نجح طبيب عربي مسلم باحداث ضربات فكرية موجعة لكل التنظيمات والجماعات الارهابية التي تحاول تشويه صورة الاسلام، وذلك من خلال ابتكاره لـ99 شخصية كارتونية تجسد صفات الله واسماءه العظمى والتي حددها الاسلام بـ99 اسما وصفا، وتكرس جميعها قيم الاسلام النبيلة بعيدا عن العنف والكراهية التي يبثها المتشددون وعشاق الدم من المتسترين بلباس الدين.
الشخصيات الـ99 والتي ابتكرها الطبيب الكويتي نايف المطوع صاحب (مجموعة تشكيل للإعلام)، مثلت شخوصا خارقة ضمن مجلة دورية تصدر في لندن وتسعى الى ان تنافس الشخصيات الكارتونية الامريكية الخارقة مثل سوبر مان وبات مان وسبايدر مان، فتكسب بذلك عقول الصغار وتنمي لديهم كل الصفات الحميدة وتوفر لهم الحماية الفكرية من التوجهات المنحرفة.
يقول المطوع في تصريحات صحافية ان الشخصيات الـ99 هي شخصيات قوة خارقة (سوبر باور) مبنية على الثقافة الاسلامية ولكن من غير التوغل في الدين وبعيدا عن الخوض فيه، موضحا انه قام بتصميمها لشعوره بان العالم الاسلامي والغربي بحاجة لنماذج مبنية على ثقافتنا العربية والاسلامية وتبشر بالخير.
وتبدا فكرة الشخصيات الـ99 من بغداد وتحديدا عند الغزو المغولي لها في عام 1258 عندما تم تدمير مكتبة دار الحكمة وتمزيق كتبها وإلقاءها في نهر دجلة الذي اصطبغ بلون الحبر آنذاك، حيث تدور الفكرة حول قيام حراس المكتبة بتحويل الكتب الى خلطة كيميائية تتحول الى مجموعة من احجار النور وهي 99 بحيث يحمل كل حجر قدرات خارقة يكتسبها كل من يلمس احد تلك الاحجار.
وتحمل الشخوص الـ99 التي تمتلك فيما بعد تلك الاحجار، الصفات الـ99 التي نسبها الاسلام الى الله مثل شخصية "جبار" ويمثل شخصية القوي و"وداد" التي تحمل سلاح المودة والحب و"سميع" المتميز بقوة اذنيه و"بصير" المتميز بقوة عيونه و"نورا" العارفة بأمور الناس حيث تحمل كل شخصية قصة معالجة لمشكلة تساعد الطفل على ايجاد طرق لحل النزاعات.
وقد حقق العمل الكارتوني هذا نجاحات بارزة في اوربا والولايات المتحدة حيث نجح بإظهار صورة الاسلام الحقيقي وكرس قيم التسامح والتاخي، واصبح الرقم 99 لدى الغرب ايقونة لقوة الخير بعد 1400 سنة من اعلانه على لسان الرسول محمد (ص)، في الوقت الذي جعل فيه الإرهابيون بالمقابل من صرخات (الله اكبر) ايقونة للذبح والتفخيخ حين قرنوها بعملياتهم الارهابية وبلحظات الضغط على ازرار التفجيرات الانتحارية فشوهوا بذلك اجمل صيحات التكبير لدى المسلمين.
شخوص المطوع الكارتونية كشفت للعالم الغربي ان الاسلام دين للتسامح والتحضر ونبذ العنف، غير انها رغم ذلك لم تسعف لغاية الان اطفال المسلمين والعرب حيث لم تبث تلك الشخوص بنسخ عربية على مجال واسع، حيث اشد ما يكون الطفل العربي والمسلم في الوقت الحاضر الى بناء روح الاسلام الحقة فيه بدلا من روح العنف والقتل.
فالقاعدة تجند الصبية والاطفال في الانبار وتفخخ اجسادهم في ديالى وتمرنهم على حمل السلاح في اماكن اخرى, لذا يجب ايجاد ما ينافسها المنافسة الحقة نحو قلوب الاطفال والمراهقين ويعمل على بناء معاني الاسلام الحقيقية لديهم.
ومن ابرز ما تشير اليه هذه الشخوص الكارتونية انه بمقدور المنظومات الثقافية في الدول العربية والاسلامية ان تهزم الارهابيين بقنابلهم واجسادهم المفخخة، بقليل من الشخوص الكارتونية اذا ما احسن بناءها وتوجيهها، وان الحرب ضد الارهاب تبدا بحسن توجيه الاطفال وتربيتهم.
ولعل العراق في وضعه الحالي اشد دول المنطقة حاجة لمثل هذه الثقافة وهذا الاسلوب الفني المحبب لدى الطفل، في مساعيه لبناء جيل مثقف يجعل من صفات الشجاعة والمودة والمحبة والسلام نبراسا لطريقه ومنهاجا لبناء شخصية الطفل
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي