رمضـــان بغداد القديمة ..!
شهر رمضان شهر الصيام والغفران، في بغداد له تقاليد وعادات شعبية متوارثة ، فمع حلول موعد الافطار ينطلق مدفع الافطار(في ما مضى) معلنا انتهاء الصيام لذلك اليوم .
وهناك الكثير من العادات والتقاليد ، فمثلا كانت موائد الإفطار يقيمها الأهل بالتناوب (كل يوم في بيت من بيوت العائلة ) على ان يكون الافطار في اليوم الاول من رمضان في بيت كبير العائلة إن كان أبا أو أخا أو قريبا. وتكون موائد الإفطار عامرة بكل أصناف الطعام ولكن أهمها اللبن والتمر والحساء والهريسة ( نوع من أنواع الحساء) فهي تتكرر يوميا وبعد أن يفطر الصائمون على اللبن والتمر يتجمعون ليصلوا صلاة المغرب جماعة ثم يعودون لإكمال إفطارهم وبعد الإفطار يتم تقديم الشاي بأنواعه . ثم يتوجه الرجال إلى الجوامع لإداء صلاة العشاء وصلاة التراويح وفي المساء تقوم العوائل بتبادل الزيارات للتهنئة بحلول الشهر الكريم وتقدم أنواع الحلويات أثناء التسامر الذي يستمر حتى منتصف الليل.
وأحيانا يستمر السمر حتى وقت السحور , وفي وقت السحور هناك أشخاص مسؤولون عن ايقاض الصائمين على وجبة السحور (ابو الطبل ) ولكل منطقة أو حي ( ابو الطبل ) الخاص به حيث يتجول ليلا وهو ينقر على دفه وينادي للقيام للسحور .
وهذه العادة وجدت في بغداد منذ زمن العباسيين . وأوجدوا له فنا شعريا اسموه ( القوما ) والكلمة مشتقة من ( قوما نسحر قوما ) وأول من اخترع هذا الفن هو( أبو نقطة ) للخليفة الناصر ثم أخذه عنه أبنه وكانا يقومان بإنشاده لغرض إيقاظ الخليفة في وقت السحور . وبعض الصائمين يتوجهون للمساجد أيضا ليلا لإداء صلوات التهدج .
ومن العادات الرمضانية أن يتجمع أطفال الحي ليلا وهم يحملون معهم أكياسا ويطوفون في أزقة الحي ويطرقون الأبواب وهم ينشدون :
ماجينا يا ما جينا
حلي الكيس وانطينا
تنطونا لو ننطيكم
ربنا العالي يخليكم
لبيت مكة يوديكم
يا اهل السطوح
تنطونا لو نروح
فيخرج أهل البيت لإعطاء الأطفال الحلوى والمعجنات أو نقودا لشراء ما يريدون .
وبعض الشباب يذهبون ليلا إلى المقاهي الشعبية حيث يتجمعون هناك ويمارسون لعبة اسمها ( المحيبس ) ( أي الخاتم ) حيث ينقسمون إلى فريقين ولكل فرق رئيس ويقوم أحدهم بإخفاء المحبس في يد أحد أفراد فريقه وعلى الفريق الثاني معرفة اليد التي أخفي فيها المحبس فإن تم الكشف عليه ينتقل المحبس للفريق الآخر أما إذا لم يكتشف فتحتسب نقطة للفريق وتكون اللعبة من 21 نقطة يكون على الفريق الخاسر تقديم أطباق الحلويات للجميع. وأحيانا تنظم المسابقة بين فرق شباب الأحياء أو المدن. كما اعتاد أيضا الميسورون من أهل بغداد إقامة مآدب إفطار تقام في المساجد والجوامع أو أمام منازلهم للفقراء من الصائمين.
وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان يكثر الذهاب إلى المساجد ليلا للقيام وقراءة القرآن .
وقبل عيد الفطر المبارك يقوم الأهل باصطحاب أبنائهم للأسواق ليلا حيث تبقى المحلات مفتوحة لوقت متأخر من الليل ويقومون بشراء مستلزمات العيد والتي تشمل الملابس الجديدة (اما في ايامنا هذه فتغلق المحلات ابوابها قبل اذان المغرب بسبب الوضع الامني المتردي).
ويقوم البعض بشراء ملابس للأطفال الفقراء ويتم توزيعها عليهم وتسمى كسوة العيد.
وتقوم الأمهات في البيوت بإعداد وتهيئة معجنات العيد (الكليجة).
وفي صباح العيد يتوجه الآباء والأبناء إلى الجوامع والمساجد لإداء صلاة العيد وبعدها يتوجهون إلى أسواق خاصة لشراء الأغنام التي تنحر ويزع لحومها على الجيران والأقرباء.
كما اعتاد ابغداديون أن يزوروا من هم أكبر سنا في العائلة لتقديم التهاني بالعيد ويقوم الكبار بمنح الأطفال نقودا تسمى (العيدية).
وعادة يتم تعويد الأطفال على الصيام وهم صغار وحسب أعمارهم فمن يعلّم أن يصوم مثل الكبار إن كان عمره يسمح بذلك ومنهم من يعلّم أولا الصيام لوقت الظهيرة إن كانوا صغارا لكي يتعودوا شيئا فشيئا على الصيام والمشاركة في صيام شهر رمضان.
وفي صباح يوم العيد يتجول ابو الطبل وعمال التنظيف والحراس الليليون على البيت لتقديم التهاني وتلقي مكافأة خدمتهم خلال شهر رمضان ( العيدية).
وهكذا يكون شهر رمضان من أحلى وأكرم الأشهر وننتظر حلوله كل عام بفارغ الصبر.
والبغداديون اليوم يدعون عند كل افطار ان يتحرر العراق من مغتصبيه وان تعود البلاد كما كانت في سالف الازمان ملؤها الخير والمحبة والسلام.
__________________
منقول للأمانة
شهر رمضان شهر الصيام والغفران، في بغداد له تقاليد وعادات شعبية متوارثة ، فمع حلول موعد الافطار ينطلق مدفع الافطار(في ما مضى) معلنا انتهاء الصيام لذلك اليوم .
وهناك الكثير من العادات والتقاليد ، فمثلا كانت موائد الإفطار يقيمها الأهل بالتناوب (كل يوم في بيت من بيوت العائلة ) على ان يكون الافطار في اليوم الاول من رمضان في بيت كبير العائلة إن كان أبا أو أخا أو قريبا. وتكون موائد الإفطار عامرة بكل أصناف الطعام ولكن أهمها اللبن والتمر والحساء والهريسة ( نوع من أنواع الحساء) فهي تتكرر يوميا وبعد أن يفطر الصائمون على اللبن والتمر يتجمعون ليصلوا صلاة المغرب جماعة ثم يعودون لإكمال إفطارهم وبعد الإفطار يتم تقديم الشاي بأنواعه . ثم يتوجه الرجال إلى الجوامع لإداء صلاة العشاء وصلاة التراويح وفي المساء تقوم العوائل بتبادل الزيارات للتهنئة بحلول الشهر الكريم وتقدم أنواع الحلويات أثناء التسامر الذي يستمر حتى منتصف الليل.
وأحيانا يستمر السمر حتى وقت السحور , وفي وقت السحور هناك أشخاص مسؤولون عن ايقاض الصائمين على وجبة السحور (ابو الطبل ) ولكل منطقة أو حي ( ابو الطبل ) الخاص به حيث يتجول ليلا وهو ينقر على دفه وينادي للقيام للسحور .
وهذه العادة وجدت في بغداد منذ زمن العباسيين . وأوجدوا له فنا شعريا اسموه ( القوما ) والكلمة مشتقة من ( قوما نسحر قوما ) وأول من اخترع هذا الفن هو( أبو نقطة ) للخليفة الناصر ثم أخذه عنه أبنه وكانا يقومان بإنشاده لغرض إيقاظ الخليفة في وقت السحور . وبعض الصائمين يتوجهون للمساجد أيضا ليلا لإداء صلوات التهدج .
ومن العادات الرمضانية أن يتجمع أطفال الحي ليلا وهم يحملون معهم أكياسا ويطوفون في أزقة الحي ويطرقون الأبواب وهم ينشدون :
ماجينا يا ما جينا
حلي الكيس وانطينا
تنطونا لو ننطيكم
ربنا العالي يخليكم
لبيت مكة يوديكم
يا اهل السطوح
تنطونا لو نروح
فيخرج أهل البيت لإعطاء الأطفال الحلوى والمعجنات أو نقودا لشراء ما يريدون .
وبعض الشباب يذهبون ليلا إلى المقاهي الشعبية حيث يتجمعون هناك ويمارسون لعبة اسمها ( المحيبس ) ( أي الخاتم ) حيث ينقسمون إلى فريقين ولكل فرق رئيس ويقوم أحدهم بإخفاء المحبس في يد أحد أفراد فريقه وعلى الفريق الثاني معرفة اليد التي أخفي فيها المحبس فإن تم الكشف عليه ينتقل المحبس للفريق الآخر أما إذا لم يكتشف فتحتسب نقطة للفريق وتكون اللعبة من 21 نقطة يكون على الفريق الخاسر تقديم أطباق الحلويات للجميع. وأحيانا تنظم المسابقة بين فرق شباب الأحياء أو المدن. كما اعتاد أيضا الميسورون من أهل بغداد إقامة مآدب إفطار تقام في المساجد والجوامع أو أمام منازلهم للفقراء من الصائمين.
وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان يكثر الذهاب إلى المساجد ليلا للقيام وقراءة القرآن .
وقبل عيد الفطر المبارك يقوم الأهل باصطحاب أبنائهم للأسواق ليلا حيث تبقى المحلات مفتوحة لوقت متأخر من الليل ويقومون بشراء مستلزمات العيد والتي تشمل الملابس الجديدة (اما في ايامنا هذه فتغلق المحلات ابوابها قبل اذان المغرب بسبب الوضع الامني المتردي).
ويقوم البعض بشراء ملابس للأطفال الفقراء ويتم توزيعها عليهم وتسمى كسوة العيد.
وتقوم الأمهات في البيوت بإعداد وتهيئة معجنات العيد (الكليجة).
وفي صباح العيد يتوجه الآباء والأبناء إلى الجوامع والمساجد لإداء صلاة العيد وبعدها يتوجهون إلى أسواق خاصة لشراء الأغنام التي تنحر ويزع لحومها على الجيران والأقرباء.
كما اعتاد ابغداديون أن يزوروا من هم أكبر سنا في العائلة لتقديم التهاني بالعيد ويقوم الكبار بمنح الأطفال نقودا تسمى (العيدية).
وعادة يتم تعويد الأطفال على الصيام وهم صغار وحسب أعمارهم فمن يعلّم أن يصوم مثل الكبار إن كان عمره يسمح بذلك ومنهم من يعلّم أولا الصيام لوقت الظهيرة إن كانوا صغارا لكي يتعودوا شيئا فشيئا على الصيام والمشاركة في صيام شهر رمضان.
وفي صباح يوم العيد يتجول ابو الطبل وعمال التنظيف والحراس الليليون على البيت لتقديم التهاني وتلقي مكافأة خدمتهم خلال شهر رمضان ( العيدية).
وهكذا يكون شهر رمضان من أحلى وأكرم الأشهر وننتظر حلوله كل عام بفارغ الصبر.
والبغداديون اليوم يدعون عند كل افطار ان يتحرر العراق من مغتصبيه وان تعود البلاد كما كانت في سالف الازمان ملؤها الخير والمحبة والسلام.
__________________
منقول للأمانة
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي