كتابتي مئات المقالات بسلاسة من قبل, الا اني اشعر بأني ما زلت طالب اتعلم الكتابة من جديد. لا لشيء الا لشعوري بعظم الانسانة التي اكتب عنها لانني مؤمن بانها ليست عادية ولاني مؤمن بأنها تملك من الايمان واليقين ما يكفينا لو وزع علينا ولاني اعلم انها كانت تبحث عما يرضي ربها ولا يرضي دنياها.
نور يا ملاك الفجر ويا شمس العفة ويا ريحانة الطهر ويا شجرة الاخلاق التي جذورها هنا وروحها في السماء.

كيف لي ان اقول
عذرا يا سادة
ان قواي تخور

كيف لي ان اقولها
وانا المتبني
قضيتك يا نور

لو غابت كل الناس
ما غبت ابداً
بل كنت اول الحضور

دفاترك المركونة في زاوية البيت والاقلام والمصحف الشريف الذي كنتي ترتلينه وبعض الثياب في الدولاب هذا ما يعتقد الناس انك تركتيه خلفك.
ولكني اخبرهم واخبر العالم اجمع انكِ تركتِ خلفكِ ما لم يستطيع قادة وسياسيين ان يتركوه فقد تركت يا نور لنا النور فامسينا نرى الحق بوضوح تركتِ لنا قصة اسطورية الا انها حقيقة نعلمها لبناتنا وابنائنا عن العفة والشرف والكرامة والطهر. امسيتي ايقونة للعفة حتى ردد الجميع في مسيرات الغضب "يحضرني قول مأثور..رمز العفة هي نور"
عليك السلام يا نور.والصبر والسلوان لذلك الأب الذي قبلت جبينه معزياً لفقدكِ, والصبر والسلوان للأم الثكلى.ولكِ الرحمة والمغرة. الى جنات الخلد شهيدة باذن الله

محمد ابو عاذرة