تدريبات الامير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد مع الكتيبة الخاصة ٧١

منذ ان تم تسمية الامير حسين بن عبدالله ولياً للعهد في الاردن وانا اراقبه بين الفينة والاخرى. لم يكن يبدو عليه الجدية في حياته الجديدة التي انتقل فيها ليصبح ولياً للعهد, فحين يظهر كان طويل الشعر ولا يرتدي ملابس رسمية, وكأنه لا يبالي. ولا اخفي اني كنت اتسائل في قرارة نفسي هل هذا من سيحكمنا ويصبح الملك بعد ابيه؟
الا اني تفاجأت مؤخراً بأن هذا الفتى الذي كنت احسبه مدللاً اصبح رجلا يتحمل المسؤولية بل انه اصبح يعيش حياة الجندية بما فيها من قساوة وخشونة وتعليمات صارمة.
فاستنجت من ذلك ان الأب لم يرد ان يفسد على ابنه حياته في بداياتها واراده ان يعيش حياته كأي فتى في العالم اي اراده ان يعيش حياته دون ان يشعر بأي نقص, فاذا ما اتم دراسته وانهاها اوكلت اليه المهام وانيطت به المسؤولية الكاملة, وقد بدا ذلك جلياً حين شاهدته يقفز من طائرة الهليكوبتر, ويتدرب مع القوات الخاصة الاردنية وقد بدا رجلاً ناضجاً يسير مع زملائه متأبطاً سلاحه ويقوم بواجبه على اكمل وجه.
احياناً الحكمة لا تظهر من منظور مختزل ولا بد من مشاهدة المشهد كامل اليوم اكتمل المشهد واتضحت حكمة الأب وحنكته.
يكاد التاريخ يعيد نفسه فهذا الاب قد يوماً ابناً للراحل الملك حسين بن طلال وقد كان احد عناصر القوات الخاصة وقد رأيته يوماً ينفذ عملية حقيقية وكانت مصورة وقد ابلا بلاءاً حسناً.
لا ريب ان تفكير الانسان في سن الرشد يختلف عما كان عليه قبل ذلك, فانا مثلاً لو سألني احدهم حين كنت صبياً عن طموحي لاجبته هو ان اجتاز امتحان الثانوية العامة واذهب لسوق العمل واتخلص من هم اسمه الدراسة. لكن الأمر اختلف فبعد انهائي الثانوية صار طموحي ان ادرس جامعة واما اليوم فطموحي اصبح ان ارى الأمة العربية يد واحدة وقلب واحد وكيان واحد.
لست في معرض الحديث عن نفسي هنا انما اردت ان اوضح انك لا تستطيع ان تحكم علي من موقف قلته وانا في الصبا وان اردت ان تحكم علي حاكمني اليوم وانا راشد ومسؤول عما اقول.
اترككم الان مع بعض المشاهد من تدريبات الامير حسين مع القوات الخاصة 71