كلمات ..
التغيير الممكن والطريق المستحيل
«التغيير» كلمة سحرية تثير احلام الناس وربما طمعهم المشروع في حياة أفضل وهو ما يفسر الرواج الذي لاقته هذه «الكلمة» في مجتمعنا السياسي خاصة في العقد الاخير.. فالجميع ينادي بالتغيير.. الحكومة بدأت الفعل التغييري بتغيير الكلمة نفسها فتغير سعر سلعة تسميه «تحريكا» وتغيير وضع ما من المسموح إلي الممنوع تسميه «تنظيما». وهكذا
اما المعارضة فهي دائما تتطالب بالتغيير بدءا من طلبها تغيير الوزارات قبل الثورة وصولا إلي حركات (.. من أجل التغيير) التي أزدهرت من 2005 وما بعدها. إذا كان التغيير يتفق عليه الحكومة والمعارضة والناس- مع اختلاف التصورات - فلماذا لم يحدث أي تغيير في بلدنا حتي الآن؟ في الحكومة مفهوم التغير غير متفق عليه (طبعا غير وارد لديهم تغيير النظام كله كما تنادي المعارضة).. هناك من ينادي بالفكر الجديد وهو في حقيقته تكريس للوضع القائم بعمليات تجميل من شاكلة (البيت بيتك، صكوك الملكية.. )وغيرها من الافكار التي تداعب عواطف الجماهير، ولكن داخل النظام ايضا هناك من يري بقاء الحال لأن الحياة في مصر لونها «بمبي» وأزهي عصور الديمقراطية والشفافية.. الخ، في النهاية يكتفي النظام باستخدام سحرية كلمة التغيير في تغيير الوجوه لامتصاص حالات الغضب الشعبي فيغير بعض الاشخاص فى الصورة داخل نفس الإطار.. ليبقي النظام!
أما المعارضة فهي فعلا تمتلك مبادرات للتغيير ولكن ايضا هي تفتقد إلى جماهيرية تدعم هذه المبادرات، فحركة الجماهير تطالب بحلول اقتصادية واجتماعية بينما "النخبة المعارضة" لم تستطع الربط بين مشروعاتها للتغيير ومشاكل السواد الاعظم من الشعب الذي يعاني يوميا شظف العيش بينما النخبة والتي من المفروض أن تعبر عنه مشغولة بخلافاتها حول نوع ومفهوم ومدلول.. التغيير المطلوب!
هذا الانفصال بين الناس والنخبة أصبح ظاهرة تتحدي كل ألوان الطيف المعارض في مصر، ربما يرجع ذلك - في جزء منه علي الاقل- إلي مجموعة تراكمات وعوامل عدة تضافرت لتجعل واقعنا السياسي وكأنه عزف منفرد بدون الجمهور الذي انصرف عمن يتحدث باسم الامة وباسم الشعب وبسم الله الرحمن الرحيم هانبدأ الليلة علي المسرح السياسي المبتذل أصلا.
إذن كيف يمكن أن يحدث التغيير المنشود؟
أولا يجب تحديد واضح فاصل يتفق عليه الجميع ويكون المحرك الحقيقي الفعل وليس الكلام الذي يتقنه الجميع في مصر، ولا يتأتى ذلك بوضع برامج سياسية محدودة أو افكار ايدولوجية جاهزة ، ولكن بتحديد المعوقات التي تواجه عملية التغيير وهذا لن يحدث الا بحوار سياسي وفكري يشارك فيه الجميع لتوفير ارادة مجتمعية للتغيير تبدأ بعودة المصريين مرة أخري للعمل السياسي والمشاركة في العمل العام وهو ما يحتاج من النخبة ابداع شكل جديد يسمح بمشاركة الناس بدون التعالي عليهم، كما يجب تحويل المطالب والاهداف لتتجه إلي تعديل علاقات قوى التغيير داخل المجتمع ليس فقط على المستوى السياسي ولكن ايضا اجتماعيا وثقافيا.
أولي الخطوات هي نزع اليأس لدي الجماهير لتكون أكثر ايمانا «بإمكانية» حدوث هذا التغيير، ويدرك الجميع أن التغيير المنشود هو مسئولية فردية يتحملها كل فرد في المجتمع (أى فرض عين وليس فرض "كفاية" فقط !)، وعندها يمكن أن ننتقل إلى مرحلة بناء القدرات وتحديد الاولويات والاهداف الواضحة حتي لا تستغرقنا الاعمال العشوائية غير المحسوبة التي تستنفذ الجهد وتصيب الجماهير بالإحباط.
واخيرا علي الجميع التخلص من فكرة البحث عن رموز أو قيادات تتصدر الواجهة.. فالتغيير بات مطلبا جماهيريا أكبر من أي اسم او رمز يدعمه.. ما عدا ذلك نكون كمن يسير في طريق مستحيل لايوصل لشئ.
• حروف الكلمات رغبات الجماهير مثل المياه المتدفقة من شلال هادر إذا حددت مساره يكون قوة ايجابية هائلة تزرع وتعمر حولها .. وإذا لم تفعل ذلك بإرادتك تحولت إلي فيضان مدمر يقتلع الأخضر واليابس.
ساهر جاد
__._,_.___
التغيير الممكن والطريق المستحيل
«التغيير» كلمة سحرية تثير احلام الناس وربما طمعهم المشروع في حياة أفضل وهو ما يفسر الرواج الذي لاقته هذه «الكلمة» في مجتمعنا السياسي خاصة في العقد الاخير.. فالجميع ينادي بالتغيير.. الحكومة بدأت الفعل التغييري بتغيير الكلمة نفسها فتغير سعر سلعة تسميه «تحريكا» وتغيير وضع ما من المسموح إلي الممنوع تسميه «تنظيما». وهكذا
اما المعارضة فهي دائما تتطالب بالتغيير بدءا من طلبها تغيير الوزارات قبل الثورة وصولا إلي حركات (.. من أجل التغيير) التي أزدهرت من 2005 وما بعدها. إذا كان التغيير يتفق عليه الحكومة والمعارضة والناس- مع اختلاف التصورات - فلماذا لم يحدث أي تغيير في بلدنا حتي الآن؟ في الحكومة مفهوم التغير غير متفق عليه (طبعا غير وارد لديهم تغيير النظام كله كما تنادي المعارضة).. هناك من ينادي بالفكر الجديد وهو في حقيقته تكريس للوضع القائم بعمليات تجميل من شاكلة (البيت بيتك، صكوك الملكية.. )وغيرها من الافكار التي تداعب عواطف الجماهير، ولكن داخل النظام ايضا هناك من يري بقاء الحال لأن الحياة في مصر لونها «بمبي» وأزهي عصور الديمقراطية والشفافية.. الخ، في النهاية يكتفي النظام باستخدام سحرية كلمة التغيير في تغيير الوجوه لامتصاص حالات الغضب الشعبي فيغير بعض الاشخاص فى الصورة داخل نفس الإطار.. ليبقي النظام!
أما المعارضة فهي فعلا تمتلك مبادرات للتغيير ولكن ايضا هي تفتقد إلى جماهيرية تدعم هذه المبادرات، فحركة الجماهير تطالب بحلول اقتصادية واجتماعية بينما "النخبة المعارضة" لم تستطع الربط بين مشروعاتها للتغيير ومشاكل السواد الاعظم من الشعب الذي يعاني يوميا شظف العيش بينما النخبة والتي من المفروض أن تعبر عنه مشغولة بخلافاتها حول نوع ومفهوم ومدلول.. التغيير المطلوب!
هذا الانفصال بين الناس والنخبة أصبح ظاهرة تتحدي كل ألوان الطيف المعارض في مصر، ربما يرجع ذلك - في جزء منه علي الاقل- إلي مجموعة تراكمات وعوامل عدة تضافرت لتجعل واقعنا السياسي وكأنه عزف منفرد بدون الجمهور الذي انصرف عمن يتحدث باسم الامة وباسم الشعب وبسم الله الرحمن الرحيم هانبدأ الليلة علي المسرح السياسي المبتذل أصلا.
إذن كيف يمكن أن يحدث التغيير المنشود؟
أولا يجب تحديد واضح فاصل يتفق عليه الجميع ويكون المحرك الحقيقي الفعل وليس الكلام الذي يتقنه الجميع في مصر، ولا يتأتى ذلك بوضع برامج سياسية محدودة أو افكار ايدولوجية جاهزة ، ولكن بتحديد المعوقات التي تواجه عملية التغيير وهذا لن يحدث الا بحوار سياسي وفكري يشارك فيه الجميع لتوفير ارادة مجتمعية للتغيير تبدأ بعودة المصريين مرة أخري للعمل السياسي والمشاركة في العمل العام وهو ما يحتاج من النخبة ابداع شكل جديد يسمح بمشاركة الناس بدون التعالي عليهم، كما يجب تحويل المطالب والاهداف لتتجه إلي تعديل علاقات قوى التغيير داخل المجتمع ليس فقط على المستوى السياسي ولكن ايضا اجتماعيا وثقافيا.
أولي الخطوات هي نزع اليأس لدي الجماهير لتكون أكثر ايمانا «بإمكانية» حدوث هذا التغيير، ويدرك الجميع أن التغيير المنشود هو مسئولية فردية يتحملها كل فرد في المجتمع (أى فرض عين وليس فرض "كفاية" فقط !)، وعندها يمكن أن ننتقل إلى مرحلة بناء القدرات وتحديد الاولويات والاهداف الواضحة حتي لا تستغرقنا الاعمال العشوائية غير المحسوبة التي تستنفذ الجهد وتصيب الجماهير بالإحباط.
واخيرا علي الجميع التخلص من فكرة البحث عن رموز أو قيادات تتصدر الواجهة.. فالتغيير بات مطلبا جماهيريا أكبر من أي اسم او رمز يدعمه.. ما عدا ذلك نكون كمن يسير في طريق مستحيل لايوصل لشئ.
• حروف الكلمات رغبات الجماهير مثل المياه المتدفقة من شلال هادر إذا حددت مساره يكون قوة ايجابية هائلة تزرع وتعمر حولها .. وإذا لم تفعل ذلك بإرادتك تحولت إلي فيضان مدمر يقتلع الأخضر واليابس.
ساهر جاد
__._,_.___
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي