سيادة الرئيس

سيادة الرئيس
جلس في غرفته ,اغلق الباب واشعل سيجارة وشرع يفكر كيف سيقوم بالاصلاحات "هذا زمن الاصلاح زمن التغيير الذي لطالما انتظره الشعب" قالها محدثاً نفسه. فكر في ايهما اولى البدء بالاصلاح الاقتصادي ام الاجتماعي ام السياسي, ايهما اولى ايجاد مساكن للفقراء, وبناء المدارس, ام المستشفيات. وخرج بنتجية انه سيقوم بتشكيل لجان وسيقوم بالاطلاع على توصياتها ومن ثم سيقرر ما هو الاولى بالبدء.
اخرج دفتر الملاحظات وقام بتدوين ملاحظاته ,قلب الصفحة وقال : "الان جاء دور الرجال الذين سيدعموني في تنفيذ هذه الخطط والمشاريع الكبيرة وبما انها كبيرة فانها تحتاج الى رجال كبار ,ولا بد ان اختارهم بعناية فائقة جدا حتى لا اندم على ذلك ولا ينتقدني الشعب والاحزاب المعارضة"
دون اسماء كثيرة ملأت الصفحة وبعد ان انتهى من ذلك قام بقرأتها مرة اخرى شطب اسم هنا واسم اخر هناك ووضع بعض العلامات عند الاسماء التي وجدها اهل للثقة وكفؤة لاستخدام المناصب الحساسة.
شعر بالتعب والاعياء وقرر انه لا بد من وجود طبيب ماهر يرافقه ويتفقده بشكل يومي "لكن يجب ان اعرف تاريخ هذا الطبيب واين درس وما هي انتمائاته ,لربما استغلت المعارضة حاجتي لوجود طبيب وقاموا بدس احدهم كي يتخلصو مني ,لا بد ان يعلم هذا الطبيب الذي ساقوم بتعيينه انه اذا ما جرى لي شيء فانه بالدرجة الاولى يقضي على نفسه بنفسه,ثم انني سامنعه من السفر وساحتجز جواز سفره"
شعر بالذنب تجاه تصرفه مع الطبيب وان ذلك لربما سيربكه فيمتنع عن القيام بواجبه بحرية واريحية فانتهى به الامر ان قرر انه سيترك امر الطبيب لمسؤول الامن وهو سيتدبر هذه الامور.
دخلت زوجته الغرفة ,ففزع من دخولها المفاجيء وصرخ بها "ما الذي فعلتيه؟ الا تعلمين اني هنا مشغول!؟ الم اخبرك الف مرة الا تدخلي علي فجأة وانا اعمل هنا؟ الا تقدرين الجهود التي ابذلها؟!"
اعتذرت الزوجة وبررت دخولها المفاجيء بقولها: "صاحب الشقة بالباب ومعه ورقة اخلاء للشقة لاننا لم ندفع الايجار منذ ثلاثة اشهر"

كتبت في عام عام 2008