الى سمو الأميرة

اليوم كنت في السوق ذهبت لاشتري بعض الاغراض,وتوقفت ومعي صديقي الوحيد ,ولانه يفهمني لم يسألني لماذا توقفت ,فسار بعض الشيء للامام بعيدا عني وتوقف ينتظرني. كدت اقع على الارض مغشياً علي, هذه الحالة تراودني كلما نزلت الى السوق ولهذا تراني قل وما ندر ان اذهب هناك.
امرأة جاوزت الستين من عمرها تفترش الارض فوق قطعة من الكرتون وفوقها مظلة صغيرة معلقة على الحاجز الحديدي الذي تَركِ ظهرها عليه لتقيها حر الشمس ,ومن سيقيها من نار العيون الساخرة؟ عباءة سوداء تقول انا الشموخ, والعفة انا,وان بعت على الرصيف فاني لن اتنازل عن شرفي وهويتي ولن اقبل الا ما احله الله ,وتذكرتك وتذكرت نبلك وكيف ان سموك ما كنتي لتقبلين هذا الشيء,تذكرت كيف انك يوما اخذتي بيد عجوز سبعيني وسألتيه " كم يلزمك من المال كي لا تجلس هنا مرة اخرى يا عم",وكيف ان العجوز لم يصدق وقام يدعي وهو يرقص فرحا ,النبل الذي علمتني اياه رغم انكِ اصغر مني سنا يجعلني اشعر انه انا ذلك هو الصغير امامك, فكيف تطلبين مني ان اشبهك بنساء هذا العصر؟ لا والله هذا اجحاف لك وكفر بالتاريخ الذي لطالما اتصف بالعدالة. فانتي اميرة ولا اقول ملكة لانك تحبين التواضع