بغدادُ يا دمعةً باتتْ أداريها
....................... تبكي لحالي وما ألقى وأبكيها
وأغرفُ السُّهدَ من ليلي وأطعمها
....................... ومن فؤادي مناحاتٍ وأسقيها
وأسألُ الدوحَ : ما فعلَتْ مطوقةٌ
....................... قد طُوقتْ وغدتْ في كفِّ راميها
هل الرُّصافةُ تدري بالمَها نفرتْ
....................... عنها وما دارةٌ بالكرخِ تؤويها ؟
ما عادَ في شطها تلهو مراكبُهـا
....................... ولا على موجِها تزهو ملاهيهـا
سألتُ عن روضِها الآتينَ من بلــدي ؟
....................... فكانَ رائدُهم يبكي ويَرويهـا :
ما راحَ بلبلُها الفتانُ يطربُـهُ
....................... إلا وأوّهَهُ بالحزنِ تأويهــا
بغدادُ.. يا جبهةَ الدنيا وغرتَها
....................... نفسي الفداءُ ليومٍ في مغانيها
واللهِ ما سكنتْ روحي بغربتِها
....................... يوماً ولا ليلةً في غيرِ (طاريها)
اللهُ ! كم خفقتْ في الصدرِ أجنحةٌ
....................... أدمتْ قوادمَها حمّى خوافيها
ولَجَّ في كَلَفٍ قلبٌ وأضلعُهُ
....................... من طولِ ما خفقتْ أحفتْ حوافيها
إني لأجلسُ في تطوانَ آمنةً
....................... نفسي ولكنّما الذكرى تناجيها
ماذا بقائي بأرضٍ خابَ سائلُها
....................... والناسُ معرضةٌ قد شحَّ معطيها
لمِّي الأثاثَ وبيعيهِ بلا ثمنٍ
....................... روحي إلى أرضِها قد ضَجَّ حاديها
من للأراملِ ضاعتْ في حمى بلدي ؟
....................... ودمعةِ اليُتمِ من يُشكي بواكيها ؟
من للسجينِ يقاسي القيدَ من زمنٍ ؟
....................... من للشريدِ مضاعاً في نواحيها ؟
من للجريحِ وقد عزّتْ ضمادتُهُ ؟
....................... من للضحايا تنادي في حواريها ؟
من للفقيرِ وللجوعان ؟ من لهما ؟
....................... كيف السبيلُ وحاميها حراميها ؟
في أرضِنا اليومَ آهاتٌ وأدعيةٌ
....................... وأدمـعٌ لا تني تجـري مآقيها
لو أنّ بعضَ دعاوى الناسِ قد سُمعتْ
....................... لدمَّرَ اللهُ ما فيها ومن فيها
هذا وإخوانُنا من الخليجِ إلى الـ
....................... ـمحيطِ يا قومٍ حاضرَها وباديها
كأنّ بغدادَ لا تعنيهمو أبداً !
....................... ولا العراقُ ولا منهم أهاليها !
كأنّ بغدادَ ما كانتْ أوائلُها
....................... ولا أواخرُها غوثاً لمُقويها
كأنها لم تكنْ قطبَ الوجودِ ولا
....................... يوماً بها دارتِ الأفلاكُ تنويها
كأنها لم تكنْ غيثاً سحابتُهُ
....................... كانَ الرشيدُ إذا مرّتْ يناجيها :
"لا تُمطري ههنا أو أمطري إنما
....................... خيراتكِ حيثُما حلتْ سنَجبيها"
حالَ الزمانُ وما زالتْ عوارفُها
....................... آناً فآناً إلى الراجينَ تُزجيها
واللهِ ما نسيتْ أسوانَ في عدةٍ
....................... ولا جنينَ وقد عادتْ عواديها
لنا لبغدادَ للفرسانِ صائلةً
....................... فيها شواخصُ تَروي عزَّ ماضيها
واسألْ بغزةَ عن بغدادَ كيفَ قضتْ
....................... رغمَ النوائبِ إلا أن تواسيها
قامتْ على جُرحها تمشي مكابرةً
....................... كيما توفّي عهوداً قلَّ مُوفيها
بغدادُ! ما أنتِ ؟ ما هذا الشموخُ ؟ وما
....................... سرُّ العطاءِ وقد جفَّتْ سواقيها ؟!
وخانكِ القومُ والأيامُ مدبرةٌ
....................... وما دروا أننا يوماً سنلويها
راحوا لطهرانَ حبواً دونما خجلٍ
....................... واصطفّ خالدُهمْ في صفِّ راشيها
واللهِ لن تفلحوا ما دامَ مرشدُكمْ
....................... من كانَ عائشةً بالرجسِ يرميهـا
لا أرشدَ اللهُ من سبَّ الصحابَ ومـنْ
....................... قال : "الإمامةُ أصلُ الدينِ" يَفريها
كلا .. ومن حاربَ التوحيدَ في صلفِ
....................... وعطّلَ الآيَ بـ(الآياتِ) تسفيها
يا قومُ ! هذي جيوشُ الفرسِ قد ذبحتْ
....................... بغدادَ!أم لم تروا منْ ذُبِّحوا فيها ؟!
حقاً لقد عمِيتْ أبصارْكمْ وغدتْ
....................... أسماعُكم حجراً ، ما نفعُ مُصغيها ؟
بلى ستشرقُ أقماري وإن طُمستْ
....................... وتنجلي غمةٌ كنا نُقاسيها
ويُظْهِرُ الموجُ عندَ الفجرِ أشرعتي
....................... يوماً وإن بعِدتْ عنا مراسيها
بغدادُ لا تزعلي واللهِ ما رضِيَتْ
....................... نفسي البعادَ لأمرٍ عنكِ يُلهيها
لولا انتظاري لغاياتٍ أحققُها
....................... لم أبقَ في غربتي أقتاتُ ماضيها
هذا ولولا مخافي اللهَ أرقُبُهُ
....................... لعفتُ في غربتي الدنيا وما فيها
وعجتُ في لهَفٍ أهفو إلى بلدي
....................... حتى يلامسَ جلدي تُربَ ناديها
لكنَّما قصةٌ في الآيِ منزلةٌ
....................... ما زالَ قارئُها يتلو ويُقريها
ذو النونِ والرِّحلةُ المذمومُ سالكُها
....................... والحوتُ ينتظرُ الباغي يُحاكيها
هي التي كلما ندّتْ مغاضبةً
....................... نهَيتُها فانتهتْ نفسي لناهيها
يا صاحبي في الهوى العذريِّ موعدةً
....................... منكم إلينا ولو بالوهمِ تزجيها
هل لي إلى حيّنا من عودةٍ ؟ وإلى
....................... ملاعبٍ في الصبا قد كنتُ آتيها
ورفقةٍ في حنايا الصدرِ قد سكنَتْ
....................... يا ربِّ رحماكَ بي أن لا أُلاقيها
بقلم د.طه حامد الدليمي
....................... تبكي لحالي وما ألقى وأبكيها
وأغرفُ السُّهدَ من ليلي وأطعمها
....................... ومن فؤادي مناحاتٍ وأسقيها
وأسألُ الدوحَ : ما فعلَتْ مطوقةٌ
....................... قد طُوقتْ وغدتْ في كفِّ راميها
هل الرُّصافةُ تدري بالمَها نفرتْ
....................... عنها وما دارةٌ بالكرخِ تؤويها ؟
ما عادَ في شطها تلهو مراكبُهـا
....................... ولا على موجِها تزهو ملاهيهـا
سألتُ عن روضِها الآتينَ من بلــدي ؟
....................... فكانَ رائدُهم يبكي ويَرويهـا :
ما راحَ بلبلُها الفتانُ يطربُـهُ
....................... إلا وأوّهَهُ بالحزنِ تأويهــا
بغدادُ.. يا جبهةَ الدنيا وغرتَها
....................... نفسي الفداءُ ليومٍ في مغانيها
واللهِ ما سكنتْ روحي بغربتِها
....................... يوماً ولا ليلةً في غيرِ (طاريها)
اللهُ ! كم خفقتْ في الصدرِ أجنحةٌ
....................... أدمتْ قوادمَها حمّى خوافيها
ولَجَّ في كَلَفٍ قلبٌ وأضلعُهُ
....................... من طولِ ما خفقتْ أحفتْ حوافيها
إني لأجلسُ في تطوانَ آمنةً
....................... نفسي ولكنّما الذكرى تناجيها
ماذا بقائي بأرضٍ خابَ سائلُها
....................... والناسُ معرضةٌ قد شحَّ معطيها
لمِّي الأثاثَ وبيعيهِ بلا ثمنٍ
....................... روحي إلى أرضِها قد ضَجَّ حاديها
من للأراملِ ضاعتْ في حمى بلدي ؟
....................... ودمعةِ اليُتمِ من يُشكي بواكيها ؟
من للسجينِ يقاسي القيدَ من زمنٍ ؟
....................... من للشريدِ مضاعاً في نواحيها ؟
من للجريحِ وقد عزّتْ ضمادتُهُ ؟
....................... من للضحايا تنادي في حواريها ؟
من للفقيرِ وللجوعان ؟ من لهما ؟
....................... كيف السبيلُ وحاميها حراميها ؟
في أرضِنا اليومَ آهاتٌ وأدعيةٌ
....................... وأدمـعٌ لا تني تجـري مآقيها
لو أنّ بعضَ دعاوى الناسِ قد سُمعتْ
....................... لدمَّرَ اللهُ ما فيها ومن فيها
هذا وإخوانُنا من الخليجِ إلى الـ
....................... ـمحيطِ يا قومٍ حاضرَها وباديها
كأنّ بغدادَ لا تعنيهمو أبداً !
....................... ولا العراقُ ولا منهم أهاليها !
كأنّ بغدادَ ما كانتْ أوائلُها
....................... ولا أواخرُها غوثاً لمُقويها
كأنها لم تكنْ قطبَ الوجودِ ولا
....................... يوماً بها دارتِ الأفلاكُ تنويها
كأنها لم تكنْ غيثاً سحابتُهُ
....................... كانَ الرشيدُ إذا مرّتْ يناجيها :
"لا تُمطري ههنا أو أمطري إنما
....................... خيراتكِ حيثُما حلتْ سنَجبيها"
حالَ الزمانُ وما زالتْ عوارفُها
....................... آناً فآناً إلى الراجينَ تُزجيها
واللهِ ما نسيتْ أسوانَ في عدةٍ
....................... ولا جنينَ وقد عادتْ عواديها
لنا لبغدادَ للفرسانِ صائلةً
....................... فيها شواخصُ تَروي عزَّ ماضيها
واسألْ بغزةَ عن بغدادَ كيفَ قضتْ
....................... رغمَ النوائبِ إلا أن تواسيها
قامتْ على جُرحها تمشي مكابرةً
....................... كيما توفّي عهوداً قلَّ مُوفيها
بغدادُ! ما أنتِ ؟ ما هذا الشموخُ ؟ وما
....................... سرُّ العطاءِ وقد جفَّتْ سواقيها ؟!
وخانكِ القومُ والأيامُ مدبرةٌ
....................... وما دروا أننا يوماً سنلويها
راحوا لطهرانَ حبواً دونما خجلٍ
....................... واصطفّ خالدُهمْ في صفِّ راشيها
واللهِ لن تفلحوا ما دامَ مرشدُكمْ
....................... من كانَ عائشةً بالرجسِ يرميهـا
لا أرشدَ اللهُ من سبَّ الصحابَ ومـنْ
....................... قال : "الإمامةُ أصلُ الدينِ" يَفريها
كلا .. ومن حاربَ التوحيدَ في صلفِ
....................... وعطّلَ الآيَ بـ(الآياتِ) تسفيها
يا قومُ ! هذي جيوشُ الفرسِ قد ذبحتْ
....................... بغدادَ!أم لم تروا منْ ذُبِّحوا فيها ؟!
حقاً لقد عمِيتْ أبصارْكمْ وغدتْ
....................... أسماعُكم حجراً ، ما نفعُ مُصغيها ؟
بلى ستشرقُ أقماري وإن طُمستْ
....................... وتنجلي غمةٌ كنا نُقاسيها
ويُظْهِرُ الموجُ عندَ الفجرِ أشرعتي
....................... يوماً وإن بعِدتْ عنا مراسيها
بغدادُ لا تزعلي واللهِ ما رضِيَتْ
....................... نفسي البعادَ لأمرٍ عنكِ يُلهيها
لولا انتظاري لغاياتٍ أحققُها
....................... لم أبقَ في غربتي أقتاتُ ماضيها
هذا ولولا مخافي اللهَ أرقُبُهُ
....................... لعفتُ في غربتي الدنيا وما فيها
وعجتُ في لهَفٍ أهفو إلى بلدي
....................... حتى يلامسَ جلدي تُربَ ناديها
لكنَّما قصةٌ في الآيِ منزلةٌ
....................... ما زالَ قارئُها يتلو ويُقريها
ذو النونِ والرِّحلةُ المذمومُ سالكُها
....................... والحوتُ ينتظرُ الباغي يُحاكيها
هي التي كلما ندّتْ مغاضبةً
....................... نهَيتُها فانتهتْ نفسي لناهيها
يا صاحبي في الهوى العذريِّ موعدةً
....................... منكم إلينا ولو بالوهمِ تزجيها
هل لي إلى حيّنا من عودةٍ ؟ وإلى
....................... ملاعبٍ في الصبا قد كنتُ آتيها
ورفقةٍ في حنايا الصدرِ قد سكنَتْ
....................... يا ربِّ رحماكَ بي أن لا أُلاقيها
بقلم د.طه حامد الدليمي
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي